الحصين أو قرن آمون (بالانجليزية: Hippocampus) هو جزء معقد من الدماغ ويعتبر من أكثر الأجزاء في الدماغ التي تمت دراستها، فهو معروف لدى العلماء منذ أكثر من 4 قرون.
يوجد الحصين داخل أحد أقسام الدماغ ويسمى بالفص الصدغي (بالإنجليزية: Temporal Lobe)، هذا الجزء المعقد من الدماغ المسمى بالحصين يلعب دوراً أساسياً في التعلم والذاكرة، على الرغم من ذلك يتميز بكونه تركبياً هشاً ويمكن أن يتعرض للضرر بسبب مجموعة مختلفة من المؤثرات. كما أن تعرضه للضرر ينشأ عنه مجموعة مختلفة من الاضطرابات العصبية والنفسية.
ينقسم الدماغ إلى أربعة أقسام أساسية يطلق على كل قسم منه إسم الفص الدماغي، وتشمل هذه الأقسام الفص الأمامي الذي يقع في مقدمة الرأس، والفص الجداري والفص الصدغي اللذين يقعان على جانبي الرأس، والفص القذالي الذي يقع في الجزء الخلفي من الرأس.
تشكل هذه الفصوص المنطقة الطرفية من الدماغ، بينما يقع في المنتصف النظام البطيني، والحصين، والغدة النخامية، وغيرها من التراكيب الدماغية.
اسم الحصين هو اسم يوناني قديم، ويعني سرج الحصان، هذه التسمية جاءت لأن الحصين يشبه في شكله سرج الحصان حيث يكون على شكل حرف S.
يستقر الحصين على الجزء الداخلي من الفص الصدغي، ويعتبر جزءاً من النظام الحوفي (بالانجليزية: Limbic System) وهو مجموعة معقدة من الهياكل التي تقع على جانبي المهاد، والتي تقع تحت المخ مباشرة. ويشمل النظام الحوفي: منطقة تحت المهاد، الحصين، اللوزة، والعديد من المناطق القريبة الأخرى.
يوصف النظام الحوفي بأنه العقل الأولي، أي هو العقل الأولي الموجود داخل الدماغ، وهو المكان الذي يهتم بكل من العمليات التالية في الدماغ: الشعور بالجوع، والشهية، والمزاج، والذاكرة، والإحساس بالمتعة، والرغبة، والشعور بالألم، وغيرها.
يقع الحصين في الجزء الخلفي من النظام الحوفي، ويبلغ حجمه في الإنسان البالغ 3-3.5 سنتيمتر مكعب، أي أن حجمه أقل ب 100 مرة من حجم قشرة الدماغ.
يقسم الحصين إلى 3 اقسام أساسية وهي الرأس، والجسم، والذيل.
يتغذى الحصين من الشريان الدماغي الخلفي ويصب الدم بعد تغذيته للحصين في الوريد القاعدي.
الحصين هو جزء أولي في الدماغ لذلك يختلف من الناحية التشريحية والفسيولوجية عن القشرة الدماغية، حيث يوجد خلايا مختلفة في طبقات الحصين، وبالتالي تم دراستها على نطاق واسع كجزء مهم من الدماغ لدراسة وظائف الأعضاء العصبية. فقد تم اكتشاف الركيزة العصبية للذاكرة، والمعروفة أيضًا باسم تقوية الذاكرة على المدى الطويل لأول مرة في هذه المنطقة، لذلك تعتبر منطقة الحصين من المناطق المهمة جداً في الدماغ.
يتكون الحصين من أجزاء مختلفة، يختص كل جزء منها بوظيفة معينة، لكن الحصين بشكل متكامل يشكل منطقة مهمة لملاحظة، وتسجيل، وتكوين الذكريات في الدماغ.
