يتأثر الرحم عند المرأة بالعديد من الاضطرابات والمشكلات الصحية الأمر الذي يُمكن أن يتعارض مع الوظائف الخاصة بهذا العضو ومن المٌمكن أن يؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى معاناة المرأة من صعوبة الحمل والإنجاب. [1]

وفي المقال التالي سنقوم بمناقشة 7 من أمراض الرحم الشائعة بين النساء.

أمراض الرحم

تتضمن أشهر أنواع أمراض الرحم ما يلي:

بطانة الرحم المهاجرة

تُعدّ بطانة الرحم المهاجرة، أو ما تُعرف بانتباذ بطانة الرحم، من المشكلات الصحية الشائعة التي يُمكن أن تؤثر على الجهاز التناسلي الأنثوي، إذ أنّها تؤثر على ما يُقارب 11% من الإناث، وهي حالة تتمثّل بنموّ الأنسجة التي تبطّن داخل الرحم في الأجزاء الأخرى من الجسم، مثل: المبيض والحوض. [1][2]

كما يُمكن في بعض الأحيان أن يظهر نسيج بطانة الرحم في داخل الجدار العضلي للرحم، وهي حالة خاصة من انتباذ بطانة الرحم تُعرف باسم العضال الغدي، والتي تتميّز بأن الرحم سيُصبح متضخمًا وممتلئًا كما أن شكله سيكون كروي وموحد. [3][4]

وتتضمّن الأعراض التي يُمكن أن تُسبّبها بطانة الرحم المهاجرة ما يلي: [1][4]

  • آلام الدورة الشهرية.
  • غزارة الدورة الشهرية.
  • النزيف المهبلي غير المنتظم.
  • ألم أثناء ممارسة الجنس أو بعده.
  • ألم في البطن أو الأمعاء.
  • ألم أثناء التبوّل أو التبرّز.

لا تزال أسباب حدوث هذا النوع من أمراض الرحم غير معروفة، إلّا أنّ هناك عدّة نظريات يُمكن أن تفسّر حدوثها، ولعلّ أكثر هذه النظريات شيوعًا وبروزًا هي الحيض الرجعي (بالإنجليزية: Retrograde Menstruation). [1][3][4]

تشمل الخيارات العلاجية المتاحة لبطانة الرحم المهاجرة أو العضال الغدي ما يلي: [2][3]

  • حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الإستروجين والبروجستين (بالإنجليزية: Progestin) وغيرها من وسائل منع الحمل الهرمونية، مثل: اللصقات والحلقات المهبلية.
  • اللولب الرحمي.
  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
  • الهرمونات المطلقة لموجهة الغدد التناسلية.
  • مثبطات الأروماتيز.
  • الجراحة، والتي يتم اللجوء في حال كانت المريضة تعاني من صعوبة في الحمل، حيث تتم إزالة أنسجة الرحم النامية في الأماكن غير الطبيعية، ومع ذلك يُمكن أن تكون عملية استئصال الرحم هي الحل النهائي لبعض حالات العضال الغدي.

تليف الرحم

تتضمّن أمراض الرحم أيضًا الإصابة بالأورام الليفية الرحمية، أو ما تُعرف باسم ألياف الرحم، وهي أورام غير سرطانية تنمو في الأنسجة العضلية أو البطانة الداخلية للرحم، وفي بعض الأحيان، يُمكن أن تتواجد في الجزء الخارجي من الرحم. يتراوح حجم الأورام الليفية من أورام صغيرة بحجم البذرة إلى أورام كبيرة بحيث تكون أكبر من حجم حبة البرتقال. [1][2]

غالبًا لا تُسبّب الأورام الليفية أعراضًا ولا تتطلب علاجًا، ولكن في بعض الحالات يُمكن أن تُسبّب هذه الأورام بعض الأعراض والمشكلات الصحية، مثل: [1][2]

  • نزيف حاد أو يستمر لفترة زمنية طويلة.
  • نزيف بين الدورات الشهرية.
  • ألم أو ضغط في الحوض.
  • ألم في الظهر.
  • ألم أثناء ممارسة الجنس.
  • صعوبة في الحمل.

وفي هذه الحالة، لا بدّ من التدخّل الطبي لعلاج تليف الرحم والتخفيف من أعراضه، ويُمكن أن تشمل خيارات العلاج لهذا النوع من أمراض الرحم ما يلي: [1][2]

  • مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية والتي تحتوي على الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) أو الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen).
  • وسائل منع الحمل الهرمونية.
  • الجراحة، وذلك في الحالات الشديدة من تليف الرحم، حيث يُمكن أن يتم إجراء استئصال بطانة الرحم، أو استئصال العضال، أو استئصال الأورام الليفية الرحمية.

