انتشر مؤخرًا الحديث عن فوائد إبر الجلوتاثيون في الحصول على بشرة صحية ومشرقة، إلّا أنّ دورها لم يقتصر على صحة وجمال البشرة فحسب وإنّما تعدّى ذلك ليصل إلى الحفاظ على صحة وسلامة الجسم وحمايته من الإصابة بالعديد من الأمراض والمشكلات الصحية، ويعود ذلك بشكل أساسي لقدرة الجلوتاثيون على محاربة الجذور الحرة وآثارها السلبية. [1]
وفي المقال التالي، سنتعرّف على أهم فوائد واستخدامات إبر الجلوتاثيون، بالإضافة إلى الآثار الجانبية والمحاذير المرتبطة باستخدامها.
محتويات المقال
إبر الجلوتاثيون
يتم إنتاج الجلوتاثيون (بالإنجليزية: Glutathione) بشكل طبيعي في الكبد، وهي مادة تتكوّن من 3 أنواع من الأحماض الأمينية، وهي السيستين، والجلايسن، وحمض الجلوتاميك. كما تحتوي بعض أنواع من الخضار والفواكه على الجلوتاثيون، مثل: القرع، والبصل، والثوم، والبقدونس، والأفوكادو، والخيار، والهليون. [1][2]
تكمُن أهمية الجلوتاثيون بكونه أحد أنواع المركبات مضادات الأكسدة وهي عبارة عن مجموعة من المركبات تساعد في التخلص من الجذور الحرة والسموم المتراكمة في الجسم بسبب تناول الأدوية والتعرّض للملوثات البيئية. [1][2]
كما أنّه يعمل على تعزيز دور جهاز المناعة ويساهم في الحفاظ على صحة الجسم من خلال دوره في تعزيز عملية إصلاح الخلايا التالفة وبناء خلايا جديدة. علاوة على ذلك يساهم الجلوتاثيون في حماية الجهاز الهضمي وتعزيز عمليات الأيض في الجسم. [3][4]
وبالرغم من أنّ الجلوتاثيون ينتج طبيعيًا في الجسم، إلّا أنّه لا بدّ من الحصول عليه من مصادر خارجية، كاستخدام إبر الجلوتاثيون، في حال انخفضت مستوياته داخل الجسم. ومن المُمكن أن تتسبّب إحدى العوامل التالية في نقصان كمية الجلوتاثيون المنتجة طبيعيًا: [1][4]
- التقدّم بالسنّ.
- تناول الطعام غير الصحي.
- قلة ممارسة الأنشطة الرياضية.
- شُرب الكحول.
- التعرّض للتوتر والقلق.
- تناول بعض أنواع الأدوية.
- الإصابة ببعض الأمراض والمشكلات الصحية، مثل:
- ضعف جهاز المناعة.
- مرض السكري من النوع الثاني.
- مرض الباركنسون.
- التهاب الكبد.
- التليّف الكيسي.
- السرطان.
تُعطى إبر الجلوتاثيون بالوريد أو بالعضل، حيث أنّها تتميّز بكونها أكثر فعالية في تعزيز مستويات مضادات الأكسدة مقارنةً بإعطائها عن طريق الفم، وذلك لأنّ بعض الفوائد لهذه المادة يُمكن أن تُفقد نتيجة الهضم داخل الجهاز الهضمي. [3][5]
فوائد إبر الجلوتاثيون
تتضمّن فوائد واستخدامات إبر الجلوتاثيون ما يلي:
زيادة نضارة البشرة
لعلّ أشهر الاستخدامات لإبرة الجلوتاثيون هو استخدامها للحفاظ على صحة البشرة واستعادة نضارتها، حيث تساهم الجذور الحرة في ظهور مختلف أنواع مشكلات البشرة، بما في ذلك آثار حب الشباب، والتصبغات الجلدية، والتجاعيد، والنمش. وهنا تكمن أهمية إبر الجلوتاثيون لما تمتلكه من خصائص مضادة للأكسدة والتي تساعد في التخلص من الجذور الحرة ومنع آثارها السلبية على البشرة. [4][5]
كما يُمكن أن تعود فوائد إبر الجلوتاثيون في الحفاظ على نضارة البشرة إلى امتلاكها الخصائص التالية: [3][4][5]
- إصلاح الخلايا التالفة وبناء خلايا وأنسجة جديدة وإزالة خلايا الجلد الميتة، وهو أمرٌ ضروريٌ لزيادة توهّج البشرة، حيث يؤدي تراكم الخلايا الميتة إلى تشتيت الضوء وإعطاء مظهر باهت ومتعَب للبشرة.
