تظهر أعراض ضعف الأعصاب بالتزامن مع الإصابة بأحد أمراض الجهاز العصبي التي تؤدي إلى إعاقة قدرة الأعصاب على توجيه والتحكم بأعضاء الجسم. ومن المُمكن أن تختلف شدّة أعراض اعتلال الأعصاب وطبيعتها بناءً على مدى تأثير هذا المرض على الجهاز العصبي ونوع الأعصاب المتضررة. [1]
وفي المقال التالي سنقوم بتسليط الضوء أعراض وعلامات ضعف الأعصاب بمختلف أنواعها.
محتويات المقال
يتألّف الجهاز العصبي من عدة أنواع من الأعصاب، ولهذا قد تختلف أعراض ضعف الأعصاب حسب نوع الأعصاب المتضررة وهي كما يلي:
أعراض ضعف الأعصاب الذاتية
تُعدّ الأعصاب الذاتية (بالإنجليزية Autonomic Nerves)، أو ما تُعرف بالأعصاب اللاإرادية، مسؤولة عن ضبط الحركات اللاإرادية أو شبه اللاإرادية، مثل: ضغط الدم، وضبط درجة حرارة الجسم، ومعدل ضربات القلب، وعملية الهضم. [1][2]
بالتالي، يُمكن أن يتسبّب وجود أي ضعف في هذه الأعصاب بظهور الأعراض التالية:
اضطرابات الجهاز الهضمي
يُسبّب ضعف الأعصاب الذاتية المتواجدة في الجهاز الهضمي إلى تطوّر العديد من الأعراض والمشكلات التي تؤثر على مختلف أجزاء هذا الجهاز ابتداءً من منطقة البلعوم وحتى فتحة الشرج. ويُمكن أن تتضمن أعراض ضعف الأعصاب في الجهاز الهضمي ما يلي: [2][3][4]
- الإمساك.
- الإسهال، خصوصًا في أوقات المساء.
- التجشؤ.
- انتفاخ البطن.
- صعوبة البلع.
- شلل المعدة، وهي حالة تتمثّل ببطء تفريغ محتويات المعدة، ممّا يُسبّب الغثيان، والقيء، والانتفاخ، وفقدان الشهية. كما يُمكن أن تُسبّب هذه الحالة في تقلب مستويات السكر في الدم بشكل كبير.
- سلسل البراز، وهي حالة تتمثّل بعدم القدرة على التحكم بحركة القولون، ممّا يؤدي إلى خروج البراز من فتحة الشرج بشكل لا إرادي.
اضطرابات القلب والأوعية الدموية
فمن المُمكن أن يؤدي ضعف واعتلال الأعصاب المغذية للقلب والأوعية الدموية إلى ظهور الأعراض والمشكلات الصحية التالية: [1][2][4][5]
- عدم القدرة على الشعور بألم الصدر، مثل: الألم الناتج عن الذبحة الصدرية أو النوبة القلبية.
- انخفاض ضغط الدم بشكل حاد، ممّا يُسبب الشعور بالدوار أو حتى الإغماء خصوصًا عند الوقوف.
- الخفقان وتسارع نبضات القلب وفي بعض الحالات يُمكن أن يحدث تباطؤ في نبضات القلب.
- التعب وعدم تحمّل ممارسة التمارين الرياضية أو أي من نشاطات اليوم المعتادة.
تظهر أو تتفاقم معظم أعراض ضعف الأعصاب المغذية للقلب والأوعية الدموية عند تغيير وضعية الجسم من الاستلقاء أو الجلوس إلى الوقوف. فعند الوقوف، يتجمّع الدم في الساقين، ممّا يتسبّب في انخفاض مؤقت في ضغط الدم، ونتيجةً لذلك تُرسل الأعصاب اللاإرادية إشارات إلى القلب لينبض بشكل أسرع وأقوى، بالإضافة إلى إرسال إشارات إلى الأوردة في الأوعية الدموية لتتقلص ممّا يساعد على رفع ضغط الدم ودفع الدم إلى الأعلى. [4]
وفي حال وجود ضعف في الأعصاب اللاإرادية سيحدث خلل في هذه الاستجابة ممّا يؤدي إلى حدوث الدوخة وغيرها من الأعراض الأخرى عند الوقوف. [4]
اضطرابات التبوّل والوظائف الجنسية
يُمكن أن يُعاني الفرد المُصاب باعتلال وضعف الأعصاب الذاتية من مشاكل في التبوّل ووظائف الجهاز التناسلي، والتي يُمكن أن تشمل ما يلي: [2][3][4]
- سلس البول، وذلك نتيجةً لضعف القدرة على التحكم بالمثانة والشعور بامتلائها.
