يمكن اعتبار الحمى عند الأطفال واحدة من أكثر الصعوبات التي يعاني منها أولياء الأمور والمسؤولين عن رعاية الأطفال عموماً، ويعود السبب وراء ذلك هو عدم القدرة على معرفة أسباب ارتفاع درجة الحرارة، إذ تعد الحمى علامة لوجود مرض أدى لظهورها وليست مرضاً بحد ذاته، وبالتالي تحتاج من الطبيب البحث عن الأسباب المؤدية لارتفاع درجة الحرارة عند الطفل.

يعتمد وجود حمى عندما تزيد حرارة الجسم الداخلية عن 38 درجة سيليسيوس عند قياسها عبر المستقيم.

اسباب الحمى عند الأطفال

يمكن تقسيم أسباب الحمى عند الاطفال حسب فئة الطفل العمرية إلى 3 فئات كالتالي:

اسباب الحمى عند حديثي الولادة

يندرج تحت هذه الفئة الأطفال الذين لم تتعد أعمارهم 28 يوماً، إذ تعود أغلب حالات الحمى عند الأطفال حديثي الولادة إلى عدوى بكتيرية حادة، لذا يعتبر أخذ السيرة المرضية من الأم أثناء الحمل وعند الولادة وفي فترة ما بعد الولادة واحدة من أهم العوامل التي تساعد في تشخيص وتحديد أسباب الحمى، ويعد السبب الأكثر انتشاراً لارتفاع الحرارة خلال السبعة أيام الأولى من عمر الطفل هو انتقال عدوى من الأم للطفل، سواء كان ذلك أثناء الولادة وانتقال العدوى عبر المشيمة، أو أثناء الحمل، أو نتيجة أالتعرض المباشر للعدوى خلال أو بعد الولادة.

تشمل أبرز الميكروبات المسببة لارتفاع الحرارة عند حديثي الولادة:

  • بكتيريا المكورات العقدية نوع ب (بالإنجليزية: Group B Streptococcus).
  • بكتيريا الإشريكية القولونية (بالإنجليزية: E. coli).
  • بكتيريا اللستيريا المولدة للخلايا الوحيدة (بالإنجليزية: Listeria Monocytogenes).
  • فيروس الهربس (بالإنجليزية: Herpes Simplex Virus)

وقد تؤدي هذه الميكروبات إلى حدوث الالتهاب الرئوي، والتهاب السحايا، وجود بكتيريا في الدم أو تسمم الدم.

اسباب الحمى عند الاطفال الرضع

تضم هذه الفئة الأطفال من عمر 28 يوماً إلى 60 يوماً، تتراوح نسبة وجود التهاب بكتيري حاد عند الأطفال الذين يعانون من الحمى في هذه الفئة من 6% إلى 10%، وغالباً ما يكون السبب التهاب المسالك البولية.

وتنخفض فرص تعرض الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر لعدوى فيروس من قبل للتعرض لعدوى بكتيرية خلال هذه الفترة، كما يوجد تزامن بين وجود التهاب في المسالك البولية والتهاب القصبات الهوائية عند الأطفال المصابين بالحمى في هذه الفئة.

اسباب الحمى عند الأطفال من عمر 3 اشهر إلى 3 سنوات

يعتبر أبرز أسباب ارتفاع الحرارة عند هذه الفئة من الأطفال إلى وجود بكتيريا في الدم والتي تسمى بحالة تسمم الدم، السبب الأبرز لعدوى الدم هو بكتيريا العقدية الرئوية، تليها بكتيريا المستدمية النزلية نوع ب، ولكن مع الالتزام بالمطاعيم المخصصة للطفل تقل نسب التعرض لوجود بكتيريا في الدم بنسب كبيرة.

أبرز الأعراض التي تظهر على الطفل الذي يعاني من وجود بكتيريا في الدم هي:

  • التهاب حاد في الأذن الوسطى.
  • التهاب الرئة.
  • أعراض التهاب الجيوب الحاد.
  • التهاب السحايا.
  • تشنجات حمية.
  • التهاب النسيج الخلوي.

وهناك أسباب أخرى لارتفاع الحرارة غير العدوى مثل:

  • داء كاواساكي.
  • الإنهاك الحراري.
  • تسمم الأدوية، مثل الأدوية المضادة للفعل الكوليني.

