يعد الحزام الناري عند الأطفال من الحالات النادرة، حيث يظهر فقط عند الأشخاص الذين سبق أن أصيبوا بالجدري المائي، حيث يظل فيروس الهربس النطاقي المسبب للمرض كامنًا في جسم المريض، إلى أن ينشط في مراحل قادمة من حياة الشخص، لذلك عادة ما يصيب الجدري المائي الأطفال، ويتطور إلى الحزام الناري بعد سن البلوغ.[1]
لكن على الرغم من ذلك يمكن أن يظهر الحزام الناري عند الأطفال أيضًا في بعض الأحيان، لذلك سنتناول في هذا المقال الحديث عن أهم أعراضه عند الأطفال، وأسبابه، وطرق العلاج والوقاية.
محتويات المقال
ما هو الحزام الناري عند الأطفال؟
الحزام الناري أو ما يعرف أيضًا بالقوباء المنطقية هي عدوى تسبب طفح جلدي مؤلم، يتطور عندما يتم إعادة تنشيط الفيروس الهربس النطاقي المسبب للجدري المائي في الجسم، فبمجرد أن يتعافى الشخص من جدري الماء، لا يختفي فيروس الهربس النطاقي تمامًا، لكنه يبقى كامنًا في الجسم، وفي بعض الحالات يمكن إعادة تنشيطه لاحقًا ليسبب القوباء المنطقية.[1]
تحدث معظم هذه الحالات عند البالغين، لكنه حالة لدى الأطفال نادرة، حيث تؤثر على 0.45 فقط من كل 1000 فرد تحت سن 14 عامًا.[1]
أسباب الحزام الناري عند الأطفال
يحدث الحزام الناري كما ذكرنا عند الأطفال الذين أصيبوا من قبل بالجدري المائي، ثم يبقى فيروس الهربس النطاقي كامنًا في الخلايا العصبية، وبعد أشهر أو سنوات، يمكن أن يصبح نشطًا مرة أخرى.[2]
يوجد عدة عوامل تزيد من احتمالية إصابة الطفل بالحزام الناري، تشمل تلك العوامل ما يلي:[2]
- إصابة الطفل بالجدري المائي قبل سن عام واحد.
- إصابة أم الطفل بالجدري المائي في وقت متأخر جدًا من الحمل.
- ضعف جهاز المناعة لدى الطفل نتيجة حالة صحية معينة، أو استخدام أدوية معينة، مثل أدوية علاج السرطان.
يعد الأطفال الذين تلقوا لقاح الجدري المائي أيضًا عرضة للإصابة بالقوباء المنطقية، ولكن قد يكون خطره أقل مما هو عليه بعد الإصابة بجدري الماء، كذلك تكون الأعراض أقل حدة.[2]
أعراض الحزام الناري عند الأطفال
تبدأ أعراض الحزام الناري عند الأطفال بإحساس بالوخز، أو الحكة، أو ألم طعن على الجلد، وبعد عدة أيام، سيصاب الطفل طفح جلدي مؤلمًا ومثيرًا للحكة، يبدأ عادةً كشريط أو رقعة من النقاط البارزة، يمكن أن يظهر الطفح الجلدي في أي مكان، ولكن المناطق الأكثر إصابة هي الوجه أو جانب الجذع، ثم تتحول هذه النقاط إلى بثور صغيرة تمتلئ بالسوائل، ثم تجف وتتقشر على مدى عدة أيام.[1]
يستمر الطفح الجلدي والألم عادة لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 أسابيع، وخلال هذا الوقت، يمكن أن يعاني الأطفال أيضًا من الأعراض التالية:[1]
- الحمى.
- الشعور بقشعريرة.
- الصداع.