- توحيد لون البشرة والتخلص من التصبغات الجلدية، وذلك من خلال دورها في ثبيط عمل إنزيم التايروسين المسؤول بشكل أساسي عن ظهور تصبغات الجلد.
- التقليل من ظهور الحبوب والبثرات في البشرة.
- زيادة الكولاجين وتحسين مرونة البشرة.
علاوةً على ذلك تُظهر إبر الجلوتاثيون نتائج مُبشّرة في تحسين مظهر البشرة لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض الصدفية. فبناءً على دراسة صغيرة نشرت عام 2013 في مجلة الأمراض الجلدية السريرية والتجميلية، تبيّن أن إعطاء 20 غرام من بروتين مصل اللبن كمكمل غذائي عن طريق الفم يوميًا لمدة ثلاثة أشهر يُمكن أن يُحسّن من حالة الصدفية مع أو بدون علاج إضافي. وقد ثبت سابقًا أن بروتين مصل اللبن يزيد من مستويات الجلوتاثيون في الجسم. [3][6]
ويجب التنويه إلى أنّ تتجدّد خلايا الجسم، بما فيها خلايا البشرة، يحدث كل 28 يوم وهذا ما ينعكس بشكل إيجابي على صحة وإشراقة البشرة، بينما تتراجع عملية تجدد الخلايا مع التقدّم في السنّ، إذ تستغرق قرابة 45 يومًا لدى الأشخاص في الأربعينات من عمرهم، وكل ما تقدم الفرد بالسنّ تستغرق عملية تجدد الخلايا وقتًا أطول، وهذا ما يوضح أهمية إبر الجلوتاثيون في تعزيز عملية تجدد الخلايا للحفاظ على بشرة نضرة وصحية. [5]
الحفاظ على صحة الدماغ
يُلاحظ نقص مستوى الجلوتاثيون عند الأشخاص المصابين بمرض باركنسون والزهايمر، ولذلك يُمكن أن تساهم إبر الجلوتاثيون في تحسن الحالة الصحية لهم والحدّ من تدهورها. [3]
وقد بيّنت دراسة صغيرة أجريت عام 1996 على عدد من المصابين بمرض باركنسون غير المُعالج والذي لا يزال في المراحل الأولى أنّ تلقي إبر الجلوتاثيون بجرعات عالية تصل إلى 600 ملغ بمعدل مرتين يوميًا لمدة 30 يوم له دور كبير في تحسّن الحالة الصحية لديهم لمدة 2 - 4 شهور من تلقي آخر جرعة من إبر الجلوتاثيون. وفي دراسة أخرى نُشرت عام 2002، تبيّن أنّ حقن الجلوتاثيون عبر الوريد يُمكن أن يُخفف من أعراض مرض باركنسون، مثل: الرعاش والتصلب. [2][6][7]
علاوة على ذلك، يُمكن أن تساهم إبر الجلوتاثيون في تحسين حالة الدماغ الضبابية والتي تُسبّب النسيان لدى الشخص. [4]
تقليل الوزن
يُمكن أن تساهم إبر الجلوتاثيون في تخفيف الوزن لدى الأشخاص، وذلك من خلال دورها في تنشيط عمليات الأيض في الجسم، وبالتالي زيادة معدل حرق الدهون وتقليل فرص تراكمها، إلى جانب مساهمة إبر الجلوتاثيون في زيادة بناء عضلات الجسم. [4][6]
كما يظهر دور إبر الجلوتاثيون جليًا في تقليل الوزن من خلال دوره في التخلص من الجذور الحرة المتراكمة داخل الجسم، إذ يُسبّب تراكمها في زيادة الإصابة بالالتهابات وتثبيط عمليات الأيض. [4]
