تعد معظم مخاوف الأطفال أمرًا طبيعيًا وجزءًا من تطورهم، ولا تدل على إصابتهم بمرض ما، فقد يخاف الطفل من الظلام، أو من وجود وحش صنعه من مخيلته، وربما من الذهاب إلى المدرسة. عادة ما تختفي هذه المخاوف مع الوقت، إلا أن بعضها قد يستمر أو يؤثر على جودة حياة الطفل؛ لذا ينبغي على الآباء تعلم كيفية التغلب على الخوف عند الأطفال من خلال اتباع استراتيجيات تساعد أبناءهم على التعامل مع مخاوفهم وتخطيها بنجاح، فذلك يزيد من ثقتهم بأنفسهم واستقلاليتهم. [1][2]
يتناول هذا المقال طرق التغلب على الخوف عند الأطفال مع ذكر أمثلة لمخاوف الأطفال حسب أعمارهم، ومتى ينبغي مراجعة الطبيب.
محتويات المقال
أنواع المخاوف في مراحل الطفولة
حتى يتسنى للآباء تعلم كيفية التغلب على الخوف عند الأطفال ينبغي عليهم معرفة طبيعة مخاوف الأطفال في المراحل العمرية المختلفة. [3]
تشمل المخاوف الشائعة عند الأطفال حسب العمر ما يلي: [3][4]
- الأطفال منذ الولادة حتى عمر سنتين: عادة ما يكون الخوف لدى الأطفال في هذه المرحلة من الأشخاص والأماكن الجديدة، والضوضاء الصاخبة.
- الأطفال بين عمر 3 و4 سنوات: قد يخاف الأطفال في هذا العمر من الظلام، أو الحيوانات والحشرات، وربما ينتابهم الخوف من فكرة الانفصال عن والديهم.
- الأطفال من عمر 5 إلى 7 سنوات: يتسع خيال الطفل بشكل كبير في هذه المرحلة العمرية فيبدأ في القلق والخوف من عدة أشياء مثل وجود وحش تحت السرير أو في خزانة الملابس، وربما يشعر بالقلق من التعرض للأذى.
- الأطفال من عمر 7 إلى 12 عامًا: يمكن أن تكون مخاوف الأطفال في هذه المرحلة متعلقة بالخوف من فقد أحد أفراد الأسرة، والتهديدات الحقيقية مثل الكوارث الطبيعية، كذلك قد يشعرون بالخوف من التعرض للسخرية والتنمر، أو الفشل في الدراسة.
كيفية التغلب على الخوف عند الأطفال
تهدف أساليب علاج الخوف عند الأطفال إلى تعليم الطفل كيفية مواجهة مخاوفه وتدريبه على تخطيها بمعاونة الوالدين. [5]
نذكر فيما يلي 10 نصائح تساهم في التغلب على الخوف عند الأطفال:
- طمأنة الطفل عند الشعور بالخوف
تعد أول خطوة في التغلب على الخوف عند الأطفال هي محاولة احتواء الطفل عند شعوره بالخوف ومعانقته وطمأنته بعبارات تهدئه تشعره بالأمان، فذلك كل ما يحتاجه الطفل في هذه اللحظة مع مراعاة عدم المبالغة.
ينبغي أيضًا إتاحة الفرصة للطفل للتحدث عن ما يخيفه وعدم مقاطعته، بل وتشجيعه على فعل ذلك بطرح الأسئلة عليه. [1]
يفيد إتاحة الفرصة للطفل في التحدث عن مخاوفه وعدم تجاهلها في بناء الثقة بين الطفل ووالديه، وإدراكه بأنه يمكن اللجوء إليهم لمساعدته عندما يواجه شيء مخيف. [1][5]
- أخذ مخاوف الطفل على محمل الجد
يساهم أيضًا في التغلب على الخوف عند الأطفال عدم السخرية أو التقليل من مخاوفهم وأخذها على محمل الجد حتى لو كانت تبدو غير منطقية، وعلى الآباء إبداء الانتباه وتقبل ما يخيف الطفل وعدم مباغتته بإخباره أن هذا ليس منطقيًا، فالطفل لن يدرك ذلك. [2]
اقرأ أيضًا: أسباب مشكلة خوف الأطفال من المدرسة وعلاجها
- إلهاء الطفل عن مصدر الخوف
قد يساعد صرف انتباه الطفل بعض الوقت عن ما يخيفه في الحد من خوفه، وذلك من خلال: [3]
- تعليم الطفل التنفس بعمق من البطن.
- تشغيل أغنية للطفل تساعد في تهدئته.
- إعطائه لعبة يدوية.
- العلاج بالروائح من خلال جعل الطفل يستنشق إحدى الزيوت المهدئة أو وضع مستحضر يحتوي على زيت اللافندر.
- القيام بأشياء تخفف من خوف الطفل
يساهم إيجاد حلول لمخاوف الطفل من وجهة نظره في التهدئة من روعه ومساعدته في التغلب على مخاوفه، فعلى سبيل المثال يمكن التغلب على الخوف عند الأطفال من الظلام أو عند النوم كالآتي: [4]
- تشغيل إضاءة خافتة ليلًا وإعطاء مساحة للطفل لاختيار المصباح بنفسه.