بالإضافة إلى ذلك، فالحصين مسؤول أيضاً عن عملية يومية مهمة يحتاج لها الإنسان وهي "الاحتفاظ بالذاكرة"، فعلى سبيل المثال، عندما يقوم المعلم بشرح الدرس ويرن الهاتف المحمول خلال الدرس، ينقطع المعلم عن الشرح لفترة من الزمن، ولكن منطقة الحصين مسؤولة عن الاحتفاظ بآخر معلومة قالها المعلم ليستطيع استرجاعها بسهولة ويكمل الشرح بشكل مسترسل بعدها.
يلعب الحصين إضافة إلى ما سبق دوراً مهماً في كل من:
يلعب الحصين أيضًا دورًا في ربط وتثبيت الذكريات أثناء النوم، حيث تشير الدراسات المنشورة في عام 2004 إلى أن نشاط الحصين الأكبر أثناء النوم بعد تلقي نوع من التدريب أو تعلم شيء جديد يؤدي إلى ذاكرة أفضل للمعلومات التي تم تلقيها في اليوم التالي. لا يعني ذلك أن الحصين هو مكان لتخزين المعلومات ولكنه يلعب دوراً مهماً في ربط المعلومات وتكوين ذاكرة مترابطة عنها قبل نقلها ليتم تخزينها في مراكز الذاكرة طويلة المدى في الدماغ.
يتصف الحصين بأنه جزء حساس جداً من الدماغ، فهو معرض للانكماش والتلف بسبب تغيرات عديدة، ومن هذه التغيرات التوتر المزمن، وارتفاع مستوى جلايكورتيكود وهو أحد أنواع الكورتيزون.
تؤثر هذه العوامل على حجم الحصين، كما أنها تغير من الترابط العصبي الموجود بداخله. هذه التغيرات تؤدي إلى ضعف واضطرابات في الذاكرة، مثل ما يحدث في مرض الزهايمر.
فيما يلي بعض الحالات الشائعة التي تم فيها ملاحظة وتوثيق ضمور الحصين:
ضمور منطقة الحصين في الدماغ هو واحدة من أكثر المميزات التي يتصف بها مرض الزهايمر، حيث أنها أول منطقة تتضرر في مرض الزهايمر في الدماغ وأكثرها تضرراً.
نشأت بسبب ذلك فرضية انفصال القشرة عن الحصين، والتي تفترض أنه في حال كان الحصين هو أول منطقة متضررة في الزهايمر، فإنه يحدث انقطاع في التواصل بين المنطقتين، مما يؤدي إلى فشل تسجيل المعلومات الصادرة عن الحصين.
يظهر ضمور الحصين في جميع المرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر ولكن بنسب مختلفة، فالاشخاص الذين يعانون من ضعف بسيط في الإدراك يوجد لديهم ضمور في حجم الحصين بنسبة 10-15%، ومرضى الزهايمر في المرحلة الأولى أو المبكرة يقل حجم الحصين لديهم بنسبة تصل إلى 30%، أما في الحالات المتوسطة من مرض الزهايمر فإن الضمور في الحصين يصل إلى 50%.
وجدت بعض الدراسات أن ضمور الحصين يرتبط بشكل مباشر مع المدة الزمنية التي يعاني منها الشخص من الاكتئاب، وكلما زادت هذه المدة زاد الضمور، وتعتقد بعض الأبحاث أن تأثير الاكتئاب على ضمور منطقة الحصين يستمر حتى في حال امتثال المريض للشفاء.
يعد ضمور الحصين أحد أكثر النتائج المشاهدة الموجودة في التصوير بالرنين المغناطيسي لمرضى الفصام، ولكن الضمور الذي يصاحب الفصام يكون أقل حدة من الذي يصاحب مرض الزهايمر.
