يستخدم مصطلح إدمان العادة السرية (بالإنجليزية: Masturbation Addiction) للإشارة إلى الميل للاستمناء بشكل مفرط أو على نحو قهري، أي عدم قدرة الفرد قمع أو مقاومة الرغبة بممارسة العادة السرية. [1]
يوجد خلاف حول استخدام مصطلح إدمان الاستمناء؛ بعض الآراء الطبية تؤيد الاعتراف بتشخيص إدمان العادة السرية، بينما بعضها الآخر يرى أن الاستمناء قد ينخرط به الأفراد كسلوك قهري ولكن ليس على نحو إدماني، لذلك يشيرون إليه باسم الاستمناء القهري (بالإنجليزية: Compulsive Masturbation). وحتى الآن لا يوجد تشخيص سريري لإدمان الاستمناء في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، وكذلك لم يتم الاعتراف به كإدمان من قبل الجمعية النفسية الأمريكية. [2]
لكن رغم ذلك، فإن عدم إمكانية تشخيص إدمان العادة السرية سريرياً بشكل رسمي لا ينفي بالكلية أن الميل للاستمناء قد يكون مفرطاً إلى حد الإدمان أو قهرياً، وأن ذلك ينطوي على بعض المخاطر والآثار الجانبية على مستوى الجانب الصحي أو الشعوري لدى الفرد. [1][10]
تعرف في هذا المقال على مخاطر إدمان العادة السرية وكيف يمكن علاجه، بالإضافة إلى بعض الخطوات العملية التي تساعد في التخلص من إدمان العادة السرية والإقلاع عنها.
محتويات المقال
تعريف العادة السرية
الاستمناء، هو تحفيز الأعضاء التناسلية عن طريق اللمس أو التدليك لتحقيق الإثارة والمتعة الجنسية، وقد تختلف أماكن الإثارة من شخص لآخر، لكن غالباً ما تشمل أماكن الإثارة لدى الذكور القضيب وكيس الصفن، أما لدى النساء فتشمل البظر والثديين.
تعتبر العادة السرية سلوك شائع بين جميع الفئات والمراحل العمرية، ولدى كلا الجنسين. [3]
علامات إدمان العادة السرية
يختلف عدد مرات تكرار العادة السرية بين الأشخاص الذين يمارسونها، البعض قد يكررها أكثر من مرة يومياً، وآخرين قد يمارسونها لمرة واحدة يومياً أو أسبوعياً أو شهرياً. ولا يعتبر تكرار الاستمناء بحد ذاته إدماناً. [4]
لكن، يمكن أن يعتبر الاستمناء مشكلة ومن أشكال الإدمان أو السلوك الجنسي القهري إذا ظهرت علامات تعكس ذلك، ومن هذه العلامات: [1][2]
- استهلاك الكثير من الوقت والطاقة في ممارسة العادة السرية، وعلى نحو يؤثر على الحياة الاجتماعية أو المهنية أو مع الشريك.
- إلغاء المواعيد الصباحية أو التأخر عن الاجتماعات وساعات الدوام الرسمية لممارسة العادة السرية قبل الخروج من المنزل.
- ممارسة العادة السرية خارج المنزل وفي الأماكن العامة لعدم القدرة على الانتظار إلى حين العودة للمنزل.
- رفض العديد من الدعوات للخروج مع الأصدقاء أو العائلة أو لحضور مناسبة ما بهدف البقاء في المنزل والاستمناء.
- ممارسة العادة السرية حتى وإن لم يكن هناك شعور بالإثارة.
- ممارسة العادة السرية حتى وإن لم يوجد رغبة بالقيام بها.
- ممارسة العادة السرية كرد فعل تجاه التعرض لمشاعر سلبية، مثل القلق، أو الحزن، أو الغضب، أو التوتر.
- عدم القدرة على التوقف عن التفكير بالعادة السرية.
