يواصل العلماء اكتشاف الطرق التي تؤثر بها قلة النوم على صحتنا العقلية والجسدية، وقد كشفت دراسة جديدة أن النقص الحاد في النوم يمكن أن يؤثر حتى على الطريقة التي ننظر بها إلى الآخرين.
وتظهر الدراسة أنه عندما يكون الشخص دون نوم، فإنه يقضي وقتاً أقل في تثبيت نظره على وجوه الآخرين، ونظراً لأن هذا جزء مهم من قراءة الإشارات الاجتماعية لمن حولنا، فمن المحتمل أن تتأثر علاقاتنا سلباً.
علاوة على ذلك، فإن الوجوه الغاضبة بعد قلة النوم تبدو أقل جدارة بالثقة وأقل صحة، في حين تظهر الوجوه المحايدة أو المخيفة على أنها أقل جاذبية. مما يشير إلى أن قلة النوم مرتبطة بمزيد من الانطباعات الاجتماعية السلبية عن الآخرين؛ مما يمكن أن يؤدي إلى دافع أقل للتفاعل الاجتماعي.
ونظراً لأن تعابير الوجه ضرورية لفهم الحالة العاطفية للآخرين، فإن قضاء وقت أقل في التركيز على الوجوه بعد فقدان النوم الحاد قد يزيد من خطر تفسير الحالة العاطفية للآخرين بشكل غير دقيق أو متأخر جداً.
وقام الباحثون بدراسة 45 مشاركاً قضوا ليلة كاملة بدون نوم، وقضوا 8 ساعات من ليلة أخرى بالنعاس، مفصولة بأسبوع على الأقل. وفي كل حالة، تم استخدام مستشعرات تتبع العين في الصباح التالي لمراقبة نظرة الأشخاص أثناء نظرهم إلى صور الوجوه.
وقد ظهرت مزيج من التعبيرات على الوجوه، كالتالي: سعيدة، وغاضبة، وخائفة، وحيادية. كما طلب من المشاركين تقييم مدى جاذبية الوجوه التي رأوها، وموثوقيتها، وصحتها.
وقد كان هناك انخفاض في مدة التركيز على الوجه بين 6.3-10.6% بعد قلة النوم، وحدث هذا الانخفاض بغض النظر عن العاطفة التي تظهر على الوجه. وبشكل عام، تم تصنيف الوجوه على أنها أقل جدارة بالثقة وأقل جاذبية بعد ليلة بدون نوم.
للمزيد: أضرار قلة النوم
ولعله ليس من المستغرب أن قلة النوم تجعلنا أقل رغبة في التعامل مع الآخرين، لكن الدراسة تضيف بعض البيانات المثيرة للاهتمام إلى هذا المزيج. حيث توصل الباحثون إلى أن الانطباعات الاجتماعية السلبية عن الأشخاص بعد قلة النوم قد تؤدي إلى الانسحاب الاجتماعي من قبل أولئك الذين يعانون من مشاكل النوم.
ويفترض فريق الباحثون أيضاً أن عدم النوم، والتركيز بشكل أقل على الوجوه الناتج عنه يمكن أن يسبب مشاكل عندما يتعلق الأمر بالحكم على الحالات العاطفية للآخرين، وهو جزء أساسي من استمرار العلاقات الاجتماعية.
أما بالنسبة لمحددات الدراسة، فهي أن هناك حاجة لدراسات ذات أحجام عينات أكبر، وعلى مدى وقت أطول للبحث في ما يحدث حقاً. كما أن المشاركون في الدراسة كانوا من فئة الشباب، ولا يعرف الباحثون ما إذا كانت النتائج قابلة للتعميم على الفئات العمرية الأخرى. علاوة على ذلك، فإنه من غير المعروف ما إذا كانت ستظهر نتائج مماثلة بين أولئك الذين يعانون من قلة النوم المزمن.
للمزيد: عدد ساعات النوم المناسب لكل فئة عمرية
{article)