نسمع كثيراً بفوائد الاستيقاظ المبكر، ولكن هل فكرت مسبقاً بأن النوم المتأخر يجعلك أكثر عرضة للأمراض؟
نعم فللأسف هذا خبر سيء لمحبي السهر والنوم صباحاً، إذ بين بحث جديد نشر في مجلة (Experimental Physiology) أن دورة النوم والاستيقاظ تؤثر على التمثيل الأيضي للجسم، وعلى مصدر الطاقة المفضل له.
ويقصد بمصدر الطاقة أنه عادة ما يلجأ الجسم إلى 3 مصادر للحصول على الطاقة وهي الدهون، أو الكربوهيدرات، أو البروتين، وما وجده الباحثون في جامعة روتجرز بنيوجيرسي هو أن أجسام الأشخاص الذين غالباً ما ينامون في وقت متأخر من الليل لديها قدرة أقل على استخدام الدهون كمصدر للطاقة سواء عند الراحة أو حتى ممارسة الرياضة، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، ومرض السكري من النوع الثاني.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يستيقظون مبكراً فغالباً ما تميل أجسامهم إلى الاعتماد على الدهون كمصدر أول للطاقة سواء عند الراحة أو حتى ممارسة الرياضة، وهم الأنشط خلال النهار إذ يملكون مستويات أعلى من الطاقة.
تم إجراء هذه الدراسة على 51 شخصاً قسموا إلى مجموعتين تبعاً لنمط نومهم، فضمت المجموعة الأولى الأشخاص الذين يستيقظون مبكراً، والمجموعة الثانية كانت النقيض وضمت الأشخاص الذين ينامون في وقت متأخر من الليل ويستيقظون في وقت متأخر أيضاً.
ولكن ما العلاقة بين موعد النوم والاستيقاظ وخطر الإصابة بالسكري؟
كان الباحثون قد توصلوا إلى نتيجة أخرى مثيرة للاهتمام، وهي اختلاف استجابة الجسم للإنسولين بين المجموعتين، إذ أظهرت المجموعة الأولى (من يستيقظون مبكراً) حساسية أكبر للإنسولين، بينما أظهرت المجموعة الثانية (من ينامون في وقت متأخر) مقاومة للإنسولين، ما يعني أن خلاياهم لا تستخدم الجلوكوز الموجود في الدم بسهولة وبنفس كفاءة المجموعة الأولى، وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم وتراكم الدهون في الجسم.
لا شك أن مقاومة الإنسولين تزيد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، كما قد تزيد أيضاً خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ولهذا إن كنت ممن يفضل النوم صباحاً والاستيقاظ لوقت متأخر في الليل فقد حان الوقت لتعيد حساباتك.
للمزيد: أي نوع من الاشخاص انت؟ هل أنت من بوم الليل، ام من الطيور المبكرة؟