يعد برنامج لوفاس (بالإنجليزية: Lovaas Program) برنامج علاجي يتم الاستعانة به ضمن برامج التدخل المبكر في الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد (التوحد) أو تأخر في التطور العقلي. [1]
تعرف في هذا المقال على فكرة عمل برنامج لوفاس للتوحد، وكيفية تطبيقه في المراحل العمرية المختلفة، وكذلك مميزاته وعيوبه.
محتويات المقال
فكرة برنامج لوفاس في علاج التوحد
تعتمد معايير برنامج لوفاس على مبادئ علاج تحليل السلوك التطبيقي، حيث يتبنى فكرة أن المهارات المعقدة يمكن تقسيمها إلى خطوات صغيرة يسهل أداؤها، وينتهج البرنامج طريقة تشجيع السلوك الجيد بمنح الطفل مكافأة كلما نجح في أداء خطوة من المهارة؛ مما يعزز هذا السلوك ويحفز تكرار القيام به، بينما يتم تجاهل السلوك غير المرغوب. [2] [3]
العمر المناسب لتطبيق برنامج لوفاس للتوحد
يكون برنامج التوحد لوفاس أكثر فاعلية عند تطبيقة في عمر مبكر؛ لذا يفضل بدء استخدامه في أطفال التوحد من عمر 2 إلى 6 سنوات. [4]
يشارك في تطبيق هذا البرنامج العلاجي مع طفل التوحد الطبيب أو الاختصاصي المعالج، والوالدين، والمعلم، وكذلك متطوعين. [1]
جدير بالذكر أنه ينبغي تدريب الوالدين على كيفية تطبيق برنامج لوفاس للتدخل المبكر مع أطفالهم في المنزل للتأكد من تطبيق العلاج طوال الوقت، ويمكن الاستعانة أيضًا بمدرب خاص. [2]
مستويات برنامج لوفاس حسب الفئة العمرية
تعتمد طريقة تطبيق برنامج علاج التوحد لوفاس على عمر الطفل، وتشمل:
الأطفال أقل من 3 سنوات
ينطوي تطبيق مبادئ برنامج لوفاس لعلاج التوحد في هذه المرحلة على اتباع نهج تفاعلي قائم على اللعب، وعادة ما يبدأ العلاج بجلسات تستغرق 10 إلى 15 ساعة في الأسبوع، ثم تزداد تدريجيًا حتى تصل إلى 40 ساعة أسبوعيًا. [5]
يتضمن العلاج جلسات فردية في البداية يساعد فيها الاختصاصي على توجيه اهتمام الطفل إلى سلوك معين، ثم تحفيز الاستجابة المناسبة، ومن ثم مكافأة الطفل عند استجابته، والعمل على تعزيز هذا السلوك. علاوة على ذلك، يعمل المعالج على الحد من السلوكيات التي تعوق قدرة الطفل على التعلم، مثل السلوكيات العدوانية. [2] [6]
يحاول المعالج خلق بيئة ودودة وطبيعية مع الطفل واستغلال أي فرصة لتعليمه مهارة معينة، فعلى سبيل المثال عندما يُظهر الطفل اهتمامًا بلعبة ما يبدأ المعالج باستخدام بعض الأساليب لتعليمه كيفية طلب اللعبة وهو ما يساهم في تحفيز مهارات التواصل لدى الطفل. [5]
يهدف برنامج لوفاس في هذه الفئة العمرية إلى: [5]
- تعزيز مهارات التواصل.
- تحسين المهارات الاجتماعية.
- تطوير مهارات اللعب.
- تطوير المهارات المحورية الأخرى، مثل التقليد وحل الألغاز.
اقرأ أيضًا: علاج التوحد السلوكي والدوائي
الأطفال من عمر 3 إلى 5 سنوات
يعتمد تطبيق برنامج لوفاس للتوحد في هذه الفئة العمرية على اتباع نهج شامل ومتكامل تطبق فيه جلسات العلاج مدة تصل إلى 40 ساعة أسبوعيًا. [5]
يبدأ المعالج بجلسات علاجية مشابهة للأطفال الصغار في المرحلة السابقة، ثم يعمل على تطوير مهارات التفاعل الاجتماعي في جلسات جماعية استعدادًا لمرحلة ما قبل المدرسة، ويتم تقسيم اليوم إلى جلسات يتخللها فترات راحة قصيرة أو طويلة يخرج فيها المعالج مع الطفل للتنزه قليلًا أو تناول الطعام. تتيح فترات الراحة وقتًا لتجديد النشاط، كما أنها فرصة للتطبيق العملي للمهارات الجديدة المكتسبة على البيئة اليومية للطفل. [5] [6]
يعمل برنامج لوفاس للتوحد في هذه المرحلة على تحقيق الأهداف الآتية: [5]
- تعليم الطفل اكتساب المهارات من بيئته الطبيعية بنفسه.
