تحليل وظائف الكلى

قد يكون الشخص مصابًا بمرض مزمن في الكلى دون أن يدري، إذ لا تكون أعراض اضطرابات ومشاكل الكلى واضحة في المراحل المبكرة من المرض، وهذا أمرٌ خطير؛ لأن الحالة تزداد سوءًا بمرور الوقت وتأخر العلاج. [1]

وهنا تبرز أهمية إجراء تحليل وظائف الكلى (بالإنجليزية: Kidney Function Test)، والذي يضم مجموعة من فحوصات الدم والبول التي تقيّم مدى كفاءة عمل الكليتين، تعرف عليها في هذا المقال. [2] 

اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع

رموز تحليل وظائف الكلى

صحيحٌ أنّ الطبيب هو المسؤول عن تفسير نتائج تحليل وظائف الكلى، إلا أنّ فهم رموز هذه التحليل مهمٌ؛ ليعرف المريض نوع التحليل الذي طلبه الطبيب، والخطوات الصحيحة للتحضير له، ويُوضح الجدول الآتي رموز تحليل وظائف الكلى: [4][6]

أنواع اختبارات وظائف الكلى

تشمل تحاليل وظائف الكلى الفحوصات الآتية:

تحليل البول (Urinalysis)

يكشف عن وجود البروتين أو الدم في البول، وتتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور البروتين في البول، ولكن ليس بالضرورة أن يكون المسبب مرضيًا. [3]

يمكن أن تزيد العدوى من نسبة البروتين في البول، كذلك تفعل ممارسة التمارين الرياضية الشاقة، لذلك قد يطلب الطبيب تكرار تحليل البول (بالإنجليزية: Urinalysis) بعد مرور عدة أسابيع لمعرفة مدى التشابه بين النتيجتين. [3]

ويقيّم تحليل البول أيضًا لون ودرجة حموضة البول وعكورته، كما يكشف عن وجود: [12]

• الترسبات، والتي قد تدل على الإصابة بالحصى.
• خلايا الدم البيضاء، والتي تشير إلى وجود التهاب أو عدوى.
• السكر؛ الذي يدل على الإصابة بمرض السكري.
• البكتيريا.

ومع أنّه يُمكن إجراء هذا النوع من فحص الكلى في المنزل، إلا أنّ نتائجه تكون أقل دقة في هذه الحالة. [12]

قياس نسبة الكرياتينين في الدم (Serum creatinine)

تعمل الكلى على تصفية الكرياتينين (بالإنجليزية: Creatinine) من الدم في البول، ولا تعيد امتصاص أي جزء منه تقريبًا، والكرياتينين هو أحد الفضلات التي يُنتجها الجسم بشكلٍ طبيعي. [3]

يعتبر قياس الكرياتينين في الدم أسهل طريقة لتقييم وظائف الكلى، ووفقًا لمؤسسة الكلى الوطنية، إذا كان مستوى الكرياتينين أعلى من 1.1 ملغ/ ديسيلتر للنساء وأعلى من 1.3 ملغ/ ديسيلتر للرجال فهذه إشارة على وجود مشكلة في الكلى. [3][4]

قياس معدل الترشيح الكبيبي (eGFR)

من الاختبارات التي تجرى لتقييم وظائف الكلى تحليل معدل الترشيح الكبيبي (بالإنجليزية: Glomerular Filtration Rate - GFR) أو معدل الترشيح الكلوي، والذي يقيس مدى كفاءة الكليتين في تصفية الفضلات، ويحدد الاختبار معدل الترشيح من خلال العوامل الآتية: [3]

• نتائج الاختبار، تحديدًا مستويات الكرياتينين.
• العمر.
• الجنس.
• الطول.
• الوزن.

