ارتفاع انزيمات الكبد وانخفاضها

يعتبر الكبد (بالإنجليزية: Liver) من الأعضاء المهمة في الجسم؛ إذ يقوم بالتخلص من سموم الجسم، وتكوين البروتينات، وعلى وجه الخصوص، البروتينات المسؤولة عن تخثر الدم. كما أنه يعمل على امتصاص الأدوية والعناصر الغذائية، ويساعد على تخزين الدهون والفيتامينات والكوليسترول. يساعد الكبد في التحكم بمستويات السكر والجلوكوز في الجسم.

إن إنزيمات الكبد (بالإنجليزية: Liver Enzymes) هي بروتينات يتم إفرازها من الكبد بكميات قليلة في الوضع الطبيعي، والتي تساعد على تسريع العمليات الحيوية في الجسم، وتحويل الطعام إلى طاقة.

انواع انزيمات الكبد

أنزيمات الكبد ومعدلات انزيمات الكبد الطبيعية هي:

• انزيم ناقلة أمين الألانين (بالإنجليزية: Alanine Aminotransaminase ALT)، والقيمة الطبيعية لإنزيم الكبد ناقلة أمين الألانين تتراوح ما بين 7-56 وحدة لكل لتر.
• انزيم ناقلة أمين الأسبارتات (بالإنجليزية: Aspartate Aminotransferase AST)، والقيمة الطبيعية لإنزيم الكبد ناقلة أمين الأسبارتات تتراوح ما بين 5-40 وحدة لكل لتر. يتم إفراز إنزيم ناقلة أمين الأسبارتات من الكبد، كما يتم إفرازه من العضلات والكليتين والقلب وغيرها من الأعضاء ولكن بكميات قليلة.
• انزيم الفوسفاتيز القلوي (بالإنجليزية: Alkaline Phosphatase ALP)، والقيمة الطبيعية لإنزيم الفوسفاتيز القلوي تتراوح ما بين 44-147 وحدة لكل لتر.
• انزيم ناقلة الببتيد جاما- جلوتامايل (بالإنجليزية: Gamma-Glutamyl Transpeptidase GGT)، والقيمة الطبيعية لإنزيم ناقلة الببتيد جاما- جلوتامايل تتراوح ما بين 9-48 وحدة لكل لتر.

حصول أي خلل في وظيفة الكبد يؤدي إلى ارتفاع انزيمات الكبد في الدم، وظهور الأعراض المصاحبة لذلك.

ارتفاع انزيمات الكبد

تعد قيمة إنزيمات الكبد مرتفعة عندما تكون أعلى بمرتين أو 3 مرات من المعدل الطبيعي، وكلما كانت القيمة أعلى فإن ذلك يدل على زيادة شدة المرض.

يكون ارتفاع إنزيمات الكبد نتيجة لالتهاب الكبد أو تلف في خلاياه، حيث أن خلايا الكبد المصابة تسبب إفراز الإنزيمات إلى الدورة الدموية بكميات أكبر من المعتاد، وارتفاعها في اختبار وظائف الكبد.

يعد ارتفاع إنزيمات الكبد حالة غير مهددة للحياة، لكن ارتفاع إنزيمات ALT وAST تتطلب الرعاية الطبية الفورية، لذلك من الضروري معرفة أسباب ارتفاع الإنزيمات الكبدية وعلاجه. وغالباً ما يكون ارتفاع هذه الإنزيمات مؤقت وقليل، وتنخفض في حال علاج المسبب.

قد يكون ارتفاع إنزيمات الكبد ارتفاع حاد ومؤقت، وقد يكون ارتفاع مزمن، ويعتمد ذلك على المشكلة المسببة له.

إن إنزيم الكبد ALT يتواجد في الدم قبل ظهور العلامات والأعراض المصاحبة لمسبب ارتفاع إنزيمات الكبد.

انخفاض انزيمات الكبد

قد يشير انخفاض إنزيمات الكبد إلى وجود اختلال وظيفي في الكبد.

• إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT): ويكون نقصانه غالباً؛ على عكس ارتفاعه، لا يدل على مشكلة في الكبد.
• إنزيم ناقلة أمين الأسبارتات (AST): ويكون نقصانه غالباً؛ على عكس ارتفاعه، لا يدل على مشكلة في الكبد.
• إنزيم الفوسفاتيز القلوي (ALP): يعد نقص الفوسفاتيز (بالإنجليزية: Hypophosphatasia) مرض وراثي يؤثرعلى تطور العظام والأسنان. كما أن مرض ويلسون (بالإنجليزية: Wilson Disease)، ونقص البروتين، وسوء التغذية تسبب انخفاض إنتاج إنزيم ALP.
• إنزيم ناقلة الببتيد جاما- جلوتامايل (GGT): عادة ينخفض مستوى هذا الإنزيم عند تناول حبوب تنظيم الحمل ودواء كلوفيبرات (بالإنجليزية: Clofibrate).

أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد

من أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد ما يلي:

• مرض الكبد الدهني غير الكحولي: تصيب الأفراد الذين لا يتناولون الكحول أو يتناولونه بكميات قليلة جداً، ويحدث بسبب تراكم الدهون المخزنة في الكبد. ومن أسباب الإصابة به السمنة أو الإصابة بمرض السكري، ويعد سبب ارتفاع انزيمات الكبد الأكثر شيوعاً والمسبب الأول.
• التهاب الكبد أ الحاد (بالإنجليزية: Acute Hepatitis A).
• التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B).
• التهاب الكبد سي (بالإنجليزية: Hepatitis C).
• الإصابة بمتلازمة الأيض (بالإنجليزية: Metabolic Syndrome).
• مرض الكبد الكحولي، والذي يكون نتيجة تناول كميات كبيرة من الكحول.
• تشمع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis).
• الإصابة بالوحيدات العدوائية (بالإنجليزية: Mononucleosis)، وهو عدوى فيروسية حادة، يسببها فيروس ابشتاين بار، وتنتقل عن طريق اللعاب.
• الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا (بالإنجليزية: Cytomegalovirus)، وهو عدوى فيروسية حادة، تنتقل عن طريق سوائل الجسم مثل الدم، اللعاب، البول، السائل المنوي وحليب الأم.
• الإصابة ببعض الاضطرابات الوراثية، مثل مرض ويلسون؛ الذي يكون نتيجة تراكم النحاس في الجسم قبل الولادة مسبباً التهاب الكبد.
• الإصابة بداء ترسب الأصبغة الدموية (بالإنجليزية: Hemochromatosis)، وذلك عند امتصاص الجسم كميات عالية من الحديد وتراكمه في الجسم.
• التسمم الدوائي أو الجرعة الزائدة من الباراسيتامول.
• تناول بعض الأدوية قد يسبب ارتفاع في إنزيمات الكبد، مثل دواء الديكلوفيناك (بالإنجليزية: Diclofenac)، والأدوية المخفضة للكوليسترول، وبعض الأدوية المضادة للفطريات، مثل دواء الفلوكونازول (بالإنجليزية: Fluconazol)، وبعض أدوية الاضطرابات المزاجية والصرع.
• رتق القناة الصفراوية (بالإنجليزية: Biliary Atresia)، وهي حالة عدم تطور ممرات العصارة الصفراوية من الكبد إلى الأمعاء.
• أمراض المناعية الذاتية في الكبد، وهي حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي أنسجة الكبد.
• التهاب الكبد الفيروسي.
• غيرها من المسببات الأقل شيوعاً، مثل الإصابة بسرطان الكبد، أو التهاب الدم (بالإنجليزية: Sepsis).

اعراض ارتفاع انزيمات الكبد

إن ارتفاع إنزيمات الكبد بحد ذاته لا يسبب أي أعراض، ولكن الأعراض المصاحبة تكون نتيجة المشكلة المسببة لارتفاع الإنزيمات، وتختلف الأعراض باختلاف المسبب، وفي بعض الحالات قد لا تظهر أعراض على المريض.

