قرحة الاثني عشر | Duodenal Ulcer

قرحة الاثني عشر

ما هو قرحة الاثني عشر

تعد قرحة الاثني عشر (بالإنجليزية: Duodenal Ulcer) إحدى أنواع القرحة الهضمية، والتي تتمثل بظهور تقرحات وتآكل في البطانة المخاطية التي تغطي منطقة الاثني عشر، وهي الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة الذي يتصل مباشرة بالمعدة. [1،2]

هناك تشابه كبير ما بين قرحة الاثني عشر وقرحة المعدة، وهو النوع الثاني من القرحة الهضمية، وذلك من حيث الأسباب وطرق العلاج، مع وجود اختلاف بسيط بينهما من حيث الأعراض. [3]

يمكن أن تحدث قرحة الاثني عشر خلال أي مرحلة من مراحل حياة الفرد، إلا أنها أكثر شيوعًا لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 20 - 45 عامًا، كما تحدث قرحة الاثني عشر عند الرجال بشكل أكثر شيوعًا مقارنة بالنساء. [2]

إضغط هنا واستشر طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفسارتكم المتعلقة بهذا الموضوع

تحدث قرحة الاثني عشر عندما تتضرر الطبقة المخاطية التي تبطن منطقة الاثني عشر، وهو أمر يحدث نتيجة لعدة أسباب وعوامل، أهمها:

  • فرط نمو بكتيريا الملوية البوابية

تتواجد بكتيريا الملوية البوابية بشكل طبيعي داخل المعدة والاثني عشر، لكن، ونتيجة لعدة أسباب يمكن أن يحدث فرط في نمو هذه البكتيريا داخل منطقة الاثني عشر، وهذا ما يؤدي إلى الإصابة بعدوى تلحق الضرر بالبطانة المخاطية التي تبطن هذه المنطقة. [1،3]

كما يمكن أن تحدث قرحة الاثني عشر عند انتقال بكتيريا الملوية البوابية المعدية عن طريق ملامسة لعاب شخص مصاب بها أو عن طريق شرب الماء الملوث بهذه البكتيريا. [1]

  • الإفراط في استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية

تتضمن أسباب قرحة الاثني عشر أيضًا تناول الأدوية التابعة لمجموعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ومنها الأسبرين أو الأيبوبروفين، بجرعات عالية أو لفترات زمنية طويلة، حيث يمكن أن تتسبب هذه الأدوية بالتهاب في بطانة الأمعاء، والذي يمكن أن يؤدي إلى تدميرها وإتلافها وظهور التقرحات فيها مع مرور الزمن. [1-3]

كما يمكن أن تتضمن أسباب قرحة الاثني عشر المحتملة أيضًا ما يلي: [1،2،4]

  • الإصابة بأنواع أخرى من الالتهابات البكتيرية والفيروسية التي تؤثر على الجهاز الهضمي.
  • الإصابة بمتلازمة زولينجر إليسون، والتي تتسبب بإنتاج المعدة لكمية كبيرة من الحمض.
  • استخدام بعض أنواع الأدوية لفترات زمنية طويلة، ومنها الكورتيكوستيرويدات، وبعض أنواع مضادات الاكتئاب، ومضادات التخثر.
  • إجراء عملية جراحية داخل المعدة أو الأمعاء الدقيقة، حيث يمكن أن تعد قرحة الاثني عشر إحدى المضاعفات المحتملة لهذه العمليات الجراحية.
  • وجود قصور في الأوعية الدموية، وهذا ما يؤدي إلى عدم تدفق الدم بشكل جيد نحو منطقة الأمعاء.
  • تلقي العلاج الكيميائي.
  • الإصابة بالأورام السرطانية الخبيثة.

عوامل خطر الإصابة بقرحة الاثني عشر

بالإضافة إلى الأسباب المذكورة سابقًا، يوجد عدد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بقرحة الاثني عشر، والتي يمكن أن تشمل ما يلي: [1،3،4]

  • التدخين.
  • شرب الكحول بانتظام.
  • التعرض لضغوطات نفسية لفترات زمنية طويل.
  • الإفراط في تناول الأطعمة الحارة.
  • وجود تاريخ سابق للإصابة بتقرحات الاثني عشر.
  • التعرض مؤخرًا لصدمة جسدية خطيرة.

يعتبر ألم البطن كأكثر أعراض قرحة الاثني عشر شيوعًا. وعادة ما يتم التفريق ما بين قرحة المعدة وقرحة الاثني عشر من خلال طبيعة هذا الألم، فعادة ما يحدث ألم قرحة الاثني عشر بعد تناول الطعام بعدة ساعات، أو أثناء الليل، أو في حال كانت المعدة فارغة، وعادة ما يتحسن هذا الألم بعد تناول وجبة الطعام مباشرة. بينما يحدث ألم قرحة المعدة خلال فترة قصيرة بعد تناول المريض للطعام. [1-3]

يمكن أن تشمل أعراض قرحة الاثني عشر الأخرى ما يلي: [1،2]

  • الشعور بالامتلاء الشديد أو الانتفاخ بعد تناول وجبة الطعام.
  • حرقة المعدة المستمرة.
  • القيء والغثيان.
  • انتفاخ البطن.