- ترك باب الغرفة مفتوحًا.
- التأكد يوميًا مع الطفل قبل النوم من عدم وجود وحش تحت السرير أو في الخزانة.
جدير بالذكر أنه ينبغي منع الطفل عن مشاهدة أفلام الرعب، والصور المخيفة، أو لعب الألعاب التي تحتوي على العنف، فقد يفاقم ذلك من مخاوف الطفل. [5]
اقرأ أيضًا: كيف تتغلبين على خوف طفلك من عيادة طب الأسنان؟
- تعزيز التفكير المنطقي
يفيد تعزيز التفكير الواقعي المبني على الأدلة والتفسيرات المنطقية في التغلب على الخوف عند الأطفال، وذلك من خلال التوضيح للطفل بهدوء وبالأدلة أن مخاوفه غير صحيحة، وترك مساحة له ووقت كافٍ للتفكير في ذلك حتى يشعر بالاطمئنان. [1]
- مساعدة الطفل على مواجهة مخاوفه وعدم تجنبها
يعد من أهم خطوات التغلب على الخوف عند الأطفال تشجيع الطفل على مواجهة مخاوفه تدريجيًا وعدم تجنبها، فمثًلا إذا كان الطفل يخاف من الكلاب فيمكن قراءة قصص مع الطفل عن الكلاب، ثم شراء لعبة على شكل كلب، ومن ثم تشجيعه على مداعبة كلب صغير هادئ إلى أن يستطيع تخطي هذا الخوف. [2]
- تشجيع الطفل على التعامل مع مخاوفه بنفسه
ينصح بعد تهدئة الطفل واحتوائه حين الخوف، تشجيعه وتعليمه كيفية إيجاد حلول للمشاكل البسيطة ليتمكن من مواجهة المخاوف بنفسه حتى في غياب الوالدين. [1]
- إعطاء الطفل وعود منطقية
يوصى بعدم المبالغة في إعطاء الوعود للطفل والاقتصار على ما يمكن تنفيذه من الوعود وذلك لبناء الثقة معه، فعلى سبيل المثال إذا كان الطفل يخاف من الانفصال عن والديه فينبغي عليهم عدم إعطاء وعود مطلقة بأنهم لن يتركوه أبدًا، فبمجرد ذهابهم إلى العمل في اليوم التالي سيشعر الطفل بعدم الثقة في وعودهم. [1]
- عدم استخدام الخوف كأداة لترهيب الطفل
تتضمن أساليب التغلب على الخوف عند الأطفال الحرص على عدم غرس الخوف في نفس الطفل باتباع أسلوب الترهيب في التعامل معه، فقد يزرع الآباء الخوف في أطفالهم دون إدراك ذلك من خلال تخويف الطفل بأشياء مثل جلب وحش أو إعطاء حقنة إذا لم ينفذ ما يملى عليه، فهذه المواقف تولد الخوف عند الطفل ويصعب التخلص منها. [1]
- مكافأة الطفل
يفيد مدح الطفل ومكافأته عند إحرازه تقدمًا كوسيلة لدعمه في التغلب على خوفه، وعلى الآباء التحلي بالصبر فقد يستغرق الأمر بعض الوقت والجهد؛ لذا ينبغي عدم الاستسلام ومراعاة أن الخوف عاطفة قوية. [6]
اقرأ أيضًا: كيفية علاج الفوبيا والخوف
متى ينبغي زيارة الطبيب؟
عادة ما يمكن التغلب على الخوف عند الأطفال بدعم الوالدين، ولكن قد تستدعي بعض الحالات مراجعة الطبيب فربما يشير الخوف والقلق الشديد إلى الإصابة باضطراب قلق، ومن هذه الحالات: [5][6]
- خوف الطفل المستمر أو الشديد.
- تداخل الخوف مع قيام الطفل بأنشطته اليومية أو الاستمتاع بحياته.
- الخوف الذي يؤدي إلى التصاق الطفل بوالديه، أو رفض النوم بمفرده، أو رفض الذهاب إلى المدرسة.
- الإفراط في تحدث الطفل عن شيء محدد يخيفه حتى دون وجود المحفز، مثل الخوف من الذهاب إلى طبيب الأسنان قبل عدة أشهر من موعد الزيارة.
- معاناة الطفل من مخاوف أصغر من عمره.
- الانزعاج الشديد من المخاوف والإصابة بنوبات غضب.
- ظهور أعراض جسدية للخوف، مثل الصداع، وسرعة ضربات القلب، وضيق التنفس، والدوار، وآلام البطن.
- وجود علامات قلق شديدة أو الإصابة بنوبات هلع.
اقرأ أيضًا: الحالات النفسية التي يمر بها الأطفال، كيف نتعامل معها؟
نصيحة الطبي
قد يواجه الأطفال بعض المخاوف على مدار مراحل نموهم نتيجة خيالهم الواسع وعدم القدرة على التمييز بين الخيال والواقع إلى حد ما، ويساهم في التغلب على الخوف عند الأطفال إدراك الآباء لمخاوفهم والتعامل معها بطريقة صحيحة، ولكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت؛ لذا ينبغي التحلي بالصبر وتشجيع الطفل والثناء عليه.