يتسبب ارتفاع هرمون الحليب، أو ما يسمى بهرمون البرولاكتين، بالعديد من الأعراض والمشكلات الصحية لدى كل من المرأة والرجل، وعادة ما يهدف علاج هرمون الحليب المرتفع إلى استعادة المستويات الطبيعية لهذا الهرمون في الجسم، وبالتالي التخلص من كل الأعراض والمشكلات الصحية المرافقة لارتفاعه. [1]

يتناول هذا المقال الحديث حول جميع الخيارات العلاجية التي يمكن أن تساعد في علاج ارتفاع هرمون الحليب عند النساء أو الرجال.

أفضل علاج لارتفاع هرمون الحليب

يحدث ارتفاع هرمون الحليب نتيجة لعدة أسباب، ويتم اختيار أفضل علاج لارتفاع هرمون الحليب بناءً على سبب المشكلة الرئيس. [2]

فعلى سبيل المثال، يُعد السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بارتفاع هرمون البرولاكتين وجود ورم في الغدة النخامية، والذي يعرف باسم الورم البرولاكتيني، وعادةً ما يكون هذا الورم حميدًا وغير سرطانيًا. وفي هذه الحالة يتم علاج هرمون الحليب المرتفع بشكل أساسي من خلال علاج وإزالة هذا الورم المسبب لزيادة إفراز هرمون البرولاكتين. [1][3]

لكن، يمكن أن يكون ارتفاع هرمون الحليب ناجمًا عن أسباب مرضية أخرى، منها خمول في الغدة الدرقية، وهنا سيتضمن علاج ارتفاع هرمون الحليب وصف هرمون الغدة الدرقية الصناعي، المعروف باسم الليفوثيروكسين (بالإنجليزية: Levothyroxine)، من أجل خفض مستويات هرمون الحليب المرتفعة. [1]

أما في حال كان استخدام بعض الأدوية هو السبب الرئيسي لحدوث ارتفاع هرمون الحليب، عندها يجب استشارة الطبيب من أجل استبدال هذه الأدوية بأخرى لا تؤثر على مستويات هرمون الحليب. وعادة ما تعود مستويات البرولاكتين إلى المستويات الطبيعية خلال 3 - 4 أيام من إيقاف الدواء المسبب لارتفاعها. [1][3]

علاج ارتفاع هرمون الحليب طبيًا

فيما يلي سنقوم بالتركيز على الخيارات العلاجية التي يمكن استخدامها لعلاج هرمون الحليب المرتفع لدى المرضى المصابين بالورم البرولاكتيني:

الأدوية

تُعد الأدوية التابعة لمجموعة ناهضات الدوبامين العلاج الأكثر شيوعاً لارتفاع هرمون الحليب، حيث تساعد هذه الأدوية ال على التقليل من مستويات هرمون الحليب من خلال تحفيز الدماغ على إفراز الدوبامين الذي يتحكم في مستويات هرمون الحليب في الجسم، كما من الممكن أن تعمل على تقليص حجم الأورام البرولاكتينية. [3][4]

ومن الأمثلة على ناهضات الدوبامين التي يمكن أن تستخدم في علاج هرمون الحليب المرتفع: [3][4][5]

  • دواء البروموكريبتين (بالإنجليزية: Bromocriptine) والذي يؤخذ بمعدل 2 - 3 مرات يوميًا.
  • دواء الكابيرجولين (بالإنجليزية: Cabergoline) والذي يعد علاج أحدث لورم البرولاكتين ويمتاز بكونه أكثر فاعلية وامتلاكه آثار جانبية أقل شدة مقارنةً بدواء البروموكريبتين، كما يتم استخدامه بمعدل مرتين أسبوعيًا نظرًا لكونه من الأدوية طويلة المفعول.

من الممكن أن يحتاج المريض إلى تناول هذه الأدوية لمدة عامين أو أكثر، وذلك إلى أن يختفي الورم البرولاكتيني وتعود مستويات هرمون البرولاكتين إلى مستوياتها الطبيعية. [3]

لكن من الممكن أن لا يستجيب جميع المرضى للعلاج بأدوية خفض هرمون الحليب هذه، حينها يجب على الطبيب تجربة الخيارات العلاجية الأخرى. [4]

الجراحة

يمكن للطبيب أحيانًا إجراء عملية جراحية لإزالة الورم البرولاكتيني المتواجد في الغدة النخامية والمسبب لزيادة إفراز هرمون الحليب، حيث يلجأ لهذا الخيار العلاجي في حال كانت أدوية خفض هرمون الحليب غير فعالة أو تسببت بأعراض جانبية لا يمكن للمريض تحملها. [1][5]

ويتم إجراء هذه العملية الجراحية تحت تأثير التخدير العام، وذلك من خلال إحدى الطريقتين التاليتين: [3][4]

  • الجراحة عبر الأنف: وهي الطريقة الأكثر شيوعًا لإجراء جراحة إزالة الورم البرولاكتيني، حيث سيقوم الجراح بإجراء قطع خلف تجويف الأنف أو تحت الشفة العليا لإزالة الورم.
  • الجراحة عبر الجمجمة: والتي يتم اللجوء إليها في حال كان الورم البرولاكتيني كبير الحجم أو انتشر إلى خارج الغدة النخامية، حيث سيقوم الجراح بعمل فتحة في الجمجمة لإزالة الورم.

