كبت نخاع العظم ( بالإنجليزية: Myelosuppression/ Bone Marrow Suppression)، هو نقص في نشاط نخاع العظم يؤدي إلى التقليل من عملية إنتاج خلايا الدم.
يقوم نخاع العظم عند الإنسان بإنتاج ثلاثة أنواع من الخلايا؛ هي خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية، حيث قد تؤثر حالات كبت نخاع العظم على أحد هذه الخلايا، أو قد تؤثر عليها جميعاً وهي حالة تعرف باسم قلة الكريات، أو الخلايا الشاملة (بالإنجليزية: Pancytopenia) والتي تعتبر من الحالات الخطرة المهددة للحياة.
اقرأ أيضاً: اضطرابات خلايا الدم البيضاء
تتطور حالات كبت نخاع العظم نتيجة تطور عمليات أو آليات معينة تؤدي إلى حدوث اعتلالات في الخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظم، وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج خلايا الدم الثلاث المختلفة، مما يؤدي إلى حدوث نقص في إنتاج هذه الخلايا، وما يرافقه من مشاكل صحية مصاحبة لهذه الحالات. يمكن تقسيم أسباب كبت نخاع العظم إلى الفئات التالية: يعتبر استعمال أنواع معينة من الأدوية هو أكثر أسباب تطور كبت نخاع العظم شيوعاً، حيث تقوم هذه الأدوية بالتقليل من قدرة الخلايا الجذعية على الإنقسام والتكاثر، إلا أن هذه الحالات غالباً ما تزول من تلقاء نفسها عند إيقاف استعمال الأدوية المسببة. يعتبر العلاج الكيماوي (بالإنجليزية: Chemotherapy) أحد أكثر مسببات كبت نخاع العظم، حيث أنه يقوم بقتل جميع الخلايا سريعة الانقسام مثل خلايا السرطان، كما أنه قد يقوم بقتل الخلايا الجذعية المكونة لخلايا الدم المختلفة. قد تسبب بعض أنواع سرطان الدم، أو حالات السرطان المنتشر إلى استبدال نخاع العظم الطبيعي بالخلايا السرطانية التي تؤثر على نخاع العظم، مثل المايلوما (بالإنجليزية: Myeloma)، أو ابيضاض الدم (بالإنجليزية: Leukemia)، أو سرطان الغدد اللمفاوية (بالإنجليزية: Lymphoma)، أو حالات السرطان المنتشر إلى نخاع العظام من أورام سرطانية أخرى (مثل سرطان الثدي)، حدوث ما يعرف بالتزاحم (بالإنجليزية: Crowding)، حيث أن الخلايا السرطانية لا تبقي مجالاً أو مكاناً للخلايا الجذعية الطبيعية في نخاع العظام للقيام بعملية إنتاج خلايا الدم المختلفة. قد تحدث عملية التزاحم في نخاع العظم نتيجة وجود أنسجة ندبية (بالإنجليزية: Scar Tissue) التي قد تنشأ نتيجة المعاناة من حالة تعرف باسم التليف النقوي أو تليف نخاع العظم (بالإنجليزية: Myelofibrosis). يحدث فشل نخاع العظم (بالإنجليزية: Bone Marrow Failure) نتيجة التعرض لسموم أو مركبات كيميائية مختلفة، والتي تؤدي إلى تدمير خلايا نخاع العظم، وعلى النقيض من العلاج الكيماوي الذي غالباً ما يستعيد نخاع العظم نشاطه بعد إيقاف استعماله، فإنهلا يمكن استعادة نشاط نخاع العظام في حالات الفشل، حتى وإن تم إيقاف التعرض للمواد المسببة. يتم في بعض الحالات إجراء حالات من كبت أو استئصال (إفشال) نخاع العظم بشكل مقصود كنوع من أنواع علاج السرطان، حيث يتم بعد ذلك إجراء عملية زراعة نخاع العظم. تتضمن أسباب كبت نخاع العظم الأخرى ما يلي: اقرأ أيضاً: فقر الدم وعلاجهتضرر الخلايا الجذعية
استبدال نخاع العظم
فشل نخاع العظم
تعتمد أعراض كبت نخاع العظم على نوع خلايا الدم المتؤثرة بالحالة، وعلى شدة حالة الكبت، إلا أن أكثر أعراض كبت نخاع العظم شيوعاً تتضمن ما يلي: تتضمن أعراض حالات كبت نخاع العظم المؤثرة على خلايا الدم الحمراء (فقر الدم) ما يلي: لا تؤدي حالات كبت نخاع العظم المؤثرة على خلايا الدم البيضاء إلى تطور أعراض بشكل مباشر، إلا أنها تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية، والتي قد تظهر أعراضها كما ما يلي: تتضمن أعراض حالات كبت نخاع العظم المؤثرة على الصفائح الدموية ما يلي: يطلق اسم استئصال نخاع العظم (بالإنجليزية: Myeloablation) على حالات كبت نخاع العظم الشديدة التي لا يستطيع المصابون بها القيام بإنتاج أي نوع من أنواع خلايا الدم. اقرأ أيضاً: 15 عرض من أعراض السرطان تتجاهلها النساء