التهاب بطانة الرحم

يحدث التهاب بطانة الرحم نتيجة العدوى، وهو أمر مرتبط بعدّة عوامل وأسباب، منها: [3][4]

  • بقاء منتجات الحمل داخل الرحم بعد الولادة أو الإجهاض.
  • وجود جسم غريب داخل الرحم، بما في ذلك اللولب الرحمي.
  • الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًا، بما في ذلك الكلاميديا ​​التراخومية والنيسرية البنية.

عادةً ما يُسبّب التهاب بطانة الرحم الحاد ظهور بعض الأعراض، مثل: [4][5]

  • الحمّى.
  • الألم في أسفل البطن أو في منطقة الحوض.
  • الألم أثناء الجماع.
  • الألم أثناء التبوّل.
  • النزيف المهبلي غير الطبيعي.
  • انتفاخ البطن.

أما في حال الحالات المزمنة من التهاب بطانة الرحم فعادةً لا تظهر أية أعراض كما يُمكن أن يظهر الرحم بشكل طبيعي للغاية أثناء الفحص البدني، وعادةً ما يتم الكشف عن وجود الالتهاب المزمن في بطانة الرحم من خلال إجراء الفحص المجهري والذي سيكشف عن وجود الخلايا الليمفاوية في بطانة الرحم. [4]

يتم علاج التهاب بطانة الرحم بالمضادات الحيوية، كما يُمكن أن يحتاج الشريك الجنسي إلى العلاج إذا اكتشف الطبيب إصابة المرأة بعدوى منقولة جنسيًا. وفي الحالات الخطيرة أو المعقّدة من التهاب بطانة الرحم يُمكن أن تحتاج المريضة إلى البقاء داخل المستشفى وأخذ العلاجات عبر الوريد. [5]

فرط تنسج بطانة الرحم

يتمثّل هذا النوع من أمراض الرحم بنموّ عدد كبير جدًا من الخلايا في بطانة الرحم، ونتيجةً لذلك، يصبح الرحم سميكًا جدًا. ومن المُمكن أن تُسبّب هذه الحالة نزيف مهبلي غير طبيعي. [1][4]

يحدث فرط تنسج بطانة الرحم نتيجة التعرض المتزايد للإستروجين دون وجود كميات كافية من هرمون البروجسترون لمواجهة آثاره، وتشمل عوامل الخطر الإصابة بهذه الحالة ما يلي: [3][4][6]

  • السمنة.
  • الأورام المفرزة للإستروجين، مثل: أورام الخلايا الحبيبية المبيضية.
  • متلازمة تكيس المبايض.
  • حدوث الحيض لأول مرة في وقت مبكّر.
  • انقطاع الطمث المتأخّر.
  • عدم الحمل والإنجاب.
  • تلقي العلاج بالهرمونات البديلة التي تحتوي على الإستروجين فقط.
  • أمراض الغدة الدرقية أو أمراض المرارة.
  • مرض السكري.

من المهم الكشف عن هذا النوع من أمراض الرحم وعلاجه مبكرًا، فعلى الرغم من كونه غير سرطاني إلّا أنّه يُمكن أن يؤدي في بعض الحالات إلى الإصابة بسرطان الرحم. وعادةً ما يتضمّن علاج هذه المشكلة تناول البروجستين والذي يُمكن أن يصفه الطبيب بعدّة أشكال، منها: [1][4][6]

  • عن طريق الفم.
  • عن طريق الحقن.
  • كريم مهبلي.
  • اللولب الرحمي.

وجدت جرح القيصرية مفتوح بشكل بسيط من نص الجرح علمًا أن آخر ولادة من 10 سنين و5 شهور فهل هناك خطورة؟

سلائل الرحم

إنّ سلائل الرحم، أو ما تُعرف باسم الزوائد اللحمية الرحمية، هي عبارة عن نموّ حميد يشبه الأصابع تظهر في جدار الرحم، والتي يُمكن أن يتراوح حجمها من حجم بذرة السمسم إلى حجم أكبر من كرة الجولف، كما يُمكن أن تتواجد سليلة واحدة داخل الرحم أو عدة سلائل في ذات الوقت. [2][4]

يصاب العديد من الأفراد بالزوائد اللحمية داخل الرحم دون أن يدركوا ذلك حيث أنّها لن تسبّب أية أعراض، وفي أحيانٍ أخرى يُمكن أن تظهر بعض الأعراض، منها: [1][2][3]

  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • النزيف الحاد والمفاجئ.
  • النزيف بين الدورات الشهرية.
  • النزيف بعد الجماع.
  • العقم.