كما، ومع تقدم وتطور قرحة الاثني عشر، يمكن أن تظهر أعراض أخرى لدى المريض، والتي يجب استشارة الطبيب فورًا في حال حدوثها، ومن هذه الأعراض ما يلي: [1،3]

  • التقيؤ بعد تناول الطعام.
  • القيء المصحوب بالدم، حيث يمكن أن يظهر القيء باللون الأحمر أو الأسود..
  • البراز الدموي أو أسود اللون.
  • صعوبة التنفس.
  • الدوار أو الارتباك.
  • فقدان الوزن دون سبب واضح.
  • فقدان الشهية.

حيث يمكن أن تدل هذه الأعراض لقرحة الاثني عشر على وجود نزيف أو ثقب في المنطقة، نتيجة لوجود تقرحات شديدة فيها. [2]

اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن اعراض قرحة المعدة والقولون؟

يعتمد تشخيص قرحة الاثني عشر على أخذ التاريخ المرضي للمريض، ومعرفة الأعراض التي يعاني منها، بالإضافة إلى الفحص البدني للمريض. كما سيقوم الطبيب بطلب إجراء عدد من الفحوصات والتحاليل التي يمكن أن تميز الإصابة بتقرحات الاثني عشر دونًا عن غيرها من أمراض الجهاز الهضمي. [1،2]

ويمكن أن تشمل فحوصات تشخيص قرحات الاثني عشر ما يلي: [1،3]

  • تنظير المريء والمعدة والإثني عشر (بالإنجليزية: Esophagogastroduodenoscopy)، والذي يتم خلاله رؤية باطن منطقة الاثني عشر بحثًا عن أية تقرحات، كما يمكن أن يتضمن أخذ خزعة من أنسجة الاثني عشر، للكشف عن وجود بكتيريا الملوية البوابية.
  • التصوير بالأشعة المقطعية، حيث يتم الحصول صور مفصلة للاثني عشر والأنسجة المحيطة به.
  • تصوير الجهاز الهضمي العلوي بالأشعة السينية، وذلك يعد تناول المريض لجرعة من الباريوم.
  • فحوصات الكشف عن بكتيريا الملوية البوابية، ومنها:
    • اختبار التنفس، حيث يتناول المريض مادة تحتوي على الكربون المشع، ومن ثم سيقوم المريض بالتنفس داخل كيس مغلق، ليتم بعد ذلك اختبار الغازات التي يخرجها المريض بحثًا عن علامات الإصابة بالبكتيريا الملوية البوابية.
    • اختبار مستضد البراز، والذي يبحث عن مستضدات بكتيريا الملوية البوابية في براز المريض.

عادة ما يتضمن علاج قرحة الاثني عشر تناول إحدى الأدوية التي تعمل على تقليل الحمض المفرز داخل المعدة، وبالتالي حماية بطانة الاثني عشر من آثار هذا الحمض، وتشمل هذه الأدوية ما يلي: [3،4]

  • مثبطات مضخة البروتون، والتي تعد أكثر أنواع الأدوية استخدامًا لعلاج قرحة الاثني عشر، ومنها الأوميبرازول، والبانتوبرازول، واللانسوبرازول.
  • حاصرات مستقبلات الهيستامين-2، ومنها الفاموتيدين والسيميتيدين.
  • مضادات الحموضة، مثل كربونات الكالسيوم وبيكربونات الصوديوم.

أيضًا قد يقوم الطبيب بوصف دواء السوكرالفات، والذي يعمل على حماية البطانة المخاطية التي تبطن منطقة الاثني عشر.

وفي حالة قرحة الاثني عشر الناجمة عن عدوى الملوية البوابية سيقوم الطبيب بوصف المضادات الحيوية من أجل محاربة هذه البكتيريا والقضاء عليها، وعادة ما يتم وصفها ضمن برنامج يسمى بالعلاج الثلاثي، والذي يتضمن استخدام نوعين من المضادات الحيوية بالإضافة إلى أحد الأدوية المثبطة لمضخة البروتون. [2،4]

ومن أشهر المضادات الحيوية المستخدمة في علاج قرحة الاثني عشر هما دواء الأموكسيسيلين ودواء الكلاريثروميسين. [1،3]

أما حول قرحة الاثني عشر النازفة أو التي تسببت بثقب في المنطقة، فعادة ما يتطلب علاجها إجراء عملية جراحية للمريض من أجل إصلاح وترميم الأنسجة المتضررة من القرحة. [2،3]

اقرأ أيضًا: ما هو علاج القرحة في المعدة؟

بالإضافة إلى الالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، يوجد عدد من النصائح التي ينصح بها أثناء فترة علاج قرحة الاثني عشر، ومنها ما يلي:  [2،3]

  • التوقف عن تناول الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، وذلك في حال كانت السبب الرئيسي للإصابة بقرحة في الاثني عشر.
  • التوقف عن التدخين وشرب الكحول، فكلاهما يمكن أن يؤديان إلى تفاقم أعراض قرحة الاثني عشر.
  • تجنب تناول الأطعمة المقلية، والأطعمة الغنية بالتوابل، ومنتجات الألبان، والأطعمة الحامضة.
  • الحرص على عدم تناول الطعام لمدة ساعتين قبل الذهاب إلى السرير.