مرضى الصرع الذين يعانون من الصرع نتيجة لمشكلة في الفص الصدغي (صرع الفص الصدغي)، أجريت دراسات عليهم بعد الوفاة، وتبين أن 50% إلى 75% يعانون وجود تصلب في منطقة الحصين. على الرغم من ذلك فإنه من غير الواضح إذا كان الصرع يتولد نتيجة تصلب الحصين أو أن النوبات المتكررة هي التي تسبب تلف الحصين.
ارتبط مؤخراً ارتفاع ضغط الدم في التسبب بضمور الحصين، فارتفاع ضغط الدم يرتبط بإنِقطاع التروية الدموية، والجلطات، والسكتات الدماغية، إضافة إلى احتمالية حدوث نقص التروية لِمنطقة الحصين نتيجة ارتفاع الضغط وانخفاضه غير المنتظم، هذه التغيرات جميعها تجعل منطقة حساسة وهشة مثل الحصين أكثر احتمالية للتعرض للضرر والضمور.
ضمور الحصين يرتبط بحدوث وتطور مرض الزهايمر، فقد وجدت الدراسات أن العديد من مرضى الزهايمر عانوا من ارتفاع في ضغط الدم لعقود قبل إصابتهم بمرض الزهايمر.
يمكن أن تتضرر منطقة الحصين نتيجة التأثير المباشر للتعرض لإصابة، أو نتيجة ارتفاع الكورتيزون المصاحب لرد فعل الجسم عند تعرضه لأزمة حادة مثل حادث سيارة أو فقدان الوعي نتيجة السقوط، ترتبط هذه الحوادث الشديدة بارتفاع مستوى الكورتيزون في الجسم.
ينعكس تأثير ممارسة الرياضة بانتظام على صحة الجسم بشكل عام، ولكن أثبتت الدراسات الحديثة وجود تفسيرات واعدة لتأثير ممارسة الرياضة البدنية على تحسن الذاكرة، حيث يمكن أن ينقل التمرين البدني تأثيرًا وقائيًا ضد التدهور المعرفي الذي يصاحب مرحلة الشيخوخة ومرض الزهايمر.
في حين أن الآثار الطويلة المدى لتعزيز الصحة والوقاية من تدهور الذاكرة الناتجة من التمرينات الرياضية مشجعة وواعدة، إلا أنه ما زالت آلية تأثير الرياضة على ليونة الأعصاب والأوعية الدموية في الدماغ غير واضحة، فيمكن أن تؤثر الرياضة على مسار الشيخوخة الطبيعي فتعدل من خطورة تيبس الأوعية الدموية الذي يحدث بشكل طبيعي نتيجة التقدم في العمر. أو يمكن أن تعزز الرياضة الوظائف العقلية من خلال التغيرات في عمليات الأيض.
ولكن التأثيرات المشجعة هي أن تحسن وظيفة الحصين بسبب ممارسة الرياضة البدنية ينعكس على أجزاء أخرى من الدماغ وبالتالي الوقاية من تدهور الوظائف الدماغية بشكل عام عند التقدم في العمر إلى جانب الوقاية من تراجع الذاكرة. بالطبع يعتمد هذا التحسن على مدة ممارسة الرياضة، وشدة الرياضة البدنية.
Kuljeet Singh Anand and Vikas Dhikav. Hippocampus in health and disease: An overview. Retrieved on the 6th of November, 2019, from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3548359/#!po=13.4615 Kendra Cherry. Hippocampus Role in the Limbic System. Retrieved on the 6th of November, 2019, from https://www.verywellmind.com/what-is-the-hippocampus-2795231 James A. Bisby Neil Burgess. Spatial memory. Retrieved on the 6th of November, 2019, from https://www.britannica.com/science/spatial-memory Danielle Dresden. What is the hippocampus?. Retrieved on the 6th of November, 2019, from https://www.medicalnewstoday.com/articles/313295.php#current_research Emrah Duzel, Henriette van Praag, Michael Sendtner. Can physical exercise in old age improve memory and hippocampal function?. Retrieved on the 6th of November, 2019, from
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.