يُعدّ فحص الحوض أحد الإجراءات الروتينية التي يقوم بها أخصائي الأمراض النسائية في عيادته، والذي يتضمّن العديد من الإجراءات والفحوصات التي تهدف إلى فحص الأعضاء التناسلية الأنثوية والكشف عن أية أمراض أو مشكلات صحية تؤثر عليها. [1]
وفي المقال التالي سنناقش كل ما يخص فحص منطقة الحوض، بما في ذلك دواعي إجراؤه، والفرق بينه وبين الفحص الداخلي، وغير ذلك الكثير.
محتويات المقال
ما هو فحص الحوض؟
إنّ فحص الحوض (بالإنجليزية: Pelvic Exam) هو فحص بصري وجسدي يجريه الطبيب للأعضاء التناسلية للمرأة، بما في ذلك: [1][2][3]
- الفرج، وهو العضو التناسلي الخارجي للمرأة.
- المهبل، الذي يمتدّ من الفرج إلى عنق الرحم.
- عنق الرحم، وهو الفتحة المتواجدة ما بين الرحم والمهبل.
- الرحم.
- المبيضان، المسؤولان عن إنتاج البويضات.
- قناتي فالوب، اللتان تحملان البويضات بعد إطلاقها من المبيض إلى الرحم.
كما يُمكن أن يتم خلال فحص الحوض إجراء فحص للمثانة والمستقيم. [2][3]
يتم إجراء فحص الحوض عادةً داخل عيادة أخصائي الأمراض النسائية، وهو من الفحوصات الروتينية التي يتم إجرائها للكشف عن أي عدوى أو مشكلة صحية في الأعضاء التناسلية الأنثوية. [1][2]
عادةً ما يستمر إجراء فحص الحوض لمدة 10 دقائق، ومن المُمكن أن تكون بعض الإجراءات التي يتضمّنها هذا الفحص غير مريحة بعض الشيء، إلّا أنّه لا ينبغي أن تكون مؤلمة. فإذا شعرت الأنثى بأي بألم عندها يجب عليها أن تخبر الطبيب. [3][4]
ما هي دواعي إجراء فحص الحوض؟
غالبًا ما يتم إجراء فحص الحوض في الحالات التالية:
- الفحص الروتيني السنوي
فعلى الرغم من عدم وجود تعليمات محددة بشأن عدد المرات التي يجب أن تخضع فيها المرأة لفحص الحوض، إلّا أنّه الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء توصي بزيارة أخصائي الأمراض النسائية بمعدل مرة واحدة سنويًا لإجراء فحص لمنطقة الحوض بدءًا من سن 21 عامًا. [1][4]
لكن من المُمكن أن يتم إجراء هذا الفحص بعمر أصغر في حال مارست الأنثى النشاط الجنسي أو عانت من مشكلات صحية في المنطقة التناسلية قبل بلوغها 21 عامًا، كما يُمكن أن يقوم الطبيب بإجراء فحص الحوض قبل تناول حبوب منع الحمل واستخدام غيرها من وسائل منع الحمل. [1][4]
لكن، واعتمادًا على التاريخ الطبي للمرأة، يُمكن أن يقترح الطبيب إجراء فحص الحوض أكثر من مرة واحدة في السنة. [4]
- أثناء الحمل
بالإضافة إلى الكشف عن أي مشكلات صحية أو عدوى في الجهاز التناسلي، يُمكن أن يُساعد إجراء فحص الحوض للحامل على تقييم حجم الحوض وعنق الرحم، الأمر الذي يساعد في تحديد ما إذا كان ضعف عنق الرحم يُمكن أن يؤدي إلى الإجهاض أو المخاض المبكر. [2][4]
عادةً ما يتم إجراء فحوصات الحوض في وقت مبكر من الحمل. وإذا لم تكن هناك مضاعفات، يتم إجراء هذا الفحص مرة أخرى في الأسبوع 36 من الحمل، وذلك للتحقق من حدوث أي تغيّرات في عنق الرحم. بعد ذلك، سيقوم الطبيب بإجراء فحص منطقة الحوض بقدر ما يلزم الأمر لتحديد ما إذا كانت المرأة في المخاض. [2]
- عند المعاناة من أعراض أمراض الجهاز التناسلي
يُستخدم فحص الحوض لتشخيص أو البحث عن أي علامات تدُل على إصابة المرأة بالحالات التالية: [2][3][4]
- الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل الكلاميديا، أو مرض السيلان، أو داء المشعرات.
- التهاب المهبل البكتيري أو الفطري.
- سرطانات الجهاز التناسلي الأنثوي.
- التغيّرات السابقة للسرطان في عنق الرحم.
- مرض التهاب الحوض.
- أكياس المبيض.
- الزوائد اللحمية.
- تليف الرحم.
