وجدت دراسة حديثة أجريت في أستراليا أن حبة دواء مركبة تحتوي على 4 أدوية مخفضة لضغط الدم كانت أكثر فاعلية من العلاج الأحادي في العلاج الأولي لارتفاع ضغط الدم.
وقد احتوت الحبة المركبة، والتي تأتي على شكل كبسولات، على ربع الجرعات الاعتيادية من الأدوية التالية:
- إربيزارتان.
- أملوديبين.
- إنداباميد.
- بيزوبرولول.
وتتوافق استراتيجية الحبة الرباعية مع أحدث إرشادات المجلس الأوروبي لضغط الدم (بالإنجليزية: ESC / European Society of Hypertension) لعام 2018، والتي توصي ببدء العلاج الخافض للضغط بأكثر من دواء واحد.
وقد افترض الباحثون أن العلاج الأولي الخافض للضغط بحبوب مركبة تحتوي على ربع جرعة من كل دواء سيقلل من الآثار الجانبية لكل دواء لوحده، ويزيد من خفض ضغط الدم، ويتغلب على هذه العوائق والمخاوف العلاجية.
تفاصيل الدراسة
تم اختيار 591 بالغاً مصاباً بارتفاع ضغط الدم عشوائياً من المرضى الذين يزورون عيادات الأطباء في أستراليا من يونيو 2017 حتى أغسطس 2020.
وكان المرضى الذين تم اختيارهم إما لا يتلقون أي دواء خافض للضغط وكان لديهم قياس ضغط من 140/90 إلى 179/109 ملم زئبق، أو قياس ضغط في عيادة الطبيب أثناء النهار> 135/95 ملم زئبق. أو كانوا يتلقون علاجاً أحادياً لخفض ضغط الدم وكان ضغط الدم لديهم من 130/ 85 إلى 179/109 مم زئبق، أو في عيادة الطبيب أثناء النهار> 125/80 مم زئبق. وقد دخل المرضى الذين كانوا يأخذون العلاج الخافض للضغط فترة نقاهة للتخلص من آثار دواء الضغط السابق قبل بدء التجربة.
وقد قام الباحثون باختيار 291 مشاركاً بشكل عشوائي في المجموعة الضابطة لتلقي 150 مجم من دواء إربيزارتان يومياً. وتلقى بقية المشاركون الآخرون جرعة يومية من الحبة المركبة التي تحتوي على:
- 37.5 مجم إربيسارتان.
- 1.25 مجم أملوديبين.
- 0.625 مجم إنداباميد.
- 2.5 مجم بيسوبرولول.
وكان لدى المرضى في كلا المجموعتين خصائص أساسية مماثلة، حيث كان متوسط أعمارهم 58 سنة، وكان 40٪ منهم من النساء، و 82٪ من البيض. كما كان لديهم أيضاً متوسط مؤشر كتلة جسم يبلغ 31 كجم / م 2. وكان حوالي 8٪ منهم مدخنين حاليين، وحوالي 54٪ كانوا لا يتناولون دواءً مخفضاً لضغط الدم.
وقد قام المشاركون بزيارات لعيادة الطبيب في بداية الدراسة، وبعد 6 أسابيع، وبعد 12 أسبوعاً، وإذا استمروا في الدراسة كانوا يقومون بزيارة بعد 26 أسبوعاً وبعد 52 أسبوعاً.
وإذا كان ضغط دم المريض> 140/90 مجم ، كان يمكن للأطباء إضافة دواء آخر، بدءاً من أملوديبين 5 مجم. وبعد 12 أسبوعاً، احتاج 15٪ من المرضى في المجموعة العلاجية، و 40٪ في المجموعة الضابطة إلى إضافة الدواء.
نتائج الدراسة
انخفضت النتيجة الأولية (وهي متوسط ضغط الدم في عيادة الطبيب عند 12 أسبوعاً) من 142/86 ملم زئبق إلى 120/71 ملم زئبق في المرضى الذين تلقوا الحبة المركبة بشكل يومي. وانخفضت القراءات من 140/ 83 مم زئبق إلى 127/79 مم زئبق في المرضى الذين تلقوا جرعة يومية كاملة من دواء إربيزارتان (بالإنجليزية: Irbesartan) لوحده.
كما أن الوقت اللازم للتحكم في ضغط الدم كان أقصر في المرضى الذين تلقوا الحبة الرباعية مقابل العلاج الأحادي.
كما قال الباحثون أنه بعد 12 شهراً، كان 81٪ من المرضى الذين عولجوا بالحبة المركبة لديهم تحكم في ضغط الدم (أقل من 140/90 ملم زئبق) مقابل 62٪ من المرضى الذين عولجوا بالعلاج الأحادي.
ولم تكن هناك فروق ذات دلالة إحصائية في الآثار الجانبية، والتي كانت في الغالب الدوخة، أو تقلصات العضلات، أو مشاكل الجهاز الهضمي، أو الصداع، أو الشكاوى العضلية الهيكلية.
وفي الأسبوع 12، كان هناك 7 آثار سلبية خطيرة في مجموعة العلاج مقابل 3 في المجموعة الضابطة. وكان هناك 12 حالة انسحاب من الدراسة في مجموعة العلاج مقابل 7 في المجموعة الضابطة.
الخلاصة
تؤكد هذه الدراسة على الفوائد المحتملة، وبساطة استخدام مزيج من الأدوية المخفضة لضغط الدم بجرعات منخفضة.
كما تشير نتائج الدراسة إلى أنه حتى في أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولى، فإنه يمكن تقليل ضغط الدم بدرجة كبيرة من خلال هذا النهج البسيط، مقارنة بالعلاج المعتاد، حتى وإن تم رفع جرعات العلاج المعتاد أو تم إضافة دواء آخر.
وفي حال الحفاظ على ضغط الدم منخفضاً، فمن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى انخفاض بنسبة 15٪ إلى 20٪ في أمراض القلب، والسكتة الدماغية، وفشل القلب.
ومع هذه النتائج الواعدة، لا زال الباحثون بانتظار نتائج المرحلة القادمة من هذه الدراسة، والتي يفترض أن تشمل عدداً أكبر من المرضى، وتكون مدة المراقبة فيها أطول لتأكيد النتائج.