الجذام | Leprosy

الجذام

ما هو الجذام

مرض الجذام (بالإنجليزية: Leprosy)، والذي يسمى أيضاً باسم مرض هانسن (بالإنجليزية: Hansen's Disease) هو مرض معدي مزمن، تتم الإصابة به نتيجة عدوى بكتيرية بالبكتيريا المتفطرة الجذامية (بالإنجليزية: Mycobacterium Leprae).

يؤثر مرض الجذام بشكل أساسي على الجلد، والأعصاب، والأسطح المخاطية في الجهاز التنفسي، ويسبب تقرحات الجلد، وتلف في الأعصاب وضعف في العضلات. إن فترة الحضانة لمرض الجذام تتراوح ما بين 6 أشهر إلى 20 سنة، وغالباً ما تبدأ الأعراض بالظهور بعد 3 إلى 5 سنوات من الإصابة بالعدوى.

أكثر المناطق المتضررة هي المناطق الباردة في الجسم، مثل العيون، والأنف، وشحمة الأذن، واليدين، والقدمين، والخصيتين.

انواع مرض الجذام

يقسم الجذام إلى 3 أنواع، والتي تصنف اعتماداً على الاستجابة المناعية للمرض، تتضمن هذه الأنواع ما يلي:

  • الجذام السلي (بالإنجليزية: Tuberculoid Leprosy): أو ما يسمى أيضاً بالجذام الدرني، وتكون الاستجابة المناعية في هذا النوع جيدة، وتظهر القليل من الأعراض على المريض، مثل ظهور بقعة واحدة أو بعض البقع على الجلد، وقد يصاب المريض بالخدر في بعض مناطق الجلد. ويعد الجذام السلي خفيف ومعد بشكل خفيف مقارنة بباقي الأنواع.
  • الجذام الورمي (بالإنجليزية: Lepromatous Leprosy): وتكون الاستجابة المناعية ضعيفة لهذا النوع، وهو النوع الأكثر خطورة، وتكون الأعراض أكثر حدة لدى المريض، إذ تظهر بقع على الجلد وتكون منتشرة على مناطق واسعة من الجلد، بالإضافة إلى ظهور آفات جلدية وتورمات، وضعف في العضلات، وقد يؤثر على الأعضاء التناسلية، والكلى، والأنف، وقد يسبب تساقط الشعر. يعد هذا النوع الأكثر عدوى مقارنة بالأنواع الأخرى.
  • الجذام الحدي (بالإنجليزية: Borderline Leprosy): تظهر على المريض أعراض الأنواع السابقة.

هل مازال مرض الجذام موجوداً؟

نعم للأسف مازال موجوداً، وفي كل عام يتم تشخيص ما لا يقل عن 200 ألف حالة إصابة جديدة بالجذام حول العالم، ويقدر أنه حوالي مليونين إلى ثلاثة ملايين شخص حول العالم هم أشخاص عاجزون بسبب هذا المرض.

فمثلاً في عام 2015 تم الإبلاغ عن 178 حالة جديدة من الجذام في الولايات المتحدة، خاصة في مناطق لويزيانا وفلوريدا وتكساس، كما أن هناك حالات في سكان المكسيك، ويعزى ذلك غالباً إلى تعرض هؤلاء الأشخاص للحيوان المدرع الذي يعتبر مصدراً رئيسياً للإصابة بالجذام والموجود بكثرة في جنوب الولايات المتحدة وأمريكا الوسطى والجنوبية وأوروجواي.

وفي عام 2018 تم الإبلاغ عن ما يقارب 208,619 حالة على مستوى العالم، وكانت أكثر البلدان امتلاء بالمصابين هي البرازيل، والهند، وإندونيسيا بنسبة 79.6%.