من أعراض ارتفاع إنزيمات الكبد ما يلي:

• اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، وهو اصفرار الجلد و العين.
• لون البول الغامق.
• براز بلون الطين.
• الإرهاق.
• ألم في الجزء الأيمن من البطن.
• ألم في العضلات والمفاصل.
• حكة في الجلد.
• تراكم السوائل في البطن.
• نزيف معوي.
• ارتفاع درجة حرارة الجسم.
• فقدان الوزن، نتيجة فقدان الشهية.
• الغثيان والقيء.
• قد يظهر الكبد والطحال بشكل أكبر من المعتاد.
• فقدان في الرغبة الجنسية.
• الارتباك، وعدم القدرة على التركيز.

اعراض ارتفاع انزيمات الكبد للحامل

من الطبيعي ارتفاع إنزيمات الكبد عند المرأة الحامل، ولكن في حالات الارتفاع الشديد، فإن ذلك يكون نتيجة للإصابة بأمراض في الكبد.

من أمراض الكبد التي تحدث أثناء الحمل:

• القيء الحملي المفرط (بالإنجليزية: Hyperemesis Gravidarum)، ويظهر بأعراض مثل الغثيان والقيء المفرط، الجفاف الحاد وفقدان الوزن.
• الركود الصفراوي داخل الكبد (بالإنجليزية: Intrahepatic cholestasis)، ويسبب عدم إفراز الأحماض الصفراوية في الكبد، وارتفاع إنزيمات الكبد، وأعراضه تتمثل في حكة في باطن اليد، تحدث عادة في النصف الثاني من الحمل وعادةً ما يزول بعد الولادة.
• تسمم الحمل (بالإنجليزية: Preeclampsia)، وهو أحد مضاعفات الحمل التي تهدد سلامة الجنين ونموه الطبيعي، ويحدث في النصف الثاني من الحمل، وتتمثل أعراضه في ارتفاع ضغط الدم، والانتفاخ ووجود البروتين في البول.
• تراكم الدهون في الكبد، أو الإصابة بمتلازمة HELLP والتي تتمثل بتحلل الدم، وارتفاع أنزيمات الكبد، وقلة الصفائح الدموية. يتوجب إخبار الطبيب في حال الإصابة بإحدى هذه الحالات، غالباً ما يستلزم إجراء الولادة المبكرة.

اعراض انخفاض انزيمات الكبد

غالباً لايشعر المريض بأي أعراض عند انخفاض إنزيمات الكبد، أو أنها تكون بسيطة وخفيفة ولا يشعر بها المريض. من أعراض انخفاض إنزيمات الكبد:

• ارتفاع درجة حرارة الجسم.
• انتفاخ البطن.
• الشعور بالألم عند لمس البطن في منطقة الكبد.
• فقدان الشهية.
• غثيان وقيء.
• انخفاض الوزن.
• تضخم الطحال.

كيف يتم تشخيص ارتفاع انزيمات الكبد وانخفاضها؟

يطلب الطبيب إجراء فحص الدم، وفحص وظائف الكبد وتحليل إنزيمات الكبد، وذلك بقياس نسب إنزيمي الALT و ال AST في الدم بشكل أساسي، لتشخيص أمراض الكبد.

عند إجراء فحص وظائف الكبد، يجب الصيام لمدة 8 إلى 12 ساعة قبل إجراء الفحص، نظراً إلى أن بعض الأطعمة والأدوية على مستويات إنزيمات الكبد.

قد يتم إجراء فحوصات أخرى مثل CT scan وMRI، وذلك ليتعرف الطبيب على سبب ارتفاع أو انخفاض أنزيمات الكبد.

علاج ارتفاع انزيمات الكبد

يعتمد علاج ارتفاع إنزيمات الكبد على الحالة المرضية المسببة لذلك. لذلك يجب مراجعة الطبيب المختص لمعرفة سبب الارتفاع في أنزيمات الكبد، وبالتالي إعطاء العلاج المناسب.

