يعاني المصاب من متلازمة التهاب الأمعاء من مجموعة من الأعراض المعدية المعوية، تشمل الإسهال والانتفاخ والتشنجات. ومن الأشكال الأكثر شيوعاً لمرض التهاب الأمعاء: مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.
يعاني حوالي 3 ملايين شخص في الولايات المتحدة وحدها من هذه الأمراض، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). ويعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة التهاب الأمعاء من خطر أعلى للإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي. ومع ذلك، لم تكن الروابط بين متلازمة التهاب الأمعاء وسرطان البروستاتا معروفة جيداً حتى الآن.
أشار بحث جديد إلى أن الرجال الذين يعانون من متلازمة التهاب الأمعاء معرضون لخطر أعلى للإصابة بسرطان البروستاتا، حيث قامعلماء في جامعة نورث وسترن في شيكاغو بولاية إلينوي في البحث فيما إذا كان هناك علاقة بين المرضين أم لا.
متلازمة التهاب الأمعاء وسرطان البروستاتا
يستخدم الأطباء غالباً اختبار مستضد البروستاتا (PSA) للكشف عن سرطان البروستاتا. وتكون مستويات PSA في الدم عادةً منخفضة، ويمكن أن يشير ارتفاع النسبة بمقدار كبيرة إلى احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا.
وقد أشارت نتائج البحث الحالي إلى أن الرجال المصابين بمتلازمة التهاب الأمعاء غالباً ما يكون لديهم مستويات أعلى من PSA، وربما يرجع ذلك إلى الالتهاب المزمن المرتبط بالحالة المعدية المعوية.
يعتقد بعض الباحثين أن بعض النواتج الالتهابية، مثل بروتين سي التفاعلي (C-reactive Protein)، يمكن أن تزيد من مستويات PSA دون وجود سرطان البروستاتا. ولأن مستويات PSA يمكن أن تكون عالية لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة التهاب الأمعاء، غالباً ما يتم تجاهلها. لذلك فإن فهم خطر الإصابة بسرطان البروستاتا في هذه الفئة من الناس مهم للمساعدة في توجيه القرارات السريرية.
وللتحقق من ذلك، قام العلماء بمتابعة الحالة الصحية لـ 1033 رجلاً مصابين بمتلازمة التهاب الأمعاء و9306 من الرجال الذين لا يعانون من متلازمة التهاب الأمعاء كمجموعة ضابطة. في المتوسط، تمت متابعة كل مشارك لمدة 18 عاماً. وكان متوسط العمر في بداية التجربة هو 53 عاماُ.
وتم مؤخراً نشر النتائج التي تم التوصل إليها في مجلة أمراض المسالك البولية الأوروبية. ووجد العلماء أن خطر الإصابة بسرطان البروستاتا لدى الرجال المصابين بمتلازمة التهاب الأمعاء كان أعلى بخمسة أضعاف من أولئك الذين لا يعانون من هذه الحالة. وهذه أول دراسة تثبت زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا ذي الأهمية السريرية بالنسبة للرجال المصابين بمتلازمة التهاب الأمعاء.
العلاقة بين متلازمة التهاب الأمعاء وسرطان البروستاتا
ناقش مؤلفو الدراسة سبب وجود رابط بين متلازمة التهاب الأمعاء وسرطان البروستاتا. وأشارت الفرضيات التي تم اقتراحها إلى أن السبب قد لا يكون ناجماً عن فرط الالتهاب، وإنما عن انخفاض في فعالية جهاز المناعة. المراقبة المناعية هي قدرة نظام المناعة في جسم الإنسان على تمييز الخلايا السرطانية. ومن المسلّم به أن تقوم الخلايا المناعية- التي تحدد وتدمر الخلايا السرطانية قبل أن تترسخ وتشرع في التسبب في ضرر- باستمرار بحماية الجسم.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنه عادةً ما يصف الأطباء للأشخاص الذين يعانون من متلازمة التهاب الأمعاء أدويةً تقلل من استجابة الجسم المناعية. يمكن أن تقوم هذه الأدوية أيضاً بتثبيط المراقبة المناعية.
لاحظ الباحثون أيضا أن كلاً من سرطان البروستاتا ومتلازمة التهاب الأمعاء لهما مكون وراثي مهم، مما يشير إلى إمكانية وجود بعض الجينات المشاركة المشتركة في كلتا الحالتين.
التأثير التطبيقي
يمكن أن تؤثر هذه النتائج الجديدة على كيفية علاج الأطباء لمتلازمة التهاب الأمعاء، فقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض إلى فحصهم بدقة أكثر من المرضى الذين لا يعانون منه. ففي حال ملاحظة ارتفاع نسبة PSA لدى أي رجل مصاب بمتلازمة التهاب الأمعاء، فإن هذا يمكن أن يكون مؤشراً على إصابته بسرطان البروستاتا.
ويوصي البحث بضرورة القيام بالمزيد من العمل لفهم العلاقة بين هذه الأمراض. وبسبب الانتشار المرتفع لمرض التهاب الأمعاء، فإن هذا البحث سوف يتبع بالتأكيد بسرعة.