يرغب الكثير من الناس أن يبقوا شباباً طوال حياتهم، فالكثير من أفلام الخيال العلمي تحدثت عن ما يسمى إكسير الحياة؛ الذي يحافظ على شباب من يتناوله طول حياته. لكن هل تعتقد أن هذا يمكن أن يتحول إلى حقيقة؟ 

تمتلك كل خلية من خلايا جسم الإنسان ما يسمى بالساعة البيولوجية؛ التي تقيس مرور الوقت وتقدم عمر الخلايا، كما تحتوي الخلايا على نمط جيني معين خاص بكل فترة زمنية؛ بمعنى أن النمط الجيني في الخلايا الشابة يختلف عن النمط الجيني للخلايا الكبيرة في السن. 

كما يوجد نوع من الخلايا يسمى الخلايا الجذعية، هذه الخلايا لها القدرة على الإنقسام إلى جميع أنواع الخلايا الأخرى؛ بالإضافة إلى قدرتها على إصلاح الخلايا التالفة. 

حاول العلماء في جامعة كاليفورنيا أن يتغلبوا على تقدم العمر؛ عن طريق إعادة تدوير الساعة البيولوجية إلى الوراء؛ وتحويل النمط الجيني للخلايا الكبيرة في السنة إلى النمط الجيني في الخلايا الشابة. فهل نجحوا في ذلك؟
 
للمزيد: متى تبدأ مرحلة الشيخوخة

تفاصيل الدراسة 

أحضر العلماء مجموعة من الفئران مختلفة الأعمار، بعضهم في منتصف العمر والبعض الآخر كبير في السن. ومن ثم حقنوهم بعوامل النسخ ياماناكا (بالإنجليزية: The Yamanaka Transcription Factors) وهي مجموعة من أربعة جزيئات المعاد برمجتها، لها القدرة على إعادة النمط الجيني للخلايا كبيرة السن؛ إلى النمط الجيني للخلايا الشابة. 

قسموا الفئران إلى مجموعات: 

    •  المجموعة الأولى تم حقنها بجرعات منتظمة؛ من عمر ١٥ شهر حتى وصولها لعمر ٢٢ شهر (ما يعادل من ٥٠ سنة إلى  ٧٠ سنة في الإنسان).
    •  المجموعة الثانية تم حقنها بجرعات منتظمة؛ من عمر ١٢ شهر حتى وصولها لعمر ٢٢ شهر ( ما يعادل من ٣٥ سنة إلى ٧٠ سنة في الإنسان).
    •  المجموعة الثالثة تم حقنها لمدة شهر واحد فقط؛ وهي في عمر ٢٥ شهر (ما يعادل ٨٠ سنة في الإنسان). 

من خلال هذه التجربة حاول العلماء معرفة آمان هذا العلاج، وطوال هذه المدة الطويلة من العلاج؛ التي استمرت من ٧ إلى ١٠ شهور لم يظهر أية آثار جانبية للعلاج؛ مثل أي تغيرات في الدم أو المخ، كل ذلك مقارنة بالمجموعة الرابعة من الفئران؛ التي لم تحقن بعوامل نسخ ياماناكا نهائيا. 

أظهرت النتائج أن الفئران التي تمت معالجتها؛ تحول النمط الجيني لخلايا الفئران الكبيرة في السن لتشبه النمط الجيني للخلايا الشابة،كما وجد العلماء أن النسيج الليفي في منطقة الجروح أصبح أقل؛ في الفئران التي تم علاجها لفترة طويلة، وتشبه الفئران الشابة.

للمزيد: علامات التقدم في السن والشيخوخة المبكرة

كل هذه التأثيرات ظهرت في المجموعات التي عولجت لمدة 7 إلى 10 شهور، بينما لم تظهر في المجموعة التي عولجت لمدة شهر واحد فقط، وكل هذه التأثيرات ظهرت بعد انتهاء مدة العلاج كاملة وليست في منتصفها.

تعتبر هذه الطريقة واعدة جداً، ليس كما نظن لإبقاء البشر في فترة شباب دائمة، إنما لعلاج العديد من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، حيث يرى العلماء أنه في حالة تلف العضو بسبب التقدم في العمر؛ يمكن إعادة برمجة خلاياه لتصبح شابة مرة أخرى لتتغلب على هذا التلف، كما أننا مازلنا في حاجة إلى الكثير من الدراسات للتأكد من فاعلية وأمان هذا العلاج على البشر.