تقليل الإجهاد التأكسدي
يُمكن الإصابة بالإجهاد التأكسدي عند ارتفاع نسب الجذور الحرة في الجسم مقارنةً بنسب مضادات الأكسدة، ولهذا تساهم إبر الجلوتاثيون في تعزيز مستوى مضادات الأكسدة في الجسم وتقليل تأثير الجذور الحرة، الأمر الذي يُقلل خطر الإصابة بالإجهاد التأكسدي. [3][6]
ونتيجةً لذلك، يُمكن أن تتضمّن فوائد إبر الجلوتاثيون تقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض التي يتسبّب الإجهاد التأكسدي في زيادة إحتمالية الإصابة بها، ومن هذه الأمراض ما يلي: [3][6]
- السرطان.
- السكري.
- التهاب المفاصل.
- مقاومة الأنسولين.
علاج مرض الكبد الدهني
يُسبّب نقصان مستوى مضادات الأكسدة في الجسم أيضًا تلف خلايا الكبد، ممّا يزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني. وبما أنّ إبر الجلوتاثيون تزوّد الجسم بجرعة من مضادات الأكسدة فإنّها تعمل على حماية خلايا الكبد من التلف وبناء خلايا جديدة، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بأمراض الكبد. [3][6]
وقد أشارت دراسة قديمة نشرت عام 1994 إلى أنّ إعطاء إبر الجلوتاثيون بجرعات عالية يساهم في علاج مرض الكبد الدهني، حيث أظهر المشاركون في الدراسة أيضًا انخفاضًا في مادة المالونديالدهيد (بالإنجليزية: Malondialdehyde)، وهي إحدى المؤشرات التي يدُل ارتفاعها على وجود تلف في خلايا الكبد. [3][6]
فوائد أخرى
يُمكن أن تتضمّن فوائد إبرة الجلوتاثيون أيضًا ما يلي: [3][4][6][7]
- تعزيز صحة جهاز المناعة، وبالتالي حماية ووقاية الجسم من الإصابة بالأمراض.
- التخلص من السموم المتراكمة في الكبد، والرئة، والأمعاء، والكلى، وذلك من خلال تحويل السموم الدهنية والمعادن الثقيلة إلى مواد ذائبة في الماء ليسهُل طرحها خارج الجسم مع البول.
- إمداد الجسم بالطاقة لتسهيل ممارسة الأنشطة البدنية وتقليل الشعور بالتعب أثناء تأديتها.
- تحسين مقاومة الإنسولين وزيادة معدلات حرق الدهون لدى الأشخاص المصابين بهذه الحالة.
- تحسين جودة النوم.
- رفع الخصوبة لدى الرجال.
- تقليل أعراض أمراض الجهاز التنفسي، مثل: الربو والتليّف الكيسي.
- تحسين تدّفق الدورة الدموية في الشرايين الطرفية الأمر الذي يُساعد على تقليل الألم وتحسين الحركة لدى المرضى المصابين بأمراض الشرايين الطرفية.
- التقليل من الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي.
جرعة إبر الجلوتاثيون
تختلف جرعة إبر الجلوتاثيون من شخص لآخر، وذلك بناءً على العوامل التالية: [2][7]
- دواعي الاستخدام.
- عمر الشخص وجنسه.
- الصحة العامة للشخص وتاريخه الطبي.