يُمكن أن تختفي السلائل الرحمية الصغيرة من تلقاء نفسها. وفي الحالات التي يكون فيها حجم السلائل كبيرًا ويرافقها ظهور الأعراض، فمن المُمكن أن يصف الطبيب البروجستين ومناهضات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية للتخفيف من الأعراض لدى المرأة، حيث إنّ الجراحة هي العلاج الوحيد للتخلص من السلائل بشكل نهائي، ويتم ذلك عادةً من خلال إجراء يُعرف باسم تنظير الرحم. [2][3]

هبوط الرحم

يحدث هبوط الرحم نتيجة ضعف العضلات والأربطة التي تثبت الرحم في مكانه، مما يؤدي إلى نزول الرحم إلى منطقة المهبل وفي بعض الأحيان يُمكن أن يدفع نفسه خارج المهبل. يُمكن أن يحدث هبوط الرحم بدرجة خفيفة إلى متوسطة مع تقدم المرأة بالسن، لكن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر حدوث هذه المشكلة، مثل: [1][2]

  • الولادة الطبيعية.
  • الوصول لمرحلة انقطاع الطمث.
  • زيادة الوزن.
  • التدخين.

وتتضمّن الأعراض الأكثر شيوعًا لهذا النوع من مشكلات الرحم ما يلي: [1][7]

  • الحاجة الملحّة إلى التبوّل.
  • تسرّب البول.
  • ألم أسفل الظهر.
  • شعور بامتلاء أو ضغط في منطقة الحوض.
  • الألم أثناء ممارسة الجنس أو بعده، وهو أمر يحدث في الحالات الشديدة من هبوط الرحم.

ويُمكن أن يتم علاج هبوط الرحم وأعراضه من خلال الخيارات التالية: [7]

  • تمارين تقوية عضلات الحوض، بما فيها تمارين كيجل، والتي تساعد على تحسين الأعراض إلّا أنّها لا تؤدي إلى عكس أو علاج هبوط الرحم.
  • دعامة بلاستيكية توضع داخل المهبل للمساعدة على دعم أعضاء الحوض.
  • الجراحة، والتي يتم خلالها إما تصحيح هبوط الرحم وإرجاعه إلى مكانه الصحيح أو إزالة الرحم كليًا.

سرطان الرحم

يُعتبر سرطان الرحم من أخطر أنواع أمراض الرحم والتي تتطلب الرعاية الطبية العاجلة قبل أن تتفاقم الحالة وينتشر السرطان إلى الأماكن الأخرى خارج الرحم. هناك نوعان من السرطانات التي يمكن أن تؤثر على الرحم، وهما: [1][2]

  • ساركوما الرحم، وهو نوع نادر جدًا.
  • سرطان بطانة الرحم، وهو النوع الأكثر شيوعًا لسرطان الرحم ويحدث عادةً بعد انقطاع الطمث.

في أغلب الأحيان، تعاني النساء المصابات بسرطان بطانة الرحم من نزيف مهبلي غير طبيعي أو نزيف مهبلي بعد انقطاع الطمث، وفي حالات أقل شيوعًا، يُمكن أن تعاني النساء من الأعراض التالية: [1][3]

  • آلام في البطن.
  • تغيّر في حركة الأمعاء.
  • فقدان الوزن.
  • الانتفاخ.

أما حول علاج سرطان الرحم، فهناك خيارات متعدّدة لذلك، ويعتمد اختيار أفضلها على العوامل التالية: [8]

  • حجم السرطان.
  • مكان السرطان داخل الرحم.
  • مدى انتشار السرطان.
  • الصحة العامة.

ويُمكن أن تشمل خيارات العلاج ما يلي: [8]

  • الجراحة، وهي الطريقة الأكثر شيوعًا لعلاج سرطان الرحم، خصوصًا في حال كان المرض في المراحل المبكّرة.
  • العلاج الإشعاعي، حيث يتم تسليط إشعاع ذو طاقة عالية لقتل الخلايا السرطانية.
  • العلاج الكيميائي، وهي مجموعة من الأدوية التي تعمل على قتل الخلايا السرطانية وعادة ما يتم استخدامها إلى جانب العلاج الإشعاعي أو بعد إجراء الجراحة.
  • العلاج الهرموني، والذي يتم وصفه للنساء اللاتي لا يستطعن الخضوع لعملية جراحية أو تلقي العلاج الإشعاعي، حيث يُساعد هذا العلاج على تخفيف الأعراض والتحكم بحجم السرطان.
  • العلاج المناعي، والذي يعمل على تحسين وظائف الجهاز المناعي لإيجاد الخلايا السرطانية وقتلها، وعادةً ما يتم استخدامه في المراحل المتقدمة من سرطان الرحم.

نصيحة الطبي

تتعدّد أمراض الرحم والتي تحدث نتيجةً لأسباب مختلفة وتتسبّب بأعراض متنوعة لدى النساء، أهمها النزيف المهبلي. في حين أن بعض أمراض الرحم تعتبر غير خطيرة، مثل: هبوط الرحم والسلائل الرحمية، إلّا أن بعضها الآخر يُعدّ خطيرًا ويتطلب الرعاية الفورية العاجلة، مثل: فرط تنسج بطانة الرحم وسرطان الرحم.

وللمزيد من المعلومات والإجابة على أية استفسارات بخصوص أي من أمراض الرحم، بإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.

اقرا ايضاً :

بطانة الرحم المهاجرة وعلاجها