يعاني أغلب الناس في فصل الشتاء من نزلات البرد ونوبات السعال بمختلف أنواعها، فثمة سعال متواصل وآخر متقطع وكذلك يوجد السعال الجاف، وعلى الرغم من أن السعال من الأعراض الشائعة وخاصة في فصل الشتاء، إلا أنه ضروري كردة فعل وقائية لإخراج الأجسام، أو العناصر الغريبة من الجهاز التنفسي، ويمكن أن تنجم نوبات سعال الشتاء عن الالتهابات والفيروسات أو البكتيريا، لذا تعرف معنا إلى أنواع السعال المختلفة التي قد تصيب الجهاز التنفسي وطرق علاجها.
محتويات المقال
السعال الجاف المزمن
تعد من نوبات سعال الشتاء العنيدة، حيث تكون جافة وتتلاشى فترة ثم تعاود الظهور مرة أخرى، لكنها لا تختفي كلياً، وتأتي نوباتها في الغالب في النهار، وتدوم النوبة نحو 15 دقيقة وتعرف بالسعال المزمن لأنها قد تستمر 8 أسابيع فأكثر.
أسباب السعال الجاف المزمن
لا يعرف سبب هذه الحالة تحديداً، ولكن يرجح الأطباء أن المشكلة قد تكمن في فرط حساسية الممرات الهوائية العلوية، وقد تحدث بسبب التدخين أو ارتجاع حامض المعدة.
يعاني المصابون بفرط الحساسية من نوبات السعال بمجرد ملامسة الحنجرة لأي غبار أو هواء بارد، مثل من يعاني من الربو أو مرض الرئوي الانسدادي المزمن.
علاج السعال الجاف المزمن
قد تساعد بعض الأدوية في علاج الحالة مثل: مضادات الحساسية، بالإضافة إلى جرعات صغيرة من المورفين التي يصفها طبيب متخصص في حالات خاصة، ينصح الخبراء باستحلاب حبة منثول وهي حبة من النعناع القوي وذلك للحصول على راحة فورية. [1]
اقرأ أيضاً: علاج السعال بالاعشاب الطبية
سعال النغز المزمن
هذا النمط من الكحة لا يخرج معه بلغم، وإنما يشعر المصاب بوجود قطرات مخاط أسفل الحنجرة، وفي بعض الحالات قد يحس بوجود ما يشبه كتلة أو ورم في حنجرته.
أسباب سعال النغز المزمن
يحدث عندما يصبح المخاط الطبيعي للإنسان سميكاً، أو تزيد كمياته التي يفرزها جسم الإنسان عن مستواها الطبيعي؛ بسبب حساسية أو التهاب، لذا يحدث سعال ارتكاسي لا إرادي؛ لأن المخاط يقطر داخل الحنجرة.
علاج سعال النغز المزمن
يمكن للأدوية التي لا تحتوي على الستيرويد أن توفر راحة فورية بتقليص تورم الأنف وتقليل تراكم المخاط، وينصح الأطباء باستخدام قطرة الأوتريفين لفترة محدودة لا تتجاوز بضعة أيام، لأن الإفراط قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
فإذا كان هذا النوع من نوبات سعال الشتاء ناجماً عن حساسية كالحساسية من القطط أو الغبار، فقد يحتاج المصاب إلى قطرة موضعية من الستيرويد؛ لتلطيف أو إخماد الالتهابات الناتج عن تراكم المخاط أو البلغم.
سعال النباح الجاف
قد تأتي الكحة مصحوبة بأزيز أو صفير ولكن دون بلغم، وفي الغالب يحدث هذا النوع من الكحة أثناء ساعات الليل، ويكون متقطعاً خلال النهار.
أسباب سعال النباح الجاف
يحدث هذا النوع من نوبات سعال الشتاء غالباً بعد نوبة برد نتيجة الإصابة بفيروس ما للجهاز التنفسي، أو نزلة أو أي التهابات تنفسية أخرى، وقد يحدث أيضاً بسبب التهاب حاد في الشعب الهوائية.
علاج سعال النباح الجاف
تتلاشى الكحة بعد بضعة أسابيع في معظم الحالات، وينصح الأطباء بتناول أدوية المنثول القوية وذلك لسرعة الشفاء.
يمكن تخفيف أعراض هذه الكحة باستنشاق بخار الماء، وذلك بتغطية رأس الشخص المصاب وجعله يميل ويقرب وجهه كثيراً من وعاء فيه ماء مغلي ويفضل أن تكون به قطرات من النعناع، وتكمن فائدة هذه العملية في رطوبة البخار الساخن، الذي يعمل على تلطيف وتليين الشعب التنفسية ومجرى الهواء. [2]
اقرأ أيضاً: السعال عند الأطفال وكيفية التعامل معه
تشنجات السعال الجاف
تبدأ نوبة السعال في هذه الحالة بنغز في مؤخرة الحنجرة، وقد يؤدي السعال للقيء في بعض الحالات.
أسباب تشنجات السعال الجاف
قد تسبب بعض الأدوية حدوث هذا النوع من نوبات سعال الشتاء خاصة المثبطات التي توصف للمصابين بضغط الدم المرتفع، وتحدث الكحة عادة لحوالي %15 من مستخدمي هذه المثبطات والتي تجعل عصب الرئتين أكثر حساسية للتهيج.
