يحتوي ماء البحر (بالإنجليزية: Seawater) على نسبة عالية من الأملاح تفوق تلك التي يحتويها الماء العذب الصافي، وعلى الرغم من أن جسم الإنسان قادر على معالجة ماء البحر المالح عند شربه بشكل طبيعي من خلال امتصاص ما يحتاجه من الأملاح وطرح الفائض منها عبر البول، إلا أن شرب كميات عالية منه يمكن أن يؤثر سلبًا على عمليات الجسم الحيوية ويسبب ضررًا لخلايا وأعضاء الجسم المختلفة. [1][2]
تعرف في هذا المقال على أضرار شرب ماء البحر الصحية وبعض النصائح والإرشادات للحد من خطر الإصابة بها.
محتويات المقال
الآثار الجانبية المحتملة لشرب ماء البحر
تظهر الآثار الجانبية لشرب ماء البحر نتيجة ارتفاع نسبة ملح كلوريد الصوديوم في الجسم (بالإنجليزية: Sodium Chloride - NaCl)، والذي يمكن للجسم تنظيم مستوياته والحفاظ على توازنه في الحالات الطبيعية، إلا أن تواجده في ماء البحر بنسبة عالية تفوق قدرة الجسم على معالجته، وخاصة في حال شرب كميات كبيرة من ماء البحر غير المحلى. [1][2]
تشمل أبرز الأضرار المحتملة لشرب ماء البحر على الصحة ما يلي:
الجفاف
يعد الجفاف أحد الآثار الصحية لشرب كميات كبيرة من ماء البحر المالح. يعود السبب في ذلك إلى أن الكلى قادرة فقط على إنتاج بول بتركيز ملح أقل من ملوحة ماء البحر. لذلك، للتخلص من الأملاح الزائدة في الجسم نتيجة شرب مياه البحر، تحتاج الكلى إلى إنتاج كميات من البول تفوق المعدل الطبيعي وتفوق مدخول الماء العذب إلى الجسم، مما يؤدي إلى فقدان الجسم إلى كميات كبيرة من الماء والإصابة بالجفاف. [1][2]
تشمل أعراض الجفاف الخفيف إلى المتوسط ما يلي: [3][4]
- العطش.
- جفاف الفم، والشفتين، واللسان.
- الشعور بالدوار، خاصةً عند تغيير وضعية الجسم من الجلوس للوقوف.
- الصداع.
- البول الداكن.
- التبول بكميات أقل من المعتاد.
- التعب والإرهاق.
بينما تشمل أعراض الجفاف الشديد ما يلي: [3][4][5]
- العطش الشديد.
- جفاف الفم الشديد.
- تسارع معدل التنفس.
- تسارع نبضات القلب.
- انخفاض ضغط الدم.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- كميات قليلة أو معدومة من البول.
- الانفعال والتهيج.
- البراز أو القيء المصحوب بالدم.
- فقدان الشهية.
اقرأ أيضًا: أعراض الجفاف
خلل في توازن الأملاح
يمكن أن يسبب شرب ماء البحر خلل في مستويات الأملاح في الجسم، بسبب احتوائه على مستويات عالية من الأملاح ومعادن أخرى، مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض عديدة منها تشنجات العضلات، والضعف العام. [6]
للمزيد: علامات زيادة الملح في الجسم
تلف الكلى
يمكن أن يسبب الاستمرار على شرب ماء البحر المالح، وخاصة في حال ظهور أعراض الجفاف إلى تفاقم الحالة مع مرور الوقت، الأمر الذي قد يؤدي لتلف الكلى بسبب زيادة العبء عليها، وجعلها تعمل بجهد أكبر مما ينبغي. كما وقد تفقد الكلى القدرة على تكوين البول بسبب انخفاض كمية الماء العذب المستهلكة. [1][5][6]
آثار جانبية خطيرة
يمكن أن يسبب شرب ماء البحر المالح بعض الآثار الجانبية الخطيرة على الصحة، مثل: [1][3][5][7]
- التسمم الناتج عن الطحالب الضارة في ماء البحر.
- القيء والغثيان.
- الهذيان والهلوسة.
- نقص كمية الدم الواصل للدماغ والأعضاء الأخرى، مما قد يؤدي إلى:
- الغيبوبة.
- فشل الأعضاء.
- خطر الموت في الحالات الشديدة.
نصائح للحد من الآثار الجانبية لشرب ماء البحر
يوصى بتجنب شرب ماء البحر المالح بشكل تام إذا أمكن، لكن في بعض الظروف الطارئة قد يكون ماء البحر هو مصدر الماء الوحيد لبعض الأشخاص، وللحد من أضرار شرب ماء البحر المحتملة نذكر فيما يلي بعض الإرشادات والخطوات التي تساعد على ذلك: [6][8]
- شرب كميات قليلة من ماء البحر لتجنب الإصابة بالجفاف.
- مزج ماء البحر مع سوائل أخرى، مثل ماء المطر؛ لتخفيف محتواه من الأملاح والمعادن.
- تنقية أو تصفية ماء البحر مما علق به من جزيئات صلبة باستخدام قطعة قماش أو أي أداة أخرى تحتوي على مسامات أو ثقوب صغيرة.
- غلي ماء البحر للتخلص من الكائنات الحية الدقيقة الضارة التي يمكن أن تحتويها.
- استخدام المقطرات الشمسية لتنقية الماء؛ وهي آلية تستخدم الطاقة الشمسية لتبخير الماء المالح وجمعه في وعاء خاص بعد تكاثفه، مما يساعد في الحصول على ماء شرب نقي.
اقرأ أيضًا: طرق تحلية مياه البحر
بدائل ماء البحر للشرب
يذكر من المصادر المائية البديلة لماء البحر، والتي يمكن الاستعانة بها في الحالات التي لا يمكن فيها الوصول إلى الماء النقي العذب ما يلي: [6]
- جمع ماء المطر في صناديق نظيفة، وتصفيتها مما علق بها من جزئيات صلبة باستخدام قطعة قماش ذات مسامات أو أداة تحتوي على ثقوب صغيرة.
- استخدام محطة تحلية لتحويل ماء البحر إلى ماء عذب صالح للشرب في حال إمكانية ذلك.
- استخدام أقراص تنقية الماء، أو نظام ترشيح الماء لتنقيته من الشوائب والجزيئات التي يحتويها.
نصيحة الطبي
يمكن أن يسبب الإكثار من شرب ماء البحر المالح غير المعالج أو المنقّى العديد من الأضرار والآثار الجانبية الصحية، لذا ينصح بتجنب شربه إن أمكن، وفي حال غياب مصادر الماء العذبة في الظروف الطارئة، يوصى باتباع الإرشادات والأساليب التي تساعد على تنقيته من الأملاح والجزيئات الضارة قدر الإمكان.