وعادةً ما يتم إجراء فحص لمنطقة الحوض في حال معاناة المرأة من الأعراض التالية: [2][4]
- إفرازات مهبلية غير عادية و/أو مستمرة.
- نزيف بين الدورات الشهرية.
- نزيف بعد الجماع.
- ألم الحوض، أو أسفل البطن، أو أسفل الظهر.
- تقلصات الدورة الشهرية الشديدة.
- غزارة الدورة الشهرية، حيث يتعيّن على الأنثى تغيير الفوط الصحية أكثر من مرة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات.
- ألم، أو تورّم، أو حكة في المهبل.
ماذا يتضمن فحص الحوض؟
يُمكن أن يتضمّن فحص الحوض عدّة إجراءات يقوم بها الطبيب، بما في ذلك:
الفحص البصري
إنّ أول ما يقوم به الطبيب عند إجراء فحص الحوض هو النظر إلى الأجزاء الخارجية من الأعضاء التناسلية بحثًا عن وجود أي من العلامات التالية: [1][4]
- احمرار.
- تورّم.
- تهيّج.
- إفرازات مهبلية.
- تقرّحات.
فحص المنظار
خلال هذا الفحص، يقوم الطبيب بإدخال المنظار في المهبل، وهي أداة معدنية مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ أو البلاستيك والتي تكون مشابهة لمنقار البط، حيث يعمل منظار المهبل على توسيع جدران المهبل حتى يتمكّن الطبيب من رؤيتها بوضوح، بالإضافة إلى تمكنه من إجراء فحص نظري لعنق الرحم. [1][3][4]
عادةً ما يتم دهن منظار المهبل بمادة تشحيم (جل مزلق) لجعله أكثر راحة، كما يُنصح بأن تقوم المرأة بالتنفس بعمق ومحاولة إرخاء عضلات المهبل، والمستقيم، والبطن أثناء إدخال المنظار، وفي بعض الأحيان يقوم الأطباء بتسخين المنظار مسبقًا. [1][4]
يُمكن أن يكون إجراء تنظير المهبل غير مريح ومن المُمكن أن تشعر المرأة ببعض الضغط عند فتحه، إلّا أنّه لكن لا ينبغي أن يُسبّب الألم. [4]
مسحة عنق الرحم
في بعض الحالات، وقبل إزالة المنظار، يُمكن أن يقوم الطبيب بإجراء اختبار مسحة عنق الرحم، حيث يقوم بجمع عينة من خلايا وأنسجة عنق الرحم باستخدام أداة شبيهة بالملعقة، ليتم لاحقًا فحصها في المختبر من أجل الكشف عن وجود الخلايا السرطانية في منطقة عنق الرحم. [1][2]
أيضًا، يُمكن أن يقوم الطبيب بأخذ عينة من إفرازات عنق الرحم باستخدام عود قطن وفحصها للكشف عن الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل: الكلاميديا أو السيلان، أو غيرها من أنواع العدوى، مثل: داء المبيضات المهبلي، أو مرض التهاب الحوض، أو التهاب المهبل البكتيري. [3][4]
الفحص الداخلي
يُعدّ الفحص الداخلي أحد الإجراءات التي يتضمّنها فحص الحوض، والذي يهدف إلى فحص الأعضاء التناسلية الداخلية وذلك من خلال الخطوات التالية: [1][4]
- ارتداء الطبيب قفازات في يديه.
- دهن أصابع إحدى اليدين بجل مزلق.
- إدخال إصبعين في المهبل، بينما يتم استخدام اليد الأخرى التي لم يتم دهنها بالجل المزلق لتحسّس منطقة أعلى أسفل البطن.
- الضغط على الأنسجة والتحسّس من وجود أي تشوهات في الأعضاء الداخلية.
يهدف الفحص الداخلي إلى اكتشاف الأمور التالية: [1][4]
- التحقق من وجود الحمل.
- التحقق من وجود أي ألم في الأعضاء التناسلية الداخلية.
- تحديد حجم الرحم.
- الكشف عن أي تشوهات في قناتي فالوب، أو داخل الرحم، مثل: بطانة الرحم أو الأورام الليفية.
يستمر الفحص الداخلي عادةً مدة أقل من 30 ثانية وعادةً ما يكون غير مريح بعض الشيء، إلّا أنّه لا ينبغي أن يُسبّب الألم الشديد. [4]
أيضًا، يُمكن أن يقوم الطبيب بإجراء فحص داخلي لمنطقة المستقيم بذات الطريقة التي قام بها للأعضاء التناسلية الداخلية، وذلك للكشف عن وجود البواسير أو أي أورام تتواجد في منطقة المستقيم. [1][4]
ما طريقة إجراء فحص الحوض؟
فيما يلي نذكر خطوات إجراء فحص الحوض بالتفصيل:
تحضيرات ما قبل فحص الحوض
عادةً ما يتم إجراء فحص الحوض في الأيام التي لا يحدث فيها نزيف الدورة الشهرية. ومع ذلك، إذا كانت المرأة تعاني من مشكلة تتعلق بالحيض، يُمكن أن يقترح الطبيب إجراء هذا الفحص أثناء فترة نزيف الدورة الشهرية. [1][3]
كما يجب تجنّب ما يلي خلال 24 - 48 ساعة قبل إجراء فحص الحوض: [1][3]
- استخدام الدش المهبلي.
