يتناول معظمنا العلكة أو اللبان بشكل شبه يومي، وذلك بهدف الحفاظ على رائحة الفم منعشة أو لإزالة التوتر وتحسين التركيز، كما يمكن أن يقوم البعض بتناول اللبان لأهداف وفوائد أخرى، والتي تستطيع معرفتها من خلال هذا المقال الذي يتحدث عن فوائد اللبان بالتفصيل، بالإضافة إلى أضرار مضغ اللبان بكثرة.

قديمًا، كانت العلكة تصنع من نسغ بعض الأشجار، كأشجار الصنوبر أو أشجار المانيلكارا شيكل (بالإنجليزية: Manilkara Chicle)، لكن، وفي أيامنا هذه يتم تصنيع العلكة من المطاط الصناعي، والذي تضاف إليه العديد من المواد المضافة، مثل النكهات، والمحليات، والألوان، والمواد الحافظة. [1]

فوائد اللبان

يمكن أن تتضمن فوائد علك اللبان ما يلي:

تقليل التوتر

تعد إحدى فوائد العلكة المشهورة مساعدتها على التقليل من التوتر، فوفقًا لدراسة صغيرة أجريت عام 2012 على عدد من طلاب الجامعات، وجد أن القيام بمضغ العلكة لمدة أسبوعين يمكن أن يقلل من مشاعر التوتر لدى المشاركين، خصوصًا التوتر الناجم عن زيادة زيادة العبء الأكاديمي. [1]

ومن الممكن أن تعود هذه الفائدة من فوائد مضغ العلكة لمساهمتها في التقليل من مستويات هرمونات التوتر، مثل هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol). بالإضافة إلى أن تركيز الفرد على القيام بالمضغ يمكن أن يشتت تفكيره ويبعده عن الأفكار السلبية. [1،2]

زيادة التركيز

يمكن أن يتسبب مضغ العلكة خلال الدراسة أو أداء مهمة معينة بتشتيت الانتباه في بداية الأمر، لكن، ومع الاستمرار بالمضغ، يمكن أن تساعد العلكة على زيادة التركيز. كما من الممكن أن يساعد مضغ العلكة أثناء أداء المهام على تحسين مختلف وظائف الدماغ، بما في ذلك زيادة الانتباه، وتنشيط الذاكرة، وزيادة القدرة على الفهم وصنع القرار. [1،3]

ويمكن الاستفادة من فوائد اللبان للتركيز من أجل زيادة الانتباه أثناء قيادة السيارة والتغلب على الغفوة أثناء القيادة أو خلال تأدية العمل. [1،2]

ومن الممكن أن ترجع هذه الفائدة من فوائد مضغ العلكة لمساهمتها في زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، فضلًا عن مساهمتها في تقليل مستويات التوتر والقلق لدى الفرد. [1،3]

ولكن، يجب التنويه إلى أن فوائد مضغ اللبان على الذاكرة والتركيز تدوم فقط أثناء مضغ العلكة، ولهذا من الممكن أن يحتاج الفرد إلى الاستمرار بمضغ اللبان طوال فترة الدراسة أو أداء المهام الأخرى. [1]

إزالة رائحة الفم الكريهة

إضافة لاحتوائها على العديد من المنكهات والروائح التي تساهم في تعطير الفم، يمكن أن يساعد مضغ العلكة على التخلص من رائحة الفم الكريهة بفضل مساهمتها في زيادة تدفق اللعاب وجعل الفم أكثر رطوبة، حيث يتسبب جفاف الفم بزيادة تكاثر البكتيريا السيئة، والتي تتسبب بانبعاث رائحة كريهة من الفم. [2]

