تصيب بعض التغيرات والمضاعفات النساء بعد الولادة، منها ما هو مؤقت يحتاج فقط إلى بضعة أسابيع ليعود إلى وضعه الأول، ومنها ما يترك آثاره الدائمة على المرأة ليذكرها بتجربة غنية لا تنسى في حياتها.
يناقش هذا المقال التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة، وهل هو حالة مؤقتة أم دائمة؟ بالإضافة إلى عوامل الخطر التي ترفع من نسب الإصابة به، وطرق العلاج.
يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
محتويات المقال
ما هو التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة؟
تقع الغدة الدرقية في الجزء الأمامي السفلي في الرقبة وتأخذ شكل الفراشة، تساعد هرمونات الغدة الدرقية في عملية الأيض واستخدام الطاقة، مما يحافظ على درجة حرارة الجسم، ويدعم وظائف العضلات، والقلب، والدماغ.
يعد تورم أو انتفاخ الغدة الدرقية بعد الولادة من الحالات النادرة التي تصيب حوالي 5% من النساء بالعام الأول التالي للولادة، وهو حالة مؤقتة لا تدوم.
قد ينتج الالتهاب عن نشاط الغدة الدرقية أي ارتفاع مستويات هرمونات الغدة الدرقية المفرزة في الدم أو خمول الدرقية، مما يعني انخفاض مستوى الهرمونات في الدم، وغالبًا ما تصاب المرأة بنشاط الغدة الدرقية أولًا ثم يليه قصور الغدة الدرقية. (1)
للمزيد: هل يؤثر نشاط أو خمول الغدة الدرقية على الحمل؟
أسباب التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة
قد يهاجم الجهاز المناعي للأم الغدة الدرقية بعد إنجاب الطفل، مما يتسبب في التهاب وتضخم الغدة الدرقية بعد الولادة، ينتج عن ذلك ارتفاع نشاط الغدة الدرقية وإفراز الكثير من هرموناتها وارتفاع نسب تلك الهرمونات في الدم، مما يدفع الأعضاء المختلفة في الجسم إلى العمل بسرعة عالية.
يعقب ذلك بطء إفراز هرمونات الغدة الدرقية وقلة كميتها في الدم، فيعاني الجسم من عدم كفاية هرمونات الغدة الدرقية فيما يسمى بكسل أو خمول الغدة الدرقية، وتعمل أعضاء الجسم ببطء شديد وتلاحظ السيدة أعراضًا مثل البرودة، والخمول، وألم العضلات الشديد.
لا يمكن تحديد سبب التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة بدقة، وهو مشابه لما يحدث عند الإصابة بالتهاب هاشيموتو للغدة الدرقية، وهو التهاب الغدة الدرقية الناتج عن المناعة الذاتية. (2)
عوامل خطر التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة
ترتفع فرص إصابة المرأة بتضخم الغدة الدرقية بعد الولادة في حال توافر عوامل الخطر التالية: (3)
- الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية مثل السكري النوع الأول، والذي يعد من أهم عوامل خطر أو أسباب التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة.
- تاريخ من الإصابة بانتفاخ الغدة الدرقية بعد الولادة.
- الإصابة باضطرابات الغدة الدرقية من قبل الحمل.
- تاريخ عائلي من الإصابة باضطرابات الغدة الدرقية.
- وجود أجسام مضادة للغدة الدرقية، وهو يعتبر أهم عوامل خطر التهاب الغدة الدرقية ما بعد الولادة.
أعراض التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة
تمر المرأة بأعراض متباينة نتيجة الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية ما بعد الولادة، حيث تصاب أولًا بفرط نشاط الدرقية وقد تشعر ببعض الأعراض الخفيفة أو لا تظهر عليها أي أعراض. (4)
ثم تتعافى تمامًا الغدة وتعود لطبيعتها أو يصيبها التعب وتتلف، مما يقلل من كمية إفرازها للهرمونات وتصاب المرأة بخمول الغدة الدرقية، الذي قد يصاحبها بقية حياتها ويحتاج إلى بديل هرموني لتعويض ذلك النقص في إفراز هرمونات الغدة الدرقية.
تختلف أعراض نشاط الغدة الدرقية عن أعراض الخمول، نوضح كلاهما فيما يلي: (4)
- أعراض نشاط الغدة الدرقية:
- العصبية.
- القلق.
- تسارع ضربات القلب.
- فقدان الوزن.
- الشعور بالدفء.
- ضعف التركيز.
- أعراض قصور الغدة الدرقية:
- الإمساك.
- التعب وفقدان الطاقة.
- الإحساس بالبرودة.
- اكتساب الوزن.
- تشنج وضعف العضلات.
- النسيان.
لا تظهر أعراض التهاب أو تورم الغدة الدرقية بعد الولادة إلا بعد عدة أشهر من الإنجاب، ويختلط الأمر على الأم وتظنها من علامات التعافي بعد الولادة، لذا ينصح باستشارة الطبيب للتأكد.
اقرأ أيضًا: أعراض الغدة الدرقية عند النساء، واثرها على الانجاب
علاج التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة
يعمل الطبيب أولًا على التأكد من الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية بعد الولادة عن طريق التشخيص السليم، تشخص اضطرابات الغدة الدرقية عن طريق اختبار مستوى هرمونات الدرقية في الدم، يحدد علاج التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة تبعًا لحالة المرأة، كما يلي: (1)
- أعراض خفيفة لتورم الغدة الدرقية: لا يصف الطبيب علاجًا في تلك الحالة، فغالبًا ما تتحسن دون تدخل دوائي.
- أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية: تعالج المرأة بحاصرات بيتا للحد من شدة الأعراض.
- أعراض خمول الغدة الدرقية: تتناول السيدة بدائل لهرمونات الغدة الدرقية.
نصيحة الطبي
تصاب حوالي 5% من السيدات بالتهاب الغدة الدرقية بعد الولادة، بسبب مهاجمة الجهاز المناعي للغدة الدرقية للأم، يظهر التهاب الغدة الدرقية على شكل فرط نشاط الغدة الدرقية أولًا يعقبه قصور الغدة الدرقية.
يوصى بإجراء اختبار هرمونات الدرقية في الدم بهدف التشخيص وتلقي العلاج المناسب من قبل الطبيب.