علاج تشنجات السعال الجاف
يعتمد العلاج هنا على علاج السبب الرئيسي، وذلك من خلال وصف الطبيب للمصاب أدوية أخرى وعلاجات بديلة لضغط الدم؛ لا تعمل على إثارة أعصاب الرئة. [3]
سعال العزق المصحوب بالألم
يكون هذا السعال أسوأ في الصباح ومستمر، يخرج المصاب بها مخاطاً أصفراً، أو رمادياً، أو أخضراً ويكون سميكاً، وقد يكون مصحوباً بألم خلف عظام الصدر، وألم في الحنجرة، بالإضافة إلى الأزيز وتكدس في الأنف.
أسباب سعال العزق المصحوب بالألم
قد يكون الالتهاب الشعبي الحاد هو السبب حيث أنه يصيب الممرات أو المجاري الهوائية للرئة، ويتسبب في إثارتها وتهيجها، وفي الغالب يأتي بعد وعكة تصيب الجهاز التنفسي، مثل نزلة البرد.
ينجم الالتهاب الشعبي في الغالب عن فيروس، وتحدث الإصابة بسبب بكتيريا في ٪15-10 من الحالات، ويكون لون البلغم أخضراً أو مائلاً للون الصدأ وذلك في الالتهابات البكتيرية، وهذا النوع من الكحة أشبه بسعال إنفلونزا الخنازير، والتي عادة تكون مصحوبة بحمى شديدة، وألم في الحنجرة، وصداع.
علاج سعال العزق المصحوب بالألم
ينصح الأطباء باتباع بعض النصائح للشفاء، ولكن ينبغي استشارة الطبيب في حالة الإحساس بعدم القدرة على التنفس، أو إذا استمر هذا النمط من السعال أكثر من أسبوع، أو إذا كان لون البلغم أخضراً أو كلون الصدأ، ومن هذه النصائح ما يلي:
- يفضل الالتزام بالراحة التامة.
- يجب الإكثار من شرب السوائل لتخفيف سماكة المخاط وبالتالي تسهيل إخراجه.
- يفضل تناول علاجات تحتوي على مواد لزجة؛ لأنها تخفف من حدة السعال. [6]
السعال الجاف المصحوب بأزيز
يميل المصاب بالسعال الجاف إلى الكحة كثيراً أثناء الليل، أو في الفترة الأولى من الصباح ويرجع سببه إلى الربو، فحينما يتعرض شخص مصاب بالربو إلى شيء يهيج الشعب الهوائية لديه، يؤدي ذلك إلى انقباض وتضيق العضلات المحيطة بالممرات الهوائية.
يمكن أن يزداد سعال الربو بسبب نزلة برد، أو تناول أطعمة معينة، أو التعرض لأي مهيجات مثل الغبار.
لا يوجد حتى الآن تفسير علمي دقيق لازدياد حدة نوبات السعال المرافقة للربو خلال الليل أو في الصباح الباكر.
علاج السعال الجاف المصحوب بأزيز
الخطوة الأولى في العلاج تشمل استخدام أجهزة الاستنشاق أو ما يعرف بالبخاخات؛ لفتح وتوسيع الممرات الهوائية وتسهيل التنفس، ويمكن استنشاق الستيرويد إذا كانت نوبة الربو حادة. [4]
السعال المصحوب بألم وضيق في التنفس
هو أحد نوبات سعال الشتاء المتكررة ويكون مصحوباً بضيق التنفس، وأعراض هذا النوع من السعال تشمل على ما يلي:
- خروج دم مع السعال.
- فقدان الشهية.
- خسارة الوزن.
- فتور وألم حاد في منطقة الرئة عند أخذ نفس عميق أو عندما يسعل المصاب.
قد يكون سرطان الرئة أحد أسباب هذا السعال، على الرغم من أن الإصابة بسرطان الرئة نادرة، ومع ذلك يجب إجراء الفحوص اللازمة عند ظهور هذه الأعراض.
يعتمد علاجه على نوع سرطان الرئة، وفي الغالب يشتمل العلاج على الجراحة، والعلاج بالأشعة، والعلاج الكيميائي. [5]
اقرأ أيضاً: السعال علامة مرضية لا يمكن تجاهلها
السعال المصحوب ببلغم
يكون سعال الصدر عادة مصحوباً بكميات كبيرة من البلغم، وأزيز، وضيق في الصدر، وبعض من صعوبة التنفس، ويحدث دائماً في الشتاء نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية.
يحدث هذا النوع من نوبات سعال الشتاء غالباً؛ بسبب الإصابة بمرض من أمراض الرئة، ويعد التدخين أبرز العوامل المسببة لها، ويصيب من تزيد أعمارهم على 40 عاماً. [3]
علاج سعال الصدر
لا يوجد علاج لأمراض الرئة، ولكن يمكن تقليص وإبطاء الأضرار وذلك من خلال اتباع ما يلي:
- التوقف عن التدخين.
- تجنب التعرض السلبي لتيارات الهواء البارد.
- ممارسة الرياضة كلما أمكن.
- استخدام بخاخات التنفس، فقد تكون مفيدة؛ لأنها تعمل على توسيع الشعب والممرات الهوائية، كما يمكن أيضاً استنشاق البخار لتليين البلغم. [3]
ينصح بضرورة استشارة الطبيب إذا استمر السعال لفترة تتجاوز ثمانية أسابيع، وإجراء فحص أشعة سينية لتصوير الصدر؛ للتأكد من عدم الإصابة بأي اضطراب تنفسي خطير، كما ينبغي استشارة الطبيب فوراً، إذا عانى المريض من أعراض لم يمر بها من قبل مثل: الكحة المصحوبة بدم.
للمزيد: أسباب السعال المزمن وعلاجه