عرفت البشرية نوبات الصرع منذ آلاف السنين، فقد ورد ذكره في الكتابات الآشورية حوالي العام 2000 قبل الميلاد، وكتب عنه أبقراط مشيراً إلى الجراحة كعلاج لنوبات الصرع. وبالرغم من ذلك فقد ظل الصرع طويلاً مرتبطاً بالعقاب الإلهي، أو الإصابة بمس أو جنون. أزال تقدم الطب وصمة العار المرتبطة بالصرع، ووضح أسبابه حيث تم تحديد حدوث اضطرابات في كهربائية الدماغ كسبب رئيسي لحدوث نوبات الصرع، وتم تصنيف الصرع إلى مجموعة واسعة من الفئات، والتي تختلف فيما بينها بالأعراض والعلاج.
بالرغم من أن إصابة أحد أطفالنا أو الأشخاص المقربين منا بنوبة صرع هو أمر مقلق وغير مستحب على الإطلاق، إلا أن نظرة أعمق إلى صرع رولاندو قد تجعلنا أكثر تفاؤلاً.
صرع رولاندو يسمى بذلك لأن اضطرابات الموجات الكهربائية في الدماغ تبدأ في منطقة من الدماغ تدعى منطقة رولاندو، كما يسمى صرع الطفولة الحميد وذلك لكونه مرضاً سليماً يصيب الأطفال، ويدعى في المراجع الطبية بالصرع ذي الموجات الذروية بسبب وجود نوبات ذروية مميزة على تخطيط الدماغ الكهربائي.
لا يوجد حتى اليوم أسباب علمية واضحة للإصابة بصرع رولاندو، إلان أنه يعتقد أن الوراثة تلعب دوراً في الإصابة حيث يميل صرع رولاندو للتكرار في بعض العائلات. يشكل صرع رولاندو حوالي 15% من كافة حالات الصرع عند الأطفال، يمكن له أن يصيب الذكور والإناث على حد سواء، ويميل صرع رولاندو للتكرار ضمن العائلة حيث يعتقد انه أحد الأشكال الوراثية للصرع.من هم الأشخاص المعرضين للإصابة:
تحدث النوبة الأولى لصرع رولاندو عادة الأطفال بعمر ست إلى ثماني سنوات، بالرغم من إمكانية إصابة الأطفال بأعمار مختلفة، ولا يصيب الكبار عادةً.
تبدأ نوبة صرع رولاندو عادة في الوجه، وتكون الأعراض خفيفة ويمكن أن تتظاهر بـ: تترافق نوبات صرع رولاندو بالإصابة بالصداع أو الشقيقة، دون أن يصاحبها فقد للوعي. تحدث نوبات صرع رولاندو ليلاً عادة، وقد لا يلاحظها الأهل في تلك الحالات إلا في حال تفقدوا غرفة أطفالهم بالصدفة أثناء حدوث النوبة. تعتبر أعراض نوبة صرع رولاندو مؤقتة، حيث تزول كافة الأعراض بعد زوال النوبة، ولكن بالرغم من ذلك فقد يعاني بعض الأطفال المصابين بصرع رولاندو من صعوبات في التعلم، أو مشاكل سلوكية، ويحتاج هؤلاء الأطفال عادة إلى دعم متخصص. يمكن في نصف الحالات أن تصبح النوبات معممة، ويحدث ذلك عندما تنتشر الموجات الكهربائية من منطقة رولاندو إلى كامل الدماغ. يبدو منظر المصاب مقلقاً في حالات النوبات المعممة حيث يفقد الوعي، وتتشنج العضلات في كامل الجسم، وتحدث حركات اختلاجية معممة في الذراعين والساقين، ويسقط أرضاً، كما يفقد السيطرة على المثانة مما يؤدي لسلس بولي في بعض الحالات. يبدو المصاب مرتبكاً ولا يستعيد كامل وعيه بعد النوبة مباشرة.اعراض صرع رولاندو
يشتبه الطبيب عادة بالتشخيص من خلال القصة المرضية، والفحص السريري، وقد يلزم إجراء عدة فحوصات لتأكيد التشخيص ومنها:
تكون نوبات صرع رولاندو خفيفة عادة، ويختفي المرض تلقائياً في سن البلوغ دون أن يحتاج المريض لأي علاج، حيث يميل الأطباء لعدم استعمال الأدوية لتجنب آثارها الجانبية الكثيرة. لكن إذا ترافقت الإصابة بصرع رولاندو باضطرابات أخرى مثل مشاكل التعلم، أو الاضطرابات السلوكية، أو حدثت نوب شديدة ومتكررة من الصرع وبخاصة نوب الصرع النهارية يصبح العلاج أمراً مستطباً وواجباً. يوصى باستخدام مضادات الصرع مثل الكاربامازيبين، أو الغابابنتين، أو غيرها. يمكن لهذه الأدوية أن توقف النوبات المعممة، لكن النوبات الخفيفة والتي تصيب الوجه فقط قد تستمر دون أن تشكل أي خطورة.كيف يمكنني أن أساعد طفلاً مصاباً:
https://www.hindawi.com/journals/ert/2014/582039/
https://www.webmd.com/epilepsy/guide/what-is-benign-rolandic-epilepsy#1
https://www.epilepsy.com/learn/types-epilepsy-syndromes/benign-rolandic-epilepsy
https://rarediseases.info.nih.gov/diseases/10287/benign-rolandic-epilepsy-bre
https://kidshealth.org/en/parents/brec.html https://www.hopkinsmedicine.org/neurology_neurosurgery/centers_clinics/epilepsy/types/benign_rolandic_epilepsy.html
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.