لاحظ الباحثون في دراسة استمرت 7 سنوات، أجريت باستخدام بيانات أكثر من 59,000 امرأة في جميع أنحاء إيطاليا، أن التعرض المزمن لمستويات عالية من جزيئات تلوث الهواء ذات الحجم الكبير يرتبط باحتمالية أعلى للإصابة بهشاشة العظام.

وقد استخدم الباحثون متوسط ​​تركيزات الجزيئات على المدى الطويل في جميع أنحاء إيطاليا خلال الفترة 2013-2019، والتي تم الحصول عليها من 617 محطة من محطات جودة الهواء التابعة للمعهد الإيطالي لحماية البيئة والبحوث في 110 مقاطعات إيطالية. وعين الباحثون بعد ذلك قيمة التعرض للجسيمات للأفراد المشاركين.

ووجد الباحثون أن كثاقة العظام لدى 64.5% من بين 59950 امرأة ممن كن عرضة لخطر الإصابة بالكسور كانت تشير إلى هشاشة العظام. وكان هناك احتمال أعلى بكثير للإصابة بهشاشة العظام عند التراكيز الأكبر من جسيمات التلوث، وخاصة في عظم عنق الفخذ والعمود الفقري القطني. 

وقد تم التوصل إلى هذه النتائج بعد أخذ عوامل خطر هشاشة العظام الأخرى بعين الاعتبار؛ مثل العمر، ومؤشر كتلة الجسم، ووجود كسور في العظام، والتاريخ العائلي لهشاشة العظام، وانقطاع الطمث، واستخدام الكورتيكوستيرويدات أو الكورتيزون، والأمراض المزمنة.

ويوضح الباحثون أن مرض هشاشة العظام ينتج عن أسباب جينية وبيئية، مثل التدخين الذي يعد في حد ذاته ملوثاً للهواء. وقد أظهرت الدراسات أن التعرض لتلوث الهواء الناتج عن الاحتراق في الأماكن الداخلية يزيد خطر ارتشاف العظام (بالإنجليزية: Bone Resorption)، كما تتراكم المعادن السامة مثل الرصاص، والكادميوم، والزئبق، والألومنيوم في الهيكل العظمي وتؤثر سلباً على صحة العظام.

وخلص الباحثون إلى أن التعرض للتراكيز القليلة من جسيمات التلوث تعتبر آمنة، كما أن عظم عنق الفخذ كان أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالعمود الفقري القطني. كما أوضح الباحثون أن الأدلة التي تشير إلى تأثير تلوث الهواء على زيادة مخاطر الأمراض المختلفة وشدتها يشير إلى أن تلوث الهواء قد يكون له تأثير مناعي.

وقد توافقت نتائج الدراسة مع نتائج أبحاث أخرى مهمة حول زيادة خطر حدوث نوبات من التهاب المفاصل الروماتويدي والصدفية بعد التعرض للتلوث لفترات طويلة، بالإضافة ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.