ما مفهوم طب الشيخوخة؟ وهل يختلف عن مفهوم علم الشيخوخة؟
علم الشيخوخة (بالإنجليزية: Gerontology)، هو أحد فروع العلوم والذي يعنى بدراسة عملية تقدم السن و التغيرات المرتبطة بها كالتغيرات البيولوجية، والنفسية، والاجتماعية.
أما طب الشيخوخة (بالإنجليزية: Geriatrics)، فيعرف على أنه أحد فروع الطب والذي يركز على تعزيز الصحة لدى كبار السن، حيث يعنى طرق و المهارات الخاصة بالجوانب الوقائية، والتشخيصية والعلاجية والتأهيلية للأمراض التي قد تصيب هذه الفئة العمرية.
اقرأ أيضاً: الشيخوخة: صديقة أم عدوّة؟
من هم كبار السن؟
على الرغم من وجود عدة تعاريف شائعة لعمر الشيخوخة، إلا أنه لا يوجد اتفاق عام على العمر الذي يصبح فيه الشخص مسنًا. ففي الوقت الحالي، لا يوجد معيار رقمي موحد لدى منظمة الأمم المتحدة، لكن تم الإتفاق من قبل الأمم المتحدة على أن كبار السن هم الأشخاص الذين قد تجاوزت أعمارهم ال 60 عاماً.
اقرأ أيضاً: الشيخوخة المبكرة؛ أسبابها وطُرق الوقاية منها
كبار السن في العصر الحالي
اليوم، ولأول مرة عبر التاريخ، من المتوقع أن يعيش معظم الناس لعمر الستين فما فوق. فبحلول عام 2020، من المتوقع أن عدد الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 عاماً فما فوق سيكون أكبر من عدد الأطفال الذين يبلغون من العمر 5 أعوام فما دون. أيضاً بحلول عام 2050، من المتوقع أن تتضاعف نسبة سكان العالم الذين يبلغون من العمر 60 فما فوق لتصل إلى 22% مقارنة بنسبتهم في عام 2015 ألا وهي 12%. ومن الجدير بالذكر أنه وعلى الرغم من أن جميع مناطق العالم تشهد ارتفاع في نسبة كبار السن، إلا أنه قد تختلف معدلات الزيادة من منطقة لأخرى فمثلاً خلال الفترة ما بين 2006-2050 قد تزداد نسبة نسبة سكان العالم الذين يبلغون من العمر 60 فما فوق من 21 % إلى 34% في قارة أوروبا، في حين أنها ستزداد من 9 – 24% و من 5 – 10% في كل من في آسيا وإفريقيا على التوالي.
أما هذا التغير والارتفاع في نسبة أعداد المسنين في العالم فإنها ترجع لأسباب عدة، أهمها:
- تغير في عملية حدوث الوفاة، فقد أصبح هنالك تغير في أسباب حدوث حالات الوفاة و التي كانت سابقاً تقتصر معظمها على الإصابة بالأمراض الوبائية والمعدية، أما الآن فمعظم حالات الوفاة تنتج بسبب الإصابة بالأمراض المزمنة والأمراض الإنتكاسية، والذي قد أدى إلى زيادة متوسط الأعمار.
- تغير في معدلات الخصوبة ومعدلات الولادات، حيث أن تغير نظام حياة الإنسان قد أدى إلى التقليل من معدلات الخصوبة وإلى انخفاض متوسط عدد الأطفال المولودين لكل أنثى.
- الهجرة، حيث قد يتحول أي بلد يعاني من هجرة خارجية كبيرة إلى هيكل سكاني يحتوي على نسبة أعلى من كبار السن إذا كان المهاجرون من الشباب وأطفالهم. ومع ذلك، فإن تأثير الهجرة على ارتفاع نسبة أعداد المسنين ليس بحجم تأثير العاملين السابقين.
إن فكرة جعل الحياة الأطول قد تجلب معها الفرص، ليس فقط لكبار السن وأسرهم، ولكن أيضًا للمجتمعات ككل. حيث توفر هذه السنوات الإضافية الفرصة للبحث عن أنشطة جديدة مثل الحصول على المزيد من التعليم، البحث عن مهنة جديدة، أو السعي في سبيل شغف أو هواية قد تم إهمالهم منذ وقت طويل. لكن إن مدى هذه الفرص ومدى مساهمات كبار السن في مجتمعاتهم يعتمد بشكل كبير على عامل واحد ألا وهو الصحة.
هناك القليل من الأدلة التي تشير إلى أن كبار السن في يومنا هذا يتمتعون بصحة أفضل خلال سنواتهم حياتهم الأخيرة مقارنةً بآبائهم. فعلى سبيل المثال، بالرغم من أن خلال السنوات الثلاثين الماضية قد حدث انخفاض في معدلات حدوث حالات الإعاقة الشديدة لدى كبار السن الذين يقيمون في البلدان ذات الدخل المرتفع، إلا أنه لم يحدث أي تغير كبير على حالات الإعاقة الخفيفة إلى المتوسطة خلال نفس الفترة.
