أكثر أنواع فرط ضغط الدم انتشاراً، وسمي كذلك لأنه لا يمكن إظهار أي سبب يجعله ثانوياً كأمراض الكلى مثلاً. لم تزل الدراسات الإحصائية المختلفة تشير إلى أن أكثر من 85-90% من المصابين بارتفاع الضغط الشرياني ليس لديهم سبب واضح يمكن أن يعزى إليه ارتفاع الضغط ، ويدعى هذا النوع من ارتفاعات الضغط ارتفاع الضغط الأساسي أو ارتفاع الضغط الأولي ، وتكون في هذه الحالة التغيرات المرضية المختلفة نتيجة لارتفاع الضغط الشرياني الذي يمثل أول أعراض المرض ، ولم تلق تلك المحاولات المتكررة لوضع أسس كلوية ، أو غدية صماوية ، أو عصبية لارتفاع الضغط الأساسي نجاحاً يذكر ، كما باءت بالفشل الدراسات المتعددة والتي هدفت إلى ربطه بعوامل تغذوية أو بيئية أو عرقية أو جنسية.
وقد صنف هذا المرض بالاعتماد على فعالية الرينين في بلازما المرضى إلى تحت مجموعات مميزة هي : أ-- _ ارتفاع الضغط الأساسي منخفض الرينين: يكون مستوى رينين البلازما عند نحو 20% من مرضى الضغط الأساسي منخفضاً ويلاحظ ذلك عند العرق الأسود أكثر من العرق الأبيض ، وقد وجد عند معظم هؤلاء المرضى أن حجم السائل خارج الخلوي ممدد مما جعل بعض الباحثين يعتقدون أن تثبيط فعالية الرينين في هذه الحالة وزيادة حبس الصوديوم ناجم عن إنتاج زائد لمركب تثبيط فعالية الرينين في هذه الحالة وزيادة حبس الصوديوم ناجم عن إنتاج زائد لمركب قشراني معدني كظري غير محدد. ب----------_ ارتفاع الضغط الشرياني مرتفع الرينين : يكون مستوى رينين البلازما عند 15% من مرضى ارتفاع الضغط الأساسي مرتفعاً ويزداد إفراز الألدوسيترون في هذه الحالة ، وقد اقترح أن هذا الارتفاع يلعب دوراً رئيساً في ارتفاع الضغط الشرياني عند هؤلاء المرضى ، كما يعتقد أن ارتفاع مستوى الرينين وبالتالي الضغط الشرياني قد يكون نتيجة إلى زيادة فعالية الجملة الودية. ج=-- _ ارتفاع الضغط الشرياني سوي الرينين : يكون مستوى رينين البلازما عند معظم مرضى الضغط الأساسي سوياً. وتشير المعطيات السابقة إلى أن ارتفاع الضغط الأساسي ناجم عن عدة أسباب (وإن كانت مجهولة) وليس عن سبب واحد. لقد افترض منذ مدة طويلة أن العوامل الوراثية تلعب دوراً رئيساً في ارتفاع الضغط الأولي ، إذ لوحظ في معظم الحالات وجود قصة عائلية ايجابية لارتفاع الضغط الدموي ، وتدعم الدراسات المختلفة مفهوم الوراثة متعددة العوامل ، أي أن عدداً من الاضطرابات الوراثية المختلفة قد يعبر عنها بشكل ارتفاع في الضغط الشرياني. وتشير بعض الدراسات إلى أن الخلل الوراثي قد يتظاهر بعدم قدرة الكليتين على طرح الملح والماء بشكل ملائم ، عندما يكون الضغط الشرياني ضمن الحدود السوية ، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط الشرياني بسبب التراكم التدريجي للملح والماء ، كما تشير دراسات أخرى على عناصر الدم المصورة ، لا سيما الكريات الحمراء ، إلى وجود خلل في نقل الصوديوم (اضطراب مضخة الصوديوم – البوتاسيوم) عبر الأغشية الخلوية وبالتالي تراكمه داخل الخلايا ، ولاتستثى إمكانية وجود زيادة في قاعلية الجهاز الودي الأدريناليني نتيجة لأسباب بنيوية ذاتية وعوامل بيئية .
تأثيرات ارتفاع الضغط الشرياني: لا توجد عادة أية أعراض أو شكايات عند المرضى المصابين بارتفاع بسيط في الضغط الشرياني, غير أن الارتفاع الواضح والمديد يؤثر في مختلف أجهزة الجسم مسبباً اضطرابات وظيفية جهازيه متعددة. 1- الأعراض الدماغية : قد يحدث الصداع عندما يكون ارتفاع الضغط الشرياني شديداً ، ويكون قفوياً وصباحياً ، يخف بعد عدة ساعات من الاستيقاظ ، وقد يترافق بالاقياء ، وينجم عن زيادة ملء أوعية الدماغ بالدم ، قد يشتكي المريض من خفة بالرأس ودوار وطنين ورئية ضبابية ، وتعزى المظاهر الخطيرة لانسداد أوعية الدماغ أو نزوفها ، كما قد يصاب المريض في المراحل المتقدمة بنقص القدرة على التركيز وضعف الذاكرة وتغيم في الوعي بسبب التغيرات الوعائية الدماغية ووذمة الدماغ. 2- الأعراض القلبية : يسبب ارتفاع الضغط الشرياني ازدياد حمل القلب الذي يعمل معاكساً للمقاومة المرتفعة مما يؤدي إلى تضخم الألياف العضلية القلبية التي تحتاج إلى زيادة في استهلاك الأكسجين الذي قد يعجز الدوران الإكليلي عن تأمينها فتظهر نتيجة لذلك أعراض قصور التروية الإكليلية (ذبحة صدرية) ، ومع استمرار الحالة يصاب القلب بالقصور، وتحدث ضخامة البطين الأيسر في ارتفاع الضغط الشرياني الجهازي بينما تحدث ضخامة البطين الأيمن في ارتفاع الضغط بالدوران الرئوي ، وقد يحدث احتشاء العضلة القلبية بعد سوابق ذبحة صدرية (خناق صدر) أو بدونها. 3- التأثير في الأوعية الدموية : تصاب الأوعية الدموية نتيجة لارتفاع الضغط الشرياني بتضخم جدرها وتضيق لمعاتها ، وتسرع هذه التغيرات مراحل التصلب الشرياني الذي يمكن أن يظهر في الأوعية المحيطية وفي أوعية القلب والدماغ والكليتين. 4- الأعراض العينية : غالباً ما توجد أعراض عينية عند المصابين بارتفاع الضغط الشرياني ، كأمهات الدم في أوعية الشبكية والنزوف والنتحات ووذمة حليمة العصب البصري ، وتؤدي هذه التغيرات المرضية عادة إلى عتامة ورؤية ضبابية وربما العمى لا سيما بوجود وذمة حليمة العصب البصري والنزف بمنطقة اللطخة الصفراء. 5- الأعراض الكلوية : يسبب ارتفاع الضغط الشرياني زيادة الحصيل الدموي الكلوي وبالتالي ازدياد إدرار الملح والماء ، مما يقود إلى إجهاد الكليتين ، كما يسرع ارتفاع الضغط الشرياني مراحل التصلب العصيدي في شرايين وشرينات الكلية وتحدث البيلة البروتينية والدموية المجهرية ، وتؤدي التغيرات السابقة في نهاية المطاف إلى قصور كلوي ، لذلك يعد ارتفاع الضغط الشرياني من أهم أسباب القصور الكلوي.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.