الإشعاع

في حالات نادرة، يمكن علاج هرمون الحليب المرتفع بالإشعاع، وغالبًا ما يتم ذلك في حال كانت الأدوية أو الجراحة غير فعالتين في علاج الحالة لدى المريض. [1][2]

يساعد العلاج الإشعاعي على تقليص حجم الورم البرولاكتيني المتواجد في الغدة النخامية، وهذا بدوره سيؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الحليب وعودتها إلى المستويات الطبيعية. [2][5]

عندي رعشة في الجسم وكأن هبوط في السكر لما تأتي أشعر وكأني جائعة وفي أحيان أكون وأكله كويس، واشعر بالخمول والكسل والتعب وصداع في الرأس

علاج ارتفاع هرمون الحليب بالأعشاب

يُعد نبات كف مريم من الخيارات العشبية الفعالة لعلاج ارتفاع هرمون الحليب، حيث أنها تحتوي على مركبات الديتربينويد (بالإنجليزية: Diterpenoid Compounds) والتي من الممكن أن ترتبط بمستقبلات الدوبامين وتمنع إطلاق البرولاكتين من الغدة النخامية. [6][7]

من الممكن أن يستغرق مفعول هذه العشبة ما يقارب 3 - 4 أشهر حتى يظهر، ولهذا ينصح دائمًا الانتظار لمدة ستة أشهر بعد البدء بتناول هذه العشبة ومن ثم إعادة إجراء تحليل مستويات البرولاكتين. [6]

وبالرغم من فعالية كف مريم المحتملة، إلا أنه ينصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل استخدامها لعلاج ارتفاع هرمون الحليب. [6]

نصائح تساعد في علاج ارتفاع هرمون الحليب

يمكن للمريض تجربة عدد من النصائح المنزلية التي تساهم في علاج هرمون الحليب المرتفع، ومن هذه النصائح: [4][6]

  • الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن.
  • الحفاظ على بقاء مستويات التوتر منخفضة.
  • الحد من ممارسة التمارين الرياضية الكثيفة والمرهقة.
  • تجنب الملابس غير المريحة في منطقة الصدر.
  • تجنب القيام بالأنشطة أو ارتداء الملابس التي تزيد من إفراز الحلمتين للحليب.
  • تناول مكملات فيتامين B6 والأغذية الغنية به، مثل: البطاطا، والموز، والسلمون، والدجاج، والسبانخ، حيث يعتبر هذا الفيتامين مهمًا لإنتاج الدوبامين.
  • تناول مكملات فيتامين E، والتي يمكن أن تساعد على خفض هرمون الحليب.
  • تناول مكملات الزنك والأغذية الغنية به، مثل: المحار، ولحم البقر، والديك الرومي، والبقوليات، والذي يمكن أن يساعد أيضًا على خفض مستويات هرمون الحليب المرتفعة.

هل ارتفاع هرمون الحليب خطير؟

بشكل عام، لا يعد ارتفاع هرمون الحليب أمرًا خطيرًا، إذ غالبًا ما تستجيب معظم الحالات للعلاج وتعود مستويات الهرمون لديهم إلى معدلاتها الطبيعية. لكن، إن عدم علاج ارتفاع هرمون الحليب الناجم عن الورم البرولاكتيني يمكن أن يتسبب ببعض المضاعفات لدى المريض، بما فيها: [2][8]

  • هشاشة العظام، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع هرمون البرولاكتين إلى انخفاض إنتاج الهرمونات الجنسية، مثل: هرمون التستوستيرون والإستروجين، ونتيجة لانخفاض مستويات هذه الهرمونات يمكن أن تنخفض كثافة العظام لدى المريض.
  • فقدان البصر، فإذا لم يتم علاج الورم البرولاكتيني في الوقت المناسب، حينها يمكن أن ينمو ويضغط على الأعضاء الأخرى المجاورة له، الأمر الذي يمكن أن يسبب فقدان البصر.
  • العقم، وذلك بسبب تأثيره على الهرمونات الجنسية لدى النساء والرجال.

هل يجب علاج هرمون الحليب دائمًا؟

لا يشترط علاج جميع الحالات التي يحدث فيها ارتفاع هرمون الحليب، فمثلًا قد لا يتم علاج هرمون الحليب المرتفع في حال كان المريض لا يعاني من أية أعراض أو كانت الأعراض لديه طفيفة. [2]

كما يرتفع هرمون الحليب بشكل طبيعي في فترة الحمل والرضاعة الطبيعية، وهذه الحالات لا تستدعي القيام بأي شيء من أجل علاج ارتفاع هرمون الحليب عند النساء. [1]

اقرأ أيضًا: أسباب ارتفاع هرمون الحليب عند النساء وطرق علاجه

نصيحة الطبي

يوجد عدد من الخيارات التي يمكن للطبيب اللجوء إليها من أجل علاج هرمون الحليب المرتفع، ولكن يجب أولًا تحديد السبب الرئيسي لحدوث هذا الارتفاع ومن ثم البدء باختيار العلاج المناسب.

وللمزيد من الاستفسارات حول علاج ارتفاع هرمون الحليب، بإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.

اقرا ايضاً :

أضرار زيادة جرعة  أدوية الدرقية أو ترك الأدوية