- صعوبة في التبوّل وإفراغ البول من المثانة.
- زيادة خطر الإصابة بالتهابات المثانة، نتيجة عدم القدرة على افراغ المثانة بالكامل.
- ضعف الانتصاب.
- جفاف المهبل.
- اضطراب في حدوث الإثارة أو النشوة الجنسية.
أعراض أخرى
تتضمّن أعراض ضعف الأعصاب اللاإرادية أيضًا ما يلي: [1][2][3]
- اضطرابات التعرّق، فمن المُمكن أن يعاني الفرد إمّا من فرط التعرّق أو نقصانها.
- جفاف الفم والعيون.
- عدم القدرة على التحكم بدرجة حرارة الجسم.
- بطء معدل التنفس أو التنفس الضحل، وفي بعض الحالات يُمكن أن يحدث انقطاع التنفس خصوصًا أثناء النوم.
- صعوبة الرؤية عند القيادة ليلاً أو عند تشغيل الضوء في غرفة مظلمة، وذلك بسبّب وجود ضعف في الأعصاب التي تغذي حدقة العين، ممّا يُسبّب بطء تكيّف رؤية العينين عند تغيّر مستوى الإضاءة.
أعراض ضعف الأعصاب الحركية
تُرسل الأعصاب الحركية (بالإنجليزية: Motor Nerves) الإشارات العصبية من الدماغ والحبل الشوكي إلى العضلات المسؤولة عن حركة الجسم، ويؤدي وجود ضعف أو اعتلال في هذه الأعصاب إلى معاناة الفرد من الأعراض التالية:
ضعف العضلات
يؤدي ضعف الأعصاب الحركية إلى تأثر العضلات التي تغذيها هذه الأعصاب، ممّا يتسبب بانخفاض قدرة الفرد على إحداث قوة أو ضغط باستخدام هذه العضلات، ونتيجةً لذلك سيعاني الفرد من الآتي: [6][7]
- صعوبة إغلاق أزرار القميص أو التقاط الأشياء الصغيرة.
- صعوبة في صعود السلالم أو النهوض من الكرسي.
- عدم القدرة على فتح العلب والزجاجات.
- عدم القدرة على الكتابة.
- عدم الثبات أثناء المشي، ممّا قد يؤدي إلى السقوط.
كما يُمكن أن يعاني الفرد من مشاكل في التنفس أو البلع، وذلك في حال كان لديه ضعف في العضلات المتواجدة حول منطقة الصدر والحلق. [6]
اضطرابات العضلات الأخرى
يُمكن أن تتضمّن أعراض ضعف الأعصاب الحركية أيضًا معاناة الفرد من أنواع أخرى من اضطرابات العضلات، بما فيها: [2][4][6]
- ارتعاش وتشنج العضلات.
- ضمور العضلات، والذي يتمثّل بفقدان الأنسجة العضلية بسبّب قلة النشاط والحركة.
- شلل العضلات، حيث يُصبح الفرد غير قادر على تحريك العضلة المتأثرة على الإطلاق.
- صعوبة في وضع القدمين بمحاذاة بعضهما أو القيام برفع الجزء الأمامي من القدم.
