يعاني بعض الأفراد من ارتفاع في مستويات إنزيمات الكبد، والذي يمكن أن يستمر لفترة زمنية قصيرة ومن ثم يختفي من تلقاء نفسه. لكن، يمكن أن يستمر الارتفاع في مستويات إنزيمات الكبد لفترة زمنية طويلة، وهنا لا بد من مراجعة الطبيب لإجراء المزيد من الفحوصات التشخيصية بهدف تحديد سبب ارتفاع إنزيمات الكبد وعلاجه. [1]
يذكر المقال التالي جميع أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد المحتملة.
محتويات المقال
يمكن أن يحدث ارتفاع إنزيمات الكبد دون سبب لدى الفرد، وفي هذه الحالة غالبًا ما ستعود إلى مستوياتها الطبيعية من تلقاء نفسها ودون الحاجة لأي علاج. لكن، يمكن أن يدل ارتفاع إنزيمات الكبد على وجود ضرر أو مرض في الكبد والذي يتطلب الرعاية الطبية، كما يمكن أن يحدث ارتفاع إنزيمات الكبد بسبب الإصابة بأمراض خارج الكبد أو التعرض لبعض العوامل الخارجية. [1،2]
وفيما يلي نذكر أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد بالتفصيل:
أمراض الكبد
إن أول ما يخطر في الأذهان عند تحديد سبب زيادة إنزيمات الكبد لدى الفرد هي إصابته بأحد أمراض الكبد، حيث أن تعرض أنسجة الكبد للتضرر والتلف سيتسبب بطرح الإنزيمات المتواجدة بداخلها في مجرى الدم. [1،2]
لكن، يجب التنويه إلى أن أمراض الكبد لا ترتبط دائمًا بارتفاع إنزيمات الكبد أو اضطرابها، فمن الممكن أن تكون مستويات هذه الإنزيمات طبيعية للغاية على الرغم من معاناة الفرد من خلل في وظيفة أو صحة الكبد. [1]
ومن أمراض الكبد التي يمكن أن تعتبر سببًا من أسباب زيادة إنزيمات الكبد ما يلي:
مرض الكبد الدهني
يعد مرض الكبد الدهني من أكثر أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد شيوعًا، إذ أن ما يقارب 25 - 51% من الأفراد الذين يتم تشخيص إصابتهم بارتفاع إنزيمات الكبد كانوا يعانون من مرض الكبد الدهني. [2،3]
يتمثل مرض الكبد الدهني بتراكم الدهون في الكبد، ويمكن تقسيمه إلى نوعين، وهما: [2]
- مرض الكبد الدهني الكحولي، حيث يكون استهلاك الكحول هو السبب الرئيسي لتراكم الدهون داخل الكبد.
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي، حيث يحدث تراكم الدهون في الكبد نتيجة لأسباب أخرى غير استهلاك الكحول، ويعد الأفراد الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع.
التهاب الكبد
يمكن أن يكون سبب ارتفاع إنزيمات الكبد لدى الفرد إصابته بالتهاب الكبد الوبائي، وهي حالة تتمثل بحدوث التهاب في أنسجة الكبد نتيجة إصابتها بعدوى فيروسية. ويمكن أن تشمل أنواع الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد الوبائي ما يلي: [2،4]
- فيروس التهاب الكبد A.
- فيروس التهاب الكبد B.
- فيروس التهاب الكبد C.
- فيروس التهاب الكبد D.
- فيروس التهاب الكبد E.
كما أن هناك أنواع أخرى من التهاب الكبد والتي يمكن أن تكون سببًا من أسباب زيادة إنزيمات الكبد، وتشمل التهاب الكبد الناجم عن تناول الكحول أو التهاب الكبد الناجم عن الإصابة بمرض مناعي ذاتي. [4]
تشمع الكبد
تتضمن أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد أيضًا الإصابة بتشمع الكبد، وهو مرض يتسبب بتضرر أنسجة الكبد وحدوث ندوب دائمة فيها، وهذا ما سيتسبب باضطراب في وظائف أنسجة الكبد. [2-4]
يعد تشمع الكبد من أسباب زيادة إنزيمات الكبد الخطيرة، حيث يمكن أن يؤدي عدم علاجه إلى زيادة خطر الإصابة بفشل الكبد. [2]
سرطان الكبد
يمكن أن يتسبب السرطان الذي يصيب أنسجة الجسم بزيادة مستويات إنزيمات الكبد في الدم. ويمكن أن تشمل العوامل والأسباب التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد ما يلي: [1،]
- الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي B أو C.
