استئصال نصف الكرة المخية هو إجراء جراحي جذري يتضمن إزالة كاملة أو جزئية لنصف الكرة المخية المتأثرة أو فصله تمامًا عن نصف الكرة المخية الطبيعي. وهو من أنجح العمليات في وقف النوبات في المرضى الذين تم اختيارهم لإجراء هذه الجراحة.
أجرى الدكتور والتر داندي أول عملية لاستئصال نصف الكرة المخية في عام 1928 لعلاج ورم خبيث في المخ. في الخمسينيات من القرن العشرين، أجرى الدكتور ماكنزي أول عملية استئصال نصفي تشريحي كخيار علاجي للمرضى الذين يعانون من الصرع المستعصي.
على مر السنين، تم تعديل استئصال نصف الكرة المخية التشريحي من خلال تقنيات مختلفة لتحقيق الانفصال التام مع إزالة أقل الأنسجة وتقليل حدوث مضاعفات ما بعد الجراحة. تتضمن هذه التقنية المعدلة نوعين وهما استئصال نصف الكرة المخية التشريحي المعدل، واستئصال نصف الكرة المخية الوظيفي. تتضمن هذه التقنيات بعض التعديلات على التقنية التشريحية الأصلية وقد ثبت أن لها معدلات نجاح مماثلة.
يتم إجراء استئصال نصف الكرة المخية عادة في المستشفيات التي لديها برامج الصرع للأطفال من قِبَل أطباء الأعصاب الذين لديهم خبرة واسعة في جراحة الصرع عند الأطفال.
هناك نوعان رئيسيان من استئصال نصف الكرة المخية هما: التشريحي والوظيفي.
تؤدي هذه العملية بشكل عام إلى المزيد من فقدان الدم، وزيادة متطلبات نقل الدم، واحتمال متزايد لحدوث استسقاء الرأس بعد العملية الجراحية. يتم تخصيصها عمومًا للحالات التي ما زال لديها نوبات على الرغم من المحاولة السابقة لاستئصال نصف الكرة المخية الوظيفي.
يُعتقد أن هذا الإجراء ناجح بنفس القدر في علاج النوبات، ولكن له فوائد إضافية تتمثل في قِصَر وقت إجراء العملية، وفقدان أقل للدم، وحاجة أقل إلى نقل الدم، واحتمال أقل لحدوث استسقاء الرأس. لهذه الأسباب، يفضل الأطباء استئصال نصف الكرة المخية الوظيفي كلما أمكن ذلك.
بعد إجراء الجراحة، سيقضي الأطفال 2-3 أيام في وحدة العناية المركزة للأطفال (PICU) لمراقبة دقيقة لحالتهم العصبية، في حين تستمر الأدوية المضادة للصرع في الجرعات السابقة. تتم مراقبة مستويات العقاقير المضادة للصرع في الدم لبعض الأدوية، مثل كاربامازيبين وأوكسكاربازيبين، خلال هذه الفترة بسبب تفاعل الدواء مع التخدير.
يتم إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي في صباح اليوم الأول بعد العملية الجراحية لتقييم المخ بعد الاستئصال، ثم يتم نقل المريض بعد 2-3 أيام إلى غرف المرضى العادية، حيث سيتم تقييمه من قبل أخصائي علاج طبيعي ومعالج مهني ومعالج كلام. يختلف متوسط مدة الإقامة في المستشفى قليلاً بين مريض وآخر، وعادة ما تتراوح من 5 إلى 7 أيام.
يتم اتخاذ قرارات طول مدة الإقامة من قِبَل الفريق الجراحي وتستند إلى حالة الطفل والشفاء منه. وعادةً ما يتم إرسال الطفل إلى مركز إعادة التأهيل للمرضى الداخليين قبل الذهاب إلى المنزل. إذا لم تكن إعادة تأهيل المرضى الداخليين مطلوبة، يمكن تنسيق العلاج في المنزل أو العيادات الخارجية في هذا الوقت.
عند الخروج، غالبًا ما تكون خدمات إعادة التأهيل مطلوبة لتعزيز الشفاء من استئصال نصف الكرة المخية. إذا تم الإشارة إلى ذلك طبياً، يمكن نقل الطفل إلى مركز لإعادة التأهيل للعلاج البدني والمهني والكلامي المكثف. إذا لم تكن إعادة تأهيل المرضى الداخليين مطلوبة، فغالبًا ما يشار إلى زيارات العلاج في المنزل أو العيادات الخارجية.
