يعتبر المؤشر الجلايسيمي (بالإنجليزية Glycemic Index) أو مؤشر نسبة السكر أو المؤشر السكري هو نظام لتصنيف الأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات على مقياس يتراوح من 0-100، وفقاً لمدى رفع مستويات سكر الدم (الغلوكوز) عند تناولها.
حيث يمكن أن تؤدي بعض الأطعمة إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم بسرعة كبيرة، فعلى سبيل المثال تتحول الأغذية التي تحتوي على الكربوهيدرات مثل السكريات المتكررة والخبز بسهولة إلى غلوكوز داخل الجسم، بينما تهضم الكربوهيدرات الموجودة في الخضار والحبوب الكاملة ببطئ.
عند تناول الطعام الذي يحتوي على سكر وخاصة الكربوهيدرات، ترتفع نسبة السكر في الدم، بالمقابل تبدأ خلايا البنكرياس بافراز هرمون الانسولين الذي يحمل الجلوكوز ويدخله إلى داخل الخلايا، ليتم استخدامه كمصدر للطاقة، وبالتالي فإن تناول الكثير من الكربوهيدرات سهلة الهضم (ترفع سكر الدم بسرعة) يعطي فرصة أقل للجسم لإفراز الأنسولين بالكميات المناسبة مما يؤدي إلى صعوبة السيطرة على نسبة السكر في الدم.
تعتبر الأطعمة مرتفعة المؤشر الغلايسيمي (بالإنجليزية: Bad carbs) هي أطعمة سريعة الهضم والامتصاص والاستقلاب داخل الجسم، كما أنها تؤدي إلى تقلب ملحوظ في مستويات سكر الدم، أما الأطعمة ذات المؤشر الغلايسيمي المنخفض (بالإنجليزية: Good Carbs) فتؤدي إلى تقلب بسيط في مستويات سكر الدم ومستويات الأنسولين، بالإضافة إلى اعتبارها واحدة من أسرار المحافظة على الصحة على المدى الطويل، فهي تحد من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، وتعتبر أيضاً أحد مفاتيح التخلص من الوزن الزائد.
من الممكن أن يتغير مؤشر نسبة السكر GI، والذي يعتبر رقماً متغيراً اعتماداً على عدة عوامل، منها:
تصنف الأطعمة على أنها مرتفعة المؤشر الجلايسيمي إذا كان مؤشرها 70 أو أعلى، وتشمل هذه الأطعمة الخبز الأبيض، والبطاطا الحلوة والعادية، والكعك، والمشروبات الغازية، والعسل. أما الأطعمة التي يكون مؤشرها من 56-69 فتعتبر أغذية متوسطة المؤشر الجلايسيمي، مثل الموز، والأناناس، وبعض أنواع الآيس كريم، والخبز الأسمر.
وتكون الأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي إذا كان مؤشرها أقل من 55، وتشمل الحليب الخالي من الدسم، والفاصوليا، والجزر، والشوفان، والمكسرات، والأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون، لأنها تبقى مدة أطول في المعدة ليتم هضمها وامتصاصها إلى الدورة الدموية، وبذلك يكون لدى البنكرياس الوقت الكافي لإفراز الأنسولين بحيث لا ترتفع نسبة الجلوكوز في الدم بشكل كبير.
قد تضع بعض محلات بيع الخضراوات لافتة بجانب كل نوع تبين مؤشر نسبة السكر فيه، فمثلًا يكون المؤشر الغلايسمي للبطاطا 85 تقريبًا، وباستثناء البطاطا، فإن معظم الخضراوات تحتوي على مؤشر جلايسيمي منخفض، أو متوسط. وفيما يلي أمثلة على المؤشر الجلايسيمي للخضار:
على الرغم من أن الفاكهة لديها مؤشر جلايسيمي أعلى من الخضروات إلا أن العديد منها لديه مؤشر جلايسيمي منخفض وتزود الجسم بالطاقة لاحتوائها على الألياف مما يؤدي إلى إبطاء عملية الهضم. يمكن أن تساعد الفاكهة منخفضة الكربوهيدرات في السيطرة على الشهية وتأخير الشعور بالجوع والمساعدة في المحافظة على الوزن الصحي.
من الأمثلة على الفاكهة التي تمتلك مؤشر جلايسيمي منخفض أو مرتفع ما يلي:
أما حول المؤشر الجلايسيمي للبقوليات فإن:
فيما يلي المؤشر الجلايسيمي للحليب ومشتقاته:
قد تعد الوجبات الخفيفة اطعمة ذات مؤشر جلايسيمي عالي، حيث أن:
إن لكل نوع من أنواع السكر مؤشر جلايسيمي خاص به، حيث أن:
يُنصح عادة بتجنب تناول كميات كبيرة من الأطعمة ذات معدل GI مرتفع ولكن، إذا كان للفاكهة أو للخضراوات مؤشر جلايسيمي مرتفع، فهذا لا يعني أن يمتنع الشخص عن تناولها، فعند الجمع في وجبة بين البروتين والدهون والأطعمة ذات المؤشر الغلايسيمي المنخفض وأخرى ذات المؤشر الغلايسيمي المرتفع، فإن عملية الهضم للأطعمة ذات المؤشر الغلايسيمي المرتفع تصبح أبطأ.
