يعد مرض السكري أحد الأمراض المزمنة الشائعة، والذي يتسبب بارتفاع مستويات سكر الجلوكوز في الدم، وهذا ما يؤدي إلى معاناة المريض من العديد من الأعراض والمضاعفات في حال لم تتم السيطرة عليه. هناك أنواع مختلفة لمرض السكري، والتي يمكن أن تختلف فيما بينها من حيث آلية حدوثها وطبيعة الأعراض، بالإضافة إلى العلاج.

ومن أجل معرفة ما هي أنواع مرض السكري بالتفصيل، فإننا ننصح بقراءة المقال التالي.

يوجد 3 أنواع رئيسية لمرض السكري، وهي ما يلي: [1]

  • مرض السكري من النوع الأول.
  • مرض السكري من النوع الثاني.
  • سكري الحمل.

وفي بعض الأحيان، يتم تصنيف هذا المرض إلى 5 أنواع، حيث يسمى النوعان الإضافيان بمرض السكري من النوع الواحد ونصف (بالإنجليزية: Type 1.5 Diabetes) أو مرض السكري أحادي المنشأ (بالإنجليزية: Monogenic Diabetes). [2][3]

وفي هذا المقال سيتم التركيز على أنواع مرض السكري الثلاثة المعروفة، بالإضافة إلى ذكر بعض المعلومات حول الأنواع الأقل شيوعًا من هذا المرض:

مرض السكري من النوع الأول

يعد النوع الأول من أنواع مرض السكري ناجمًا عن رد فعل مناعي ذاتي، حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا بيتا المتواجدة في البنكرياس والمسؤولة عن إنتاج هرمون الأنسولين والقيام بتدميرها. ونتيجة لذلك سيصبح الجسم غير قادرًا على إنتاج هرمون الأنسولين المسؤول عن امتصاص خلايا الجسم لسكر الجلوكوز في الدم، وهذا ما سيؤدي إلى ارتفاع مستوياته في الدم. [1][2] 

عادة ما يتطور مرض السكري من النوع الأول خلال مرحلة الطفولة، خصوصًا لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 - 14 عامًا، ولهذا يمكن أن تتم تسميته باسم سكري الأحداث (بالإنجليزية: Juvenile Diabetes) أو سكري الأطفال. [2][4]

تميل أعراض السكري من النوع الأول إلى التطور بسرعة، ويمكن أن تتراوح شدتها ما بين الخفيفة إلى الشديدة. ومن الأعراض المميزة لهذا النوع معاناة المريض من فقدان الوزن، وضعف النمو والتعلم لدى الطفل، والنوبات الصرع، وفقدان للوعي وذلك بسبب الارتفاع الشديد في نسبة السكر في الدم. [2][3]

اقرأ أيضًا: كل ما يخص أعراض مرض السكر

أما حول أسباب الإصابة بهذا النوع من أنواع السكري، فهي إلى الآن غير معروفة، إلا أن كل من العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورًا مهمًا في الإصابة به، كما أن لنمط الحياة الخاص بالفرد دور في ذلك. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يحدث مرض السكري من النوع الأول نتيجة الإصابة بفيروس. [1][2]

يعتمد علاج هذا النوع من السكري على أخذ حقن هرمون الإنسولين، ولهذا تتم تسميته باسم مرض السكري المعتمد على الإنسولين (بالإنجليزية:  Insulin-Dependent Diabetes)، حيث يتم تحديد جرعة الإنسولين بناء على مستوى السكر في الدم.[2][3]

أيضًا، يمكن أن يحتاج المريض إلى الالتزام بممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول نظام غذائي متوازن غني بالحبوب الكاملة، واللحوم الخالية من الدهون، والمكسرات، والفاصوليا، والكثير من الفواكه والخضروات. [2][3]

مرض السكري من النوع الثاني

يحدث مرض السكري من النوع الثاني نتيجة الإصابة بما يسمى بمقاومة الإنسولين، حيث يكون الجسم لا يزال قادرًا على إنتاج هرمون الإنسولين، لكنه يصبح غير قادر على استخدامه بشكل فعال. وفي حالات أخرى يمكن أن يحدث هذا النوع من مرض السكري نتيجة عدم إنتاج الجسم كميات كافية من هرمون الإنسولين. [1][4]

