انعدام التلذذ (بالإنجليزية: Anhedonia) حالةٌ يفقد فيها الشخص القدرة على الشعور بالمتعة أو الاستمتاع بالأشياء التي كانت تمنحه السعادة في السابق، على سبيل المثال قد لا يشعر بالمتعة عند ممارسة بعض الهوايات كالسباحة أو ركوب الدراجة أو قراءة الكتب وغيره. [1]
يُصنف انعدام التلذذ إلى نوعين رئيسيين، هما: [2]
في هذا النوع لا يستمتع المصاب بالمناسبات والأنشطة الاجتماعية، ويُواجه صعوبة في تكوين علاقات مع الآخرين والحفاظ عليها، وعادةً يُفضّل العزلة والبقاء وحده، خاصةً أنه يجد صعوبة في الشعور بالارتباط العاطفي بالآخرين أو الاستمتاع بصحبتهم.
يشمل فقدان الإحساس الناتج عن التجارب الحسية أو الجسدية، مثل تناول الطعام أو اللمس أو العلاقة الزوجية، كما قد لا يلاحظ المصاب أي تغيرات في درجة الحرارة، أو الحركة أو الشم أو الأصوات المحيطة.
لا يزال السبب الرئيسي للإصابة بانعدام التلذذ غير واضحٍ بعد، لكن تشير بعض الدراسات إلا أنه قد يرتبط بخللٍ أو انخفاض في نشاط مراكز المتعة في الدماغ، وهي المناطق المسؤولة عن إنتاج واستقبال الدوبامين، أحد النواقل العصبية التي ترتبط بالشعور بالمتعة والسعادة، وبسبب هذا الخلل، يفقد المصاب قدرته على الشعور بالمتعة والتلذذ، حتى عند ممارسة الأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا. [3] يُعد انعدام التلذذ أحد الأعراض الشائعة للاكتئاب، لكن تُوجد عوامل وحالات صحية أخرى يُمكن أن تزيد من خطر الإصابة بانعدام التلذذ، مثل: [1][2] وتتفاوت شدة انعدام التلذذ حسب الحالة الصحية؛ فقد ذكرت الدراسات أن الأشخاص المصابين بالفصام، الألم المزمن، اضطراب تعاطي المخدرات، ومرض باركنسون يعانون من أعراضٍ بسيطة أو متوسطة من انعدام التلذذ، بينما تكون الأعراض أشد وأوضح لدى المصابين باضطراب الاكتئاب الشديد. [2] لا داعي لمواجهة التحديات النفسية وحدك، الآن يمكنك التحدث مع أخصائي نفسي معتمد من منزلك، بجلسة آمنة وسرية تمامًا، وفي الوقت الذي يناسبك، ابدأ رحلتك نحو التعافي.عوامل خطر انعدام التلذذ
يفقد المصاب القدرة على الاستمتاع بالأشياء التي كانت تجعله يشعر بالسعادة سابقًا، كما قد تظهر عليه الأعراض الآتية: [2] في بعض الحالات، قد يحاول المصاب بانعدام التلذذ إخفاء مشاعره الحقيقية، لذا يلجأ إلى التصنع، أو الابتسام أو المبالغة في ردود الفعل، حتى لا يُثير قلق من حوله أو يلفت الانتباه إلى حالته النفسية. قد يشعر المصاب بعدم الرغبة في بذل أي جهد، ويجد صعوبة كبيرة في تحفيز نفسه للقيام بأي مهمة مطلوبة منه، حتى مع وجود مكافأة أو فائدة متوقعة. يُمكن أن يرفض المصاب حضور المناسبات الاجتماعية، وقد تتغير عاداته الغذائية، فعلى سبيل المثال قد يُفرط في تناول الطعام، مما يُؤدي لزيادة وزنه أو الإصابة بالسمنة. يُمكن أن يشكو المصاب من:
يُمكن تشخيص انعدام التلذذ عن طريق الإجراءات الآتية: [4] يسأل الطبيب المصاب عن الأعراض التي يشكو منها، ويراجع التاريخ الطبي والمرضي؛ ليُحاول معرفة سبب انعدام التلذذ. حيث يجيب المصاب على مجموعة من الاستبيانات التي تقيّم أعراض انعدام التلذذ ومدى تأثيرها على حياته اليومية. يطلب الطبيب مجموعة من الفحوصات لاستبعاد الحالات المشابهة، مثل نقص الفيتامينات، وكسل الغدة الدرقية وتعاطي المخدرات. يُمكن أن يلجأ الطبيب للأدوات والاختبارات الآتية: وهو عبارة عن استبيان مكون من 14 سؤالًا يقيس قدرة الشخص على الاستمتاع بأنشطة، مثل مشاهدة البرامج المفضلة وقضاء وقت مع العائلة والأصدقاء. يتكوّن من 20 كلمة تصف مشاعر وعواطف متنوعة، حيث يهدف لقياس جانبين من الحالة الانفعالية؛ إذ يعكس التأثير الإيجابي ميل الشخص للشعور بعواطف إيجابية مثل النشاط والحماس واليقظة حتى في ظل ضغوط الحياة، بينما على الجانب الآخر يُعبّر التأثير السلبي عن ميل الفرد للشعور بمشاعر سلبية متكررة مثل القلق، الشعور بالذنب، أو الغضب أو الإحباط.
