تُعرف الرطوبة على أنها مقياس لكمية بخار الماء في الهواء، وفي الغالب يتم التعبير عن الرطوبة كنسبة مئوية تدل على كمية قرب الهواء من التشبع وهذا ما يعرف باسم الرطوبة النسبية (بالإنجليزية: Relative Humidity)، فإذا زادت كمية بخار الماء في الهواء زادت الرطوبة النسبية، وإذا انخفضت كمية بخار الماء في الهواء تنخفض الرطوبة النسبية. وتؤثر الرطوبة على كل من الطقس والمناخ والبيئات الداخلية.
ما هو تأثير الرطوبة على الطقس؟
تحدد نسبة الرطوبة احتمالية تكوين السحب أو احتمالية تكوين العديد من الظروف المناخية كتكوين العواصف الرعدية والعواصف الثلجية. فعندما تصل الرطوبة النسبية إلى 100% يكون الهواء مشبعاً ببخار الماء، مما يؤدي إلى تكوين الندى أو تساقط الأمطار.
تشمل تأثيرات الرطوبة على الطقس عدة أشكال من أبرزها:
تكوين السحب
تتكون السحب نتيجة ارتفاع الهواء الساخن فوق الهواء البارد مما يؤدي إلى تكاثف بخار الماء في الجو على شكل قطرات من الماء أو على شكل ثلج إذا كانت درجة الحرارة قليلة.
تكوين العواصف الرعدية والأعاصير
يرتفع الهواء الدافئ الذي يحتوي كمية كبيرة من الرطوبة إلى أعلى مما يؤدي إلى تبريده مكوناً سحب كبيرة تنتشر في ظروف الضغط المنخفضة. كما أن التدفق الهوائي للأعلى يؤدي إلى تكوين مناطق منخفضة الضغط بالقرب من الأرض ويتدفق الهواء البارد لملئ هذه المناطق، ونتيجة هذه الدورة من الهواء والرطوبة تتكون السحب المظلمة والرياح والأمطار والعواصف الرعدية. وتنتج الأعاصير في ظروف الرطوبة الشديدة ودرجات الحرارة المرتفعة فوق المحيطات خلال أشهر الصيف.
للمزيد: مقياس الرطوبة
ما هو تأثير الرطوبة على صحة الإنسان؟
عندما ترتفع درجة الحرارة يبدأ الجسم بالتعرق لتخفيض درجة حرارة الجسم، ولكن عندما يحتوي الهواء على نسبة رطوبة عالية، لا يمكن لهذا العرق أن يتبخر مما يؤدي إلى شعور الجسم بالحرارة واللزوجة، والذي بدوره يزيد من عملية التعرق، ويزيد من معدل وعمق الدورة الدموية، ويزيد من التنفس، ويمكن أن يؤدي التعرق المفرط إلى فقدان الماء والمواد الكيميائية التي يحتاجها الجسم من أجل العمل بشكل صحيح، مما يعرض صحة جسم الإنسان للخطر. وتساهم الرطوبة بشعور الإنسان بانخفاض الطاقة والخمول.
في ما يلي بعض من الخاطر التي قد تصيب الإنسان عند التعرض المفرط للرطوبة:
- الجفاف: مع ارتفاع درجة الحرارة، يزداد خطر التعرض للجفاف.
- التعب العام والإرهاق.
- التشنجات العضلية.
- الإنهاك الحراري: ويحدث الإنهاك الحراري نتيجة تعرض الجسم لدرجات حرارة مرتفعة مصحوبة بالجفاف وتصل درجة حرارة الجسم الذي يعاني من الإنهاك الحراري إلى 104 فهرنهايت أو أقل.
- الإغماء.
- أمراض القلب والأوعية الدموية: وجدت الدراسات أن انخفاض الحرارة مع ارتفاع الرطوبة يؤدي إلى زيادة نسبة الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية خصوصاً للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الساحلية.
- ضربة الشمس: عند التعرض لأشعة الشمس بشكل مفرط يمكن أن يتعرض الجسم للجفاف وبالتالي يؤدي إلى ضربة شمس. وتعتبر ضربة الشمس من المشاكل الخطيرة التي قد تهدد حياة الإنسان، حيث يتعذر على الجسم أن يبرد نفسه بشكل كافي مما يمكن أن يؤدي إلى إصابة الجسم بتشنجات حرارية.
- النوبات القلبية: وجدت بعض الدراسات أن ارتفاع الرطوبة قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية عند كبار السن.
للمزيد: ارتفاع الرطوبة يقلل نقل عدوى فيروس الانفلونزا
طرق لتجنب مخاطر الرطوبة العالية
هناك بعض النصائح التي يمكن مراعاتها عند التواجد بمكان رطب من أهمها:
- يجب التأكد من أخذ فترات راحة متكررة وشرب الكثير من الماء للمحافظة على بقاء الجسم رطباً.
- عند الشعور بالتعب والإرهاق يجب أخذ فترة راحة والانتظار حتى يهدأ الجسم.
- البحث عن مكان يحتوي تكييف خصوصاً إذا كان الشخص معرضاً لتطور بعض المخاطر الصحية مثل كبار السن أو الأطفال الصغار.
- يجب الذهاب إلى الطوارئ إذا شعر المريض بعدم التحسن.