تتساءل الأمهات عن متى يجلس الطفل والعمر الطبيعي الذي يبدأ فيه الطفل بمحاولة الجلوس، وحول تأخر الطفل في الجلوس.
يتناول هذا المقال الحديث حول الوقت الطبيعي الذي يبدأ فيه الطفل الرضيع بالجلوس، ومتى يعد الطفل متأخراً بالجلوس، وما هي أضرار الجلوس المبكر للطفل.
متى يجلس الطفل مسنوداً؟
يعتبر جلوس الطفل هو بداية استقلال الطفل الرضيع واعتماده على نفسه واكتسابه مهارات جديدة، ويحتاج الجلوس إلى عضلات قوية والتي يتم الحصول عليها من خلال القيام بتدريب عضلات الطفل بشكل تدريجي.
في البداية عند وضع الطفل بوضع الجلوس ينحني كثيراً للأمام وتنحني رقبته، ولكن مع التدريب يستطيع الطفل التوازن والجلوس في وضع مستقيم. أما بالنسبة لمتى يجلس الطفل، فعادة ما يبدأ الطفل الطبيعي في الجلوس بداية من الشهر الرابع إلى الشهر السابع بمساعدة الأهل.
يبدأ الطفل الرضيع بمحاولة الجلوس على عمر ثلاثة أشهر إلى أربعة أشهر، فعند وضع الطفل مستلقياً على بطنه يبدأ برفع رقبته ورأسه للأعلى، وهي إشارة على بدأ جاهزية الطفل للجلوس مسنوداً، بالتالي يمكن للأم مساعدة طفلها في وضع الجلوس وتمرينه على ذلك لتقوية عضلاته.
يتوقع في بداية محاولات جلوس الطفل أن يمكث ثوان قليلة ومن ثم سيسقط، فلا يجب القلق من ذلك، حيث يعتبر ذلك تدريباً للطفل على تقوية عضلاته.
أما بالنسبة لمتى يجلس الطفل لفترة طويلة، فمع مرور الوقت يتوقع أن تصبح عضلاته أقوى شيئاً فشيئاً، وبالتالي يستطيع الطفل الجلوس لفترات أطول خصوصاً بعد الشهر الرابع.
من الجدير بالذكر أنه يجب عدم إجبار الطفل على الجلوس مبكراً، وذلك حتى لا يعاني من مشكلات في العمود الفقري.
اقرأ أيضاً تغذية الطفل الرضيع
متى يجلس الطفل لوحده؟
يتمكن أغلبية الأطفال من الجلوس بشكل مستقل في الشهر التاسع، حيث تبدأ محاولات بأن يجلس الطفل الرضيع لوحده عندما تصبح عضلاته قوية بالقدر الكافي الذي يمكنه من رفع رأسه والجزء الأعلى من جسمه لأعلى عند الاستلقاء على بطنه.
عادة ما يبدأ حدوث ذلك ما بين الشهر السادس والتاسع من عمر الطفل، حيث أنها تختلف من طفل لآخر، فهناك أطفال يتمكنون من الجلوس بمفردهم دون مساندة في الشهر الثامن.
تأخر جلوس الطفل
يمكن اعتبار أن الطفل قد تأخر بالجلوس في حال كان الطفل غير قادر على الجلوس بشكل مستقل ودون الحاجة للاستناد على شيء بالرغم من بلوغه الشهر التاسع من عمره.
تتعدد أسباب تأخر جلوس الطفل، فقد يعود السبب في تأخر جلوس الطفل إلى وجود مشكلة في عضلات الطفل أو للإصابة بتلين العظام الطفلي، ولكن يجب الأخذ في الإعتبار أن الأطفال الخدج يأخذون وقتاً أطول مقارنة بالأطفال الطبيعيين ليكتسبوا مهارة الجلوس وغيرها من المهارات الأخرى.
من العلامات التي تدل على تأخر جلوس الطفل والتي تستدعي استشارة الطبيب المختص:
- عدم القدرة على الجلوس بالرغم من بلوغ الطفل عمر السنة.
- السقوط بشكل متكرر وعدم انتظام وتناغم مراحل النمو التي يجب أن يمر بها الطفل قبل أن يتمكن من الجلوس لوحده.
- عدم قدرة الطفل على رفع يديه بالرغم من تجاوزه عمر الشهرين، أو عدم قدرتهم على السيطرة على الأشياء باليدين بالرغم من تجاوز عمر ال6 أشهر.
- تيبس جسم الطفل وعدم تناسق الحركات التي يقوم بها.
- وجود أحد العلامات تأخر السلوك الإجتماعي لديه، مثل عدم الإبتسام للأبوين والتفاعل معهم، وعدم القدرة على التواصل من خلال العينين.
- عدم الإستجابة للأصوات، أو الضحك، أو القدرة على تدوير الطفل لنفسه بالرغم من بلوغه عمر ال6 أشهر.
