يعد مرض هشاشة العظام من الحالات الشائعة التي تصيب الملايين حول العالم، إذ تتسبب في ضعف العظام وزيادة تعرضها للكسور، ويعد ترقق عنق الفخذ أحد أنواع هشاشة العظام الأكثر شيوعًا، حيث يؤثر على عظم الورك بشكل كبير.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن أسباب، وأعراض، وخيارات علاج هشاشة عظام عنق الفخذ وطرق الوقاية المختلفة.
محتويات المقال
ما هي هشاشة عظام عنق الفخذ ؟
يتألف عظم الفخذ من الجزء الذي يمتد من الورك حتى الركبة، والذي يسمى بعظم الفخذ، بالإضافة إلى رأس الفخذ الذي يرتبط بعظم الورك، وعنق الفخذ الذي يلتصق بالجسم، ونظرًا لموقع عنق الفخذ، فإن كسور هذه المنطقة تعد خطيرة للغاية.[1]
وتحدث هشاشة عظام عنق الفخذ نتيجة فقدان كثافة العظام، مما يسبب ضعف وترفق الجزء العلوي من عظم الفخذ، ومثلما يحدث مع حالات هشاشة العظام في مناطق أخرى من الجسم، فإن أعراض الهشاشة لا تظهر على المرضى إلا عند التعرض للكسور.[2]
ووفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن نسبة انتشار هشاشة عظام عنق الفخذ تبلغ 5٪، بينما يبلغ معدل انتشارها في أي موقع آخر من الجسم 39٪.[1]
اقرأ أيضًا: التدخين وهشاشة العظام
أسباب هشاشة عظام عنق الفخذ
تزيد بشكل عام العوامل التالية من خطر إصابة الفرد بمرض هشاشة عظام عنق الفخذ، وتشمل ما يلي:[1]
- الجنس: حيث أن الإناث أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، ولكن الذكور الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا معرضون للإصابة أيضًا.
- العمر: كلما تقدم الإنسان في العمر، يفقد عظامه بشكل أسرع ويحدث نمو عظام جديدة بشكل أبطأ.
- حجم الجسم: الأفراد ذوو العظام النحيلة لديهم احتمالية أكبر للإصابة بهشاشة عظام عنق الفخذ، لأن لديهم كتلة عظام أقل.
- تاريخ العائلة: تزداد احتمالية الإصابة في حالة إصابة أحد الوالدين أو الأقارب بهشاشة العظام.
- انخفاض مستويات بعض الهرمونات: يشمل ذلك انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، عند الإناث وانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون عند الذكور.
- حالات طبية معينة: مثل أمراض الجهاز الهضمي، والسرطانات، وفقدان الشهية العصبي، وفيروس نقص المناعة البشرية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وأمراض الغدد الصماء.
- سوء التغذية: حيث تزداد نسبة الإصابة عند الاعتماد على نظام غذائي منخفض الكالسيوم، والبروتين، وفيتامين د.
- الاستخدام الطويل الأمد لبعض الأدوية: مثل أدوية سرطان الثدي، والأدوية المضادة للصرع، والجلوكوكورتيكويدات، ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية.
- العوامل النمطية في الحياة: مثل التدخين والإفراط في الشرب، وقلة النشاط البدني.
اقرأ أيضًا: كسور الورك عند كبار السن
أعراض هشاشة عظام عنق الفخذ
يمكن أن ي
تكون أعراض هشاشة عظام عنق الفخذ غير واضحة في مراحلها المبكرة، لكن مع تقدم حالة المرض، قد يتطور الأمر ويصاحبه عدد من الأعراض، وتشمل ما يلي:[3]
- ألم في منطقة الفخذ أو الورك.
- تصلب في مفصل الورك.
- صعوبة في المشي أو الوقوف.
- انخفاض نطاق الحركة في مفصل الورك.
- كسر عظم الورك.
