إن كل ما تفرضه جائحة كورونا من حظر، أو تقييد للحركة، والالتزام بالكمامات الطبية، وإجراء فحص كورونا، سبب الشعور بالتعب، والإحباط، والغضب لدى الكثيرين، الأمر الذي يمكن أن يدفعهم، وبكل سهولة، إلى الصراخ، كوسيلة للاسترخاء والتنفيس عما بداخلهم.
وهذا ما فعلته مبادرة في ولايتي ماساتشوستس ونيوجيرسي في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي قامت بتشجيع الأمهات على الصراخ كوسيلة للتخفيف عما بداخلهم من ضغوطات حدثت أثناء فترة أنتشار فيروس كورونا، وقد قامت مجموعتان على الأقل من الأمهات بالصراخ بصوت عالي في مواقف السيارات الخالية وفي المساحات الأخرى المفتوحة، وذلك تعبيراً عن استيائهن من الوضع في ظل جائحة كورونا.
أما حول رأي العلم بذلك، فقد وافق الكثير من العلماء على أن الصراخ يمكن أن يفيد في التنفيس عما بداخل الفرد، فالصراخ يعد وسيلة طبيعية وبديهية لإطلاق المشاعر، بما فيها الغضب.
حيث، أن خلال الصراخ يتم تفعيل الجهاز العصبي الودي إلى أقصى الحدود، وعندما يبدأ نشاط الجهاز بالانخفاض، فذلك يمنح الفرد الشعور باللاسترخاء.
ومن هنا جاءت فكرة العلاج بالصراخ الأولي، والذي بدأ في أوائل السبعينيات، وقد قام بتأييده الكثير من المشاهير، ويعتمد هذا العلاج على كتاب يسمى الصرخة الأولية، والذي قام بتأليفه المعالج النفسي آرثر جانوف، حيث إن في هذا الكتاب ذكر جانوف أن اضطراب الأعصاب عادة ما ينجم عن كبت الألم الذي يحدث نتيجة صدمات الطفولة، وأن هذا الألم برد فعل عاطفي بسيط ألا وهو الصراخ.
حيث يعمل الصراخ على إفراز مادة الإندورفين، وهي مادة كيميائية يفرزها الجسم والتي تعمل على التقليل من الإجهاد وزيادة الشعور الإيجابي في الجسم.
وبالتالي من الممكن أن يساهم الصراخ بالتقليل من الضغط النفسي الناجم عن جائحة كورونا، إلا أن هناك طرقاً أخرى أقل شدة للتعامل مع هذا الإجهاد أثناء الجائحة، كما أنه لا ينصح بالصراخ كعلاج طويل الأمد.
حيث أن التحفيز طويل الأمد للجهاز العصبي الودي يمكن أن في مضاعفات صحية خطيرة طويلة الأمد، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، والقلق، والاكتئاب، وارتفاع الكوليسترول، والأرق.
إضافة إلى أنه إلى الآن لا يوجد أي دليل علمي يدعم اللجوء إلى الصراخ كوسيلة للعلاج، وبالتالي يمكن اعتباره علاجاً محتملاً، ولكن بنفس الوقت يجب الحرص على عدم اعتباره علاجاً مؤكداً والاعتماد عليه كلياً.