جلوس الطفل حسب العمر بالأشهر
جلوس الطفل في الشهر الأول والثاني
من الصعب جداً أن يجلس الرضيع في الشهر الأول أو الثاني، حيث تبدأ مراحل تطور جلوس الطفل من الشهر الثالث أو الرابع، كما أن جلوس الطفل الرضيع في الشهر الأول يعد ضار على الطفل، وذلك لعدم قدرته على تثبيت رقبته وفرد ظهره بأي حال من الأحوال.
أما في الشهر الثاني من عمر الطفل، فيتوقع أن يكون قادراً على رفع يده وتثبيتها مرفوعة لبعض الوقت، وذلك خلال شد الطفل لعضلات المعدة للقيام بذلك، وهو أمر طبيعي يحتاجه الطفل لتطوير مهارات الجلوس في الأشهر التالية.
جلوس الطفل في الشهر الثالث والرابع
في بداية الشهر الثالث يتوقع أن يكون الطفل قادراً على رفع رأسه لأعلى مستنداً على ذراعيه وكفيه لمدة قصيرة عند وضع الطفل على بطنه لمدة قصيرة لينزلها إلى أسفل بعد بعض الوقت، ويكرر هذه العملية عدة مرات لأعلى ولأسفل.
يتوقع أيضاً في هذه المرحلة العمرية أن يقوم ببعض الحركات القوية بساقيه وذراعيه، كما يمكن أن ينزلق الطفل الرضيع قليلاً، كما قد يتقلب على جنبيه عند وضعه على ظهره نائماً مستلقياً.
أما عند محاولة الأم مساندة الطفل في اتخاذ وضعية الجلوس في الشهر الثالث والقيام بمسكه جيداً، عندها قد يثبت الطفل رأسه لمدة دقيقة ومن ثم تنحني رأسه للأمام، لذلك لا ينصح جلوس الرضيع في الشهر الثالث حتى مع تثبيت الأم له ومساندته، لأن هذا الوضع المائل غير صحي وغير مريح بالنسبة للطفل.
اقرأ أيضاً حمل الرضيع بطريقة صحيحة دون تعويده على ذلك
جلوس الطفل في الشهر الخامس والسادس
يتوقع في بداية الشهر الخامس والسادس من عمر الطفل، أن يبدأ برفع رأسه لأعلى قليلاً ثم ينزله ويكرر هذه الحركة لأعلى ولأسفل عدة مرات في حال تم وضعه مستلقياً على ظهره.
كما يبدأ جلوس الطفل في الشهر الخامس والسادس من خلال مساعدة الأم أو من خلال تثبيته بالوسائد، حيث يمكن أن يجلس الطفل بشكل مستقل للحظات قليلة ولكن يجب خلال هذه المرحلة العمرية عدم ترك الطفل لوحده، كما يمكن إحاطته بالوسائد لحمايته من السقوط.
جلوس الطفل في الشهر السابع والثامن
أما خلال الشهرين السابع والثامن، فيبدأ الرضيع في الحفاظ على توازنه دون الحاجة لمساعدة، ويمكن أن يتكئ على ذراعيه ويجلس وظهره مستقيماً.
كما يبدأ الطفل في هذه المرحلة في تحريك ذراعيه ويديه، ويمسك بالأشياء حوله، ويمكنه الاستدارة يميناً ويساراً والمسك بألعابه، كما يمكنه الجلوس لوحده لوحده بعد وضعه مسلقياً على بطنه، من خلال رفع جسده لأعلى بالاستناد على ذراعيه.
جلوس الطفل في الشهر التاسع
في الشهر التاسع، يتوقع أن يستطيع الطفل الجلوس بشكل كامل دون مساعدة من أي شخص أو الاستناد بالوسائد، إلا أن بعض الأطفال قد يتأخرون في القدرة على الجلوس لوحدهم بشكل طبيعي، وخاصة الأطفال الخدج.
اقرأ أيضاً أهم مراحل تطور الطفل في السنة الأولى
أضرار جلوس الطفل مبكراً
تتميز كل مرحلة عمرية بمراحل تطوراتها الخاصة، ومن أهم هذه التطورات هي قدرة الطفل على حمل رأسه والمحافظة على اتزان رأسه والتمكن من الجلوس، لذا يجب عدم إجبار الطفل على الجلوس مبكراً، لإمكانية تعرض الطفل لانحناء العمود الفقري نتيجة جلوس الطفل مبكرا.
يولد الطفل بشكل طبيعي للعمود الفقري على شكل C، ومع التدريب المناسب لكل مرحلة عمرية، وتقوية العضلات يأخذ العمود الفقري شكله الطبيعي المستقيم الذي يحتوي على انحناء في الأعلى وفي الأسفل.
يؤدي إجبار الطفل على الجلوس مبكراً لفترات طويلة، إلى تقوس العمود الفقري وظهور انحناءات به، لذلك يجب التدريب على الجلوس في العمر المناسب لتجنب حدوث أي من اضرار جلوس الطفل مبكرا.