يعتمد تشخيص حالات كبت نخاع العظم على العديد من العوامل، حيث غالباً ما يتم أخذ التاريخ الطبي للمريض بدقة، وإجراء الفحوصات الجسدية، كما قد يتم اللجوء إلى بعض الفحوصات التصويرية، إلا أن التحاليل المخبرية غالباً ما تكون العماد الأساسي في عملية تشخيص كبت نخاع العظم. يتم البدء عادةً بإجراء تحليل الدم الشامل (بالانجليزية: Complete Blood Count) الذي يوضح أعداد خلايا الدم المختلفة، كما قد يتم اللجوء إلى تحاليل مؤشرات خلايا الدم (بالإنجليزية: Blood Cell Indices) التي تعطي معلومات إضافية عن حجم، وشكل، وقدرة خلايا الدم على البقاء على قيد الحياة، وغيرها من التحاليل. قد يتم اللجوء بعد ذلك إلى إجراء ارتشاف لنخاع العظم، أو أخذ خزعة منه، حيث أن ذلك يوفر معلومات حول جودة نخاع العظم، ويساعد في الكشف عن وجود أي خلايا سرطانية، او أنسجة ندبية تؤثر عليه.
يعتمد علاج حالات كبت نخاع العظم بشكل كبير على التحكم بمسبباته، وزيادة أعداد خلايا الدم، ومعالجة الأعراض التي قد تنتج عن هذه الحالات. يساعد علاج مسببات كبت نخاع العظم في كثير من الحالات، إن أمكن ذلك، على حل المشكلة، إلا أن هذه العملية قد تستغرق وقتاً طويلاً. يمكن إيقاف أو تأجيل استعمال الأدوية أو العلاج الكيماوي في حال كانت حالات كبت نخاع العظم مرتبطة بها. يعتبر علاج السرطان أهم خطوة لعلاج حالات كبت نخاع العظم الناتجة عن حدوث تزاحم في نخاع العظم، بينما قد تستلزم حالات فشل نخاع العظم خضوع المريض لعملية زراعة نخاع العظام، أو استبدال خلايا الدم. قد يتم أيضاً اللجوء إلى بعض الخيارات العلاجية بناءً على المسبب الفعلي لحالات كبت نخاع العظم، فعلى سبيل المثال يمكن اللجوء إلى نقل الدم، أو استعمال مكملات الحديد، أو عوامل النمو للمرضى الذين يعانون من فقر الدم، بينما يمكن إعطاء أنواع معينة من عوامل النمو للأشخاص الذين يعانون من نقص خلايا الدم البيضاء الذي يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية، مع استعمال أنواع مختلفة من المضادات الحيوية، بينما قد يتم اللجوء إلى عملية نقل الصفائح الدموية للمرضى الذين يعانون من نقص الصفائح الدموية الذي يزيد من خطر الإصابة بنزيف. قد يتم أيضاً إيقاف استعمال أنواع معينة من الأدوية التي قد تسبب زيادة في خطر تطور الأعراض المرتبطة بكبت نخاع العظم، والتي قد تشمل على سبيل المثال مميعات الدم، مثل دواء الأسبرين، حيث أن هذه الأدوية تزيد من خطر الإصابة بنزيف عند المرضى الذين يعانون من نقص الصفائح الدموية. اقرأ أيضاً: العلاج بالخلايا الجذعية
قد لا يسبب نقص خلايا الدم الناتج عن كبت نخاع العظم تطور أعراض لدى المرضى في جميع الحالات، إلا أن بعض الممارسات والسلوكيات اليومية الخاطئة قد تزيد من خطر تطور أعراض الحالة، لذلك يوصى باتباع بعض النصائح والأمور التي تساعد على تجنب الأعراض والمشاكل المرتبطة بكبت نخاع العظم، والتي تتضمن ما يلي:
Kiara Anthony. Myelosuppression. Retrieved on the 4th of September, 2020, from: https://www.healthline.com/health/myelosuppression WebMD. Myelosuppression: Symptoms, Causes, and Treatments. Retrieved on the 4th of September, 2020, from: https://www.webmd.com/cancer/myelosuppression-facts Lynne Eldridge. An Overview of Myelosuppression. Retrieved on the 4th of September, 2020, from: https://www.verywellhealth.com/what-is-myelosuppression-2249131
يحمل حسن شهادة البكالوريوس من كلية الصيدلة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، تتمحوراهتماماته وخبراته حول الصحة العامة، والسلامة الدوائية، والمحتوى الطبي الدوائي