نزيف تحت الملتحمة أو نزيف العين (بالإنجليزية: Subconjunctival Hemorrhage) هو النزيف في المنطقة الواقعة بين ملتحمة العين والصُلبة (والصلبة؛ هي الجزء الأبيض في العين). وملتحمة العين هو الغشاء الرقيق الشفاف والرطب، الذي يغلف الجزء الأبيض من العين بشكل كامل، ويمتد حتى أسفل جفون العين ليغَلفها من الداخل. حيث تعتبر الملتحمة الجزء الأمامي والأول لحماية العين.
أسفل طبقة الملتحمة الشفافة يوجد الأوعية الدموية والأعصاب التي تغذي كرة العين من الخارج، حيث تتميز هذه الأوعية الدموية بأنها شديدة الدقة، حيث لا يمكن ملاحظة وجودها عند أغلب الناس، فيبدو بياض العين صافيا. لكن يمكن أن تحتقن هذه الأوعية الدموية عند التهاب ملتحمة العين فتصبح العين حمراء بشكل واضح وتصبح الأوعية الدموية واضحة، ويمكن أن تصبح هذه الأوعية الرقيقة هشة فتنكسر بسهولة مما يؤدي ذلك لحدوث نزيف تحت الملتحمة.
يحدث نزيف تحت الملتحمة في معظم الحالات بشكل مفاجئ ودون وجود ألم أو أعراض مرافقة حيث يلاحظها عند النظر إلى المرآة أو يخبره شخص آخر بوجودها. ويكون هذا النزيف حميد ويتلاشى خلال اسبوعين ولا يحتاج لأي عناية إضافية في معظم الحالات.
يظهر النزيف تحت الملتحمة على شكل نقاط حمراء من الدم في العين أو على شكل خطوط، ويمكن أن تمتد لتشمل مساحة واسعة. غالبا ً ما يحدث نزيف تحت الملتحمة في الجزء الخارجي والسفلي من العين، ولكن عند ارتباط ظهور نزيف تحت الملتحمة بالتعرض لإصابة فإن مكان النزيف يكون محددا ً مكان الإصابة.
يحدث نزيف تحت الملتحمة في أغلب الحالات بشكل مفاجئ ودون وجود أي سبب واضح، ولكن يعتبر التعرض لإصابة أو ارتداء العدسات اللاصقة العوامل الأكثر مساعدة لحدوث نزيف تحت الملتحمة في الشباب صغار العمر، في المقابل يعتبر وجود مشاكل في الأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وتصلب الشرايين من العوامل المساعدة في كبار العمر. ويمكن تقسيم أسباب حدوث نزيف تحت الملتحمة إلى أسباب موضعية، وأخرى أسباب عامة تتعلق بالجسم ككل: حيث ارتبط استخدام العدسات اللاصقة بحدوث النزيف تحت الملتحمة في 5% من مستخدمي العدسات اللاصقة. حيث يعتمد ذلك على نوع العدسات، ومدى صلابتها، وطريقة وضعها وإزالتها من العين. وتشمل إصابة العين التعرض لإصابة خفيفة مثل دخول جسم غريب في العين وفرك العين، إلى التعرض لإصابة حادة. في هذه الحالات تحتاج إلى مزيد من العناية للتأكد من سلامة بقية أجزاء العين. تتسبب أنواع مختلفة من الفيروسات بحدوث التهاب ملتحمة العين النازف، والتي يرافقها إضافة إلى احمرار العين ونزيف تحت الملتحمة، أيضا ً إفرازات العين المخاطية، وزيادة الدمع، ورهاب الضوء أو حساسية الضوء، وتوَرم جفن العين وكدمات على الملتحمة. يمكن أن يحدث نزيف تحت الملتحمة نتيجة ورم يخص الأوعية الدموية في الملتحمة. وجود ورم في جدار الأوعية الدموية أو في الأوعية الليمفاوية يسبب نزف متكرر تحت الملتحمة، أيضا ً وجود تشوه في الأوعية الدموية تحت الملتحمة (بالإنجليزية: Conjunctival Aneurysms) الذي يوجد بشكل خاص في مرضى ترسب الأصبغة الدموية، يجعل الوعاء الدموي هش وقابل للنزف بشكل متكرر. كل مرحلة من مراحل العمليات الجراحية المتعلقة بالعيون تحمل احتمالية لحدوث نزيف تحت الملتحمة، ولكن ذلك يتعافى بشكل تام ولا يترك أي مشاكل في الرؤية أو في مظهر العين. تزداد قلة مرونة وهشاشة الأوعية الدموية مع التقدم في السن، هذا الأمر يكون أكبر عند وجود مرض ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وتصلب الشرايين، حيث يؤدي جميعهم إلى تغير طبيعة الوعاء الدموي المرن فيصبح أقل مرونة وأكثر هشاشة، مما يؤدي إلى حدوث نزف أو انسداد بشكل أكبر مقارنة بالأوعية الدموية الصحية. تحديدا ً ارتفاع ضغط الدم يرتبط بحدوث نزيف تحت الملتحمة بشكل متكرر، ويكون النزيف حاد في الحالات التي يكون فيها ضغط الدم غير منضبط. إن العطاس، والكحة، والاستفراغ، وحمل وزن ثقيل بشكل مفاجئ جميعها تؤدي إلى احتباس الدم الوارد من الرأس، وبالتالي يؤدي إلى احتقان الدورة الدموية، فيزداد الضغط داخل الأوعية الدموية الرقيقة مثل الأوعية الدموية تحت الملتحمة مما يؤدي إلى حدث نزف. لذلك يمكن أن يلاحظ الشخص ظهور بقعة دوم على بياض العين بعد العطاس الحاد أو الكحة الشديدة المزمنة مثل السعال الديكي. يتحكم في تخثر الدم الصفائح الدموية، وعوامل التخثر المختلفة. وجود نقص في الصفائح الدموية، أو وجود مشكلة في وظيفة الصفائح الدموية الذي يرافق أمراض الطحال، وسرطان الدم. إضافة إلى تأثير بعض الأدوية مثل مضاد الصفائح الدموية ومضادات التخثر، جميعها يمكن أن تؤدي إلى ظهور نزيف تحت الملتحمة المتكرر.الأسباب الموضعية