بالتالي ولكل ما تقدم، إذا تمتع الأشخاص بصحة جيدة خلال هذه السنوات الإضافية من الحياة وإذا كانوا يعيشون في بيئة تقوم بدعمهم، فإن قدرتهم على القيام بالأشياء التي يرغبون بها لن تكون مختلفة كثيراً عن قدرة الأشخاص الأصغر سناً. أما إذا كانت هذه السنوات الإضافية يسودها انخفاض في القدرات البدنية والعقلية، فإن الآثار المترتبة على كبار السن وعلى أسرهم ومجتمعاتهم ستكون أكثر سلبية.
اقرأ أيضاً: إضاءات على الصحة النفسية في مرحلة الشيخوخة
استراتيجية منظمة الصحة العالمية
وفقًا لقرار الصحة العالمية الأخير (رقم 13/67) تقوم منظمة الصحة العالمية بوضع استراتيجية شاملة وخطة عمل شاملة بخصوص شأن الشيخوخة والصحة وذلك بالتشاور مع الدول الأعضاء والشركاء الآخرين. حيث تعتمد الإستراتيجية وخطة العمل على أدلة التقرير العالمي حول الشيخوخة والصحة وتستند إلى الأنشطة الحالية لمعالجة 5 مجالات عمل ذات أولوية، ألا وهي:
- الالتزام بالشيخوخة الصحية، والذي يتطلب الوعي بقيمة الشيخوخة الصحية والالتزام والعمل الدؤوب لصياغة سياسات قائمة على الأدلة و التي تعزز من قدرات كبار السن.
- مواءمة الأنظمة الصحية مع احتياجات كبار السن. يجب أن تكون الأنظمة الصحية منظمة بشكل أفضل حول احتياجات كبار السن وتفضيلاتهم، ومصممة لتعزيز القدرة الذاتية لدى كبار السن، ويجب دمجها مع مقدمي الرعاية. كما يجب ان تتماشى الإجراءات في هذا المجال بشكل وثيق مع الأعمال الأخرى في جميع أنحاء المنظمة وذلك من أجل تعزيز الرعاية الصحية الشاملة والخدمات الصحية المتكاملة.
- تطوير أنظمة لتوفير رعاية طويلة الأجل. هناك حاجة إلى أنظمة رعاية طويلة الأجل في جميع البلدان لتلبية احتياجات كبار السن. وقد يتطلب هذا أحياناً تطوير أنظمة الحكومات والبنية التحتية وقدرة القوى العاملة. حيث يتماشى عمل منظمة الصحة العالمية في مجال الرعاية الطويلة الأجل (بما في ذلك الرعاية التلطيفة) عن كثب مع الجهود المبذولة لتعزيز التغطية الصحية الشاملة، ومعالجة الأمراض غير المعدية، وتطوير خدمات صحية متكاملة.
- خلق بيئات مناسبة. حيث سيتطلب ذلك إجراءات لمكافحة الشيخوخة، ودعم الشيخوخة الصحية في جميع السياسات وعلى جميع مستويات الحكومة.
- تحسين القياس والمراقبة والفهم. هناك حاجة إلى أبحاث مركزة ومقاييس وأساليب تحليلية جديدة لمجموعة واسعة من قضايا الشيخوخة. كما يعتمد هذا العمل على الجهود المكثفة الذي قامت بها منظمة الصحة العالمية في تحسين الإحصاءات والمعلومات.
اقرأ أيضاً: حقائق عن المسنين يجب ان نعرفها
هل هنالك حاجة لطب الشيخوخة؟
تعد رعاية المسنين مجزية، حيث إن أي تحسين في الحالة الصحية لكبار السن ولو كان حجمه صغيراً يمكن أن يكون له تأثير هائل على نوعية حياتهم، وكذلك على عائلاتهم ومقدمي الرعاية الآخرين.
ينظر أطباء الشيخوخة في العديد من جوانب حياة المريض، بما في ذلك تقييم قدرة الشخص على أداء أنشطة الحياة اليومية، والدعم الاجتماعي المتاح للمريض، وظروف معيشته ومجتمعه، والاهتمام بجميع الظروف الصحية الشائعة لدى هذه الفئة العمرية والتي تشمل:
- فقدان السمع.
- إعتام عدسة العين والأخطاء الانكسارية.
- آلام الظهر والرقبة وهشاشة العظام.
- مرض الانسداد الرئوي المزمن.
- مرض السكري.
- الاكتئاب.
- الخرف.
- الحالات الصحية المعقدة التي تميل إلى الحدوث فقط في وقت لاحق من الحياة والتي لا تندرج ضمن فئات الأمراض المنفصلة. وتسمى هذه عادة بمتلازمات الشيخوخة. غالبًا ما تكون نتيجة للعوامل الأساسية المتعددة وتشمل الهشاشة، السلس البولي، السقوط، الهذيان، قرحة الفراش.