- الإصابة بتشمع الكبد.
- الإفراط في تناول الكحول والتدخين.
- وجود تاريخ مرضي للإصابة بسرطان الكبد.
اقرأ أيضًا: متى يكون ارتفاع إنزيمات الكبد خطر؟
أمراض ومشكلات صحية أخرى
لا تقتصر أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد فقط على الإصابة بأمراض الكبد، وإنما يمكن أن تتسبب أمراض ومشكلات صحية أخرى بارتفاع مستويات هذه الإنزيمات. فمثلًا، يمكن أن تتسبب المتلازمة الأيضية بحدوث ذلك، وهي عبارة عن حالة صحية تتمثل بوجود عدد من الأعراض والحالات الصحية التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري، والسكتة الدماغية. [2،4]
وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول.
- السمنة وزيادة الوزن، خصوصًا في منطقة الوسط من الجسم.
ويمكن أن تشمل الأمراض والحالات الصحية المسببة لارتفاع إنزيمات الكبد أيضًا ما يلي: [1-4]
- داء ترسب الأصبغة الدموية، وهو مرض نادر يحدث نتيجة امتصاص الجسم لكميات كبيرة من الحديد.
- بعض أنواع الأمراض المعدية، ومنها فيروس إبشتاين بار، أو الفيروس المضخم للخلايا، أو داء كثرة الوحيدات المعدي (داء القبل).
- الإنتان أو تسمم الدم.
- مرض ويلسون.
- التهاب العضلات.
- تحلل الدم.
- اضطرابات الغدة الدرقية، ويشمل ذلك نشاط أو خمول الغدة الدرقية.
- النوبات القلبية أو فشل القلب.
تناول بعض أنواع الأدوية
تتضمن أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد أيضًا تناول بعض أنواع الأدوية، وفيما يلي نذكر أشهر هذه الأدوية: [1،6]
- مسكنات الألم، بما في ذلك دواء الأسيتامينوفين أو الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية.
- الأدوية الخافضة لمستويات الكوليسترول التابعة لمجموعة الستاتينات، مثل السيمفاستاتين، والأتورفاستاتين، والبرافاستاتين.
- بعض أنواع المضادات الحيوية، مثل البنسلين، والسيبروفلوكساسين، والتتراسيكلين.
- أدوية السل، مثل الأيزونيازيد، والبيرازيناميد، والريفامبين.
- بعض الأدوية المضادة للفيروسات، كالفالاسيكلوفير والريتونافير.
- دواء الكيتوكونازول.
- الأدوية المضادة للنوبات، بما في ذلك الكاربامازيبين، والفينيتوين، وحمض فالبرويك.
- دواء الفلوكستين.
- دواء الريسبيريدون.
- دواء الميثوتريكسيت.
- بعض أنواع أدوية علاج مرض السكري، مثل السلفونيل يوريا والجليبزيد.
كما يمكن أن يؤدي تناول بعض أنواع المكملات العشبية إلى ارتفاع مستويات إنزيمات الكبد، ويشمل ذلك شاي السنفيتون، والكافا، والقلنسوة، واليوهمبي، والإيفيدرا. [1،6]
ومن الممكن أن يكون سبب ارتفاع إنزيمات الكبد عند الفرد تناوله للمكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين A أو الحديد. [4]
اقرأ أيضًا: كيفية علاج ارتفاع إنزيمات الكبد
أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد الأخرى
يمكن أن تشمل أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد أيضًا ما يلي: [1،4]
- الإفراط في تناول الكحول،
- تعاطي الكوكايين والستيرويدات المنشطة.
- الاضطرابات الهرمونية التي تحدث أثناء الدورة الشهرية والحمل.
نهاية، تتعدد الأسباب المؤدية لارتفاع إنزيمات الكبد والتي يمكن أن تتضمن الإصابة بأمراض الكبد المختلفة، وأهمها مرض الكبد الدهني، أو الإصابة بالنوبات القلبية أو متلازمة الأيض، أو غيرها من المشكلات الصحية الأخرى. كما يمكن أن يكون سبب زيادة إنزيمات الكبد تناول بعض أنواع الأدوية، وأهمها دواء الأسيتامينوفين والستاتينات.
ونظرًا لتعدد أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد، فمن المهم استشارة الطبيب في حال استمرت المشكلة لدى الفرد، وذلك من أجل إجراء الفحوصات اللازمة لتحديد سبب المشكلة لديه.
اقرأ أيضًا: أمراض الكبد: الأعراض، والأسباب، والعلاج