كما يمكن أن ترتفع درجة الحرارة بعد أخذ المطاعيم، إذ يحتمل ارتفاع حرارة الطفل خلال 24-48 ساعة بعد أخذ لقاح السعال الديكي، كما يمكن أن ترتفع بعد أسبوع أو أسبوعين من أخذ لقاح الحصبة. وعادةً ما يستمر ارتفاع الحرارة بعد أخذ المطعوم من ساعات إلى حد يوم واحد لا أكثر.

للمزيد: دليلك إلى التطعيمات الأساسية للأطفال في السنة الأولى

اسباب الحمى المزمنة

هي حمى يعاني منها الطفل يومياً لمدة تزيد عن أسبوعين، وعدم القدرة على تحديد مسبب لهذه الحمى، ويطلق عليها أيضاً اسم حمى مجهولة السبب، وأبرز أسبابها ما يلي:

  • عدوى.
  • مرض النسيج الضام.
  • داء الأمعاء الالتهابية.
  • السكري الكاذب.
  • حالات الجفاف.
  • بعض أنواع السرطان

اعراض الحمى عند الاطفال الرضع

تصاحب الحمى عند الأطفال الرضع مجموعة من الأعراض، وهي:

  • يصبح الطفل سريع الغضب والانفعال أو قد يصبح شديد الهدوء والكسل.
  • لا يستطيع الرضاعة بالشكل الطبيعي.
  • البكاء الشديد.
  • سرعة التنفس.
  • ملمسه دافئ أو ساخن.
  • قد تحدث تشنجات مصاحبة للحمى.
  • اعراض الحمى عند الاطفال القادرين على الكلام

أما الأطفال القادرين على الكلام فيشكوا أغلبهم من:

  • شعور بالدفئ أو البرودة مقارنة بالآخرين.
  • ألم في الرأس.
  • ألم في المفاصل.
  • زيادة فترات النوم أو صعوبة النوم.
  • فقدان الشهية لتناول الطعام.

الحمى بدون اعراض

يصعب تحديد سبب الحمى في حال كانت غير مصاحبة لأي أعراض أخرى، كسيلان الأنف، أو الإسهال، أو السعال وغيرها.

هناك العديد من أنواع العدوى الفيروسية التي تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة دون مصاحبتها لأي أعراض أخرى، مثل فيروس الوردة الطفلية؛ إذ يؤدي هذا الفيروس إلى ارتفاع درجة الحرارة لثلاثة أيام يليها ظهور طفح جلدي زهري اللون على منطقة الظهر والجذع.

أيضاً هناك عدوى أكثر حدة من الممكن أن تظهر على شكل حمى فقط دون وجود أي أعراض أخرى، مثل التهاب السحايا، والتهاب المسالك البولية، ووجود بكتيريا في الدم.

حالات تستدعي مراجعة الطبيب او غرفة الطوارئ

فيما يلي الحالات التي تستدعي الذهاب إلى الطوارئ:

  • كان عمر الطفل يقل عن ثلاثة أشهر.
  • استمرار الحمى لمدة أكثر من خمسة أيام.
  • زيادة درجة الحرارة عن 40 درجة سيليسيوس.
  • عدم استجابة الطفل لمخفضات الحرارة.
  • إذا كان الطفل يعاني من خمول وعدم القدرة على الحركة أو تناول كمية كافية من السوائل، وفي حالة عدم تبول الطفل لفترة طويلة تزيد عن 12 ساعة فيصبح في خطر من حدوث جفاف.
  • أخذ مطعوم وازدادت درجة الحرارة عن 38.9 درجة سيليسيوس.

متى تكون الحمى مهددة لحياة الطفل؟

عادةً لا تتم معالجة جميع حالات الحمى، ولكن الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة قد يسبب العديد من المشاكل الصحية للطفل.

لذا يعتمد الطبيب على قياس درجة الحرارة إضافة إلى الحالة الصحية عند فحص الطفل لتحديد شدة الحرارة.

  • الحمى الخفيفة، وهي التي تقل فيها درجة الحرارة عن 39 درجة سيليسيوس، إذ لا تحتاج إلى علاج، باستثناء إذا كان عمر الطفل أقل من ثلاثة أشهر وكان قياس درجة الحرارة عبر المستقيم أكثر من 38 درجة، حيث يجب حينها مراجعة الطبيب أو غرفة الطوارئ مباشرة نظراً لخطر وجود عدوى عند الطفل.
  • الحمى الشديدة، وهي التي تزيد فيها درجة الحرارة عن 39 درجة سيليسيوس، ويستلزم مراجعة غرفة الطوارئ فوراً عند الإصابة بها، أو في حال ظهور أي من الأعراض التالية:
    • البكاء المستمر دون توقف.
    • الانفعال الحاد والشديد.
    • الخمول والكسل الشديدين.
    • الطفح الجلدي.
    • ازرقاق في الفم والشفتين والأظافر.
    • تصلب الرقبة وصعوبة تحريكها.
    • الألم الشديد في الرأس.
    • الارتخاء وعدم القدرة على الحركة.
    • صعوبة التنفس.
    • الانحناء للأمام وسيلان اللعاب.
    • حدوث التشنجات.
    • وجود ألم في البطن.