ومن الممكن أن تساهم العديد من العوامل المتعلقة بنمط الحياة، بما في ذلك الخمول وزيادة الوزن، بالإضافة إلى العوامل الوراثية والبيئية في زيادة خطر الإصابة بهذا النوع من أنواع السكري. [1][3]

تتشابه بعض أعراض مرض السكري من النوع الثاني مع الأعراض التي يسببها النوع الأول، إلا أن الأعراض في النوع الثاني من مرض السكري تميل إلى أن تتطور بشكل تدريجي، كما من الممكن أن لا يعاني المريض من أية أعراض في المراحل المبكرة من المرض. [2]

يسمى هذا النوع من السكري باسم سكري البالغين، فهو يحدث عادة لدى البالغين، خصوصًا أولئك الذين تتجاوز أعمارهم 45 عامًا، إلا أنه مؤخرًا أصبح هذا النوع يصيب أيضًا الأفراد الأضغر سنًا، بما في ذلك الأطفال والمراهقين، وذلك نتيجة اتباع نمط حياة خالٍ من النشاط وزيادة معدلات الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن. [3][4]

يتم علاج مرض السكري من النوع الثاني بالأدوية التي تهدف إلى تحسين امتصاص الخلايا لسكر الجلوكوز أو زيادة حساسية الجسم للأنسولين. كما يجب على المريض الالتزام بنظام غذائي صحي، وفقدان الوزن الزائد، وممارسة الرياضة، وتقليل التوتر بهدف تحسين مستويات السكر لديه.

أما حول هرمون الإنسولين، فمن الممكن أن يتم وصفه في المراحل اللاحقة والمتقدمة من هذا النوع من أنواع مرض السكري، ولهذا تتم تسميته بمرض السكري غير المعتمد على الإنسولين (بالإنجليزية:  Insulin-Independent Diabetes). [2][4]

اقرا ايضاً :

الفحوصات المهمة لمرضى السكري

سكري الحمل

بناء على تسميته، يحدث هذا النوع من أنواع مرض السكري أثناء فترة الحمل، حيث تبدأ مستويات السكر في دم المرأة الحامل بالارتفاع على الرغم من كونها طبيعية خلال الأيام ما قبل الحمل. يمكن أن تلعب العوامل الوراثية دورًا في الإصابة بمرض سكري الحمل، كما تعد السمنة إحدى عوامل خطر الإصابة به أيضًا. [2]

يتسبب عدم علاج سكري الحمل بالعديد من المضاعفات والآثار الجانبية على صحة الأم والجنين، ولهذا لا بد من مراقبة مستويات السكر في الدم عن كثب لدى المرأة الحامل وتقديم العلاج المناسب لها في حال تم تشخيصها بسكري الحمل. [2][4]

يتم علاج سكري الحمل عادة من خلال إجراء عدد من التغييرات في النظام الغذائي الخاص بالحامل، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية، وعادة ما يتم تجنب استخدام الأدوية نظرًا لما تتسبب به من أعراض جانبية لدى الأم والجنين. [2][4]

وعادة ما تعود مستويات السكر إلى معدلاتها الطبيعية بعد ولادة المرأة، لكن الإصابة بسكري الحمل تزيد من خطر إصابة المرأة بمرض السكري من النوع الثاني خلال مراحل حياتها اللاحقة. [2][4]

اقرأ أيضًا: نصائح تساهم في الوقاية من مرض السكري

مرض السكري من النوع الواحد ونصف

يجمع هذا النوع من أنواع مرض السكري ما بين خصائص النوع الأول والنوع الثاني، وتتم تسميته أيضًا بمرض السكري المناعي الذاتي الكامن لدى البالغين، فهو يعد أحد أمراض المناعة الذاتية، كما هو الحال لدى مرض السكري من النوع الأول، حيث يهاجم الجسم خلايا بيتا في البنكرياس التي تنتج الإنسولين، مما يقلل بشدة من إنتاج الجسم للإنسولين مع مرور الوقت. [2]

