انتشرت عدة أنواع من السرطانات المختلفة في الآونة الأخيرة، ومنها سرطان الأنف البلعومي (بالإنجليزية: Nasopharyngeal cancer)، وقد يطلق عليه اسم آخر وهو سرطان الأنف والبلعوم، وهو عبارة عن نوع من سرطانات الرأس والرقبة حيث يصيب الجزء العلوي من الحلق خلف الأنف وبالقرب من الجمجمة، ويقع سرطان الأنف والبلعوم تحديداً في الجزء الخلفي من الممرات الأنفية مباشرة بالإضافة إلى الجزء الرخو من سطح الفم الذي يعرف بسم اللهاة (بالإنجليزية: Soft palate)، وتكون بمثابة نقطة البداية ثم قد ينتشر بعد ذلك في الرقبة وأنحاء أخرى من الجسم.
توجد عدة أنواع من الأورام يمكن أن يجدها الطبيب في منطقة الأنف والبلعوم، وتكون بعض هذه الأورام حميدة والبعض الآخر سرطاني، أما عن سرطان الأنف البلعومي فهو من أشهر الأنواع التي تصيب هذه المنطقة حيث يبدأ في الخلايا المبطنة للأنف والبلعوم، ولكن شكل هذه الخلايا يختلف عند إصابتها بالسرطان فينتج عن هذا الاختلاف ثلاث أنواع من الخلايا هم كالتالي:
توجد سرطانات أخرى قد يصاب بها الشخص في منطقة الأنف والبلعوم مثل:
قد يصاب الشخص بهذا السرطان نتيجة الإصابة بفيروس ابشتاين بار غالباً، حيث أن هناك علاقة وطيدة بينهما، ولكن هذا لا يعني بالضروة أن من يصاب بالفيروس سيعاني من سرطان الأنف والبلعوم، ومع ذلك فإن السبب الرئيسي للإصابة بهذا النوع من السرطان غير مؤكد. لم يعرف سبب وجود علاقة بين سرطان الأنف البلعومي وبين الفيروس، وقد ينسب الأمر إلى المادة الوراثية للفيروس والتي تؤثر على الحمض النووي لخلايا الأنف والبلعوم، وهذا التغير يؤدي إلى تحور الخلايا وانقسامها بطريقة غير طبيعية وتحولها إلى خلايا سرطانية. يرجح العلماء وجود عوامل تسهم في الإصابة بسرطان الأنف البلعومي، ولكن العلاقة بين هذه العوامل والسرطان غير واضحة حتى الآن، ويعتقد العلماء أن هذه المواد تسبب تلف الحمض النووي للخلايا وبالتالي يتكون السرطان، ومنها ما يلي: اقرأ أيضاً: أسئلة وأجوبة حول العلاج الكيماوي للسرطان
توجد بعض الأعراض التي تشير إلى ضرورة استشارة الطبيب؛ للتأكد من الإصابة بسرطان الأنف البلعومي، ومن هذه الأعراض ما يلي:
يستخدم الطبيب منظار الأنف والبلعوم؛ ليساعده على رؤية الحلق وملاحظة وجود أي نزيف، أو نمو غير طبيعي، أو أي مشاكل أخرى، تستدعي أخذ عينة من النسيج لتشخيص الحالة. يعتمد التشخيص بصورة أساسية على أخذ عينة من الورم وفحصها، ويحدث ذلك غالباً في العيادة باستخدام منظار صغير، مما يمكن الطبيب من رؤية وفحص الورم جيداً بالميكروسكوب؛ ليتأكد من إصابة الشخص وليحدد نوع السرطان ودرجته. توجد طرق أخرى تساعد على تشخيص سرطان الأنف والبلعوم، وتحدد درجته وانتشاره في الجسم من عدمه مثل: يفضل أيضاً إجراء تحليل لفيروس ابشتاين بار، وكذلك يمكن أن يطلب الطبيب من المريض إجراء تحاليل للدم مثل: تحليل صورة الدم الكاملة.
يستجيب سرطان الأنف البلعومي المبدئي للعلاج بالإشعاع وذلك في البداية، ولكن قد تحتاج بعض الحالات إلى استخدام العلاج الكيميائي للسرطان مع العلاج الإشعاعي، وذلك بناء على درجة السرطان وحجمه. يحدث أحياناً تكرار الإصابة بالسرطان بعد العلاج، وقد يقرر الطبيب حينها إزالة السرطان بالجراحة إذا أمكن ذلك أو من خلال استخدام المنظار عبر فتحات الأنف. يلجأ الطبيب أحياناً إلى استخدام العلاج الإشعاعي، أو العلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي بالبروتونات في علاج السرطان المتكرر، وتوجد تقنية أخرى وهي العلاج المناعي للسرطان، ولكن ما زالت مجال بحث ودراسة. اقرأ أيضاً: العلاج الإشعاعي للسرطان
(1) Cancer. What Is Nasopharyngeal Cancer? Retrieved on the 14th of September, 2021, from: https://www.cancer.org/cancer/nasopharyngeal-cancer/about/what-is-nasopharyngeal-cancer.html (2) Nyall London. Nasopharyngeal Carcinoma. Retrieved on the 14th of September, 2021, from: https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/nasopharyngeal-carcinoma (3) Kelli Miller. Nasopharyngeal Cancer. Retrieved on the 14th of September, 2021, from:
درست في كلية الصيدلة جامعة عين شمس وأحببت أن أقدم هذا العلم بصورة مبسطة للجميع فمزجت العلم بحبي الكتابة ليثمر عن هذه المقالات الطبية لتسهم في الوعي الثقافي والصحي