ما هو كره البشر؟ | Misanthropia

إذا كان لديك سؤال يتعلق بنفس الموضوع تحدث مع طبيب

ما هو ما هو كره البشر؟

كره البشر (بالإنجليزية: Misanthropy) هو اضطراب في الشخصية ينطوي على الشعور بعدم الثقة بالناس، أو احتقارهم، أو الاشمئزاز منهم، وقد يصل أحيانًا إلى كره الجنس البشري بشكل عام، مما يؤدي إلى العزلة والانسحاب من المجتمع. تأتي الكلمة من الكلمات اليونانية: Misos والتي تعني الكراهية، وanthropos والتي تعني الإنسان. [1][2]

غالبًا ما يرتبط كره البشر بالأشخاص الذين عانوا من خيانة أو رفض أو عنف من الآخرين في حياتهم، فيتحوّل هذا الشعور إلى وسيلة دفاعية لحماية النفس من الألم النفسي، ورغم أن الشخص الكاره للبشر هو الشخص الذي لا يحب البشرية أو لا يثق بها كقاعدة عامة، إلا أنه قد يكون لديه علاقات طبيعية مع أشخاص محددين. [1][3]

الكثير قد يستخدم مصطلح "كره البشر" بشكل عابر بطريقة ساخرة، إلا أنه قد يكون اضطرابًا حقيقيًا في الشخصية في بعض الحالات النادرة، خاصةً إذا استمر لفترة طويلة وأثر سلبًا على حياة الفرد، مما يتطلب العلاج. [1]

خصائص كارهي البشر

تتضمن أبرز خصائص كاره البشر ما يلي: [4][5]

كره شديد تجاه البشر بشكل عام، وليس تجاه أشخاص معينين فقط.
الإيمان بأن القواعد والأعراف التي يعيشها معظم البشر هي في الواقع لا قيمة لها، وتؤدي إلى نتائج عكسية تماماً للسعادة الحقيقية.
احترام الحيوانات بدلًا من البشر، مثل الفئران والكلاب.
الميل غالبًا إلى العزلة والانسحاب من البشر، وهو ما قد يسبب الحزن والاكتئاب في الوضع الطبيعي، لكن يرى كارهو البشر في العزلة متنفسًا وراحةً من جنس البشر الذي يحتقرونه بشدة.

اسباب ما هو كره البشر؟

قد ينشأ كره البشر نتيجة لعدة عوامل متداخلة، من أبرزها: [2][3]

الصدمة العاطفية: التعرض للإساءة أو الخيانة من شخص ما قد يؤدي إلى فقدان الثقة بالناس عامةً، ويتحوّل مع الوقت إلى مشاعر كراهية تامة.
تجارب الطفولة المؤلمة: الصدمات المبكرة، مثل الإهمال أو سوء المعاملة، قد تترك أثراً عميقاً في نفس الإنسان، وتشكّل نظرته السلبية للبشرية.
مشاكل الثقة بالآخرين: مع تكرار خيبات الأمل والإحباطات على يد عدة أشخاص، قد تتكوّن قناعة داخلية بأن البشر لا يستحقون الثقة أو الحب.
سيادة الأفكار السلبية: يميل العقل البشري أحيانًا إلى التركيز المفرط على التجارب السلبية، مما يعزز النظرة السوداوية تجاه الناس، وهو نمط تفكير قد يكون أكثر حدة لدى كارهي البشر.

هل كره البشر مرض نفسي؟

لا يُعتبر كره البشر عادةً مرضًا نفسيًا، بل يُصنف غالبًا كآلية دفاعية يستخدمها الإنسان لحماية نفسه من الألم العاطفي أو الخوف أو الصدمات النفسية، وعلى الرغم من أن كارهي البشر لا يشكلون عادةً خطرًا على المجتمع، إلا أنهم يميلون إلى العزلة، تجنبًا لأي تجربة قد تزيد من معاناتهم النفسية، وهي ما قد تفتح الباب أمام مشكلات نفسية أخرى، مثل القلق، أو الاكتئاب، أو الشعور بالارتياب تجاه الآخرين. [3]

اعراض ما هو كره البشر؟

توجد بعض العلامات التي تجتمع عند كارهي البشر، وهي: [2][6]

الكره الشديد تجاه البشرية، ونقاط الضعف في الآخرين، وفي بعض الحالات، لأنفسهم أيضاً.
التركيز المفرط على عيوب البشر من الأنانية والشر وغيرها، وتجاهل السمات الإيجابية.
انعدام الثقة بالناس والشك الدائم في نواياهم.
توقع الأسوأ من الآخرين بشكل دائم، والدهشة عند مواجهة الطيبة أو اللطف.
الميل إلى العزلة الاجتماعية، والشعور بالارتياح بعيدًا عن التجمعات.
النقد المستمر للنفس وللآخرين، مع نظرة سوداوية للمجتمع.
ضعف القدرة على التعاطف مع مشاعر الآخرين.
صعوبة بناء علاقات صحية ومستقرة مع الآخرين.
الحساسية الشديدة تجاه النقد أو الرفض من الآخرين.
الإحساس بالتفوق عن الآخرين، واعتبار أنفسهم أكثر وعيًا للواقع.

علاج ما هو كره البشر؟

يُعد العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Behavioral Therapy) من أنجح الأساليب للتخلّص من كره البشر، وهو نوع من العلاج النفسي يهدف إلى مناقشة الأفكار والمشاعر والسلوكيات لدى كاره البشر، وفهمها بشكل أفضل، ومن ثم العمل مع الطبيب النفسي على إعادة تشكيل طريقة التفكير، بحيث يتعلّم الشخص النظر إلى البشرية بطرق أكثر إيجابية. [4]

على سبيل المثال، قد يكتشف الشخص أثناء العلاج أن مشاعر الكراهية التي يحملها لا تعود إلى طبيعة البشر أنفسهم، بل إلى خوفه الشخصي أو قلقه الاجتماعي، ومن خلال تحدي أفكاره ومقاومتها، يتمكن من التعرّف على أفراد معينين يثق بهم ويقدّرهم، بدلاً من تعميم الكراهية على الجميع، وبهذه الطريقة، يتحقق تغيير تدريجي في النظرة إلى البشر، دون الحاجة إلى تغيير القناعة العامة دفعة واحدة. [4]

هل ترغب في الحصول على استشارة نفسية؟ احصل على واحدة الآن مع طبيب مُعتمد من موقع الطبي، بكل سرية، ومن المنزل.

مضاعفات ما هو كره البشر؟

قد تؤدي حالة كره البشر إلى مشاكل عديدة للفرد نفسه، منها: [3]

القلق المزمن الناتج عن الشعور الدائم بانعدام الأمان والثقة.
الاكتئاب نتيجة العزلة الاجتماعية.
جنون الارتياب (البارانويا)؛ بسبب انعدام الثقة المفرط بالآخرين، وتوقع النوايا السيئة دائمًا.
زيادة خطر الإصابة باضطرابات نفسية أكثر خطورة، مثل الفصام (الشيزوفرينيا).