إن المسبب الرئيسي لمرض الجذام هو البكتيريا المتفطرة الجذامية، والتي تنتقل من شخص إلى آخر عند ملامسة الإفرازات المخاطية لشخص مصاب بالعدوى، أي عند العطاس والسعال. وتتضمن احتمالية إصابة الأشخاص بالجذام أحد العوامل التالية:

  • الاتصال المتكرر مع شخص مصاب بعدوى الجذام، تكون احتمالية الإصابة عالية.
  • القابلية للإصابة بالمرض قد يكون لها أصل وراثي، إذ تزيد احتمالية الإصابة بالمرض في حال أصيب أحد الأبوين بالرغم من أنه ليس مرضاً وراثياً.
  • دخول البكتيريا عن طريق خدش، أو جرح في الجلد، أو بواسطة الغشاء المبطن للأنف، وذلك عن طريق عطاس أو سعال المصاب بمرض الجذام وانتقال الرذاذ من الغشاء المخاطي للأنف للشخص المصاب إلى جلد أو غشاء الجهاز التنفسي لشخص آخر.
  • بعض الحيوانات التي قد تكون مصابة بالجذام، مثل القرود، والشمبانزي، والحيوان المدرع، ولكن احتمال انتقال اعدوى بهذه الطريقة ضئيل.

ما احتمالية العدوى بمرض الجذام؟

قد يكون من حسن الحظ أن العدوى بالمرض لا تحصل بسهولة، وتحتاج إلى فترة تماس طويلة مع المصاب، إلا أن المشكلة تكمن في أن فترة حضانة المرض وهي الفترة التي تسبق ظهور الأعراض ويعتبر الشخص خلالها حاملاً للمرض، وتعتبر هذه الفترة طويلة جداً تمتد من ثلاث إلى خمس سنوات وقد تستغرق عشرين سنة؛ مما يعني أن الكثير من الأشخاص قد يصابون بالعدوى نتيجة تماسهم مع شخص حامل للمرض خلال هذه السنوات دون معرفة منه أو منهم أنه حامل للمرض.

ما هي مناطق العالم التي ينتشر بها؟

ينتشر هذا المرض بشكل رئيس في المناطق التي تملك مستويات عالية من الفقر وضعف مستوى المعيشة والخدمات الصحية، والمناطق المزدحمة بالسكان وتفتقر للرعاية الصحية، ونذكر على وجه الخصوص بعض مناطق العالم التي ينتشر بها الجذام بشكل كبير:

  • منطقة أفريقيا الوسطى وخصوصاً في بلدان الكونغو، موزمبيق، تنزانيا .
  • منطقة شرق آسيا وخصوصاً في بلدان الهند، الفلبين، إندونيسيا، نيبال .
  • منطقة أمريكا الجنوبية وخصوصاً في البرازيل.

أما بالنسبة للبلدان العربية فمرض الجذام يعد أقل انتشاراً، ولكنه يستوطن بعض المناطق في مصر واليمن. أما بالنسبة للبلدان العربية الأخرى فعدد الإصابات نادرة جداً ولكن هناك بعض الإصابات ظهرت لدى بعض العاملات في المنازل الوافدات من مناطق يستوطن فيها المرض كشرق آسيا.

يستهدف مرض الجذام بشكل أساسي الجلد، والأعصاب خارج الدماغ والحبل الشوكي، كما ويصيب العينين والأنسجة الرقيقة داخل الأنف. لذلك فإن العرض الرئيسي من أعراض مرض الجذام هو تقرحات الجلد، والتشوهات والنتوءات التي تحتاج لعدة أسابيع أو حتى أشهر لاختفائها.

قد تستغرق أعراض الجذام عدة سنوات للظهور، حيث أن البكتيريا المسؤولة عن الإصابة بمرض الجذام بطيئة النمو، وقد تستغرق الأعراض 3 - 5 سنوات للظهور، كما أن بعض الأشخاص تظهر أعراض الجذام عليهم بعد 20 عام من التعرض للبكتيريا. تتضمن الأعراض ما يلي:

  • الشعور بالخدران والتنميل.
  • فقدان الإحساس في عدة أجزاء من الجسم، أهمها الذراعين والساقين.
  • عدم الإحساس بالألم.
  • عدم الإحساس بالحرارة.
  • ضعف العضلات، وألم في المفاصل.
  • إصابة الأعصاب.
  • فقدان الوزن.
  • ظهور طفح جلدي.
  • تقرحات جلدية غير مؤلمة أحياناً.
  • بقع جلدية باهتة اللون تشبه ما يظهر بمرض البهاق، تتميز بأنه قد يحدث خدر في مكان البقع.
  • جفاف العين، وقلة حركة جفن العين.
  • فقدان الأصابع.
  • تساقط الشعر، مثل تساقط شعر الحواجب.
  • تشوه الوجه.