أعراض ضعف الأعصاب الحسية
تنقل الأعصاب الحسيّة (بالإنجليزية: Sensory Nerves) المعلومات من الجلد والعضلات إلى الدماغ والحبل الشوكي لتتم معالجتها هناك والشعور بالألم أو غيرها من الأحاسيس. وغالبًا ما تتأثر القدمين واليدين أولًا بالاعتلال العصبي الحسي، وإذا لم يتلقى الفرد العلاج في الوقت المناسب، سوف تبدأ الأعراض بالتحرّك تدريجيًا نحو مركز الجسم. [1][6]
ويُمكن أن تتضمّن أعراض الضعف في الأعصاب الحسية ما يلي:
ألم الأعصاب
يتمثّل ألم الأعصاب بشعور الفرد بالألم الحاد أو الحارق، حيث يصفه البعض وكأنّه مثل الشعور عند المشي على الرمال الساخنة. كما يُمكن أن تتضمّن أعراض ضعف الأعصاب الحسية معاناة الفرد من الحساسية المفرطة للأشياء التي لا تُسبب الألم عادةً، ويشمل ذلك الشعور بالألم بمجرد لمس المنطقة المصابة بشكل طفيف، ومن المُمكن أن يحدث الألم العصبي حتى دون قيام الفرد بأي شيء. [6][7][8]
يُمكن أن يحدث الألم المرافق لاعتلال الأعصاب الحسية في مختلف أنحاء الجسم، إلّا أنّه في الغالب يؤثر على اليدين والقدمين. وتزداد حدّة ألم الأعصاب سوءًا أثناء الليل أو عندما يلامس شيء ما الجلد، حتى لو كان شيء خفيف جدًا. [4][7]
التنميل وفقدان الإحساس
من أعراض اعتلال الأعصاب الحسية أيضًا معاناة الفرد من الخدران، والذي يتمثّل بعدم الإحساس باليدين أو القدمين، كما يُمكن أن يؤدي ضعف الأعصاب الحسية إلى فقدان الفرد الإحساس بالأشياء من حوله، ويشمل ذلك عدم الشعور بتغيّر درجة الحرارة من حوله أو عدم القدرة على معرفة ما إذا كان شيء ساخنًا أو باردًا. [7][8]
كما يُمكن أن يفقد الفرد القدرة على الشعور بالألم، خصوصًا في منطقة القدمين. [4][6]
ليس ذلك فقط، فمن المُمكن أن يعاني الفرد من التنميل، والذي يتمثّل بالشعور بوخز الإبر في المنطقة المُصابة من الجسم، والذي يُمكن أن يصفه البعض على أنّه الشعور بالحرقان، أو شيء ما يزحف على الجلد، أو الحكة. [2][4]
أعراض أخرى
يُسبّب اعتلال الأعصاب الحسية أيضًا الأعراض التالية: [1][2][6][7]
- ضعف قدرة الجسم على إدراك موقعه ضمن مساحة معينة.
- صعوبة في تحقيق التوازن وتنسيق حركات الجسم، مثل: المشي، ويحدث ذلك بسبّب عدم وعي المُصاب بمكان المفاصل، والقدمين، والأجزاء الأخرى من الجسم.
- طنين الأذن أو فقدان السمع.
اقرأ أيضًا: تقوية الاعصاب بطرق طبيعية
أعراض ضعف الأعصاب عند الأطفال
من غير الشائع أن يحدث اعتلال وضعف الأعصاب عند الأطفال، وفي حال أصيب الطفل بهذه الحالة، فمن المُمكن أن يكون من الصعب تحديدها وتشخيصها. [9]
أما بالنسبة للأعراض، فغالبًا ما يشكوا الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ست سنوات من أعراض مشابهة للأعراض التي يعاني منها البالغين، مثل: الشعور بالحرقان، أو الحكة، أو الوخز، في حين أنّ أعراض ضعف الأعصاب لا تكون واضحة لدى الأطفال غير القادرين على الكلام أو الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات، ومن المُمكن أن يُظهر هؤلاء الأطفال الأعراض بالطرق التالية: [9]
- عدم الوعي بالألم أو الإصابة.
- الشكوى من عدم الراحة بشكل عام، مع عدم القدرة على تحديد مكان أو المنطقة التي يشعر بعدم الراحة فيها.
- تجنُّب لمس الأشياء.
بشكل عام، يمكن أن يكون الألم الناجم عن الاعتلال العصبي عند الأطفال شديدًا، ويتم وصفه عادةً على أنّه ألم حاد يشبع الطعن أو الإصابة بعيار ناري، كما من المُمكن أن يُعاني الطفل، خصوصًا المراهقين، من مشاعر القلق والاكتئاب وانخفاض جودة الحياة بسبب آلامهم. [9]
نصيحة الطبي
يُنصح بمراجعة الطبيب فور الشعور بأي من أعراض ضعف الأعصاب التي تم ذكرها ضمن المقال والالتزام بتوجيهات الطبيب لتجنُّب تدهور الوضع الصحي وحدوث اضطرابات مزمنة وخطيرة في الجهاز العصبي، كما بإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.