بينت دراسة أمريكية أن هناك رابط وعلاقة ما بين انخفاض ونقص الدم الانتصابي وبين الإصابة بالخرف لاحقاََ مع الكبر بالعمر، وأكد الباحثون أن انخفاض الدم الانتصابي يتمثل عادةََ لدى المرضى بالإصابة بالدوخة أو الشعور بالدوار عند تغيير الوضعية من الجلوس للوقوف.
وأكد الباحثون أن الانخفاض الواضح بضغط الدم يكون فقط في ضغط الدم الانقباضي (بالإنجليزية: Systolic Blood Pressure) وهو الذي من الممكن أن يزيد من فرصة الإصابة بالخرف مع الوقت، وأكد المختصين في علم الأعصاب أن التحكم بهذا الانخفاض المتكرر في ضغط الدم الانقباضي قد يساعد في حماية المريض من الإصابة بالخرف ومساعدته على الحفاظ على ذاكرة قوية ونشيطة وعقل مفكر جيد.
وقد تابع الباحثون ملف ما يقارب 2,100 مريض في المستشفى أعمارهم أكبر من 73 عاما، والذين لم يكن لديهم أي حالة من الخرف في بداية الدراسة، وتم تتبع أوضاعهم الصحية خلال 12 سنة لاحقة، وتم ملاحظة أن هناك 22% منهم قد أصيبو بالخرف مع الوقت، ولاحظ الباحثون أيضاََ أن الذين أصيبوا بانخفاض في ضغط الدم الانقباضي كان لديهم فرصة أكبر بمقدار 40% للإصابة بالخرف مع مرور الوقت، وأن هناك 26% من الذين أصيبوا بالخرف كان لديهم حالات من انخفاض ضغط الدم الانقباضي مقارنةََ مع 21% من الذين لم يكن لديهم انخفاض بالدم وأصيبوالاحقاََ بالخرف.
وأكد الباحثون أن هذه الدراسة لا تؤكد أن انخفاض ضغط الدم الانقباضي يسبب مع الوقت الخرف ولكنها تجد أن هناك علاقة ورابط قوي بين الحالتين، وقد درس الباحثون أيضاََ وجود مؤثرات أخرى مثل التدخين والإصابة بداء السكري وشرب الكحول، ووجدت الدراسة أن الذين أصيبوا بحالات متكررة من انخفاض ضغط الدم الانقباضي قد كان لديهم فرصة أكبر بنسبة 37% للإصابة بالخرف مقارنةََ بالتأثيرات والعوامل الأخرى.
وأكد المختصين أن الإصابة المتكررة بانخفاض ضغط الدم الانقباضي قد تؤثر على الشرايين وعمل الدماغ وهذا ما قد يسبب الخرف، وبين المختصين أيضاََ أنه يجب على الأطباء والاختصاصيين أن ينتبهوا أكثر لهذه العلاقة والرابط الكبير بين الحالتين لأن هناك العديد من كبار السن الذين يتناولون أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم وهو ما يسبب الكثير من حالات انخفاض ضغط الدم الانقباضي المتكرر لديهم عند تغيير الوضعية والوقوف بشكل مفاجئ، وهذا يعتبر أمراََ خطيراََ قد يؤثر على حياة كبار السن مع مرور الزمن.
للمزيد: مرض الخرف بين التشخيص والعلاج والمضاعفات
للمزيد: سيكولوجية التقدّم في العمر