يعد لقاح الطاعون (بالإنجليزية: Plague Vaccine)، وسيلة سهلة للحماية من الإصابة ببكتريا اليرسينية الطاعونية (بالإنجليزية: Yersinia Pestis)، وهي المسببة لمرض الطاعون، والذي يتكون من 3 أشكال، وهي الطاعون الدبلي، والرئوي، والإنتاني، ويعد النوع الرئوي هو الأكثر خطورة.
ويصيب الطاعون القوارض كعدوى طبيعية، ويمكن أن تظهر في البشر نتيجة التعرض للقوارض البرية والبراغيث المصابة، أو الحيوانات البرية أو الأليفة المصابة أيضاً ولكنها أقل شيوعاً، وينتج الطاعون الوبائي عندما تصاب مجموعات من تلك القوارض بالعدوى.
أكتشف العالم الكسندر يرسن اللقاح ضد الطاعون عام 1896، وقد استخدمت اللقاحات منذ أواخر القرن التاسع عشر، ولكن لم تقاس فعاليتها بدقة، ولكن من الجدير بالذكر أن التطعيم قلل من حدوث وشدة الطاعون الدبلي، ولكن لم تحدد درجة الحماية من الطاعون الرئوي.
اقرأ أيضاً: أسباب الطاعون الدملي وطرق علاجه
تعد الإصابة بالطاعون في البشر نادرة في معظم أنحاء العالم؛ وبالتالي لا داعي لاستخدام اللقاح إلا للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة به مثل حماية المسافرين إلى المناطق التي توجد بها حالات، ولكن لا داعي له إن كان السفر مقصوراً على المناطق الحضرية ذات الإقامة الفندقية الحديثة.
ومن الجدير بالذكر ضرورة تعاطي لقاح الطاعون في الحالات التالية:
للمزيد: اللقاحات و المطاعيم خطوة هامة للاستعداد للحج
يعد اللقاح ضد الطاعون أمر بالغ الأهمية من أجل الحماية على المدى الطويل، وفي حالة وجود مقاومة من المضادات الحيوية، وبدأ تطوير اللقاحات عام 1897؛ إذ وجد أن البكتيريا المقتولة بالحرارة تحمي الأرانب من العدوى، وبالتالي اختبر في البشر في الهند، وقد قلل من معدل الإصابة والوفيات.
ومع الجهود المستمرة طور الجيش الأمريكي عام 1939 لقاح من البكتيريا المقتولة بالفورمالين، وكان أول لقاح ضد الطاعون مرخص من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للاستخدام البشري في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ووجد أن لقاح البكتيريا المقتولة بالفورمالين تحمي من الطاعون الدبلي، ولكنها تسبب ردود أفعال سلبية خاصة بعد الجرعة المعززة، بالإضافة إلى فشلها في حماية الفئران والرئيسيات غير البشرية والبشر من الطاعون الرئوي، ولا يزال يستخدم للبحث فقط في المملكة المتحدة.
وتوجد بعض لقاحات الطاعون بالفعل، ولكنها تمتلك بعض العيوب الخطيرة؛ إذ طور لقاح من البكتيريا الحية الموهنة في عام 1931، ولا يزال يستخدم ويتوافر تجارياً في روسيا، ولكن مع نهاية القرن العشرين، نادراً ما يستخدم هذا النوع خارج روسيا بسبب ردود الأفعال السلبية الكبيرة.
كما يستخدم لقاح آخر في المناطق الموبوءة مثل الصين والاتحاد السوفيتي سابقاً، ولكنه غير مرخص من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية؛ لاحتمالية تسببه في حدوث آثاراً جانبية خطيرة مثل الحمى والصداع.
وعلى الرغم من التقدم الكبير في تطوير لقاحات فعالة وآمنة للبشر ضد الطاعون، لا يوجد أي لقاح ضد الطاعون مرخص في الأسواق التجارية حتى الآن.
للمزيد: كيف انتهت خمسة من اسوأ الاوبئة تاريخيا؟
نذكر فيما يلي بعض تطورات اللقاح ضد الطاعون مثل:
نعم، توجد بعض التفاعلات بين اللقاح ضد الطاعون وبعض الأمراض، والتي تصنف على أنها من النوع الخطر، وفيما يلي نذكر أشهرها.
