يواجه العديد من الطلبة مشاعر مختلطة من الحزن والكآبة والتوتر مع انتهاء فترة الدراسة والجامعة، ومع تغيّر روتينهم اليومي المعتاد على مدار عدة سنوات، ومواجهتهم لتحديات وتوقعات مختلفة من الأهل والبيئة المحيطة، فما علاقة هذه الفترة الانتقالية بالاكتئاب؟ وهل تستدعي طلب المساعدة أو العلاج؟ هذا ما سنناقشه بالتفصيل فيما يأتي.
محتويات المقال
اكتئاب ما بعد التخرج
يتسبّب اكتئاب ما بعد التخرج بظهور أعراض الاكتئاب على فئة الشباب بعد تخرجهم من الجامعات أو الكليات، وانتقالهم لأدوار مختلفة في المجتمع، ورغم أنّه لا يُصنّف كمرض نفسيّ بشكل رسميّ في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسيّة، إلا أنّه شائع للغاية بين فئة الشباب، الذي يُعانون بالأصل بمقدار الضعف من الاكتئاب -عمومًا- مقارنة بغيرهم من الأفراد. [1][2]
أسباب الإصابة باكتئاب ما بعد التخرج
ثمة العديد من الأسباب التي تُساهم في الشعور باكتئاب ما بعد التخرج، ويُذكر من أبرزها ما يأتي: [3][4]
- التوقعات المرتفعة لحياة ما بعد التخرج، والاصطدام مع الواقع المختلف والحياة الحقيقية بعيدًا عن هذه التوقعات.
- الضغوطات من الفرد نفسه والبيئة المحيطة من عائلة وأصدقاء ومعارف، وما يستفسرون عنه عادةً حول مخططات الطالب بعد التخرج وأهدافه القادمة، ويبدو هذا الضغط أكثر شدّة لدى الطلاب الذين تعوّل عليهم عائلاتهم لمساندة العائلة وتحسين وضعها المعيشي، ولدى الفرد الأول الذي يتخرج من الجامعة في عائلته.
- الضغوطات المالية، الناجمة عن الديون المرتبطة برسوم الدراسة، أو الرغبة في الالتحاق بوظيفة سريعًا لمساندة العائلة في أسرع وقت.
- البطالة، التي تزيد الضغوطات على كاهل الطالب بعد التخرج، إذ أن إصابة الطلاب ممن أعمارهم ما بين 18 و25 عامًا أكثر بمعدّل 3 أضعاف من الأفراد الآخرين.
- التغير الكبير في حياة الطالب، بدءًا من الاختلاف في روتين حياته اليومي، ودائرة معارفه وأصدقائه، ومسؤولياته، وما يترتيب عليه من التزامات مالية، وأدوار جديدة، إلى بلوغ توقعاته وتوقعات أهله ومجتمعه، واختلاف علاقاته الاجتماعية.
- فقدان الدعم الاجتماعي، إذ تمثّل مرحلة ما بعد التخرج الانتقال من مرحلة الشباب ودعم الرفاق والأساتذة والأهل إلى مرحلة البلوغ ومسؤولياتها.
أعراض اكتئاب ما بعد التخرج
يُلاحَظ على الطلاب الذين يُعانون من اكئتاب ما بعد التخرج شعورهم باليأس، وفقد الحماس، والعار، ومواجهة مشاكل في النوم والتفكير، والحزن أو القلق، وقد يتزامن ذلك مع ظهور أعراض الاكتئاب الشهيرة، التي تتمثّل فيما يأتي: [2][5]
- الشعور بالهيجان والغضب.
- العزلة والابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية مع العائلة والأصدقاء.
- الشعور بعدم القيمة.
- الشعور بالإعياء العام.
- المعاناة من أعراض جسدية؛ مثل: اضطرابات المعدة، والصداع.
- الشعور بالوحدة.
- القلق تجاه الأيام القادمة وما تخفيه.
- الخوف الشديد تجاه ما تحمله التوقعات في المستقبل.
- عدم الشعور بالمتعة عند القيام بما اعتاد الفرد على الاستمتاع به.
- فقدان الشهية أو زيادتها على غير المعتاد.
- الشعور بالتوتر الشديد والخمول.
- ضعف التركيز.
- القيام بسلوكيات متهورة.
- مراودة الفرد أفكار بإلحاق الأذى بالنفس أو الانتحار.