لذا، لابدّ من استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة من هذه الإبر بالإضافة إلى تحديد معدل تكرار أخذها. [2][7]
كما يجدر التنويه إلى اختلاف المدة اللازمة لظهور الأثر الإيجابي لإبر الجلوتاثيون، إذ تعتمد على النظام المتبع في تلقي الإبر، وعمليات الأيض، والوضع الصحي بشكل عام للشخص. إلّا أنّه في الغالب تظهر النتائج الإيجابية لها بعد 3 أسابيع من بدء تلقيها. [2]
الآثار الجانبية لإبر الجلوتاثيون
يُمكن أن تظهر بعض الآثار الجانبية بعد تلقي إبر الجلوتاثيون، خصوصًا إذا زادت الجرعة عن 5 غرامات، كما تزداد شدّة الأعراض الجانبية كلما زادت الجرعة عن الحدّ المسموح. ومن الآثار الجانبية التي يُمكن أن تتسبّب بها إبرة الجلوتاثيون ما يلي: [2][3][5]
- الطفح الجلدي.
- القشعريرة.
- الإسهال.
- الغثيان.
- الصداع.
- انتفاخ البطن.
- ظهور أعراض سمية على الجهاز العصبي، والبولي، والكبد.
وفي حال ظهور كدمة بعد تلقي إبر الجلوتاثيون، يُمكن للشخص وضع كمادات ماء بارد على المنطقة لمدة 10 - 20 دقيقة. كما يُمكن تناول أحد مسكنات الألم لتخفيف الشعور بالآثار الجانبية الخاصة بإبرة الجلوتاثيون. [2]
محاذير استخدام إبر الجلوتاثيون
يجدر التنويه لضرورة استشارة الطبيب بخصوص جرعة إبرة الجلوتاثيون والتقيّد بالجرعات الموصوفة، حيث أنّ تجاوز الحدّ المسموح به من الجلوتاثيون يُمكن أن يُسبّب الفشل الكلوي أو تسمم الدم، كما يُمكن أن يُسبّب فيتامين C المضاف عادةً إلى إبر الجلوتاثيون في تشكُّل حصى الكلى. [5]
كما يرتبط إعطاء إبر الجلوتاثيون الوريدية بزيادة خطر حدوث السمية الكبدية الشديدة القابلة للعكس في حال تم إعطائها بجرعة 1200 ملغ يوميًا لمدة شهر واحد. [1]
إضافةً لذلك، يُمكن الإصابة بمتلازمة ستيفنز جونسون ( بالإنجليزية: Stevens-Johnson Syndrome) عند استخدام إبر الجلوتاثيون لتبيض البشرة. كما يُمكن أن يحدث رد فعل تحسسي من الجسم عند تلقي إبر الجلوتاثيون المتمثّل بالشعور بحكة، أو تهيّج، أو احمرار في منطقة حقن الإبرة. [3][5]
وقد أشارت مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية إلى ضرورة التأكد من المحتويات المضافة لإبر الجلوتاثيون، حيث حذّرت من التأثير السلبي لتلك المواد على صحة وسلامة البشرة. ومن المهم استخدام إبر الجلوتاثيون فقط في حال قام الطبيب بوصفها وشرائها فقط من الصيدليات الموثوقة. كما يجب تلقيها على أيدي مختصين وخبراء لتجنُّب حدوث رد فعل تحسسي من الجسم. [3][6]
نصيحة الطبي
يُنصح باستخدام إبر الجلوتاثيون للحفاظ على صحة الجسم ووقايته من الأمراض إضافةً لدورها في إكساب البشرة مظهرًا مشرقًا وشبابيًا. لكن يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل البدء بتلقي إبر الجلوتاثيون لتحديد الجرعة المناسبة منها.
وبإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للحصول على المزيد من المعلومات الخاصة بفوائد إبر الجلوتاثيون وكيفية استخدامها.