اقرأ أيضًا: معلومات تهمك للتخلص من رائحة الفم الكريهة

دعم صحة اللثة والأسنان

لا تقتصر فوائد اللبان للفم على إزالة الرائحة الكريهة للفم، وإنما يمكن أن تساعد على حماية الأسنان من التسوس، فمضغ اللبان يعمل على تحفيز إفراز اللعاب من الغدد اللعابية، والذي سيساهم بغسل الأسنان واللثة وإزالة السكريات أو جزيئات الطعام العالقة ما بين الأسنان، وهذا بدوره يمكن أن يقلل من الإصابة بالتسوس، بالإضافة إلى التقليل من تراكم طبقة البلاك على الأسنان. [1،2]

لكن، وللاستفادة من فوائد اللبان لمنع تسوس الأسنان، فإنه ينصح دائمًا بتناول العلكة الخالية من السكر، وذلك لمساهمة السكر في تغذية البكتيريا السيئة المتواجدة في الفم، والتي يمكن أن تلحق الضرر بالأسنان. [1]

كذلك من الممكن أن ينصح الفرد بمضغ العلكة المحلاة بالإكسيليتول (بالإنجليزية: Xylitol) من أجل تقليل تسوس الأسنان، وذلك لأن الإكسيليتول يمكن أن يمنع نمو البكتيريا التي تسبب تسوس الأسنان ورائحة الفم الكريهة، كما يمكن أن يقلل من كمية البكتيريا السيئة المتواجدة في الفم بنسبة تصل إلى 75%. [1]

تقليل حموضة المعدة

تتضمن فوائد اللبان بعد الأكل أيضًا التقليل من أعراض ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء، والذي يتسبب بإحساس حارق في الصدر ويترك طعم حامض ومر في الفم. [2]

ويعود ذلك أيضًا لمساهمة مضغ اللبان في تحفيز تدفق اللعاب داخل الفم، الأمر الذي يجعل الفرد يقوم ببلع ريقه بشكل متكرر، وهذا ما يحسن من أعراض حموضة المعدة. [2]

تقليل الغثيان

قد يقوم البعض بمضغ اللبان عند شعوره بالغثيان نتيجة لوجود اضطرابات في المعدة أو معاناته من دوار الحركة، فمن الممكن أن يساعد مضغ اللبان على زيادة اللعاب الذي يمتلك درجة حموضة عالية والذي ينتقل إلى أسفل المعدة، ويعمل على التقليل من حموضة المعدة وما يرتبط بها من الشعور بالغثيان. [2]

ويمكن تعزيز فوائد اللبان للغثيان من خلال مضغ علكة النعناع الخالية من السكر أو علكة الزنجبيل، حيث يعتبر كل من النعناع والزنجبيل من العوامل الطبيعية المضادة للقيء والغثيان. [2]

الحفاظ على مستويات السكر

يمكن أن يساعد مضغ العلكة على تحفيز إفراز هرمون الإنسولين، وهذا بدوره يمكن أن يساهم في الحفاظ على مستويات السكر في الدم، كما يمكن الاستفادة من العلكة لمرضى السكري من خلال استخدامها كنظام لإيصال دواء الإنسولين لمرضى السكري عبر الفم ودون الحاجة لاستخدام إبر الوخز، وهذا ما تم في دراسة نشرت عام 2011 والتي تم فيها استحداث علكة الإنسولين والتي تحتوي على تقنية تساهم بإيصال الإنسولين إلى مجرى الدم بشكل فعال. [4]

الاقلاع عن التدخين

يستخدم العديد من الإفراد علكة النيكوتين بهدف الإقلاع عن التدخين، حيث يساعد هذا النوع من العلكة على تزويد الجسم بجرعات صغيرة من النيكوتين والتي تساعد على تقليل التدخين بشكل تدريجي، ليس ذلك فقط، حيث يعمل المضغ على إبقاء الفم والعقل مشغولين، وهذا ما قد يساعد في تقليل حاجة الفرد لتدخين السجائر. [2]

وتتضمن الطريقة الصحيحة للاستفادة من فوائد اللبان للإقلاع عند التدخين، القيام بمضغ علكة النيكوتين ببطء لحين الشعور بالوخز في الفم، وعادة ما يبدأ المدخنون بتناول 9 - 24 قطعة من العلكة يوميًا خلال الأسابيع الستة الأولى، ثم يتم تقليل استخدامها بشكل تدريجي بعد ذلك. [2]

