قام علماء في دراسة جديدة أجريت في مدينة بياتشينزا شمال إيطاليا، بمقارنة الأيام التي عانى فيها بعض المرضى الذين لديهم جهاز مقوم نظم القلب المزروع من عدم انتظام ضربات القلب البطيني مع الأيام التي سجل فيها العلماء مستويات أعلى من تلوث الهواء.
وقد لاحظ الباحثون أن زيارات غرفة الطوارئ بسبب اضطراب نظم القلب في المرضى الذين لديهم أجهزة تقويم نظم القلب ومزيل الرجفان القابل للزراعة تميل إلى الزيادة في الأيام التي يكون فيها تلوث الهواء مرتفعاً. لذلك، قرر الباحثون مقارنة تركيز ملوثات الهواء في الأيام التي عانى فيها المرضى من عدم انتظام ضربات القلب مقابل مستويات التلوث في الأيام الخالية من عدم انتظام ضربات القلب.
وتتبعت الدراسة نشاط مقوم نظم القلب ومزيل الرجفان القابل للزراعة في 146 شخصاً، ومن بين هذه المجموعة، كان 67 شخصاً قد عانوا من عدم انتظام ضربات القلب البطيني سابقاً، و 79 شخصاً لم يعانوا منها. وقدمت وكالة البيئة الإقليمية للباحثين أرقاماً يومية عن مستويات الجسيمات الدقيقة 2.5 و 10، وأول أكسيد الكربون، وأكسيد النيتروجين، والأوزون. وسجل الباحثون خلال الدراسة 440 حالة من عدم انتظام ضربات القلب البطيني.
وتوصل الباحثون إلى أن الأيام التي شهدت مستويات عالية من تلوث الهواء هي التي حدثت فيها معظم حالات عدم انتظام ضربات القلب. ويعد جهاز مقوم نظم القلب المزروع، بالإضافة إلى العديد من أجهزة تنظيم ضربات القلب، ذات فائدة كبيرة في مراقبة نظم القلب على مدار 24 ساعة في اليوم. ولذلك، فهي تمثل أداة مثالية لمقارنة عدم انتظام ضربات القلب مع البيانات الواردة من محطة المراقبة لجودة الهواء.
ومع ذلك، فقد يكون هؤلاء المرضى الذين تم إجراء البحث عليهم أكثر عرضة أصلاً لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويبرز البحث أن آثار التلوث تكون أكثر وضوحاً في هذه الفئة.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن مستوى 10 ميكروغرام/متر مكعب من الجسيمات الدقيقة 2.5 أو أقل يمثل جودة هواء جيدة. وتعد مدينة بياتشينزا التي أجريت الدراسة فيها ذات جودة هواء رديئة.
وقد وجدت الدراسة أن كل زيادة بمقدار 1 ميكروغرام/متر مكعب في مستويات الجسيمات الدقيقة 2.5 تتوافق مع زيادة خطر الإصابة باضطراب نظم القلب الذي يتطلب صدمة بنسبة 1.5٪. وعندما ظلت تركيزات الجسيمات الدقيقة 2.5 مرتفعة بمقدار 1 ميكروغرام/متر مكعب على مدار أسبوع، كان عدم انتظام ضربات القلب البطيني أكثر تكراراً بنسبة 2.4٪.
أما بالنسبة لتركيزات الجسيمات الدقيقة 10، فقد قابلت الزيادة الأسبوعية بنفس المقدار زيادة في عدم انتظام ضربات القلب البطيني بنسبة 2.1٪.
وتسلط الدراسة الضوء على الحاجة إلى تصنيف تلوث الهواء كعامل خطر على صحة القلب والأوعية الدموية، تماماً مثل التدخين، أو ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع الكولسترول في الدم. ويجب التحرك لمنع الناس بشكل عام، والأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل خاص، من التعرض لمستويات عالية من تلوث الهواء.
كما ينبغي على مرضى القلب اتخاذ بعض الاحتياطات في حياتهم اليومية، مثل البقاء في الداخل قدر الإمكان، وارتداء كمامات N95 بالخارج لا سيما في المناطق ذات حركة المرور الكثيفة، واستخدام جهاز تنقية الهواء في المنزل.