كل طفل يخضع لعملية استئصال نصف الكرة المخية يحتاج إلى قدر من إعادة التأهيل. عندما تتم إزالة الجانب الأيسر من الدماغ، يتأثر الجانب الأيمن من الجسم والعكس صحيح، وعادة يأتي هذا التأثر في شكل شلل في الذراع وضعف في الساق. قد تستغرق فترة إعادة التأهيل بضعة أسابيع أو عدة أشهر. يحتاج الكثير من الأطفال أيضًا إلى علاج النطق لأن مهاراتهم اللغوية يمكن أن تتأثر بالجراحة، ويستمر الأطفال عادةً في العلاج حتى بعد إعادة التأهيل.
بالنسبة للعديد من الأطفال، يمكن أن تكون عملية استئصال نصف الكرة المخية عملية تنقذ الحياة ويمكن أن تسمح للطفل أن يعيش حياة طبيعية أكثر بكثير. غالبًا ما يتخلص الأطفال تماما من النوبات بعد الجراحة. ومع ذلك، هناك أطفال ما زالوا يعانون من النوبات حتى بعد الجراحة. قد يعاني بعض الأطفال من تغيرات في سلوكهم (الجيد والسيئ) بسبب أن قدرتهم على السيطرة على الاندفاع والتقييم السليم قد تتضاءل، كما تتحسن القدرات المعرفية لدى العديد من الأطفال بمجرد توقف النوبات.
من المهم أن نتذكر أن جراحة الأعصاب محفوفة بالمخاطر بطبيعتها، ولكن من الواضح أن الفوائد يجب أن تفوق المخاطر. بالنسبة لأولئك الأطفال الذين يعانون من نوبات يصعب علاجها، يمكن أن تتيح لهم عملية استئصال نصف الكرة المخية فرصة أن يتخلصوا من النوبات ومن الآثار الجانبية غير المرغوب فيها الخاصة بمضادات الاختلاج.
توقيت النظر في استئصال نصف الكرة المخية هو أمر بالغ الأهمية. كلما تم تنفيذ هذا الإجراء في أقرب وقت ممكن في حياة الطفل، كلما زادت قدرة الطفل على الحصول على حياة أقرب ما تكون إلى وضعها الطبيعي، لذلك يتم تحقيق أفضل النتائج في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين.
يمكن بالتأكيد تنفيذ هذا الإجراء عند الأطفال الأكبر سنًا ولكن درجة الشفاء العصبي ستكون أقل مقارنة بالأطفال الأصغر سنًا. يمكن استعادة الوظيفة اللغوية إذا تمت عملية استئصال نصف الكرة المخية قبل سن 6 سنوات. يجب إحالة الأطفال الصغار الذين فشلوا في العلاج الطبي لتقييم مدى ملاءمتهم لإجراء الجراحة بطريقة سريعة.
يتم إجراء استئصال نصف الكرة المخية في الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نوبات حادة وعسيرة. كثير من هؤلاء الأطفال لا يستجيبون لأدوية الصرع، وغالبًا ما يكون لديهم ضرر شديد لجانب واحد فقط من الدماغ (على الرغم من أنه ليس دائمًا)، وقد يكون لديهم بالفعل شلل في جانب واحد من الجسم (شلل نصفي). يتم إجراء استئصال نصف الكرة المخية عادة في الحالات التالية: ومع ذلك، فإن استئصال نصف الكرة المخية ليس بالضرورة مناسبًا لكل شخص يعاني من نوبات الصرع المستعصية.
معظم الأطفال لديهم نتائج ممتازة على المدى الطويل بعد استئصال نصف الكرة المخية مع عدم وجود نتائج سلبية غير متوقعة. ومع ذلك، في بعض الأحيان، قد تحدث بعض المضاعفات. تشمل المضاعفات المبكرة، التي تحدث أثناء فترة الجراحة أوما بعد العملية الجراحية مباشرة، ما يلي: يمكن أن تحدث مضاعفات لاحقة بعد أشهر أو سنوات من استئصال نصف الكرة المخية مثل استسقاء الرأس وتكرار النوبات، والذي رغم ندرتهما، يمكن أن يتسببا في تهديد الحياة والاحتياج إلى معالجة عاجلة.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.