ويشك الطبيب بالإصابة بمرض الكلى إذا كانت نتيجة فحص (eGFR) أقل من 60 ملليلتر/ دقيقة/1.73متر مربع. [3]

تحليل مستوى نيتروجين يوريا الدم (BUN)

فحص نيتروجين يوريا الدم (بالإنجليزية: Blood Urea Nitrogen - BUN) هو تحليل دم يقيس مستوى نيتروجين اليوريا، وهو إحدى الفضلات التي تنتج عن تكسير البروتين في الجسم، وعند الإصابة باضطرابٍ في الكلى يرتفع مستوى نيتروجين اليوريا في الدم، بدلًا من طرحه خارج الجسم. [5]

لكن يمكن لأسباب أخرى أن تؤدي إلى ارتفاع مستوى اليوريا في الدم، مثل العلاج بالأسبرين أو استخدام بعض المضادات الحيوية. [3]

تحليل نسبة الألبومين إلى الكرياتينين في البول (uACR)

يقيس هذا الفحص كمية الألبومين (البروتين) والكرياتينين في البول، ففي الحالات الطبيعية تمنع الكلى تسرب الألبومين إلى البول، وتُخرج فضلات الكرياتينين فقط، وبناءً على ذلك يجب أن تكون كمية الألبومين في البول قليلة جدًا أو معدومة. [6]

وتحسب نسبة uACR بقسمة كمية الألبومين في البول على كمية الكرياتينين، وتكون النسبة طبيعية إذا كانت أقل من 30 ملليغرام/غرام، وكلما كانت أقل كان ذلك أفضل، أمّا إذا كانت النسبة 30 ملليغرام/غرام أو أكثر، فهذا قد يدل على مشكلة في الكلى وتسرب البروتين في البول. [6]

تحليل سيستاتين سي (Cystatin C)

السيستاتين سي (Cystatin C) هو بروتين تنتجه خلايا الجسم، ويتخلص منه الجسم عبر الكلى مثل الكرياتينين، ويمكن استخدامه لتقييم مدى كفاءة الكلى في تصفية الفضلات، لكنه يُستخدم بصورة أقل من فحص الكرياتينين، كما قد يكون أكثر تكلفة، وبشكل عام، كلما كان تحليل سيستاتين سي أقل، كان ذلك أفضل. [6]

فحص جمع البول لمدة 24 ساعة (24-hour urine collection)

يُستخدم لتقييم مشكلات الكلى مثل حصى الكلى أو التهاب كبيبات الكلى، وخلاله جمع البول في وعاء خاص لمدة يومٍ كامل، وهذا الفحص أقل استخدامًا من تحليل البول العادي الذي يتطلب عينة صغيرة فقط، لكن يُطلبه الطبيب عادة إذا كانت نتائج الفحوصات الأخرى غير طبيعية. [6]

دواعي إجراء تحاليل وظائف الكلى

يستخدم تحليل وظائف الكلى لتقييم كفاءة وظائف الكلى، وتلعب الكلى دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الجسم؛ فهي تنقي الدم من السموم والفضلات، وتطرحها خارج الجسم عبر البول، وتساعد أيضًا على تنظيم توازن السوائل والمعادن في الجسم ، فهي مهمة أيضًا لإنتاج: [2][7]

• فيتامين د.
• خلايا الدم الحمراء.
• الهرمونات التي تنظم ضغط الدم.

ويُمكن أن يطلب الطبيب فحص وظائف الكلى في الحالات الآتية: [2][7]

• مراقبة وظائف الكلى عند الإصابة بحالات مرضية تُؤثر عليها، مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، أو استخدام أدوية تؤثر في عمل الكلى.
• ظهور أعراض قد تشير إلى وجود مشكلة في الكلى، مثل:
  
  • دم في البول.
  • كثرة أو قلة التبول.
  • ألم عند التبول.
  • صعوبة بدء تدفق البول.
• تقييم استجابة الجسم للعلاج عند تشخيص مرض الكلى.

التحضير لتحليل وظائف الكلى

لا يتطلب تحليل وظائف الكلى أي تحضيرات مسبقة، ويمكن إجراؤه في أي وقت خلال اليوم دون الحاجة إلى الصيام (إلا طلب الطبيب ذلك)، أما بالنسبة لفحص البول، فمن الأفضل إجراؤه في الصباح الباكر إن أمكن، ويجب إبلاغ الطبيب بجميع الأدوية والمكملات التي يتناولها المريض؛ فهي قد تُؤثر على نتائج الفحص. [8]

نسبة وظائف الكلى الطبيعية

توضّح نتائج تحليل وظائف الكلى ما إذا كانت الكلى تعمل بشكل طبيعي أم لا، وتتضمن أبرز النتائج:

الكرياتينين

يكون المستوى الطبيعي لفحص الكرياتينين لدى الرجال 0.7 - 1.3 (ملليغرام/ ديسيلتر)، أما لدى النساء يتراوح المستوى الطبيعي بين 0.6 - 1.1 (ملليغرام/ ديسيلتر). [4]

معدل الترشيح الطبيعي للكلى (eGFR)

يُوضح الجدول الآتي نتائج فحص (eGFR) ودلالتها: [4]

وعلى الرغم من أن مستوى معدل الترشيح الطبيعي عند البالغين هو أكثر من 90، إلا أنه يتراجع مع التقدم في العمر، حتى بدون وجود أمراض الكلى، ويُوضح قيم متوسط ​​GFR حسب العمر: [9]

نسبة الألبومين إلى الكرياتينين في البول (uACR)

تكون نتيجة الفحص طبيعية إذا كانت أقل من 30، لكن بشكل عام كلما كان الرقم أقل كان أفضل. [10]

نيتروجين اليوريا في الدم (BUN)

يتراوح المعدل الطبيعي لنيتروجين اليوريا في الدم بين 7 - 20 (ملليغرام/ ديسيلتر)، لكن من الضروري أخذ عوامل مثل العمر والحالة الصحية بعين الاعتبار. [11]

أعراض ارتفاع وظائف الكلى

قد لا تظهر أي أعراض في المراحل المبكرة من ارتفاع وظائف الكلى (ضعف وظائف الكلى)، وهذا أمر خطير؛ لأن الحالة تزداد سوءًا بمرور الوقت دون أن يدرك المريض ذلك، وفي المراحل المتقدمة من أمراض الكلى قد تظهر الأعراض الآتية: [1]

• ازدياد أو انخفاض عدد مرات التبول.
• التقيؤ.
• وجود رغوة في البول.
• التورم خاصة في الكاحلين، أو الانتفاخ حول العينين.
• الشعور بالتعب وصعوبة في التنفس.
• عدم الرغبة بالأكل.
• فقدان أو ضعف حاسة التذوق.
• الشعور بتقلصات في العضلات، وخاصة في الساقين.
• جفاف وحكة في الجلد.
• عدم القدرة على النوم.
• فقدان الوزن دون سبب واضح.

لذلك، عند ظهور هذه الأعراض يجب على المريض مراجعة طبيب فورًا لإجراء تحليل وظائف كلى. [1]

أسباب ارتفاع وظائف الكلى

يشير انخفاض معدل الترشيح الكلوي (eGFR) وارتفاع الكرياتينين في الدم إلى ضعف في وظائف الكلى، ومن أبرز الأسباب: [8]

• السكري (النوع الأول أو الثاني).
• ارتفاع ضغط الدم.
• التهاب الكلى.
• انسداد المسالك البولية، مثل حصى الكلى.
• انخفاض تدفق الدم إلى الكلى بسبب:
  
  • الصدمة.
  • الجفاف.
  • فشل القلب الاحتقاني.
  • تصلب الشرايين.
  • مضاعفات السكري.
• أدوية معينة، مثل:
  
  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
  • بعض المضادات الحيوية.
  • الليثيوم.
  • بعض الأعشاب الصينية أو السموم.
• مرض الكلى متعدد الكيسات (بالإنجليزية: Polycystic kidney disease).
• التهاب كبيبات الكلى (بالإنجليزية: Glomerulonephritis).

علاج ارتفاع وظائف الكلى

بدايةً، يُحدد الطبيب سبب نتيجة تحليل الكلى غير الطبيعية، على سبيل المثال، يمكن أن تتدهور حالة الكلى كأحد مضاعفات مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، وفي هذه الحالة قد يوصي الطبيب: [3]

• تعديل جرعات الأدوية أو تغيير بعضًا منها.
• تغيير النظام الغذائي الخاص بالمريض.
• إجراء فحص وظائف الكلى بشكل دوري.

أمّا إذا كانت الحالة مزمنة ومستمرة؛ فإن العلاج يُركز على منع تدهور الكلى ومنع الإصابة بمضاعفات، وفي حال توقفت الكليتين عن العمل، يُمكن أن يلجأ الطبيب لغسيل الكلى؛ حيث تقوم آلة بترشيح دم المريض واستخلاص الفضلات منه، وقد تكون زراعة الكلى خيارًا ضروريًا في بعض الحالات. [3]