للمزيد: الشتاء والأمراض الجلدية

يتم تشخيص مرض الجذام بالطرق التالية:

  • الفحص السريري: من خلال الأعراض التي تظهر على المريض.
  • خزعة الجلد (بالإنجليزية: Skin Biopsy): يقوم الطبيب بهذا الفحص في حال وجود تغيرات في الجلد مع فقدان الإحساس وإصابة الأعصاب، قد يقوم الطبيب بإجراء ، وإزالة عينة صغيرة من الجلد وفحصها في المختبر.
  • اختبار الليبرومين للجلد (بالإنجليزية: Lepromin Skin Test): وذلك لتحديد نوع الجذام، بحيث يتم حقن كمية صغيرة من البكتيريا المسببة للجذام في الجزء العلوي من الساعد وذلك بعد تعطيل نشاط البكتيريا، وتكون النتيجة إيجابية في موقع الحقن في حال الإصابة بالجذام السلي أو الجذام الحدي.
  • تحاليل الدم: يجري الطبيب فحص الدم الكامل، واختبارات انزيمات الكبد، واختبار الكرياتينين، أو إجراء خزعة الأعصاب للتأكد من عدم تأثرها بمرض الجذام.

يتم العلاج باستخدام المضادات الحيوية، ويعتمد نوع المضاد الحيوي المستخدم، والجرعة المستخدمة، والمدة التي يتم استخدام المضاد الحيوي على نوع الجذام التي تمت الإصابة به، وغالباً ما يتم وصفها معاً، وقد يتم إضافة مضاد حيوي ثالث إلى المضادات الحيوية المذكورة، مثل دواء الكلوفازيمين (بالإنجليزية: Clofazimine).

ومن أهم المضادات الحيوية التي يتم إعطائها للمصاب بالجذام نذكر ما يلي:

  • دواء الدابسون (بالإنجليزية: Dapsone).
  • دواء الريفامبيسين (بالإنجليزية: Rifampicin).
  • دواء الكلوفازيمين (بالإنجليزية: Clofazimine).
  • دواء المينوسيكلين (بالإنجليزية: Minocycline).
  • دواء الأوفلوكساسين (بالإنجليزية: Ofloxacin).

عادة ما يتم وصف المضادات الحيوية لمدة لا تقل عن 6 أشهر إلى 12 شهر، أو أكثر، يساهم استخدام العلاج المناسب بالمضادات الحيوية بمنع المريض من نقل العدوى لغيره خلال فترة العلاج. يتم أحياناً استخدام بعض الأدوية المضادة للالتهاب للتقليل من الألم والالتهاب الحاد المصاحب لمرض الجذام، ومنها نذكر الآتي:

  • الأدوية الستيرويدية: مثل دواء البريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone).
  • دواء الأسيتيل ساليسيليك أسيد (بالإنجليزية: Acetylsalicylic Acid): أو ما يعرف بالأسبرين.
  • دواء الثاليدوميد (بالإنجليزية: Thalidomide): وهو دواء يعمل على تثبيط جهاز المناعة في الجسم، ويساعد في علاج النتوءات الجلدية المصاحبة للجذام. من المعروف أن دواء الثاليدوميد يسبب تشوهات خلقية شديدة، لذلك يجب عدم استخدام دواء الثاليدوميد للنساء الحوامل أو النساء اللواتي قد يحملن.
  • الجراحة: يتم اللجوء إليها بهدف إجراء تحسينات تجميلية للمريض بعد الانتهاء من تناول المضادات الحيوية، كما وقد يستطيع الأطباء استرجاع وظيفة الأطراف وبعض الوظائف العصبية التي فقدها المريض.