والجدير الذكر أن متلازمات الشيخوخة قد تنبئ بحدوث الوفاة بشكل أفضل من تنبؤ الوفاة بسبب وجود أمراض محددة أو لكثرة عدد الأمراض المصاب بها.
اقرأ أيضاً: التقدم بالسن والأمراض المصاحبة له
ما هي مجالات طب الشيخوخة؟
كمسار مهني، فإن طب الشيخوخة يمتاز بتنوع كبير في مجالات عمله، فمثلاً:
- يمكن للاختصاصي في طب الشيخوخة (بالإنجليزية: Geriatrician) أن يمارس مهنته في العديد من البيئات المختلفة كالمراكز الطبية الأكاديمية، والمستشفيات العامة، والعيادات الخاصة، والمراكز الصحية الريفية. أيضاً قد يقومون بالإشراف على المرضى في منازلهم الخاصة أو في مرافق الرعاية الطويلة الأجل كدور رعاية المسنين و دور العجزة.
- قد يقضي أطباء الشيخوخة وقتًا إضافيًا في التدريب ليصبحوا معلمين أو باحثين خبراء. ففي هذا المجال يهتم أطباء الشيخوخة بعملهم ويجعلون أنفسهم متاحين بسهولة للمتدربين المهتمين بمعرفة المزيد عن رعاية كبار السن، ويقوم بتوفير الموارد والإرشاد الكافية لنجاح المتدربين في المستقبل.
- قد يعمل أطباء الشيخوخة عن كثب مع فرق متعددة التخصصات، حيث غالبًا ما يكون أعضاء الفريق من المهنيين الصحيين الذين لديهم أيضًا تدريب متخصص في مجال رعاية كبار السن، بما في ذلك الممرضات والأخصائيين الاجتماعيين وأخصائيي التغذية والمعالجين الفيزيائيين والمعالجين المهنيين والصيادلة الاستشاريين.
دور رعاية المسنين
ما مفهوم دور رعاية المسنين؟
إن دور رعاية المسنين هي أماكن لرعاية كبار السن الذين لا يحتاجون للبقاء في المستشفى ولكن لا يوجد إمكانية لرعايتهم في منازلهم من قبل أهليهم، حيث يتواجد في هذه الأماكن طاقم من الممرضين ومساعديهم المهرة وعلى مدار ال 24 ساعة.
كيف تطورت دور رعاية المسنين عبر الزمن؟
جاءت فكرة دور رعاية المسنين كنتيجة للعديد من الجهود والأعمال التي بذلت في سبيل تأمين الرعاية لكبار السن والتي تطورت عبر السنوات، حيث بدأت الفكرة في أواخر القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين عندما ظهر ما يسمى ببيوت الراحة وهي مساكن صغيرة متجانسة ثقافياً تم إنشاؤها من قبل جماعة عرقية أو دينية للعناية بالفقراء. ومن ثم تعرضت الفكرة للعديد من التغيرات والتطورات إلى أن وصلت إلى صورتها في وقتنا الحاضر.
في وقتنا الحالي، تقريباً 50% من الذين يعيشون في دور رعاية المسنين يبلغون من العمر 85 عاماً فما فوق. أما الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً فتعتبر نسبتهم قليلة نسبياً. معظم القانتين في هذه المراكز من النساء (72 ٪). تختلف مدة الإقامة اختلافًا كبيرًا في دور رعاية المسنين. فيقيم حوالي 25٪ من الأشخاص المقبولين في هذه المراكز لفترة قصيرة (3 أشهر أو أقل). كما يقضي حوالي نصف المقيمين عامًا واحدًا على الأقل في دار رعاية المسنين، ويعيش 21٪ منهم لمدة 5 سنوات تقريبًا.
ما هي الخدمات التي تقدمها دور رعاية المسنين؟
تقدم دور الرعاية للمسنين العديد من الخدمات طبية مماثلة لتلك التي تقدمها المستشفيات للمرضى بعد إجراء العميات الجراحية أو إصابة بالأمراض أو غيرها من المشكلات الطبية المفاجئة. تختلف الخدمات الطبية كثيرًا بين دور رعاية المسنين، ولكنها عادة ما تشمل:
- تقديم الرعاية التمريضية الماهرة.
- العناية بالعظام (معالجة مشاكل العضلات والمفاصل والعظام).
- علاج مشكلات التنفس.
- تقديم المساعدة و الدعم بعد إجراء العمليات الجراحية.
- توفير العلاج البدني الفيزيائي وعلاج النطق.
- توفير العلاج عن طريق الوريد والمضادات الحيوية.
- العناية بالجروح.
كما توفر دور رعاية المسنين خدمات الاستشارات الغذائية وخدمات العمل الاجتماعي والأنشطة الترفيهية.
اقرأ أيضاً: ما هي التغذية المناسبة لكبار السن؟