يعد النسيان البسيط من التغيرات الطبيعية التي تطرأ على كبار السن جراء تقدم العمر، إلا أن البعض قد يعاني من مشكلات كبيرة في الذاكرة وضعف القدرات المعرفية إلى درجة تتداخل مع حياته اليومية، وهو ما قد يشير احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر. يساهم التعرف على علامات الزهايمر المبكرة في التفرقة بينه وبين العلامات الطبيعية لتقدم السن، ومن ثم تلقي العلاج المناسب لتأخير تقدم الأعراض قدر الإمكان. [1][2][3]
تعرف في هذا المقال على أعراض الزهايمر المبكرة والتغيرات التي تظهر على الشخص على المستوى العقلي والسلوكي.
محتويات المقال
علامات الزهايمر المبكرة
لا تقتصر علامات الزهايمر المبكرة على كثرة النسيان وبدء فقدان الذاكرة فحسب، فهناك عدة أعراض أخرى تظهر على مريض الزهايمر مثل ضعف التفكير المنطقي، وصعوبة التواصل، والتغيرات المزاجية والسلوكية، وقد يبدأ الشخص في ملاحظة هذه التغيرات على نفسه، كما يلاحظها أفراد أسرته عليه. [4][5]
نوضح فيما يلي 10 علامات تحذيرية لمرض الزهايمر:
كثرة النسيان وصعوبة التذكر
يعد نسيان الأحداث القريبة أول أعراض الزهايمر، حيث يبدأ المريض في فقدان الذاكرة قصيرة المدى ما يجعله يواجه العديد من التحديات، منها: [2]
- صعوبة تذكر الأحداث الأخيرة.
- الحاجة إلى تدوين ملاحظات والاعتماد عليها بشكل كبير للتذكر على غير العادة.
- السؤال عن معلومة أو حدث معين مرارًا وتكرارًا.
- صعوبة تعلم شيء جديد.
جدير بالذكر أن نسيان الفرد لبعض الأشياء أحيانًا مثل مكان وضع المفاتيح أو عدم القدرة على تذكر معلومة أو حدث معين ثم تذكره لاحقًا يعد أمرًا طبيعيًا، ولكن في حالة مرض الزهايمر يكون النسيان بصفة متكررة وملحوظة على غير العادة مع صعوبة استرجاع الأحداث. [2][4]
صعوبة التخطيط وحل المشكلات
تظهر علامات الزهايمر المبكرة أيضًا في عدم قدرة الشخص على اتباع خطة معينة أو التعامل مع الأشياء المليئة بالتفاصيل التي تحتاج إلى تركيز عالٍ، فعلى سبيل المثال قد يواجه مريض الزهايمر الآتي: [1][3]
- صعوبة إجراء المهام التي تستدعي التركيز، مثل المعاملات الحسابية وحساب المصروفات الشهرية، وكذلك المعاناة من مشكلة في تذكر مواعيد سداد الفواتير وغيرها من الالتزامات المالية.
- صعوبة القيام بالمهام التي تحتاج إلى اتباع خطوات معينة، مثل تحضير أنواع مأكولات قد اعتاد على تحضيرها في السابق.
- استغراق وقت أطول من المعتاد للقيام بالمهام المألوفة، مثل إعداد فنجان قهوة.
سوء تقدير المواقف
يعد من علامات الزهايمر المبكرة التي تلاحظ على المريض سوء تقديره للموقف وعدم القدرة على اتخاذ قرارات صائبة، فمثلًا قد نجد أن الشخص يتعرض للخداع والاحتيال في المعاملات المالية وغيرها بصفة متكررة، أو يرتدي ملابس غير مناسبة للطقس الحالي. [4]
بالإضافة إلى ذلك، قد يبدأ الشخص في إهمال الاهتمام بنظافته الشخصية، حيث يفقد القدرة على استيعاب أنه بحاجة إلى الاعتناء بنظافته. [2]
اقرأ أيضًا: أعراض الزهايمر.. النسيان ليس العرض الوحيد
صعوبة أداء المهام اليومية المألوفة
تتضمن أعراض الزهايمر الأولى مواجهة صعوبة في إتمام المهام اليومية الروتينية التي اعتاد الشخص على القيام بها بكل سهولة ودون تفكير ولم يسبق له مواجهة أي صعوبة فيها. [3]
فيمكن أن تظهر علامات بداية مرض الزهايمر في صورة تكرار حدوث الأمور الآتية: [3][4][6]
- صعوبة في الوصول إلى البقالة القريبة من المنزل أو العودة.
- صعوبة القيام بمهمة اعتاد الشخص على فعلها سنوات طويلة، مثل استخدام الكمبيوتر أو قيادة السيارة، وفي نهاية المطاف ومع تقدم المرض قد ينسى المريض كيفية الاستحمام أو ارتداء الملابس.
- عدم استطاعة القيام بمهمة في العمل رغم المعرفة المسبقة بها.