على سبيل المثال، إذا كان الشخص يريد أن يتناول على العشاء بعض من البطاطا المشوية، عليه أن يتأكد من موازنة الوجبة مع طعام ذو مؤشر جلايسيمي منخفض، مثل البروكلي، وبعض الأسماك، والأفوكادو.
تحتوي العديد من الأطعمة التي تشكل جزءاً من النظام الغذائي الصحي على مؤشر جلايسيمي منخفض، مثل:
عندما يعتمد الشخص في نظامه الصحي بشكل أساسي على الأطعمة الطازجة غير المصنعة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، فبطبيعة الحال، سيختار الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من السكريات، ويمكن أن يساعده المؤشر الجلايسيمي في توجيهه نحو خيارات صحية عندما يحتاج إلى إرشادات غذائية.
فيما يلي بعض الأفكار حول وجبات خفيفة منخفضة المؤشر الجلايسيمي يمكن للشخص تناولها عند شعوره بالجوع:
إذا كان الشخص مصاب بداء السكري، فإن إتباع نظام غذائي منخفض المؤشر الجلايسيمي يمكن أن يساعده في إدارة حالته الصحية، وسواء كان الشخص يعاني من مرض السكري أم لا، فإن اتباع نظام غذائي منخفض المؤشر الجلايسيمي سيساعده في المحافظة على وزنه الصحي والتحكم في مستويات السكر في الدم، ومن فوائد اتباع نظام غذائي منخفض المؤشر الغلايسيمي ما يلي:
يعد مرض السكري مرضًا معقدًا يصيب ملايين الأشخاص حول العالم، حيث لا تستطيع أجسادهم تكسير السكريات بشكل فعال، مما يجعل من الصعب الحفاظ على مستويات السكر في الدم.
ومع ذلك، يساعد التحكم الجيد في سكر الدم عن طريق الحميات الغذائية على منع وتأخير ظهور المضاعفات، بما في ذلك أمراض القلب والسكتة الدماغية وتلف الأعصاب والكلى، بالإضافة إلى أن أن هناك عدد من الدراسات تشير إلى أن النظم الغذائية منخفض المؤشر الجلايسيمي GI فعالة في الحد من مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري.
نظرت إحدى الدراسات التي أجريت على ما يقارب 3000 شخص مصاب بداء السكري على تأثيرات النظم الغذائية المنخفضة والعالية في المؤشر الجلايسيمي بمعدلات سكر التراكمي (بالإنجليزية: HbA1c) لدى المشاركين، حيث تعتبر مستويات هذا الجزيء في الدم هي مقياس متوسط لمستويات سكر الدم على مدى ثلاثة أشهر.
أوضحت الدراسة أن مستويات HbA1c كانت أقل بنسبة 6-11٪ عند أولئك المرضى الذين يستهلكون حميات ذات مؤشر جلايسيمي منخفض (58-79)، مقارنة مع المرضى الذين يستهلكون حميات ذات مؤشر جلايسيمي مرتفع (86-112)، وبعبارة أخرى، ارتبطت الحميات الغذائية منخفضة المؤشر الجلايسيمي بخفض مستويات السكر في الدم على المدى الطويل.
وقد أفادت عدد من الدراسات أن اتباع نظام غذائي مرتفع المؤشر الجلايسيمي GI قد يزيد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع 2 بنسبة 840%.
أما بالنسبة لسكري الحمل فيوصي الاتحاد الدولي لأمراض النساء والتوليد بالتركيز على الأطعمة منخفضة المؤشر الغلايسيمي، حيث يقول الباحثون: "ترتبط الحميات الغذائية منخفضة مؤشر نسبة السكر بانخفاض عدد مرات استخدام الأنسولين وانخفاض وزن المواليد مقارنة بالحميات التي اتبعتها المجموعة المرجعية، مما يشير إلى أن تلك الحميات هي الأنسب للنساء المصابات بسكري الحمل".
[1] Kendall K. Morgan. How to use the glycemic index Retrieved on the 12th of October, 2024. [2] Daisy Coyle, APD. A Beginner’s Guide to the Low Glycemic Diet. Retrieved on the 12th of October, 2024. [3] Rachael Ajmera, MS, RD. Glycemic Index: What It Is and How to Use It. Retrieved on the 12th of October, 2024. [4] Glycemicindex.com. Glycemic Index. Retrieved on the 12th of October, 2024. [5] Nutritionsource.hsph.harvard.edu. Carbohydrates and Blood Sugar. Retrieved on the 12th of October, 2024. [6] Healthline.com. Diabetes Nutrition Guide: Understanding the Glycemic Index. Retrieved on the 12th of October, 2024. [7] Debra Manzella, RN. Glycemic Index Chart for Common Foods. Retrieved on the 12th of October, 2024. [8] Michelle Saari RD MSc. Glycemic Index Sweeteners Chart. Retrieved on the 12th of October, 2024. [9] Brand-Miller, J., Hayne, S., Petocz, P., & Colagiuri, S. (2003). Low–Glycemic index diets in the management of diabetes. Diabetes Care, 26(8), 2261–2267. https://doi.org/10.2337/diacare.26.8.2261. [10] Moses, R. G., Barker, M., Winter, M., Petocz, P., & Brand-Miller, J. C. (2009). Can a Low–Glycemic index diet reduce the need for insulin in gestational diabetes mellitus? Diabetes Care, 32(6), 996–1000. https://doi.org/10.2337/dc09-0007.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.