لكنه يحدث خلال مرحلة البلوغ، في سن الثلاثين تقريبًا، وتبدأ أعراضه بالظهور بشكل تدريجي، كما هو الحال لدى مرض السكري من النوع الثاني. [2]

يتضمن علاج مرض السكري من النوع الواحد ونصف دعم إنتاج الإنسولين الموجود في الجسم طوال فترة استمراره، ثم الانتقال إلى استخدام حقن الإنسولين والأدوية الأخرى، إذا لزم الأمر، فضلًا عن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام. [2]

اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن السكري نوع 1.5 ؟

مرض السكري أحادي المنشأ

يعد مرض السكري أحادي المنشأ أقل أنواع مرض السكري شهرة، فهو نادر الحدوث، ويشكل فقط حوالي 1 - 4% من حالات مرض السكري. يحدث هذا النوع من مرض السكري طفرات جينية محددة، إما تورث من الوالدين أو تحدث بشكل مفاجئ، والتي تتسبب بتقليل قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين. [2]

يوجد نوعان من مرض السكري أحادي المنشأ، وهما: [2]

  • مرض السكري عند الأطفال حديثي الولادة، والذي يظهر في الأشهر الستة إلى 12 الأولى من الحياة.
  • مرض سكري الشبان الناضجين، والذي يتم تشخيصه في مرحلة الطفولة المتأخرة أو سنوات المراهقة.

ونظرًا لظهور كلا النوعين أثناء الطفولة، فمن الممكن أن يتم الخلط بينهما وبين النوع الأول من مرض السكري من النوع الأول، كما يمكن أن يتم الخلط بين مرض سكري الشبان الناضجين ومرض السكري من النوع الثاني. [2]

أما حول علاج هذا النوع من أنواع مرض السكري، فمن الممكن أن يحتاج في حال حدث عند حديثي الولادة إلى أخذ الإنسولين أو أدوية أخرى بشكل مؤقت أو مدى الحياة. أما في حال حدث عند الشبان النضج، فمن الممكن أن يختلف العلاج اعتمادًا على مدى خطورة الحالة. [2]

حساب خطر الإصابة بمرض السكري

تستعمل هذه الحاسبة في تقييم خطر الإصابة بمرض السكري، وتعتمد في ذلك على جنس وعمر الشخص، ومؤشر كتلة الجسم، ومدى النشاط البدني والحركي، وتاريخ الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والتاريخ العائلي للإصابة بمرض السكري، حيث تعطي كل من هذه المعايير عدداً معيناً من النقاط.
يمكن تقسيم النقاط الناتجة عن هذا الفحص كما يلي:
• 4 نقاط او أكثر: زيادة خطر تشخيص مقدمات السكري، أو وجود مرض سكري غير مشخص.
• 5 نقاط أو أكثر: زيادة خطر وجود مرض سكري غير مشخص.

العمر

الجنس

الوزن

الطول

×إغلاق

يمكن تقسيم النقاط الناتجة عن هذا الفحص كما يلي:
• 4 نقاط او أكثر: زيادة خطر تشخيص مقدمات السكري، أو وجود مرض سكري غير مشخص.
• 5 نقاط أو أكثر: زيادة خطر وجود مرض سكري غير مشخص.

نتائج العملية الحسابية
مؤشر كتلة الجسم
خطر الإصابة بالسكري

نهاية، تتعدد أنواع مرض السكري، فهناك 3 أنواع رئيسية معروفة ومنتشرة، ألا وهي السكري من النوع الأول، والسكري من النوع الثاني، وسكري الحمل. كما أن هناك نوعين إضافيين من مرض السكري، واللذان يحدثان بشكل أقل مقارنة بالأنواع السابقة، ألا وهما مرض السكري من النوع الواحد ونصف ومرض السكري أحادي المنشأ. ومن المهم تحديد نوع مرض السكري، فمن الممكن أن يختلف العلاج المناسب بناء على نوع المرض.