مخاطر هشاشة عظام عنق الفخذ
يمثل مرض هشاشة عظام عنق الفخذ خطرًا على الصحة العامة، إذ يترتب على إصابة هشاشة عظام الفخذ احتمالية حدوث كسر في عنق الفخذ، وهذا يعد حدثًا خطيرًا يحمل مخاطر صحية كبيرة، لذلك فمن المهم توخي الحيطة والحذر واتباع التدابير الوقائية والعلاجية المناسبة لتجنب هذه المخاطر.[1]
اقرأ أيضًا: وصفات غذائية للوقاية من هشاشة العظام
علاج هشاشة عظام عنق الفخذ
يشمل علاج هشاشة عظام عنق الفخذ مجموعة من الأدوية والتدخلات غير الدوائية، وتشمل أهم الأدوية التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء لعلاج هذه الحالة ما يلي:
- البايفوسفونيت: وهو دواء يساعد في إبطاء فقدان العظام ومنع الكسور.
- كالسيتونين: يتم صناعته باستخدام تقنية الحمض النووي أو البروتينات الكيميائية المركبة، ويعد خيارًا للإناث بعد سن انقطاع الطمث، اللاتي لا يستطعن تحمل الأدوية الأخرى.
- الأدوية الناهضة والمناهضة للإستروجين: تمتلك هذه الأدوية تأثيرات مشابهة للإستروجين في بعض الأنسجة، وتمنع تأثيراته في الأنسجة الأخرى، مثل تاموكسيفين.
- العلاجات الهرمونية استخدام الإستروجين: يمكن استخدام الإستروجين وحده أو بالتزامن مع البروجستين، وهو شكل اصطناعي من هرمون البروجسترون الأنثوي، ويتطلب توازنًا بين المخاطر والفوائد بسبب الآثار الجانبية.
- الأدوية التي تزيد من كتلة العظام: وتشمل هرمون الغدة الجار درقية التناظرية والبروتين المرتبط بهرمون الغدة الدرقية، إذ يستخدم بعد سن انقطاع الطمث المصابات بهشاشة العظام، واللواتي لديهن احتمالية عالية للكسور.
يهدف علاج هشاشة عظام عنق الفخذ إلى منع الكسور وتحسين كثافة العظام بصورة عامة، وذلك من خلال اتباع خيارات العلاج المتاحة، والتي يتم استخدامها تحت إشراف الطبيب المختص. [3]
اقرأ أيضًا: الكالسيوم وصحة العظام
طرق الوقاية من هشاشة عظام عنق الفخذ
قد يوصي الأطباء ببعض التدابير الوقائية التي تبطئ من فقدان كتلة العظام والحد من حدوث الكسور في منطقة عنق الفخذ، وتشمل ما يلي:[1]
- ممارسة تمارين القوة والمقاومة: حيث تؤدي هذه التمارين إلى زيادة كتلة العظام وتعزيز صحتها عند النساء اللاتي لم يتجاوزن سن انقطاع الطمث، كذلك تزيد ممارسة الرياضة من كتلة العضلات وتحسن التوازن، مما يساهم في تأخير فقدان العظام لدى الأشخاص المسنين، ويمكن أن يحافظ المشي السريع أو الجري على تعزيز كثافة المعادن في العظام.
- التغذية السليمة: ينصح الأطباء باتباع نظام غذائي متوازن، يشمل كمية كافية من الفواكه والخضروات، وتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، والبروتين، وفيتامين د، كما يجب الانتباه إلى تناول السعرات الحرارية المناسبة للحفاظ على وزن معتدل.
- اتباع أسلوب حياة صحي: يتضمن أسلوب الحياة الصحي عدة عادات وسلوكيات، منها الحد من تناول الكحوليات، والإقلاع عن التدخين، وتجنب التدخين السلبي، كما يشمل زيارة الطبيب بانتظام لإجراء الفحوصات المنتظمة والاستفسار عن كيفية تقليل مخاطر السقوط.