غياب القدرة على تمييز الزمان والمكان
يعتبر فقدان القدرة على إدراك الفرد لمكانه أو الزمن الحالى أحد علامات الزهايمر المبكرة، ويشمل ذلك الآتي: [2][6]
- عدم استيعاب الشخص للوقت الذي نعيش فيه، مثل السنة الحالية أو الفصل.
- عدم إدراك الشخص فجأة سبب وجوده في مكان معين، فلا يستطيع معرفة كيف ولماذا وصل إلى هذا المكان.
- الضياع عند الخروج من المنزل حتى في الأماكن المألوفة، مثل الحي الذي يعيش فيه.
يعد مواجهة الشخص لمثل هذه المواقف بصفة متكررة من أبرز أعراض الزهايمر في بدايته، وقد يتطور المرض إلى الحد الذي يفقد فيه الشخص إدراكه لمرور الزمن إلى درجة يعتقد فيها أنه أصغر من عمره الحقيقي. [4]
اقرأ أيضًا: عادات تزيد من احتمالية الإصابة بالزهايمر
ضعف الفهم البصري والمكاني
تظهر أعراض مرض الزهايمر المبكرة أيضًا في مواجهة الفرد مشكلة في تقدير المسافات، والتمييز بين الألوان، بل وقد يعاني من صعوبة في القراءة، تنعكس هذه الأمور سلبًا على حياة الشخص فيصعب عليه القيادة وأداء الأنشطة اليومية الأخرى بسلاسة. [3]
مشكلات في التواصل اللفظي والكتابي
قد تتضمن علامات الزهايمر المبكرة صعوبة التواصل وتبادل الحديث مع الآخرين، وعادة ما يظهر ذلك في صورة: [2][4][6]
- عدم القدرة على استحضار المصطلح أو المرادف الصحيح أثناء الكلام، أو وصف الأشياء بدلًا من ذكر اسمها، مثل قول الشيء الذي نتصل به على الناس بدلًا من الهاتف المحمول.
- التوقف فجأة أثناء التحدث ومواجهة صعوبة في استكمال الحديث.
- عدم الرغبة في التواصل اللفظي مع الآخرين لصعوبة تنظيم الأفكار.
- تكرار نفس الكلام عدة مرات.
- ضعف القدرة على التعبير عن النفس وفهم الآخرين.
- مواجهة مشكلات في الكتابة.
فقدان الأشياء
يحدث أن يفقد مريض الزهايمر الكثير من أغراضه الشخصية نتيجة وضعها في أماكن غريبة غير المعتادة ويعد ذلك أحد أعراض الزهايمر الأولية والتي قد يلاحظها من حوله، فنجد أن الشخص قد يضع ساعته في الثلاجة، ومن ثم يبدأ البحث عنها في مكانها المعتاد فلا يجدها، كما أنه لا يستطيع الرجوع لتتبع خطواته والعثور عليها، بل ويمكن أن يصل الأمر مع تقدم المرض وتفاقم الأعراض إلى اتهام الآخرين بالسرقة. [1]
اقرأ أيضًا: ما هي طرق علاج مرض الزهايمر؟
تغيرات الشخصية والمزاج
يمكن أن تظهر علامات الزهايمر المبكرة في صورة تغيرات مزاجية، إذ يصبح الشخص أكثر عصبية وينفعل على أبسط الأمور، وقد يشعر في كثير من الأحيان بالقلق والخوف، وربما الاكتئاب. [1][2]
قد تتغير أيضًا تصرفات مريض الزهايمر مع من حوله من أفراد أسرته وأصدقائه فيُظهر قلة الثقة والشك فيهم. [3]
الانسحاب الاجتماعي
تشمل أعراض الزهايمر في البداية انسحاب الشخص من الأنشطة الاجتماعية لما يواجهه من صعوبة في التعامل مع هذه المواقف، كما أنه قد يفقد الاهتمام بالأنشطة المحببة إليه، ويظهر ذلك في الآتي: [1][3]
- عدم الرغبة في الذهاب إلى العمل.
- قلة الاهتمام بالتجمعات العائلية أو قضاء الوقت مع الأصدقاء.
- قلة الرغبة في ممارسة هوايته المفضلة.
- قضاء معظم الوقت في المنزل في مشاهدة التلفزيون أو النوم.
نصيحة الطبي
تتعدد علامات الزهايمر المبكرة ولا تقتصر على مشكلات الذاكرة، بل قد يعاني الشخص أيضًا من صعوبة أداء المهام المألوفة، وسوء تقدير المواقف، وضعف القدرة على التخطيط والتواصل، وعلامات أخرى. ينبغي في حال ظهور أي من هذه العلامات على الشخص أو ملاحظتها على أحد أفراد أسرته مراجعة الطبيب في أقرب وقت، كما يمكنك استشارة طبيب مختص من طاقم الطبي على مدار الساعة للرد عن كافة استفساراتك عن مرض الزهايمر.
اقرأ أيضًا: تعرف على طرق الوقاية من الزهايمر