'عند اتخاذ قرار ثانوي، وجدت دائماً أنّه من المفيد موازنة جميع الإيجابيات والسلبيات. في الأمور المهمة يجب أن يأتي القرار من اللاوعي، من مكان ما في أنفسنا'. هذا ما قاله فرويد، وهو ما يتفق عليه الكثيرون، ألا وهو الاعتماد على الحدس.
تعتبر طريقة التفكير اللاواعي إحدى نظريات الفكر الإنساني، وتنطبق هذه النظرية على صنع القرار، وتشكيل الانطباع، وتكوين المواقف وتغييرها، وحل المشكلات والإبداع. إنّه يميز بين نمطين من التفكير: اللاواعي والوعي.
الفكر اللاواعي والفكر الواعي لهما خصائص مختلفة، وهذه الخصائص المختلفة تجعل كل طريقة مفضلة في ظل ظروف مختلفة. على سبيل المثال: خلافاً للاعتقاد السائد، يمكن معالجة القرارات حول القضايا البسيطة بشكل أفضل من خلال التفكير الواعي، في حين يمكن التعامل مع القرارات حول المسائل المعقدة بشكل أفضل مع الفكر اللاواعي، حيث يعتمد الإنسان على مخزون سابق وكبير لاتخاذ القرار.
لم يخترع سيغموند فرويد تمامًا فكرة التفكير الواعي مقابل التفكير اللاواعي، ولكنّه بالتأكيد كان مسؤولًا عن نشر هذه النظرية وكان هذا أحد مساهماته الرئيسة في علم النفس. فقد طور فرويد نموذج بناء العقل، ووصف ميزاته ووظائفه، وشبه فرويد العقل بالجبل الجليدي لوصف المستويات الثلاثة من العقل، حيث يشكل الوعي ذروة الجبل، لكن العديد من العمليات تتم تحت تلك القمة دون أن نشعر أنّها تتم أصلاً، وهذا ما يدعى التفكير اللاشعوري.
في نظرية التحليل النفسي للشخصية في فرويد، فإنّ العقل اللاواعي هو خزان من المشاعر والأفكار والحوافز والذكريات التي تقع خارج إدراكنا الواعي. معظم محتويات اللاوعي غير مقبولة أو غير سارة، مثل الشعور بالألم أو القلق أو الصراع. وفقاً لفرويد، لا يزال اللاوعي يؤثر على سلوكنا وخبرتنا، على الرغم من أنّنا غير مدركين لهذه التأثيرات الأساسية.
العقل الواعي هو ذروة الجبل، ويشبه قبطان السفينة الذي يقف على السطح ويعطي الأوامر، ويتواصل مع العالم من خلال الكلام، والكتابة، والفكر. لكن طاقم السفينة (العقل الباطن) موجود في الأسفل وهو المحرك الحقيقي للأحداث، فبالرغم من أنّ القبطان (العقل الواعي) هو الذي يصدر الأوامر، إلا أن الطاقم هو الذي يوجه السفينة بحسب الأحداث والتجارب السابقة التي يحملها، هذا هو العقل الباطن الذي يحمل تجاربنا ويقيس عليها ويحدد في الكثير من الأحيان ردة الفعل دون أن يستشير الوعي.
في الأسفل هناك، في أسفل السفينة يقع العقل اللاواعي، وهي مساحة كبيرة وعميقة ويصعب الوصول إليها.
العقل اللاواعي هو مخزون الذكريات والتجارب، سواء تلك التي تم قمعها، أم تلك التي نسيناها ولم تعد مهمة، وهذا المخزون هو الذي يشكل معتقداتنا، وعاداتنا، وسلوكياتنا. يتواصل اللاوعي مع الوعي من خلال المشاعر، والعواطف، والأحلام، والأحاسيس.
اليوم، وبعد مرور سنوات طويلة من الدراسات وتَقدُّم المعلومات حول علم النفس، أصبح مفهوم اللاوعي محوراً مهماً. حدد علم النفسي المعرفي العمليات غير الواعية مثل: الذاكرة الإجرائية، والمعالجة التلقائية، وأثبت دور التفكير اللاشعوري في السلوك البشري.
يهدف التحليل النفسي للكشف عن التفكير اللاشعوري وإيقاظ الوعي، وجعل الجزء اللاواعي من أفكارنا واعياً. وبالرغم من مرور الوقت على نظريات فرويد، وكون بعض نظرياته أصبحت قديمة نسبياً، إلا أنّ نظرية فرويد في الوعي واللاوعي وتأثيرات العقل اللاواعي على السلوكيات والأفكار، ما تزال مستخدمة عند الكثير من المعالجين النفسيين.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.