الفصام هو اضطراب في الصحة العقلية يتميز بتفكك الإدراك والأفكار. قد تشمل الأعراض الأوهام، الهلوسة والضعف في القدرات الإدراكية.
علاج الفصام يكون أكثر فعالية إذا تمكن الأطباء من تشخيص الحالة مبكراً. في الوقت الحالي لا يمكن للأخصائيين تشخيص انفصام الشخصية حتى يصاب الفرد بأول حادثة ذهانية، عند إذ قد يتغير سلوك الفرد بشكل كبير، وقد يفقد بعض جوانب الواقع.
في الآونة الأخيرة قرر فريق من الباحثين النظر بالتفصيل في أنماط النشاط العصبي، على أمل أن يتمكنوا من تحديد كيفية توصيل أجزاء من الدماغ التي قد تتنبأ بظهور المرض.
قبل أن يواجه شخص ما أول حادثة ذهانية يمكن أن تكون هناك تغييرات طفيفة في طريقة تفكيرهم.على سبيل المثال قد يغيرون مواضيع الحديث بشكل مفاجئ، أو يجيبون عن الأسئلة بإجابات ليس لها علاقة بالموضوع.
مع ذلك، فإن حوالي 1 من كل 4 أشخاص يظهرون هذه الأعراض يطورون مرض انفصام الشخصية. لذلك أراد الباحثون إيجاد طريقة أكثر دقة للتنبؤ بمن سيطور الحالة.
خطوات الدراسة
حدد الباحثون 158 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 13 و34 عامًا وكان هؤلاء الأشخاص قد ظهرت عليهم الأعراض المبكرة التي تتنبأ في كثير من الأحيان بانفصام الشخصية. كما قاموا أيضًا بتحليل 93 مشاركًا في مجموعة المراقبة الذين لم يظهروا مثل هذا السلوك.
باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، ركزت الدراسة على التشابكات في حالة الراحة والتي هي عبارة عن التفاعلات بين مناطق الدماغ التي تحدث عندما يكون الشخص في حالة راحة وغير مشارك في أي مهام معرفية.
- تم فحص كل مشارك بالرنين المغناطيسي ثم تلقى فحصًا لاحقًا بعد عام واحد.
- في عام واحد تم تشخيص 23 شخص من بين 158 شخصًا معرضين لخطر انفصام الشخصية بمرض انفصام الشخصية.
- من خلال فحص 23 شخص ومقارنتهم مع المشاركين الآخرين، تمكن فريق البحث من تحديد الأنماط التي حدثت فقط في هؤلاء الأفراد.
- كانت منطقة الدماغ التي لفتت انتباه الباحثين هي منطقة التلفظ الصدغي العلوي. تحتوي هذه المنطقة من الدماغ على القشرة السمعية الأولية وهي مهمة لمعالجة الأصوات. عادة ما يتصل بالمناطق التي تشارك في التحكم في المحركات والإدراك الحسي.
- في المشاركين الذين لديهم نوبات ذهانية، كان اتصال التلفيف الصدغي العلوي بشكل مختلف، مع وجود ارتباط أكثر قوة مع المناطق الحوفية والتي تعتبر مهمة لمعالجة العواطف.
يعتقد الباحثون أن هذا قد يساعد في تفسير الهلوسة السمعية (على سبيل المثال الأصوات التي تسمع الشائعة لدى الأشخاص المصابين بالفصام).
فائدة الدراسة
يأمل العلماء أنه إذا كان اكتشاف هذه التغيرات الطفيفة في التواصل بين مناطق الدماغ أمرًا ممكنًا في عمر مبكر فقد يساعد ذلك على التنبؤ بمن هم الأشخاص الأكثر عرضة للخطر. وكلما تم فهم طبيعة هذه التغييرات كلما زاد الأمل في عكسها.
يقوم الباحثون بدراسات مماثلة، وينظرون إلى مجموعة أفراد أصغر سنًا. كما يقومون بإجراء المزيد من التحاليل حول عمليات فحص الدماغ التي استخدموها في التجربة الحالية بحثًا عن اختلافات إضافية في اتصالات المادة البيضاء.
على الرغم من أن هذا العمل في مهده، يمكن أن تكون الفوائد كبيرة بالنسبة لأولئك المعرضين لخطر كبير لتطوير مرض انفصام الشخصية.