تعتبر رؤية الأطفال الصغار يشاركون طواعية في صيام رمضان في البلدان ذات الأغلبية المسلمة أمراً شائعاً، وقد يثير هذا الأمر تساؤلات حول تأثير الصيام على نمو الأطفال، ونمط نومهم، والتمثيل الغذائي لديهم.
بالإضافة إلى ذلك، يتزامن شهر رمضان غالباً مع العام الدراسي. لذلك، فإن تأثير الصيام على النشاط، والنوم، والوظيفة الإدراكية لدى الأطفال يحتمل أن يكون كبيراً، وعلى الرغم من وجود العديد من الدراسات المنشورة حول آثار صيام رمضان على البالغين، إلا أن تأثير صيام رمضان أقل وضوحاً عند الأطفال. [1]
وسنتناول في هذا المقال تأثير الصيام على نوم الأطفال في رمضان، وكيفية تعديل جدول نوم الأطفال في رمضان.
اقرأ في هذا المقال
أهمية تعديل نظام نوم الاطفال في رمضان
يتزامن شهر رمضان الحالي مع الدراسة، ومن المهم أن يضمن الآباء حصول أطفالهم الصائمين على قسط كاف من النوم لمساعدة أجسامهم على التكيف مع الصيام، والحفاظ على طاقتهم طوال اليوم.
فمثلاً، من المهم أن يأخذ الأطفال قيلولة خلال اليوم لمساعدتهم على البقاء نشطين جسدياً وعقلياً. كما ينبغي التأكد من حصولهم على قسط كاف من النوم ليلاً، وذلك بتشجيعهم على النوم مبكراً، نظراً لأن نومهم سيتقطع من أجل الاستيقاظ لتناول وجبة السحور. [2]
للمزيد: لماذا قلة النوم تؤثر على صحة الاطفال
تأثير الصيام على نوم الاطفال في رمضان
يعتبر شهر رمضان وقتاً فريداً لأن الصيام يحدث في ساعات النهار فقط. ولهذا، يحدث تغير كبير في توقيت تناول الوجبات، مما يساهم في تغيير أنماط النشاط البدني وأنماط النوم لدى الأطفال.
وقد أجري بحث من قبل أكاديمية التغذية ومرض السكري بهدف دراسة تأثير صيام رمضان على الأطفال، وكان نوم الأطفال في رمضان إحدى المحاور الرئيسية التي درست. وقد أجريت الدراسة بمشاركة 18 طفل مسلم سليم (من عمر 9 إلى 15 سنة)، وقام الباحثون بإجراء تقييم لهؤلاء الأطفال قبل رمضان، وخلال رمضان (في الأسبوع الأول والرابع)، وبعد شهر رمضان.
وقد لاحظ الباحثون انخفاضاً في مدة النوم الإجمالية مع مضي أيام رمضان، وهو مشابه للانخفاض الذي يتم الإبلاغ عنه بشكل شائع من قبل البالغين. كما لوحظ تأخر أو إزاحة في وقت نوم الطفل في رمضان لمدة ساعة إلى ساعتين في هذه الدراسة، مع التأكيد على أن تقليل وقت النوم الكلي لمدة ساعتين خلال شهر رمضان لم يؤثر سلباً على كفاءة النوم لدى الأطفال. [1]
للمزيد: مراقبة وتتبع نوم الطفل
ويشار إلى أن العشر الأواخر من رمضان تحمل أهمية أكبر للمسلمين، حيث يقوم المسلمون بأداء الصلوات والعبادات الأخرى في وقت متأخر من الليل، مما قد يؤدي إلى فقدان وقت النوم الليلي الكلي في الأسبوع الأخير من رمضان.
أما بعد رمضان، فقد بدأت العادات اليومية في العودة إلى أنماط ما قبل رمضان، وبالتالي فقد بدأ إجمالي وقت النوم في العودة إلى ما كان عليه. وفي الدراسة الحالية، لوحظ استعادة مدة النوم الإجمالية المعتادة تقريباً بعد أسبوعين من انتهاء شهر رمضان. [1]
اقرأ أيضاً: مشاكل النوم في رمضان
تنظيم نوم الاطفال في رمضان
يعد النوم الجيد مهماً لصحة الطفل الجسدية والعقلية. ويعتبر روتين وقت النوم والاسترخاء طريقة مهمة لمساعدة الطفل على الحصول على نوم جيد ليلاً. كما يساعد القيام بنفس خطوات الاسترخاء بنفس الترتيب وفي نفس الوقت كل ليلة على تعزيز النوم الجيد. ويمكن تنظيم نوم الاطفال في رمضان بالطرق التالية:
- يشجع إبقاء الأضواء خافتة جسم الطفل على إنتاج هرمون النوم (هرمون الميلاتونين).
- يمكن تشجيع الطفل على القراءة بهدوء، أو الاستماع إلى القرآن، أو قراءة قصة معاً. كما يمكن أيضاً أن نقترح على الطفل أن يحاول القيام بتمرين التنفس قبل النوم. [3][4]
للمزيد: كيف نؤسس لنمط نوم صحي للطفل؟
نصائح تساعد في نوم الاطفال في رمضان
يمكن أن تؤثر الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون وغيرها من الأدوات الإلكترونية على مدى سهولة نوم الأطفال. فقد يظل الأطفال الأكبر سنًاً مستيقظين لوقت متأخر أو حتى يستيقظون في منتصف الليل لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
للمزيد: كم يحتاج طفلك وقتا من النوم ؟
ينبغي على الأهل إبقاء غرفة نوم الطفل منطقة خالية من الشاشات، وتشجيع الطفل على التوقف عن استخدام الشاشات قبل النوم بساعة، وشحن الهاتف الخلوي في غرفة أخرى.
يجب أن تكون غرفة نوم الطفل مظلمة، وهادئة، ومرتبة. كما يجب أن تكون جيدة التهوية، وأن تتراوح درجة حرارتها بين 16 و 20 درجة مئوية. وينبغي أيضاً وضع بعض الستائر السميكة لحجب الضوء. وإذا كان هناك ضوضاء في الخارج، فينبغي وضع الزجاج المزدوج أو تقديم سدادات أذن للطفل. [3][4]
للمزيد: تعرف على طرق تدريب الأطفال على النوم