علاج اكتئاب ما بعد التخرج
يُمكن اتّباع بعض النصائح والإرشادات الذاتية التي تُساعد الفرد على تخطّي اكتئاب ما بعد التخرج، وفي حال عدم مُلاحظة أي تحسّن أو في الحالات الشديدة فقد يستدعي الأمر اللجوء لعلاجات طبية أُخرى، وفيما يأتي تفصيل لكل منهما على حدة:
- نصائح لتخطي اكتئاب ما بعد التخرج
وتتضمّن مجموعة من الاستراتيجيات والعادات البسيطة، ومنها: [3][6]
- الاستفادة من خدمات الخريجين التي تقدمها بعض الجامعات والكليات للطلبة الخريجين؛ لزيادة فرصهم في سوق العمل؛ مثل: خدمة تعديل السيرة الذاتية، والتدريب على الوظائف.
- تحديد أهداف يُمكن تحقيقها، والالتزام بخطوات الوصول إليها ولو تطلّب ذلك بعض الوقت أو كانت الخطوات صغيرة، وتمضية الوقت الكافي لتحديد هذه الأهداف يضمن واقعيتها وتحقيقها ولو بعد حين.
- التواصل مع الأصدقاء بشكل كافٍ، وتجنّب الانعزال عنهم والاكتفاء بمتابعتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يُمكن الحصول على الدعم المعنوي منهم عبر الدردشة معهم أو الاتصال بهم أو زيارتهم من وقت لآخر.
- الالتزام بنمط حياة صحّي قدر الإمكان، وذلك بتناول الأطعمة الصحية وممارسة بعض التمارين الرياضية والنوم الكافي؛ لمساعدة الجسم على تجاوز مشاعر القلق والاكتئاب.
- الانخراط في أنشطة ذات معنى؛ مثل التطوّع مع الجمعيات الخيرية والمبادرات الشبابية، التي تمنح الفرد شعور الإنجاز وترفع من قيمته أمام ذاته، وذلك إلى حين الحصول على عمل مناسب.
- ممارسة التأمل؛ لمساعدة النفس على الشعور باللحظة والأحاسيس الحالية، والتركيز على ما يجده الفرد في حياته الآن بدلًا من القلق على المستقبل.
- الانخراط في علاقات اجتماعية جديدة، بممارسة هوايات وأنشطة مختلفة، والتعرّف على أصدقاء جدد لتمضية الوقت معهم.
- علاجات اكتئاب ما بعد التخرج
يوصى بمراجعة الطبيب في حال الشعور بأنّ اكتئاب ما بعد التخرّج قد بدأ بالتأثير على حياة الفرد وأنشطته اليومية، وعلاقاته مع عائلته والآخرين من حوله، وتتشابه الخيارات العلاجية له مع علاج الاكتئاب نفسه، إذ تتضمّن واحدًا أو أكثر ممّا يأتي: [1][6]
- العلاج السلوكي المعرفي.
- العلاج النفسي التفاعلي (البين شخصيّ).
- العلاج النفسي الديناميكي.
- العلاج بالقبول والالتزام.
- التربية النفسية والانضمام لمجموعات الدعم.
- العلاج المعرفي القائم على اليقظة الذهنية.
- العلاجات الدوائيّة؛ مثل مضادات الاكتئاب.
- العلاج بالتحفيز المغناطيسيّ للدماغ.
اقرأ أيضًا: أنواع مضادات الاكتئاب واستخداماتها
أعراض تستدعي زيارة الطبيب
في بعض الحالات يستدعي ظهور أعراض معيّنة لاكتئاب ما بعد التخرّج ضرورة زيارة الطبيب في أقرب وقت؛ لارتباطها بحالات شديدة يجب علاجها تجنّبًا لتفاقم الأمور وإلحاق الأذى بالنفس، وذلك في كل من الحالات الآتية: [3][4]
- تكرّر التغيّب عن العمل.
- عدم الاعتناء بالنفس والنظافة الشخصية.
- النوم لساعات أطول أو أقلّ من الحدّ الطبيعي، وبشكل يوميّ.
- استمرار أعراض الاكتئاب لعدة أسابيع أو أشهر.
- مُحاولة الانتحار أو التفكير بذلك.
بإمكانك الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع؛ لمساعدتك على تجاوز اكتئاب ما بعد التخرج في حال كنت تُعاني من أعراضه، وذلك من خلال استراتيجيات وخطة علاجية مناسبة لأجلك.
نصيحة الطبي
يوصى بمراجعة الطبيب في حال الشعور بأيّ من أعراض الاكتئاب عمومًا، أو أعراض اكتئاب ما بعد التخرّج على وجه الخصوص؛ ليُساعدك من خلال خطة علاجية واستراتيجيات مناسبة لأجلك، ويُساهم في حمايتك من أيّ مضاعفات محتملة. يمكنك الآن التحدث مع طبيب معتمد عبر منصة الطبي في أيّ وقت ومن أيّ مكان؛ لتقديم الدعم والرعاية النفسية الأمثل.