يعتمد الطبيب على العلاج النفسي عادةً لعلاج انعدام التلذذ، ولكنه قد يصف بعض الأدوية أحيانًا، وتتضمّن طرق العلاج الآتية: [4][5] يُمكن أن يلجأ الطبيب لأنواع العلاج النفسي الآتية: [4][5] يُعد من أكثر أنواع العلاج النفسي فعالية؛ لأنه يُساعد المصاب على فهم تأثير أفكاره ومشاعره السلبية على سلوكية، وكيف تمنعه من الاستمتاع بحياته بشكلٍ طبيعي، كما يتعلّم المصاب تقنياتٍ واستراتيجياتٍ عملية تُساعده على تحسين مزاده وسلوكه، وتمكّنه من التعامل مع الضغط والمواقف الصعبة بصورة أفضل. وهو أسلوبٌ علاجي مكمل للعلاج السلوكي المعرفي، ويُشجع المصاب على ممارسة أنشطة ممتعة وهادفة، مما يُحسّن نفسيته، ويُعزز شعوره بالرضا. يُركز هذا العلاج على تحسين العلاقات الاجتماعية، والتعامل مع الصراعات النفسية التي قد تكون مرتبطة بمشكلات نفسية كالاكتئاب. يُمكن أن يصف الطبيب الأدوية الآتية حسب الحالة المسببة لانعدام التلذذ: مضادات الاكتئاب قد يصف الطبيب مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) إذا كان انعدام التلذذ مرتبطًا بالإصابة بالاكتئاب، ومن الأمثلة عليها: [4][5] مع ذلك، قد يلجأ الطبيب لأنواع أخرى من مضادات الاكتئاب، فقد ذكرت إحدى الدراسات أنّ مرضى الاكتئاب المصابين بانعدام التلذذ قد يكونون أقل استجابة لهذه الأدوية، مقارنةً بغيرهم. [4][5] مضادات الذهان يصف الطبيب مضادات الذهان عند الإصابة بالفصام، ومن الأمثلة عليها: [4][5] ناهضات الدوبامين يُمكن أن يلجأ الطبيب لهذه الأدوية عند الإصابة بمرض باركنسون، مثل: [4][5] قد يقترح الطبيب العلاج بالصدمات الكهربائية في الحالات الشديدة، وذلك إذا كان المصاب يُعاني من الاكتئاب الشديد أو الاكتئاب المقاوم للعلاج، حيث يُخدر المريض، ثم توضع أقطاب كهربائية على فروة الرأس، ويُستخدم تيار كهربائي بسيط لتحفيز نوبة صرع قصيرة، مما يُساعد على تحسين الأعراض, [4][5] يُمكن أن يلجأ الطبيب لطرقٍ أخرى، مثل التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS) أو علاج إزالة التحسس بحركة العين وإعادة المعالجة (EMDR) لتخفيف انعدام التلذذ وتُحسين الحالة النفسية. [4]العلاج النفسي
العلاج الدوائي
العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)
طرق أخرى
يُمكن أن تُخفف النصائح الآتية من أعراض انعدام التلذذ: [5]
يُمكن أن تساعد النصائح الآتية على تقليل خطر الإصابة بانعدام التلذذ وتحسين الحالة النفسية: [2]
عند إهمال علاج انعدام التلذذ؛ تتأثر صحة المصاب النفسية والجسدية، مما يُسبب المشكلات الآتية: [3]
مع الالتزام بالعلاج تتحسّن الحالة النفسية للمصاب بانعدام التلذذ، وعادةً يستعيد قدرته على الاستمتاع بالأشياء والأنشطة التي يحبها، كما تتحسّن علاقاته مع الآخرين، خاصةً أنه يتمكّن من التفاعل معهم بشكلٍ إيجابي. [4]
[1] Jennifer Purdie. What Is Anhedonia?. Retrieved on the 20th of April, 2025 [2] Sherri Gordon. Understanding Anhedonia and Why It Happens. Retrieved on the 20th of April, 2025 [3] My.clevelandclinic.org. Anhedonia. Retrieved on the 20th of April, 2025 [4] Lily Guo. Anhedonia What Is It, Causes, Diagnosis, and More . Retrieved on the 20th of April, 2025 [5] Emily Guarnotta, PsyD. What is anhedonia? . Retrieved on the 20th of April, 2025
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.