اقرأ أيضًا: النظام الغذائي لمرضى قرحة المعدة

يمكن عادة الوقاية من قرحة الاثني عشر ومنع عودتها من خلال تجنب وتقليل عوامل خطر الإصابة بها. ومن النصائح التي ينصح بها للوقاية من قرحة الاثني عشر ما يلي: [1،4]

  • غسل اليدين بانتظام، فذلك يساعد على حماية الفرد من الإصابة بالعدوى.
  • تجنب الافراط في استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والالتزام بالتعليمات والتوجيهات الخاصة بها، كما يمكن استبدالها بأنواع أخرى من مسكنات الألم مثل الأسيتامينوفين.
  • تناول الأدوية التي تقلل من إفراز أحماض المعدة أثناء فترة تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لمنع قرحة الاثني عشر الناجمة عن استخدام هذه الأدوية. 
  • الحد من التدخين أو الاقلاع عنه تمامًا.
  • التقليل من تناول الكحول أو توقف عن شربه تمامًا.
  • تناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات.

تحدث مضاعفات قرحة الاثني عشر في حال عدم تلقي المريض للعلاج، وتتضمن هذه المضاعفات ما يلي: [1،2]

  • نزيف داخل الأمعاء.
  • ثقب في جدار الأمعاء، والذي يمكن أن يتسبب في تسرب البكتيريا المعدية إلى داخل الجسم.
  • انسداد الأمعاء، وهو أقل مضاعفات قرحة الأمعاء شيوعًا.

يختلف مآل قرحة الاثني عشر بناء على شدة الأعراض لدى المريض عند تشخيصه بالمرض. بشكل عام، تعد معدلات الشفاء من قرحة الاثني عشر الناجمة عن تناول استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية عالية. [2،3]

أما قرحة الاثني عشر الناجمة عن عدوى الملوية البوابية، فسيعتمد شفاء المريض على التزامه بالأدوية للقضاء على العدوى بشكل نهائي. [2،3]

وللأسف الشديد، عادة ما تهدد تقرحات الاثني عشر الشديدة والتي تتسبب بثقب في الأمعاء حياة الفرد وتجعله أكثر عرضة لخطر المضاعفات المرتبطة بالعمليات الجراحية. [2]

[1] Tim Jewell. What Is a Duodenal Ulcer? Retrieved on the 4th of September, 2023.

[2] Quinones, G. A. O., & Woolf, A. (2023). Duodenal Ulcer. In StatPearls [Internet]. StatPearls Publishing.

[3] Amber J. Tresca. What Are Gastric and Duodenal Ulcers? Retrieved on the 4th of September, 2023.

[4] Jon Johnson. What are gastric and duodenal ulcers? Retrieved on the 4th of September, 2023.

الكلمات مفتاحية

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟
أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض الجهاز الهضمي

سؤال من أنثى سنة

في أمراض الجهاز الهضمي

علاج قرحة الاثنى عشر

علاج قرحة المعدة يختلف فى حالة وجود جرثومة المعدة (أحد أهم أسباب القرحة) عامة: الالتزام بنظام غذائى سليم و البعد عن التدخين و المسكنات و الشاى الكثير و القهوة الكثيرة و الصودا (المياه الغازية) العلاج الدوائى: قد تحتاج قرحة المعدة لعلاج يستمر من 3 شهور الى 6 شهور مع المتابعة و النظام الغذائى نبدأ ب PPI مثل بانتوبرازول( Pantazol 40 mg ) قبل الافطار و العشاء مع H2 Blocker مثل رانيتيدين ( Zantac 30 )قرص قبل الغذاء (فى حالة وجود قرحة المعدة مع جرثومة المعدة نحتاج الى العلاج الثلاثى Triple therapy بعد استشارة الطبيب المختص.

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
فوائد البقدونس مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
الفرق بين الحقن المجهري واطفال الانابيب مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية

food

قدر وجباتك واحتياجاتك الغذائية على الفور
احصل على تقدير استهلاكك اليومي من الطعام واتخذ خيارات أكثر صحة. جربه الآن
التقط صورة سريعة لوجبتك واكتشف محتواها من السعرات الحرارية بسهولة.

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض الجهاز الهضمي

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض الجهاز الهضمي