من الأفضل أن يؤخذ اللقاح عندما يكون الإنسان بصحة جيدة، ولا توجد أى عدوى سواء كانت بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية؛ لتجنب ظهور أي ردود أفعال غير محبذة، أو فشل اللقاح.
ولكن توجد بعض الحالات التي لا تمنع أخذ اللقاح مثل المعاناة من الأمراض الحادة الخفيفة، خاصة إن كانت اللقاح مفيداً وضرورياً؛ لأن في تلك الحالة عادة لا تظهر تلك الردود، ولا تقل فاعلية اللقاح، ولكن في حالة المعاناة من الأمراض المتوسطة أو الشديدة، يفضل تجنب لقاح الطاعون حتى التعافي.
وبالتالي تقيم الحالة بناءاً على شدة أعراض المرض وأسبابه، مع الأخذ في الاعتبار الفوائد مقابل المخاطر التي يتعرض لها المريض.
اقرأ أيضاً: المطاعيم الروتينية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية للاطفال
يمكن أن يؤدي الحقن العضلي للقاح الطاعون في حالة المعاناة من مشاكل في تخثر الدم مثل اعتلال الصفيحات الدموية أو نقص الصفائح الدموية إلى حدوث النزيف والأورام الدموية، وتزيد خطورة ذلك في حالة قلة الصفائح الدموية عن 50000 لكل مللي متر مكعب، ويمكن تقليل ذلك من خلال التطعيم مباشرة بعد أخذ العامل البديل، واستخدام إبرة ذات سن صغيرة، بالإضافة إلى الضغط المباشر على مكان الحقن لمدة دقيقتين على الأقل.
قد لا تظهر النتائج المتوقعة من الأجسام المضادة في حالة تعاطي اللقاح عند المعاناة من نقص المناعة مثل حالات عدوى فيروس نقص المناعة البشرية، أو قلة المناعة بسبب تناول الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات.
تعد الجرعة المعتادة للبالغين والأطفال من اللقاح ضد الطاعون هي 1 مللي للحقن العضلي، تليها 0.2 مللي بعد شهر، ثم 0.2 مللي كجرعة ثالثة بعد مرور 5 أشهر من تعاطي الجرعة الثانية، ويمكن تعاطي 0.2 مللي جرعة معززة من فترات تتراوح من عام إلى عامين في حالة استمرار التعرض للمرض.
Drugs. Plague vaccine Disease Interactions. Retrieved on the 16th December, 2020, from: https://www.drugs.com/disease-interactions/plague-vaccine.html Drugs. Plague Vaccine Dosage. Retrieved on the 16th December, 2020, from: https://www.drugs.com/dosage/plague-vaccine.html Nature. Flagellin adjuvanted F1/V subunit plague vaccine induces T cell and functional antibody responses with unique gene signatures. Retrieved on the 16th December, 2020, from: https://www.nature.com/articles/s41541-020-0156-y#Sec10 Lydia Zuraw. In Search Of A Vaccine To Vanquish The Plague. Retrieved on the 16th December, 2020, from: https://californiahealthline.org/news/in-search-of-a-vaccine-to-vanquish-the-plague/ Rachael Rettner. 3 New Vaccines Against 'Black Death' Plague Bacteria Show Promise. Retrieved on the 17th December, 2020, from: https://www.livescience.com/56483-vaccines-plague-bacteria.html Sciencedirect. Plague history: Yersin’s discovery of the causative bacterium in 1894 enabled, in the subsequent century, scientific progress in understanding the disease and the development of treatments and vaccines. Retrieved on the 17th December, 2020, from: https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1198743X14608582#:~:text=Credit%20for%20discovering%20the%20bacterial,a%20deadly%20epidemic%20%5B32%5D. NCBI. Chapter 12 Plague vaccines: status and future. Retrieved on the 17th December, 2020, from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6559729/ CDC. Plague Vaccine. Retrieved on the 17th December, 2020, from:
خريجة كلية صيدلة جامعة القاهرة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وأستمتع بالبحث عن الدليل العلمي من المصادر الموثوقة، وكتابة المقالات الطبية بأسلوب سلس وبسيط، وهدفي توصيل المعلومات الطبية الموثوقة للقاريء العربي بلغة بسيطة ومفهومة في ظل انتشار المعلومات غير الدقيقة.