علاج ارتفاع انزيمات الكبد عن طريق تغيير نمط الحياة

يمكن علاج ارتفاع أنزيمات الكبد بالطرق الطبيعية، مثل:

• الامتناع عن شرب الكحول كلياً، حيث أن الكحول يؤدي إلى الإصابة بأمراض الكبد، مثل تشمع الكبد والتهاب الكبد الكحولي.
• تقليل الوزن، حيث أن السمنة تعتبر من العوامل الخطرة المسببة لتشمع أو تليف الكبد، والذي يؤدي الى ارتفاع أنزيمات الكبد.
• اتباع نظام غذائي صحي ومعتدل، من خلال تقليل تناول الأطعمة الغنية بالبروتين، وزيادة الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، وتجنب الأملاح؛ وذلك لتفادي احتباس السوائل في الجسم.
• ممارسة الرياضة.
• إذا كان المسبب لارتفاع إنزيمات الكبد الإصابة بمتلازمة الأيض، يجب تنظيم مستويات السكر في الدم، والحد من التوتر. كما ينصح بممارسة رياضة اليوجا، والتأمل، كونها تساعد في التخفيف من التوتر.
• إذا كان المسبب لارتفاع إنزيمات الكبد الإصابة بالتهاب الكبد الحاد، يجب شرب كميات كافية من الماء، والحصول على قسط كافٍ من الراحة.

علاج ارتفاع انزيمات الكبد بالأدوية

بعد تشخيص المسبب لارتفاع إنزيمات الكبد، قد يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية لعلاج المسبب، من الأدوية التي قد يتم وصفها في حالات ارتفاع إنزيمات الكبد:

• دواء الكورتيكوستيرود والبنتوكسيفيلين (بالإنجليزية: pentoxifylline)، والتي تعمل على تخفيف الالتهاب في الكبد.
• حامض أورسوديوكسيكوليك (بالإنجليزية: Ursodeoxycholic acid)، والذي يبطىء تطور مرض تشمع الكبد الأولي.
• مضادات الفيروس، التي يتم وصفها غالباً في حالات التهاب الكبد، والتي تعمل على تقليل أنزيمات الكبد المرتفعة بسبب التهاب الكبد.
• مدرات البول، وذلك للتخلص من السوائل المتراكمة في الجسم.
• المضادات الحيوية، ويتم وصفها في حالات تشمع الكبد ومشاكل الكبد نتيجة الإصابة بعدوى.

في بعض الحالات الخطرة والمزمنة، قد يكون من الضروري إجراء عملية نقل وزراعة كبد جديد.

علاج انخفاض أنزيمات الكبد

على المريض تغيير نمط الحياة، للمساعدة في تعديل مستويات أنزيمات الكبد وعلاج انخفاض أنزيمات الكبد، مثل ممارسة الرياضة، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف قليلة السعرات الحرارية والدهون المشبعة، وتجنب الكحول، وتجنب الأطعمة عالية السكر، ومراقبة الحالات المرضية مثل السكري وارتفاع الدهنيات.

مضاعفات ارتفاع انزيمات الكبد وانخفاضها

إن ارتفاع إنزيمات الكبد يدل على مشكلة صحية في الكبد والتي قد تكون خطيرة، لذلك يجب اكتشاف المسبب لها بشكل سريع وعلاجه، وذلك للحد من بعض المضاعفات.

قد يعاني الأطفال الذي يعانون من الارتفاع المزمن في أنزيمات الكبد من ارتفاع ضغط الدم البابي (بالإنجليزية: Portal hypertension)، وهو ارتفاع ضغط دم الوريد المؤدي إلى الكبد، مسبباً انتفاخ البطن ونزيف في المريء.

كما وقد يؤدي ارتفاع إنزيمات الكبد إلى اعتلال الدماغ الكبدي (بالإنجليزية: Liver Encephalopathy)، الذي يسبب الإرتباك، وعدم القدرة على التركيز، وفقدان الوعي والغيبوبة.