مخاطر إدمان العادة السرية
يمكن أن تختلف مخاطر إدمان العادة السرية وآثارها الجانبية بين الأفراد. كذلك، قد تختلف شدتها باختلاف شدة الإدمان، إذ كلما زادت حدة الإدمان أو تفاقم سلوك الاستمناء القهري كلما زادت شدة الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة. [1][2]
تتضمن مخاطر إدمان العادة السرية ما يلي:
انخفاض الحساسية الجنسية
تحتوي الأعضاء التناسلية على الكثير من النهايات العصبية والتي لها دور رئيسي في الشعور بالمتعة الجنسية. ويمكن أن يسبب إدمان الاستمناء، وخاصة إذا ما كان يتم بطريقة عنيفة إلى ضعف الإحساس في الأعضاء التناسلية مع مرور الوقت. [6]
بالإضافة إلى ذلك، عند إدمان العادة السرية وتحقيق المتعة ذاتياً، فقد يقل الشعور بالمتعة الجنسية والقدرة على بلوغ النشوة الجنسية أثناء العلاقة الحميمة مع الشريك. مع الوقت، قد يتزايد انخفاض الحساسية الجنسية، ويصبح الشعور بالمتعة الجنسية يتطلب أساليب مختلفة ومزيد من الجهد. [8]
اضطراب الحياة اليومية
في بعض الحالات، يصل إدمان العادة السرية القهري إلى حد ممارستها أكثر مما يرغب الشخص نفسه، الأمر الذي قد يؤثر على الأنشطة اليومية والقيام بالمسؤوليات المختلفة، وذلك قد يؤدي إلى: [6]
- فقدان العمل أو التغيب عن الأحداث والاجتماعية الهامة.
- الانعزال شبه التام عن أفراد العائلة والأصدقاء.
- انخفاض الإنتاجية والقدرة على التركيز أثناء أداء الواجبات.
الشعور بالذنب والاكتئاب
يشعر بعض الأفراد بعد الاستمناء بالذنب أو الخزي، وذلك بسبب معتقداتهم الثقافية أو الأخلاقية أو الدينية، والتي تتعارض مع ممارسة العادة السرية والحصول على المتعة الجنسية من خلالها. [4]
نتيجةً لذلك، ومع مرور الوقت فقد يعاني هؤلاء الأفراد في حال إدمانهم للعادة السرية من الاكتئاب وتدني احترام الذات بسبب شعورهم المتكرر بالذنب والعار. [5]
اضطراب العلاقة الزوجية
من أسباب مخاطر إدمان العادة السرية على العلاقة بالشريك ما يلي: [4][5][7][9]
- تفضيل ممارسة الاستمناء على العلاقة الحميمة مع الشريك.
- تطور توقعات جنسية غير واقعية، وخاصة في حال إدمان ممارسة العادة السرية بطريقة تشتمل على مشاهدة مواد إباحية.
- مشاكل في الأداء الجنسي أثناء العلاقة الحميمة مع الشريك، مثل سرعة القذف.
- القلق حول القدرة على إرضاء الشريك.
مخاطر أخرى
بالإضافة إلى ما سبق، يحمل إدمان العادة السرية مخاطر وآثار جانبية محتملة أخرى، مثل: [7][8][9]
- تهيج الأعضاء الجنسية وجلد المنطقة المحيطة بها بسبب التحفيز والاحتكاك المفرط.
- التهابات الأعضاء التناسلية المتكرر.
- مشاكل جنسية لدى الرجل، بما في ذلك ضعف الانتصاب وسرعة القذف.
- الشعور بألم أو عدم راحة في منطقة الأربية أو الخصية.
- التعب المزمن، وذلك نتيجة إنتاج هرمون الكورتيزول الستيرويدي عند ممارسة الاستمناء.
- الانفصال الجسدي والعاطفي عن الشريك.
- فقدان العذرية بالنسبة للفتاة.
علاج إدمان العادة السرية
تشمل خيارات علاج إدمان العادة السرية المفرط أو القهري خيارات مختلفة، نوضحها فيما يلي:
علاج إدمان العادة السرية النفسي
يساعد العلاج النفسي أو ما يعرف باسم العلاج بالكلام على الوصول إلى العوامل والمسببات التي أدت إلى إدمان العادة السرية أو الاستمناء القهري، ومما قد يتم مناقشته مع المريض أثناء الجلسات العلاجية ما يلي: [2]
- صدمات الماضي.