- استخدام السدادة القطنية.
- ممارسة الجنس.
- استخدام رغوة، أو كريم، أو هلام منع الحمل.
- استخدام الأدوية أو الكريمات في المهبل.
خطوات فحص الحوض
عادةً ما يتم اتّباع الخطوات التالية عند فحص منطقة الحوض: [2][3][4]
- خلع الملابس الشخصية على انفراد وارتداء ملابس خاصة لإجراء الفحص.
- الجلوس على طاولة الفحص والتحدّث مع الطبيب حول أي مشاكل صحية.
- الاستلقاء على الظهر والاسترخاء ووضع القدمين على المسند الخاص بهما، كما يُنصح بما يلي لتعزيز الاسترخاء والتقليل من التوتر أثناء فحص الحوض:
- التنفّس ببطء وعمق.
- إرخاء عضلات البطن والكتفين.
- إرخاء العضلات الموجودة على الجانب الداخلي من الساقين.
- قيام الطبيب بالضغط على مناطق أسفل البطن للشعور بالأعضاء من الخارج.
- التحرك نحو نهاية الطاولة مع البقاء في وضع الاستلقاء مع ثني الركبتين ووضع القدمين في حاملات تسمى الركاب.
- إدخال منظار المهبل وفحص منطقة المهبل وعنق الرحم.
- إجراء مسحة عنق الرحم، إن تطلب الأمر ذلك.
- إجراء الفحص الداخلي لمنطقة المهبل وفحص الأعضاء التناسلية الداخلية الأخرى.
- في بعض الأحيان يتم إجراء فحص المستقيم.
ما بعد فحص الحوض
بمجرد الانتهاء من فحص الحوض، سيتم منح المرأة بعضًا من الوقت والخصوصية لارتداء ملابسها، كما يُمكن أن يتم إعطاؤها بعض المناديل لمسح أية بقايا من مادة التشحيم بالإضافة إلى الفوط الصحية في حال تسبّب فحص المنظار في حدوث أي نزيف. ومن ثم سيقوم الطبيب بمناقشة نتائج فحص الحوض بمجرد أن تكون المرأة مستعدة لذلك. [1][4]
يمكن للمرأة استئناف أنشطتها الطبيعية بعد فحص الحوض، ومن المُمكن أن تعاني من نزيف خفيف وربما بعض التشنجات والتي لا تستمر لفترة زمنية طويلة. ومن المهم مراجعة الطبيب بعد إجراء فحص لمنطقة الحوض في الحالات التالية: [4]
- المعاناة من الألم.
- المعاناة من نزيف حاد أو تشنجات شديدة.
- استمرار الأعراض ما بعد فحص الحوض لفترة زمنية طويلة.
ماذا عن نتائج فحص الحوض؟
يُمكن للطبيب عادةً أن يناقش نتائج فحص الحوض بعد إجرائه على الفور، ويشمل ذلك ما إن كان هناك أي مشاكل أو تشوهات تم اكتشافها أثناء الفحص. كما في الحالات التي يتم فيها أخذ عينة من إفرازات المهبل، سيقوم الطبيب بفحص هذه العينة تحت المجهر بحثًا عن علامات للفطريات أو البكتيريا، وسيكون من السهولة على الطبيب رؤية هذه الكائنات الحية الدقيقة بوضوح في حال تواجدها في العينة وسيقوم بوصف العلاج المناسب للالتهاب في حال معاناة المرأة منه. [1][4]
أما بالنسبة لفحص مسحة عنق الرحم فستحتاج نتائج هذا الفحص بضعة أيام وحتى ثلاثة أسابيع حتى تظهر. [1][4]
نصيحة الطبي
يساعد فحص الحوض في الكشف عن العديد من الأمراض والمشكلات الصحية التي يُمكن أن تصيب الجهاز التناسلي الأنثوي، ويتضمّن هذا الفحص العديد من الإجراءات، مثل: الفحص البصري، والفحص الداخلي، ومسحة عنق الرحم، حيث يساعد كل إجراء من هذه الإجراءات على تشخيص إصابة المرأة بحالات معينة.
بإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للحصول على أي استشارة طبية بخصوص فحص منطقة الحوض للنساء.