الأسباب العامة
في معظم الحالات لا يوجد أي أعراض مرافقة لنَزيف تحت الملتحمة، حيث يكتشف الشخص بشكل مفاجئ وجود بقعة دم حمراء في بياض العين. وفي حالات نادرة يمكن أن يصف الشخص شعورا ً بعدم الراحة في العين سبق رؤية النزيف، ويمكن أن يشعر الشخص بإمتلاء أسفل جفن العين إذا امتد النزف حتى تلك المنطقة. خصائص نزيف تحت الملتحمة؛
الأشخاص الذين يختبرون حدوث نزيف تحت الملتحمة غالبا ً لا يراجعون الطبيب لِبساطة الأمر وعدم وجود أعراض أخرى باستثناء البقعة الحمراء في بياض العين. ولكن عند مراجعة الطبيب من المهم تحديد حاجة الشخص لمزيد من الفحوصات أو أن هذا الأمر عابر ولا يحتاج أي رعاية إضافية. ففي الحالات التي لا تتعافى فيها العين خلال أسبوعين، أو يحدث النزيف تحت الملتحمة بشكل متكرر يشير ذلك إلى وجود سبب يحتاج لمزيد من الفحوصات، والتي تبدأ بأخذ السيرة المرضية للمريض بعناية يشمل ذلك إخبار الطبيب بأي أدوية يتناولها المريض، وأي عمليات تم إجراؤها في العين. ثم إجراء فحص سريري شامل، يتبعه فحص العين باستخدام جهاز خاص يستخدمه أخصائي العيون لتقييم وجود أي سبب موضعي لحدوث النزيف. ينصح أيضا ً بفحص ضغط الدم لكل شخص اختبر حدوث نزيف تحت الملتحمة خصوصا ً كبار السن.
أغلب الحالات لا تحتاج لوصف أي علاج لنَزيف تحت الملتحمة ولكن يمكن أن يستخدم المريض قطرة مرطبة للعين (الدموع الصناعية) في حال وجود إحساس بعدم الراحة في العين. حيث يتعافى النزيف خلال أسبوعين، فيتحول لون البقعة الحمراء في بياض العين من اللون الأحمر إلى البرتقالي إلى الأصفر ثم تختفي. إذا سبق نزيف تحت الملتحمة تعرض العين لإصابة فيجب فحص العين من قبل أخصائي عيون لتقييم حالة العين واستثناء حدوث أي ضرر آخر، وتحديد طريقة العلاج الأنسب. حدوث نزيف تحت الملتحمة بسبب التهاب الملتحمة ووجود عدوى، يتطلب تقييم أخصائي العيون للحَالة ووصف مرهم للعين ومُضاد حيوي بما يتناسب مع الحالة. استخدام الشخص لأَدوية تؤثر على تخثر الدم مثل الأسبرين ومضادات التخثر يمكن أن يكون السبب في حدوث نزيف تحت الملتحمة، ولكن يجب عدم إيقاف الأدوية أبدا ً لأنها تعتبر علاجات مهمة لحماية حياة المريض، يتم استشارة الطبيب المسؤول عن هذه العلاجات، وفي معظم الحالات يستمر عليها المريض لأن نزيف تحت الملتحمة يعتبر من الحالات الحميدة والتي تتعافى دون ترك أضرار. معظم الحالات لا تحتاج إلى علاج ويختفي النزيف تحت الملتحمة خلال أسبوعين، ولكن في حالات محددة من المهم أن يذهب المريض إلى الطبيب، ومن هذه الحالات:الحالات التي يجب فيها طلب الرعاية الصحية
Bercin Tarlan and Hayyam Kiratli. Subconjunctival hemorrhage: risk factors and potential indicators. Retrieved on the 2nd of December, 2019, from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3702240/#!po=18.7500 American Academy of Ophthalmology. Hemorrhage (Broken Blood Vessel in Eye). Retrieved on the 2nd of December, 2019, from: https://www.webmd.com/eye-health/bleeding-in-the-eye Tarlan, B., and Kiratli H. Subconjunctival hemorrhage: risk factors and potential indicators. Retrieved on the 2nd of December, 2019, from: https://www.medicinenet.com/subconjunctival_hemorrhage/article.htm Robert H Graham. Red Eye. Retrieved on the 2nd of December, 2019, from: https://emedicine.medscape.com/article/1192122-overview#showall
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.