اقرأ أيضًا: تأثيرات علكة النيكوتين

فوائد العلك للرجيم

تعد إحدى أشهر فوائد مضغ اللبان مساهمته في التخفيف من الوزن، ولهذا نجد الكثير من الأفراد الذين يتبعون نظام رجيم لفقدان الوزن يقومون بمضغ اللبان الخالي من السكر. [1]

ويمكن أن يعود ذلك لعدة أسباب، ومنها: [1]

  • احتوائها على سعرات حرارية قليلة، وبالتالي يمكن تناولها بدلًا من أنواع الحلويات الغنية بالسعرات الحرارية والتي يتسبب تناولها بزيادة الوزن.
  • تقليل الشهية وزيادة الشعور بالشبع، وبالتالي ستقلل من تناول الفرد للطعام، وهذا ما يمكن أن يساهم في منع زيادة الوزن لدى الفرد.
  • احتمالية مساهمتها في زيادة معدل الأيض لدى الفرد.

لكن، يجب التأكيد على أن اللبان لا يعتبر حلًا أساسيًا لتخفيف الوزن، ولكنه فقط يساعد على ذلك إلى جانب الالتزام بحمية غذائية وممارسة التمارين الرياضية. [1]

فوائد اللبان للحامل

يعتبر مضغ العلكة ما بين الحين والآخر أمرًا آمنًا في فترة الحمل، وذلك ما دام المرأة الحامل لا تعاني أية مضاعفات أو غير معرضة لخطر الولادة مبكرة. ويمكن أن تتضمن فوائد العلك للحامل مساهمتها في علاج الغثيان لدى الحامل والذي عادة ما يستمر خلال الأشهر الأولى من الحمل، ويمكن الاستفادة من ذلك عن طريق مضغ العلكة التي تحتوي على مادة ستيڤيا (بالإنجليزية: Stevia) التي تساعد على تخفيف الشعور بالغثيان. [5]

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد مضغ اللبان في القضاء على الشعور بحرقة المعدة والحموضة الزائدة لدى الحامل بعد تناولها لوجبات الطعام. [5]

أضرار مضغ اللبان بكثرة

بالرغم من فوائد اللبان المذكورة سابقًا، يمكن أن يتسبب مضغ اللبان بكثرة في حدوث بعض الآثار الجانبية والأضرار غير المرغوب بها، ومن أضرار مضغ اللبان بكثرة ما يلي: [1،6]

  • تسبب المواد السكرية المضافة للعلكة الخالية من السكر بالإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي، مثل: الإسهال وتهيج القولون العصبي.
  • زيادة خطر الإصابة بتسوس الأسنان، خصوصًا عند الإكثار من مضغ العلكة التي تحتوي على السكر.
  • إمكانية حدوث مشاكل في الفك، وهذا ما يتسبب باحتمالية الشعور بألم الفك أثناء مضغ العلكة.
  • زيادة خطر حدوث نوبات الصداع النصفي أو الصداع الناجم عن التوتر.
  • زيادة احتمالية الإصابة بالاضطرابات الأيضية، ومنها السمنة، ومقاومة الإنسولين، والسكري، وذلك عند الإكثار من مضغ اللبان الغني بالسكر.

نهاية، تتعدد فوائد اللبان التي يمكن أن تدفع الفرد للقيام بمضغه باستمرار، وأهمها إزالة رائحة الفم الكريهة وزيادة مستويات التركيز لديه. لكن، يجب تجنب الإفراط في مضغ اللبان، خصوصًا اللبان الذي يحتوي على السكر، فمن الممكن أن يرتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض المشكلات الصحية، ومنها تسوس الأسنان وآلام الفك.

اقرأ أيضًا: 5 عادات ضارة لصحة الاسنان والفكين تعرف عليها