للمزيد: الأدوية المستعملة في الأمراض الجلدية

يمكن أن يتجنب الشخص الإصابة بالجذام من خلال اتباع النصائح الوقائية التالية:

  • التغذية السليمة والنظافة الجيدة هما أهم طرق الوقاية.
  • التوعية الصحية لكافة شرائح المجتمع بمرض الجذام و أعراضه و طرق الوقاية منه.
  • تجنب الاحتكاك لفترات طويلة مع أشخاص مصابين أو محتمل أن يكونوا مصابين بمرض الجذام. كما أن تجنب ملامسة الإفرازات الأنفية وغيرها من إفرازات الجسم للشخص المريض وغير المعالج يقي من الإصابة بمرض الجذام.
  • عند السفر لمنطقة يستوطن فيها مرض الجذام يجب أخذ الاحتياطات اللازمة، ولا بأس من أخذ جرعات من أدوية وقائية ضد الجذام مثل "الريفامبيسين" قبل السفر إلى تلك المنطقة .
  • إجراء الفحوصات اللازمة للعاملات والوافدين من بلدان ينتشر فيها المرض.

تعتمد شدة المضاعفات على سرعة الحصول على الرعاية الطبية، والحصول على العلاج المناسب للجذام، بحيث تكون الأعراض خفيفة في حال تمت معالجة مرض الجذام مبكراً.

من المضاعفات المصاحبة لمرض الجذام ما يلي:

  • فقدان حاسة اللمس، وتبدأ بالأطراف، والذي يؤدي إلى إصابات في الجسم دون الشعور بها مثل الحروق والجروح الشديدة، والتي قد تتطور إلى التهابات شديدة.
  • تلف دائم في الأعصاب خارج الدماغ والنخاع الشوكي.
  • ضعف العضلات.
  • فقدان الشعر، خصوصاً شعر الحاجبين، والرموش.
  • التشوه التدريجي في الوجه والأطراف.
  • فقدان البصر أو الإصابة بالجلوكوما (بالإنجليزية: Glaucoma).
  • ضعف الانتصاب والعقم عند الرجال.
  • الفشل الكلوي.
  • تلف دائم في الجزء الداخلي من الأنف، مما يؤدي إلى النزيف وانسداد مزمن في الأنف.

يعتمد مآل مرض الجذام على مرحلة المرض، وفي حال عدم معالجة مرض الجذام مبكراً تتطور المضاعفات المذكورة والتي قد تؤثر على حياة المريض بشكل سلبي وكبير.

Charles Patrick Davis. Leprosy (Hansen's Disease). Retrieved on the 26th of March, 2021, from:

https://www.medicinenet.com/leprosy/article.htm

WebMD. Leprosy Overview. Retrieved on the 26th of March, 2021, from:

https://www.webmd.com/skin-problems-and-treatments/guide/leprosy-symptoms-treatments-history#1-2

Maureen Donohue. Leprosy. Retrieved on the 26th of March, 2021, from:

https://www.healthline.com/health/leprosy

World Health Organization. Leprosy (Hansen's disease). Retrieved on the 26th of March, 2021, from:

https://www.who.int/health-topics/leprosy#tab=tab_1

Darvin Scott Smith. Leprosy. Retrieved on the 26th of March, 2021, from:

https://emedicine.medscape.com/article/220455-overview#a6

الكلمات مفتاحية

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بالامراض المعدية

سؤال من ذكر سنة

في الامراض المعدية

يوجد احد من اقاربي مصاب بوباء الكبد ( ابو زوجتي ) ودائما مايقبل ابنائي كالتالي : ١ - هل المرض...

الكبد البائي معدي وينتقل عبر الدم ، فإذا كان التقبيل في مكان الجرح يمكن نقل العدوى وأفضل طريقة وتفاديا للإحراج مع صهرك هو تطعيم أبنائك ضد التهاب الكبد البائي فترتاح ويرتاح بالك

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بالامراض المعدية

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بالامراض المعدية