أظهرت دراسة أن مقاومة عقاقير الملاريا في إفريقيا قد بدأت بالظهور، وأشارت الدراسة إلى تغييرات مشابهة لتلك التي شوهدت قبل عقد من الزمن عندما انتشرت مقاومة أدوية الملاريا في جنوب شرق آسيا.
ولم تعد مركبات عقار الأرتيميسينين المستخدمة على نطاق واسع ضد الملاريا فعالة دائماً في كمبوديا والبلدان المجاورة . وقد طورت طفيليات الملاريا المنجلية طفرات جينية تسمح لها بمقاومة الأدوية.
وقد كان العلماء قد أعربوا عن قلقهم الكبير من أن مقاومة الأدوية يمكن أن تنتشر إلى إفريقيا كونها تضم أكبر عدد من حالات الإصابة بهذا النوع من الملاريا، وأعلى حصيلة لوفيات الأطفال بسببها.
تفاصيل الدراسة ونتائجها
أظهرت دراسة أجريت في رواندا، ونشرت في مجلة لانسيت للأمراض المعدية، أن ما كان يخشاه العلماء من أن فعالية أدوية الملاريا بدأت بالتناقص ربما قد بدأ يحدث. ووجد الباحثون أن إعطاء الطفل كورس مركب من الأدوية من مادة الأرتيميسينين والدواء المرافق لها لا يزيل دائماً طفيليات الملاريا من دم الطفل في غضون 3 أيام كما ينبغي.
وقد راقب الباحثون علاج 224 طفلاً مصاباً بالملاريا، تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات في 3 مناطق في رواندا، وهي: ماساكا، وروكارا، وبوغاراما. وقد تبين أن حوالي 15٪ من الأطفال لا يزالون يعانون من طفيليات يمكن اكتشافها بعد 3 أيام في 2 من المواقع، مما يتناسب مع معايير منظمة الصحة العالمية للمقاومة الجزئية.
للمزيد: هل اقترب العلم من التوصل إلى لقاح للملاريا؟
ما هي الادوية المستخدمة لعلاج الملاريا؟
يعتبر دواء الأرتيميسينين (بالإنجليزية: Artemisinin) هو الدواء الأساسي لعلاج الملاريا، ويتم إعطاء دواء الأرتيميسينين، الذي تم إدخاله في أوائل القرن 21 من الصين، تزامناً مع نوع مختلف من أدوية الملاريا لضمان التخلص من جميع الطفيليات وعدم التأثير على فعالية الأدوية. ويعد المزيج الأكثر شيوعاً هو مادة الأرتيميثير-لوميفانترين، التي بدأت رواندا في استخدامها في عام 2006.
للمزيد: ما هو علاج مرض الملاريا؟
كيف تحدث مقاومة علاج الملاريا؟
في حال لم يقم عقار الأرتيميسينين بإزالة الطفيليات على الفور في غضون 3 أيام من إعطائه، فإن الدواء المرافق يصبح هو المسؤول، وقد تتطور مقاومة له أيضاً. وفي حال حدوث ذلك، قد يفشل العلاج.
ويمكن أن تظهر طفرات الطفيل بشكل تلقائي، وقد أشارت الدراسات السابقة إلى حدوث حالات مقاومة فردية. ومع ذلك، تظهر الدراسة الجديدة أن المقاومة بدأت تصبح أكثر شيوعاً، والأهم من ذلك أنها مرتبطة بآثار سريرية بسبب تأخر إزالة الطفيليات.
للمزيد: احصائيات حول انتشار الملاريا والوقاية منها
الخلاصة ورأي الخبراء
دعا الخبراء إلى مزيد من المراقبة المكثفة لمقاومة أدوية الملاريا في رواندا ودول أفريقية أخرى، وقد أظهرت الدراسة أن علاج الملاريا في رواندا لا يزال فعالاً بنسبة 94٪، ولكن هناك حاجة ماسة إلى دراسات جديدة ومراقبة مستمرة.
ويعتقد الخبراء أن علامات التحذير موجودة، حيث تشير هذه الدراسة وغيرها من البيانات إلى أننا على وشك أن نشهد مقاومة مادة الأرتيميسينين ذات الفائدة السريرية في إفريقيا، كما ظهرت في جنوب شرق آسيا منذ أكثر من عقد.
وقد يكون لفقدان فعالية العلاجات المركبة القائمة على مادة الأرتيميسينين عواقب وخيمة، كما حدث عندما أدت مقاومة دواء الكلوروكين إلى زيادات هائلة في وفيات الملاريا في أواخر القرن العشرين. ومع هذا، فإن المراقبة المستمرة يمكن أن تنقذ العديد من الأرواح.