- الضغوطات أو مسببات القلق الحالية إن وجدت.
- المشاعر حول فعل الاستمناء.
- المشاكل التي نتجت عن إدمان العادة السرية.
- السلوكيات القهرية الأخرى إن وجدت.
يتيح تحديد السبب الكامن وراء إدمان العادة السرية أو الاستمناء القهري في تطوير استراتيجية علاج مناسبة تساعد المريض على الإقلاع عن ممارسة العادة السرية بشكل مفرط.
على سبيل المثال، إذا كان سبب إدمان الاستمناء هو التعرض لصدمة سابقة، يساهم العلاج النفسي في علاج الصدمة وتقديم خيارات مختلفة للتعامل مع الألم العاطفي بطريقة صحية. [10]
يجدر الإشارة إلى أن علاج إدمان العادة السرية نفسياً يمكن أن يمتد لأسابيع أو شهور.
اقرأ أيضاً: الوسواس القهري الجنسي
علاج إدمان العادة السرية بالأدوية
لا يوجد دواء محدد لعلاج إدمان العادة السرية، لكن إذا كان إدمان العادة السرية مرتبط ببعض الاضطرابات، مثل اضطراب الوسواس القهري، والقلق، والاكتئاب الشديد، فقد يساعد اختيار العلاج الدوائي المناسب في الحد من إدمان الاستمناء أو الانخراط به قهرياً. [2][10]
علاج إدمان العادة السرية سلوكياً وحسياً
يساعد العلاج السلوكي والحسي في علاج إدمان الاستمناء، وكذلك في التخلص من العادة السرية والإقلاع عنها، حتى بالنسبة للأفراد الذين لا يعانون من علامات إدمان العادة السرية، لكنهم يرغبون بالتوقف عن ممارستها.
تشمل خيارات العلاج السلوكي والحسي ما يلي: [1][10]
- تحديد المحفزات
يساعد تحديد ومعرفة المحفزات التي تؤدي إلى ممارسة العادة السرية في التخطيط مسبقاً للتعامل مع هذه المحفزات عند مواجهتها أو تجنبها إذا أمكن. ومن الأمثلة على المحفزات الشائعة لممارسة العادة السرية: [1][10]
- المواد الإباحية والأجهزة الجنسية.
- أوقات الفراغ والملل.
- التواجد وحيداً.
- التوتر.
- الانشغال في الأنشطة الممتعة
يساعد الانخراط في الأنشطة في إبعاد العقل عن التفكير بممارسة العادة السرية، لذلك من المهم التوجه إلى أنشطة أو هوايات يستمتع بها الشخص وتشعره بالرضا، ومن الأمثلة على أنشطة يمكن تجربتها: [1][10]
- الرياضات بأنواعها، مثل اليوغا والركض.
- التأمل.
- الألعاب الترفيهية.
- الاهتمام بالعلاقات الشخصية
يساعد التواجد مع الأصدقاء أو أفراد العائلة والتخطيط لقضاء الوقت معهم في تشتيت الذهن عن التفكير بالعادة السرية والقضاء على بعض محفزاتها، مثل التواجد وحيداً. كما ويساعد في تقوية الروابط الاجتماعية التي قد تكون تضررت بسبب إدمان العادة السرية. [1][10]
- الانضمام إلى مجموعات دعم
يمنح التواجد والتحدث مع أشخاص يتعاملون مع نفس المشكلة شعوراً باعثاً للراحة، وحافزاً للاستمرار في الخطوات العلاجية. يمكن الانضمام لمجموعات الدعم على أرض الواقع أو عبر الإنترنت. [10]
خرافات عن أضرار العادة السرية
يوجد العديد من الادعاءات التي لا يدعمها دلائل علمية مثبتة حول أضرار العادة السرية، مثل: [6]
- العمى.
- انكماش القضيب.
- تقوس القضيب.
- الإصابة بمرض عقلي.
- العقم.
اقرأ أيضاً: متى يعود الجسم لطبيعته بعد ترك العادة السرية؟