يمكن اعتبار الحمى غير شديدة وغير مقلقة اعتماداً على سلوك الطفل التالي:

  • قادر على اللعب والتواصل.
  • قادر على تناول الطعام والشراب.
  • قادر على الانتباه والابتسام لمن هم حوله.
  • لون الجلد طبيعي.
  • يشعر بالتحسن عند اختفاء الحمى.

لدي أطفال كلهم يتحسسوا من طعام، ومن الحليب متعبان للغاية التحسس يبدأ معهم بعد إتمام شهرهم السادس مرحلة تغيير الحليب رقم 2 وإدخال الطعام بعض منهم يتحسس من القمح من الجلوتين والبعض الآخر من الحليب ومشتقاته يعانون إما من ترجيع مستمر أو طفح جلدي شديد في منطقة الحفاظ مع بكاء مستمر واحمرار الجلد وتورمه وخروج دم من هذه المنطقة ما الحل

كيفية علاج الحمى في المنزل

هناك بعض الطرق الممكن استخدامها للتخفيف من أعراض الحمى في المنزل، أبرزها:

  • الأدوية: في حالة كان الطفل شديد الانفعال ويبدو عليه عدم الارتياح نتيجة الحمى، يمكن استخدام مخفضات الحرارة من نوع أسيتامينوفين (باراسيتامول) مع مراعاة تحديد الجرعة تبعاً لعمر ووزن الطفل. يحذر من استخدام الأسبرين لتخفيض الحرارة نظراً لخطورته في حال وجود متلازمة راي عند الطفل، وعلى الرغم من قلة انتشارها إلا أنها تعد قاتلة عند أخذ دواء الأسبرين في حال وجودها.
  • تخفيف كمية الملابس التي يرتديها الطفل، حيث يساعد ذلك في تخفيف وفقدان الحرارة من الجسم.
  • التأكد من حرارة الغرفة ومناسبتها له.
  • الاستحمام بماء دافئ إذ يساعد في تخفيض الحرارة، مع مراعاة الحذر من استخدام حمامات الماء البارد أو الثلج والتي قد تؤدي إلى حدوث جفاف عند الطفل وازدياد سوء حالته.
  • الإكثار من شرب السوائل لتفادي الدخول في حالة جفاف ولتعويض خسارة السوائل في الجسم، إذ يعتبر شرب الماء والمشروبات الساخنة والعصائر ذو فائدة كبيرة في حالات الحمى، لكن يرجى الابتعاد عن شرب الشاي إذ تعتبر من مدرات البول وتساعد على خسارة السوائل وزيادة فرص حدوث جفاف.

كيفية التعامل مع التشنجات المصاحبة للحمى

تحدث التشنجات الحمية عند الأطفال تحت عمر 5 سنوات الذين يعانون من حمى. لا يشترط دائماً أن يكون التشنج على شكل نفضة في الأطراف، بعض التشنجات تبدو وكأنها حالة إغماء، لذا في حال تعرض الطفل لأي نوع من التشنجات يجب اتباع ما يلي:

  • دع الطفل يستلقي على أحد جنبيه.
  • لا تضع أي شيء في فم الطفل.
  • قم بالاتصال بالإسعاف في حال استمرت التشنجات لأكثر من خمس دقائق.

ارتفاع درجة الحرارة ليلا

هناك العديد التفسيرات لارتفاع درجة الحرارة ليلاً فقط، واحد منها أن الجسم عموماً ترتفع حرارته ليلاً مقارنة مع حرارته خلال النهار، ويساعد ذلك ما يضعه الأهل من أغطية على الطفل قد تساعد في زيادة درجة الحرارة.

لكن السبب الأكثر منطقية هو أن جهاز المناعة يتحفز ويعمل بنشاط أكبر ليلاً محاولاً القضاء على الفيروسات أو البكتيريا الموجودة في الجسم وبالتالي ترتفع درجة الحرارة ليلاً أكثر مقارنة مع النهار.

اقرا ايضاً :

مرض التوحد قد يرتبط بأمراض أخرى