- تطوير مهارات جديدة لدى الطفل، مثل طلب ما يريد، واتباع التعليمات البسيطة، وتقليد الحركات والأصوات.
- معرفة مسميات الأشياء وكيفية الرد على أسئلة بسيطة بكلمة واحدة كبداية.
- تدريب الطفل على التحدث بجمل كاملة.
- تعزيز التفاعل مع الآخرين.
- تعويد الطفل على التعلم في مجموعة وتكوين صداقات من أجل إعداده للمدرسة.
اقرأ أيضًا: 7 من أدوية علاج التوحد
الأطفال الأكبر سنًا
قد يفيد برنامج لوفاس في الأطفال الأكبر أيضًا، لكنه يكون نهجًا عمليًا وتعاونيًا، حيث تجرى بعض التعديلات على البرنامج ليلائم الأطفال في المدرسة مع الاحتفاظ بخصائصه الأساسية المطبقة في المراحل العمرية الأصغر. [5]
قد يستعين هذا البرنامج في تطبيقه بالمدرسين لمساعدة الطفل على تعلم المهارات في البيئة التي يمارسها فيها، ويشمل البرنامج فترات من الراحة والتنزه. [5]
تشمل أهداف برنامج لوفاس في الأطفال الأكبر عمرًا تحسين جودة الحياة عن طريق تطوير المهارات الضرورية مثل: [5]
- مهارات الحياة اليومية.
- الاندماج في المدرسة وتحسين التواصل.
- المشاركة والتفاعل مع الأسرة.
- مهارات التواصل والتفاعل مع الأصدقاء.
فوائد برنامج لوفاس
تشمل فوائد برنامج لوفاس في علاج التوحد ما يلي: [1]
- الحد من سلوك التحفيز الذاتي، مثل رفرفة اليدين.
- تحسين المهارات اللغوية عند الطفل من خلال تطوير التواصل اللفظي وزيادة المفردات.
- تعزيز الارتباط العاطفي بالأسرة والأصدقاء.
- تحسين معدل الذكاء.
- تقليل الحاجة للدعم في المدرسة.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع طفل التوحد
عيوب برنامج لوفاس
رغم فاعلية برنامج لوفاس لأطفال التوحد وفوائده العديدة، إلا أنه لا يخلو من العيوب، مثل: [2]
- عدم تقبل الاختلاف بين الأطفال، فهو ينطوي على فكرة جعل أطفال التوحد يتصرفون كالأطفال الطبيعيين، وهو ما قد يعتبره البعض عدم احترام للاختلافات بين البشر.
- الحد من سلوكيات التحفيز لدى طفل التوحد، مثل رفرفة اليدين، وهو ما يسبب الضيق لبعض الأطفال، حيث أن طفل التوحد يستخدم هذا السلوك كوسيلة لتهدئة نفسه أو تحفيزها.
- عدم وضع رفاهية الطفل في المقام الأول.
- طول مدة جلسات علاج التوحد لوفاس؛ مما قد يسبب الانزعاج والقلق لدى الطفل.
- سوء سمعة برنامج لوفاس، إذ أن نهجه السابق كان ينص على معاقبة الطفل عند القيام بسلوك غير مرغوب، ولكن ذلك لم يعد يستخدم حديثًا.
نصيحة الطبي
يعد برنامج لوفاس من البرامج العلاجية التي تساعد أطفال التوحد على الاستقلالية وتطوير مهاراتهم، وكلما كان التدخل مبكرًا كانت النتائج أفضل؛ لذا ينصح بالالتزام بتعليمات الطبيب في تطبيق هذا البرنامج العلاجي للحصول على أفضل النتائج، كما يمكنك استشارة طبيب مختص من طاقم الطبي.
اقرأ أيضًا: كيفية تشخيص التوحد وتحديد درجته