يجدر الذكر أنه إذا أصيب الطفل بالحزام الناري وظهرت أعراضه في الوجه، فيجب الحصول على الرعاية الطبية على الفور لمنع انتشار العدوى إلى العينين.[3]
اقرأ أيضًا: أعراض الحزام الناري
كيف يتم تشخيص الحزام الناري عند الأطفال؟
يمكن للطبيب عادةً تشخيص القوباء المنطقية عند الأطفال من خلال فحص الطفح الجلدي، وفي حالات نادرة، قد يحتاج الطبيب لأخذ عينة صغيرة من الجلد المصاب لفحصها في المختبر.[3]
اقرأ أيضًا: الفرق بين الجدري المائي والحزام الناري
علاج الحزام الناري عند الأطفال
يعتمد علاج الحزام الناري عند الأطفال عادة على الأدوية المضادة للفيروسات وأدوية السيطرة على الألم. وتشمل تلك الأدوية ما يلي:[3]
- الأدوية المضادة للفيروسات، مثل الأسيكلوفير أو فالاسيكلوفير: حيث تساعد على تعزيز شفاء الطفح الجلدي، ووقف تكاثر الفيروس، والسيطرة على الألم.
- أدوية علاج الألم، سواء الكريمات، أو البخاخات، أو الرقع الجلدية التي لا تستلزم وصفة طبية، حيث تعمل على المساعدة على السيطرة على الألم، وتخفيف الالتهاب، والتورم، و والاحمرار.
لا يمكن للأدوية تخليص الجسم من الفيروس، لكنها يمكن أن تقلل من احتمالية حدوث مضاعفات، وتساعد على تسريع عملية الشفاء.[3]
يجب الحفاظ على نظافة الجلد عندما يشفى الطفح الجلدي، وذلك من خلال غسله بالماء والصابون المعتدل، ثم وضع كمادات باردة ورطبة على البثور عدة مرات في اليوم لتخفيف الألم والحكة، يمكن أيضًا أن تساعد حمامات الشوفان على تخفيف الألم، وينبغي تغطية الطفح الجلدي لمنع انتشار الفيروس إلى أشخاص آخرين.[3]
اقرأ أيضًا: علاج الحزام الناري
مضاعفات الحزام الناري عند الأطفال
يتعافى الأطفال من الحزام الناري تمامًا في معظم الحالات، لكن يمكن أن تحدث مضاعفات بعض الأحيان، وتشمل أهم هذه المضاعفات ما يلي:
- الإصابة بعدوى بكتيرية في بثور الطفح الجلدي.
- الإصابة بالألم العصبي التالي للهربس، وهو ألم عصبي يمكن أن يستمر لعدة أشهر بعد اختفاء الطفح الجلدي.
تشمل المضاعفات النادرة للحزام الناري عند الأطفال ما يلي:
- شلل في الوجه.
- التهاب السحايا.
- مشكلات في العين.
- الالتهاب الرئوي.
- اضطرابات السمع.
- التهاب الدماغ.
الوقاية من الحزام الناري عند الأطفال
لا توجد طريقة معينة لمنع الإصابة بالحزام الناري عند الأطفال، لكن يمكن أن يساعد لقاح الجدري المائي على تخفيف شدة الأعراض، وجعل الحالة أقل خطورة.
يمكن أن تساعد بعض الطرق على الوقاية من الحزام الناري عند الأطفال، تشمل ما يلي:
- يجب الحصول على لقاح الجدري المائي إذا لم يكن طفلك قد أصيب بالجدري المائي، يوجد لقاح للحزام الناري لكنه يعطى في الغالب لكبار السن، فكلما كان الشخص أكبر سنًا، كلما كان الحزام الناري أكثر خطورة، لكن عادة لا يتأثر الأطفال بشكل خطير بالقوباء المنطقية.
- يجب على الأطفال الذين لا يمكن تغطية طفح القوباء المنطقية لديهم بالكامل عدم الذهاب إلى المدرسة أو مراكز رعاية الأطفال حتى تجف البثور وتجف.
- يجب على الأطفال حديثي الولادة، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وأي شخص ليس لديه مناعة ضد جدري الماء تجنب الاتصال الوثيق مع أي شخص مصاب بالقوباء المنطقية حتى يختفي الطفح الجلدي.
نصيحة من الطبي
يجب استشارة الطبيب على الفور إذا ظهرت أي أعراض للحزام الناري عند الأطفال، والالتزام بطرق العلاج الموصوفة، للتمكن من الشفاء العاجل وتجنب حدوث مضاعفات.